|
14 تموز- هموم مؤجلة
حسن مشكور
الحوار المتمدن-العدد: 2709 - 2009 / 7 / 16 - 08:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لايختلف التفسير لااحداث الرابع عشر من تموز اذا كان صعودا او هبوطا فالمحصلة اننا انتهينا في الهاوية 14 تموز ارادة وفعل من ؟؟ هل هم حفنة العسكر الذين راينا فيهم الطريق الى الهدف ومنحوا صفة " العامل الذاتي للثورة ؟ ام هو التخبط الاهوج الذي اضاع سلطان العقل والذي منحناه صفة "العامل الموضوعي للثورة " ؟ هل من احد يدلني على عدد الدرجات التي صعدها العراق في سلم التطور ليوفر القاعدة لبنى اجتماعية جديدة اين هي ؟؟ كي نستطيع القول ان العامل الموضوعي للثورة متوفر بغية الحفاظ على المنجز وعلى المرحلة التي توفر لهذا المنجز الديمومة للانتقال الى درجة اعلى في سلم البناء والتقدم في الرابع عشر من تموز / 1958 دخلنا عصرا دمويا اكملة امتداده الطبيعي انقلاب شباط /1963 عصران لم يستطيعا ان يصلحا حالهما ولو قليلا اليوم نعيش التناقض المدمر قيم البعض فترة العهد الملكي بانها افضل بكثير من العهد الجمهوري بشقيه القاسمي والبعثي وهذا يعني تفوق الماضي على الحاضر الجديد وفي حركة التاريخ لاياتي الجديد الا ليعلوا على القديم كي يتسلسل التاريخ في حركة صاعدة وبهذا لانستطيع ان نضع الرابع عشر من تموز في متسلسل الحلقة بكونه صعودا الى الاعلى على وحدة قياس التاريخ اي درجة التقدم ونعني بالتقدم هنا هو الشكل الحضاري وفروعه المتمثلة بالمنجز العلمي والفني والادبي والعمراني ودعونا هنا ان نسوق مدينة الثورة كمثال والتي يتباهى البعض بانه منجز " عظيم " في الواقع مدينة الثورة هي نتاج احداث 14 تموز المدمر وليس انجاز بكونه مجمع سكني ضم فلاحي الجنوب العراقي ومجمع يفتقد الى ابسط المستلزمات التي تليق في العيش فلقد عشت في مدينة الثورة لااكثر من عشرين عاما قادما من ارياف ناحية الكحلاء / محافظة العمارة فمن الخطا ان تكون مدينة الثورة هي منجز في ميدان التطور الاقتصادي وارتفاع مستوى المعيشة انه البؤس المتمثل في " افران خبز ابوعانه " وانه اسى للعقلية التي لازلنا نتخبط بظلامها . التقدم كما اسلفنا هو الشكل الحضاري وهذا يعني ان يكون الحاضر افضل من الماضي ولكن كيف جاء الاستثناء في الحالة العراقية اذا كانت " ثورة14تموز " جاءت على اساس توفر الظروف الذاتية والموضوعية وذا كان ذلك صحيحا لااستطاعت " ثورة 14 تموز من حماية نفسها والاستمرار في طريقها قبل ان تغترب عن ماهيتها وتسقط وتمضي البلاد في صراع دموي دموي قائم الى حد اللحظة صراع قادته كتل عسكرية همجية والنهاية اصبحت كل البيوت في العراق ثكنات عسكرية او امنية وخاصة بعد صعود حزب البعث / الجناح الفاشي الذي ساهم في انقلاب 14تموز للحكم في العراق فسروا لنا لماذا سميت مدينة الناصرية مدينة " المليون عريف " الموضوع ليس طرفة انه حالة الخراب التي سرت في المجتمع العراقي وذلك بعسكرته !!! والان دعونا نقيس تطور البنى الاجتماعية في العراق في نهاية الخمسينيات وهل حقا وصل العهد الملكي الى مرحلة اصبح فيها وجوده عائقا امام تطور البنى الاجتماعية ولذا لابد من ازاحته لتاخذ هذه البنى في الصعود الى الاعلى واذا كان ذلك صحيحا لما كان للعسكر ان ياتوا ويحطموا النمو القائم في تشكيل الطبقة الوسطى وليحلوا محلها وهذا التدمير للطبقة الوسطى الناشئة جلب على العراق كل هذا الخراب ومن نظرة الى واقع العراق الملكي كانت الحياة اكثر ازدهارا وكان هناك رقي في العلاقات الاجتماعية وهذا معكوس في حياة الناس اليومية حيث حرية المراة والتعليم المختلط وسيادة القانون واحترام موسسات المجتمع المدني على قلتها ارتباطا بالمرحلة على عكس مانراه اليوم فنحن في حفرة الحضيض الغير مدرك في عراق 14تموز هو الصراع الذي نشب داخل الموسسة العسكرية التي جاءت بالانقلاب لم تسعف طيبة ووطنية عبد الكريم قاسم ذلك وقدم هو اللاخر حياته ثمنا لهذه المغامرة الطائشة وبعيدا عن التحليلات التاريخية بتوفر الظرف الذاتي والموضوعي ولانجد لمثل هذا التصور حالة الا في "كمونة باريس " بعدها كل الذي حصل هي انقلابات دموية قادها العسكر بما فيها _ ثورة اكتوبر الروسية عام 1917 فدكتاتورية البرولتياريا ونظام الديمقراطية الشعبية هي اوهام تجد كتب لينين معباْه بها فا نقلاب 1917 في روسيا وانقلاب 1952 في مصر وانقلاب 1958 في العراق ماهي الا محاولات حفنة من العسكر المغامرين لكسر انف الواقع ولكنهم اخفقوا وظلت البنى الاجتماعية امينة لواقعها وفي هذا المسار الخاطئ سالت دماء كثيرة ودمرت بنى وقيم كان لها ان تضع العالم في مسار افضل والثمن الباهض دفعته شعوب العالم الثالث
تموز /2009
#حسن_مشكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيادة العراق.....النظرة المبتورة....
المزيد.....
-
إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب
...
-
-أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي
...
-
وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
-
ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في
...
-
دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على
...
-
-عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
-
مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم
...
-
دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب
...
-
انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض
...
-
الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|