أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رفيق جبارين - لماذا على أراضينا بالذات؟














المزيد.....

لماذا على أراضينا بالذات؟


رفيق جبارين

الحوار المتمدن-العدد: 164 - 2002 / 6 / 18 - 19:52
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 
والثمن الباهظ الذي سنضطر جميعنا إلى دفعه، إذا ما تدهورنا نحو المواجهات العنيفة، يلغي كل توفير في مصاريف اقامة السياج حسب الخطة الحالية.. 

 
أتفهم، مثل الكثيرين من معارفي وأصدقائي العرب في إسرائيل، منطق إقامة السياج الفاصل، ولا أعارض هذه الخطوة. ولكنني كمواطن في أم الفحم، أحتج على الخطة المتعلقة باقامة السياج في منطقتنا. فبدل إقامته على الخط الأخضر، أو إلى الشرق منه، تقرر أن يمر السياج المجاور لنا، داخل الخط الأخضر، على أراض خاصة تابعة لأهالي ام الفحم. ربما ينطوي ذلك على توفير في المصروفات وتسهيل عملية التنفيذ، لكن المقصود، حالياً، هو المس بحقوق الملكية الخاصة للمزارعين ومنعهم من التوجه إلى أراضيهم. وتحلق في الأجواء شائعات تقول أن الضرر سيكون مؤقتا وأنه سيتم بسرعة التوصل إلى اتفاق يرضي الجانبين، لكن التجربة تعلمنا أن الأمور المؤقتة يمكنها أن تطول لعشرات السنوات، كما يمكن أن تحدث خلالها أخطاء خطيرة.

في فترة الانتداب البريطاني، بلغ حجم أراضي أم الفحم، 150 ألف دونم. ومع قيام الدولة تمت مصادرة غالبية هذه الأراضي. وتم تكريس حصة الأسد من الأراضي المتبقية للبناء، لكنه لم يتجاوب مع المتطلبات. واضطرت الدولة، في نهاية الأمر، إلى تخصيص أراض تخضع لملكيتها، من أجل بناء مساكن للأزواج الشابة. إن مساحة الألف دونم التي يمكن للسياج الفاصل سلبها من أم الفحم، اذا ما أقيم حسب المخطط، تشكل شريحة كبيرة من الأراضي الزراعية للمدينة. فهذه الأراضي مزروعة الآن، بكروم الزيتون التي تشكل مصدر رزق لكثير من العائلات محدودة الامكانيات (وكثيرة الأولاد). ولا شك أن اخراجها من دائرة الفلاحة، سيزيد من نسبة البطالة والضائقة في المدينة، وسيزيد معها المرارة والإحباط والعداء للدولة ولمؤسساتها. ما زالت طرية في الذاكرة، الأحداث الدامية التي وقعت في مطلع اوكتوبر 2000. كما لم ننس المواجهات التي اندلعت قبل قرابة سنة، عندما حاولت الدولة مصادرة أراضي "الروحة" الواقعة في منطقة نفوذ أم الفحم، من أجل اقامة منشآت عسكرية. لقد وصلت الأمور في هاتين الحالتين، حد وقوع مواجهات عنيفة ودامية بين السكان وبين قوات الجيش والشرطة. وأصيب خلالهما عشرات المواطنين والجنود وأفراد الشرطة، وحتى تلاميذ المدارس الثانوية. فهل هذا هو ما نحتاجه ثانية؟

طبعا، يمنع تناسي أنه لا يمكن النظر إلى إقامة الجدار على هذه الألف دونم، المشار إليها، على أنه الخيار الواحد والوحيد. ولو كان الأمر كذلك، لكنا سلمنا بهذا الحكم السيء، من خلال الادراك بأن مصلحة الجمهور الواسع ومصلحة الدولة تستبقان المشاكل التي يمكن ان تواجهها أم الفحم. ولكن عندما يفهم الذكي أنه يمكن إقامة هذا السياج خارج هذه الألف دونم، لا يوجد أي سبب يجعلنا نسلم بهذه المصادرة، ولا يمكن، بالتأكيد، فهم لماذا ومن أجل ماذا يجروننا إلى هذا التورط المزعج والرهيب. وبالمناسبة، إن اجراء عملية حسابية بسيطة، يعلمنا أن الأضرار التي ستلحق بالأملاك، والثمن الباهظ الذي سنضطر جميعنا إلى دفعه إذا ما تدهورنا نحو المواجهات العنيفة، يلغي كل توفير في مصاريف اقامة السياج حسب الخطة الحالية.

هذا الأسبوع ستجتمع لجنة المتابعة العليا لعرب إسرائيل، بحضور أصحاب الأراضي، لمناقشة الوضع وبدء النضال. ومن المناسب أن تقوم حكومة إسرائيل، عشية هذا الاجتماع، باعداد مقترحات لاتفاق يتجاوب مع المتطلبات الأمنية للدولة، ويمنع التسبب بمعاناة زائدة لسكان أم الفحم. ومن المناسب جداً إعداد الدواء قبل الداء.

* كاتب المقال هو محام من سكان أم الفحم. 



#رفيق_جبارين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سيناتور روسي يعلق على ملاحقة مؤسسة كلوني للصحفيين الروس
- ملياردير ياباني مشهور يلغي رحلته المقررة حول القمر ويعتذر لل ...
- صواريخ روسية تقصف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا وتُخلف 1 ...
- اعتداء مانهايم- مخاوف من تصاعد العنف السياسي في ألمانيا
- إعادة فتح بوابة الدافنية غربي مدينة مصراتة الليبية بعد 6 أيا ...
- -القسام- تنشر مقطع فيديو جديدا يوثق عملية استدراج جنود إسرائ ...
- سلطات كييف: محطة -دنيبرو- الكهرومائية في حالة حرجة
- الاستقالات المرتقبة لغانتس وآيزنكوت تثير قلقا كبيرا في إسرائ ...
- الخارجية الأمريكية: لم يتغير وضع زيلينسكي بالنسبة لواشنطن بع ...
- دمار هائل في مخيم جباليا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي (صور) ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رفيق جبارين - لماذا على أراضينا بالذات؟