أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع ألآلوسي - بلا تردد














المزيد.....

بلا تردد


بديع ألآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 2705 - 2009 / 7 / 12 - 01:56
المحور: الادب والفن
    


الصخور الصلدة التي تعمدت بضوء سميك وعميق لم تستفق من غفوتها / الرجل ذو السحنة الخضراء بقى ممددآ على الحصى / المياه التي تترك الأجواف تتدفق نحو بحيرة (اللذة ) بسخاء لاتعكس غير صفحة السماء / الرجل الذي ركبه القلق كان وحيدآ في رصد هذا العالم من زاوية مغايرة / البشر الباحثون عن السعادة والرخاء ينتشرون على حافات المياه الباردة / رجل القلق بدأ يرمي البحيرةَََ بالحصى / المرأة الجميلة بعصاب رأسها التركوازي لم تتوقف عن شحن المكان بالغنج / هواجس كثيرة جالت في مخيلته قال : هل ستحزن (شقرائي الصغيرة ) حين تعلم ما أنوي القيام به ؟ / الفتاة التي عَرّت صدرها النافر كانت في البحيره كحورية الأرق الشاردة / قال لصديقته قبل ثلاثة ايام :عجبي على بني البشر يتشبثون بالحياة مع علمهم المسبق انهم سيموتون لا محالة / الكلاب التي راحت تتبول على كل شيء قد أخذها الضجر / منذ سنين والهاجس الغريب يحز في أعماقه / أزعجه الذباب اللجوج/ ألمرأة التي تجاوزها الخريف راحت تلهو بالطين , صانعةً لعبآ مدهشة / الشمس تعطي من روحها بكل كرم / رجل القلق قفز في الماء / العوم بكل الاتجاهات دلالة على الفوضى الداخلية / الكل يلهو ها هنا / برودة الماء أوحت له بأن الحياة رغم سخافاتها تستحق ان تعاش / طفل الماء بقي وحيدآ هائما مع السمكات الذهبية / هل سيتفاجأ أصدقائي المقربون ؟ / سيرددون حتمآ : كان أحمقَ / لعب مع صديقته الشطرنج قبل ساعات , كانت الخسارة مِن حظه / الاطفال الذين يلهون بصيد الضفادع راحوا يتراشقون بالحصى والكلام / طلب من صديقته ان تصطحبه الى البحيرة , قالت : انت حقآ غريب الأطوار... من يخرج في هذا الجو الخانق ؟/ الوحده الشاملة بعقمها تدفعه الى انجاز ما هو مؤجل / لم يتردد في القول : اشعر بالملل والاختناق / ضحكه البليد كان لكسر هاجس الخوف / اندهش الحاضرون / تسلل بين الأحراش والشجيرات / كان غارقآ في رصد التفاصيل / قال : الحياة لاتحمل في طياتها أي هدف / الخوف الأجوف بدأ يثقل خطاه / تسلق ، بصعوبة ، القطعَ الصخري حتى الأعالي / قال : سحقآ للحياة إنها ستتواصل من بعدي / تذكر أنَ ساعته توقفت منذ يومين /أ لقى نظرته الأخير على الشمس الغاربة , ليردد :كم أنت ساحرة / نظر الى الهاوية / فراغ الروح أغرق قلبه بالفجيعة / صرخ مرددآ : زمن سخيف ، لم أجد من يصغي إلي / غربت الشمس , كانت كل الحقائق والقوانين ليست في صالحه / بلا تردد حسم أمره نحو الفراغ / كاسرآ رتابة وتناقضات الزمكاني .

لم يلحظه حينها غير الطفلة ذات العينين الرماديتين التي فاجأت امها بالنبأ: أنظري , أنظري ، ماما ، هنالك رجل يطير.



[email protected]



#بديع_ألآلوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث وتنائية الأصالة والحداثة
- تأملات في مل قبل النصب وما بعد الحرية


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع ألآلوسي - بلا تردد