الندوة مدخل للمؤتمر الوطني للبحث عن مخارج الأزمات التي يتعرض لها الوطن

صابر فلحوط

الحوار المتمدن-العدد: 827 - 2004 / 5 / 7 - 06:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

عشية الاحتفال بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الجلاء المجيد، وبدعوة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، عُقدت صبيحة يوم 16/4/2004 بدمشق في فندق «البلازا» الندوة الوطنية حول: «المخاطر التي تواجه سورية، ومهام القوى الوطنية».. حضرها طيف واسع من الباحثين والشخصيات الوطنية. وفيما يلي مداخلة د. صابر فلحوط:



شكراً للسيد رئيس الجلسة وأسجل شكراً عميقاً لهذه الدعوة الكريمة والقيمة التي تجمعنا نحن هذه النخبة الخيرة من القادة والمفكرين والسياسيين والمثقفين في هذا البلد نتداعى لأمر هام. جاء في مقدمة الورقة المرسلة إلينا وهي كما يراه كل واحد منا في دعم حالة الضرورة في الارتقاء بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياسي في هذا البلد لنواجه العواصف والرواجف التي تحيط بنا. تابعت باهتمام المقدمة الرائعة للأستاذ قدري جميل وتمنيت أن أجد ثغرة فيها كي أعلق عليها أو فيها كصحفي فلم أجد حقيقة إلا أن أوافقه في كل كلمة تفضل بها، ولكن هناك ملاحظة حول أن أمريكا في أزمة هل نتوجه إلى مكة المكرمة ونتضرع إلى الله أن ينهي ازمة أمريكا كي نرتاح هنا وترتاح البشرية.

يقيني أن في أمريكا مخططاً ديمقراطياً كان الحاكم في البيت الأبيض جمهورياً وهذا المخطط وراءه اللوبي الصهيوني وراءه اليمين المتصهين ووراءه المسيحية المتصهينة، هذا المخطط ينفذه سيد البيت الأبيض كيفما كان لونه وشكله وطريقة مجيئه. أعتقد أننا كلنا يذكر أنه في مطلع الثمانينات كتبت صحفنا مانشيتات تقول «تصريحات القادة في أمريكا تقول أن حدود الأمن القومي الأمريكي هي أخر قطرة نفط في آبار الخليج» ولم ننتبه كسياسيين وقادة وأصحاب رأي وأولي الأمر وقهر وفقر في هذه الأمة أن لأمريكا مخططاً يجب أن تنفذه وجاءت بعده الأمور، حرب عراقية إيرانية دفع شعبنا ثمنها دماً ومالاً وتحولت خزائن الخليج بكاملها لتوضع تحت تصرف دكتاتور العراق وثم زين لهذا المنتصر في حرب الخليج بالمال الخليجي والتوجيه الأمريكي باحتلال الكويت، وكانت المأساة القومية الوحدوية بالفكر القومي في العمق تشير إلى أن مافعله في الكويت تأكد على مدى أجيال أنه لن نجد عربياً يأمن في أن ينام في خيمة مع عربي آخر إلا إذا كانت اصبعه على زناد مسدسه فتخرب الأمن القومي العربي وضرب الفكر القومي في الصميم باحتلال الكويت.

هذا هو مخطط أمريكا في المنطقة وجاء الاحتلال كنتيجة لهذه السياسة فأمريكا ليست في أزمة إنما نحن المأزومون على الدوام وأكبر دليل أن أكبر أصدقاء أمريكا في المنطقة العربية تعامله كأجراء صغار وصغار جداً وكلنا تابع التصريحات الأخيرة لسيد البيت الأبيض إزاء القضية الفلسطينية التي اعتبرناها وآمنا بها بأنها القضية المركزية لهذه الأمة للأجيال التي سبقتنا وربما للأجيال القادمة على مر الزمن.

الوضع الداخلي كما أشار الأخ العزيز الداعي لهذه الندوة في سورية شُخص بشكل رائع، وكلنا متفق على أن الوحدة الوطنية في سورية يمكن أن لانجد لها منافساً في الأقطار العربية الأخرى. ولكننا غير راضين عما نحن فيه الآن وإذا أعلنا رضانا فإننا نعلق أسباب هزائمنا القادمة إذا لم نتهيأ لهذا الذي يهددنا صباحاً ومساءً بعدو في الجولان وعدو في شرق أبو الشامات. لذلك فالأمم عندما تصاب بالخوف تلجأ إلى مخزونها، وهذا متوفر في بلدنا وحدة وطنية تاريخ وإرادة في مواجهة الأجنبي والمحتل وهذه ليست بمعجزات وعلينا أن لا نرتاح للقول أن لدينا جبهة وطنية تقدمية رمزاً للتعددية السياسية في بلدنا هذا صحيح ورائع وجميل لكن هذا غير كاف فشعبنا يحتاج إلى أن تتطور الجبهة أن تتعزز أن تقوى إلى أن تضم تحت جوانحها جميع المواطنين المناضلين والهيئات والشخصيات الاعتبارية القادرة والكفوءة على العطاء لتعزيز مسيرة الجبهة وبالتالي مسيرة التعددية السياسية في بلدنا.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل