عزيز جدة
الحوار المتمدن-العدد: 2716 - 2009 / 7 / 23 - 05:05
المحور:
المجتمع المدني
تتوالى الضربات لأي مقوم قد يدعم السياحة الداخلية السعودية وتتزايد الخيبات يوماً بعد آخر من الهيئة العامة للسياحة والآثار والتي أصبحت قاب قوسين أو أدنى ملطشة للوزارات والإدارات الأخرى، فالخارجية تمنع إصدار تأشيرات سياحية إلا في أضيق الحدود، والداخلية تمنع إنشاء صالات للسينما، وهيئة الأوامر والنواهي تمنع ترميم الآثار وتسعى جاهدة لهدم بعضها، وإمارة عسير تمنع إقامة حفلات غنائية لا صلة للأمارة بها سوى المكان، بعد كل هذا وأكثر تأتي لنا الهيئة الموقرة وتدعو المواطن المكبوت المغلوب على أمره لقضاء إجازة سعيدة في ربوع الوطن!
أي سياحة والمواطن لا يستطيع الوقوف على آثار آبائه وأجداده، وأي سياحة التي لا يُسمح له فيها بالتعرف على ثقافات أجنبية تزور البلاد وتجوبها، وأي سياحة التي تمنعه من حضور صالات تُقدم الحرام وذات الحرام في بيت المسئول قبل المواطن! أي سياحة وهو يرى أكثر المرددين والمشجعين للسياحة الداخلية يقضونها خارج البلاد، ربما ليأتوا لنا بأفكار سياحية جديدة! ربما!
ألا تعلم الهيئة الموقرة أن المواطنين بأغلبيتهم من طبقة وسطى أقرب للطبقة الدنيا وهي بسياحتها في مصر وسوريا تقضي أضعاف المدة التي قد تقضيها في أبها الباردة وجدة الحارة لفُحش الغلاء!
جدة التي كانت تتبختر يوماً بدرة عروسٍ مصونةٍ من الهيئة أتاها البلاء أيضاً، فماذا بقي لجدة سوى بحيرةُ مسكٍ علها تستقطب بعوضاً مواطناً يسيح بين أرجائها!
لننظر إلى البحرين ودبي كمثال بجوها الحار والرطب لدرجة أنك تستنشق الماء في بعض أيامها وهي لا تستقطب السياح الأوروبيين فقط، بل حتى من بلادنا الحارة مثلهم والسبب بكل بساطة عدم تدخل كل من هب ودب في عمل دوائر السياحة هناك.
لم أجد أي حلول عملية لهيئة سياحتنا، فكل الطرق مسدودة والجميع متكالبٌ عليها، كلٌ بعذره والتي لا تخرج بمجملها عن الدين والعادات.
الحل الوحيد والذي قد يَدرُ مبلغاً جيداً ويوفر عن كاهلنا مصاريف لا طائل لها:
تقبيل الهيئة لأعلى سعر!
لكن من سيشتري!
#عزيز_جدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟