أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - اسحاق الشيخ يعقوب - المرتكسون في وهج الحداثة















المزيد.....

المرتكسون في وهج الحداثة


اسحاق الشيخ يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 163 - 2002 / 6 / 17 - 18:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



الحياة بطبيعتها تفتح وتجدد واحتكاك وتلاقح•• وهو ما يتخلق في الكائنات المادية والروحية•• وفي فعلها وتفاعلها منذ الازل! ومنذ فجر التاريخ•• والانسان يسعى الي استثمار هذا التفتح•• بالتجدد والاحتكاك والتلاقح لتطوره وسعادته•• وقد اكتشف مبكرا بطبيعة كأنيته العملية والعقلية•• جدل تناقص الانفتاح والانغلاق في مسيرته العملية والفكرية•• وكان الانغلاق جهل وتخلف وعبودية وموت•• والانفتاح معارف وتقدم واكتشافات وتحرر وحياة• وكانت طبيعة حب البقاء والتشبث بالحياة•• تثير لديه غائية التجديد والاكتشاف والتطور•• والذي لا يمكن ان يأخذ مجراه الطبيعي الا يتجاوز الانغلاق الى الانفتاح•• وقد ادركت شعوب وأمم•• هذا المنحى التاريخي في الانفتاح والتجدد ونهضت•• وتخلفت شعوب وامم كثيرة•• اذ انها اضحت تراوح في ارتكاسات تخلفها وانغلاقها• ولقد اصبح رهان الشعوب على الحداثة او القدامة•• على الانفتاح او الانغلاق•• على التقدم او التخلف على الموت او الحياة•• وكانت المجتمعات المدنية الناشئة تستمد ضرورة تطورها من ظاهرة الحداثة•• التي اصبحت المحك الذي لا مفر منه•• امام مفاعل العولمة في تكريس شرعيتها وتفعيلها في المجتمع•• واكتساب تقنيتها من المجتمعات الغربية وفي تجاربها التاريخية في هذا الميدان•• ان توأمة وتنسيج الف باء مجتمعاتنا المدنية مع المجتمعات المدنية الغربية العريقة في الديمقراطية والتعددية•• وهيئاتها الفكرية والانسانية•• اصبحت ضرورة لنا•• للتعلم والاستفادة من تجارب هذه المجتمعات المتقدمة•• واقتباس الركائز السياسية للحداثة في تفعيل المجتمع بالديمقراطية والانتقال من الانغلاق الى الانفتاح•• الانتقال من الحكم الفردي ولعنة الدكتاتورية الى دولة القانون والمؤسسات•• حيث تتوزع المهمات والادوار والنشاطات وتتفاعل الارادات في الاشخاص وتترافد القنوات المجتمعية•• لتصب في مصب واحد من الشعب ولخدمة الشعب•• وتصبح ادارة السلطة متناول نشاطات الجميع بشكل عقلاني•• وفقا لتمايز الادوار والنشاطات!! ان العمل المؤسساتي يترسخ قلبا وقالبا في المجتمع المدني•• اذا استمد هيمنته الديمقراطية في تهميش واقصاء القوى اليمينية المتطرفة والارهابية والفاشية والاصولية•• من مرافق المجتمع الحساسة كالاعلام والتعليم والمعاهد التربوية•• وهذه القوى•• ترتكز على شعبيتها الاصولية وتمددها السياسي والفكري والطائفي من مخزون الاوهاد الانغلاقية والاستبدادية والمفاهيم الماضوية البغيضة•• ومن واقع الانغلاق المذهبي والطائفي•• الذي يعطى القدسية کللفقيهŒ بتعويم رأيه فوق الجميع وتهميش جميع الاداور انه الكل في الكل•• والمؤسسة شيء ثانوي من الكل وفقا لمزاجيته المصلحية والمذهبية والوجاهاتية (!!!) ويصبح العجب عجبا•• امام قوم يتمتعون باحدث التقنيات الصناعية الغربية•• ويتنافسون في اقتناء الادوات والاجهزة والامتعة والمواد الغذائية والاستهلاكية•• التي افرزتها ادمغة وعقول مجتمعات الحداثة وما بعد الحداثة في المجتمعات الغربية•• وهم يقفون سدا منيعا بفتاويهم ضد الافكار والعقول والثقافات والحضارات التي انتجت هذه العلوم والمعارف والتجارب التقنية والتي شكلت اللبنات الاولى لهذه الحضارات والثقافات الانسانية!! لقد افرزت مجتمعات الانفتاح لا مجتمعات الانغلاق هذه الحضارات الغربية•• التي اذهلت العالم في تقدمها الثقافي والتكنلوجي وفي ادارة مجتمعاتها على قواعد من الحرية والديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان!! ان الخروج من اوهاد الانغلاق والتخلف والصعود بالمجتمع نحو الانفتاح هي مسئولية حكومات ومنظمات واحزاب وقوى وجمعيات وهيئات مجتمعاتنا المدنية بالعمل على الاقتباس (وليس النقل) والتنسيق والتمازج الثقافي والفكري مع مؤسسات المجتمعات المدنية الديمقراطية الغربية•• المتفاهمة في تقارب وتفعيل الادوار الاجتماعية وفقا للتعددية وتداول المهمات والشفافية والتنوع في المواقف الفكرية وحرية النقاش• ان المؤسسات المدنية تشكل نبض المجتمعات المدنية•• حيث تتجدد قياداتها في مؤتمراتها كل سنة•• وتقوم بحقن هذه الجمعيات والمؤسسات بالدماء الشابة وتدفع بالشباب الى قياداتها•• والتدريب على النقاش الحر في النقد وابداء وجهات النظر بحرية وديمقراطية تامتين!! وتساهم بعض البلديات في تخصيص نشرات دورية للتعبير عن ارائها وتوجيه ملاحظاتها فيما يخدم المجتمع المدني وتفعيل مؤسساته• ان الديمقراطية الداخلية في المجتمع المدني وفي مؤسساته•• يجعل المجتمع مجتمعا من المواطنين الاحرار المتساوين في الحقوق والواجبات نساء ورجالا امام القانون•• وفي اثارة الحماس لدى بعض الافراد الهامشيين وذوي الخصوصية الفردية واللا مبالية بالعمل على الانخراط في الجمعيات بغرض خدمة المصلحة العامة!! يقول: الكاتب التونسي (العفيف الاخضر) کبأن هذه الديمقراطية الداخلية أعطت للمجتمع المدني الفرنسي حيوية وفعالية وجعلته كأي مجتمع ديمقراطي مجتمعا من المواطنين الاحرار والمتساوين امام القانون ک8 من 01Œ من الفرنسيين معنيون بالجمعيات كمنخرطين كمتبرعين او كمتطوعين•• وهكذا تلعب الجمعيات دور المنشط للحياة الديمقراطية•• وغالبا من يشاركون في الانتخابات خصوصا البلدية من اعضاء الجمعياتŒ• لقد كانت تجربة الانتخابات البلدية للمرأة البحرينية•• كتجرع الدواء المر!! وقد ساهم في الوقوف ضد نجاحها القوى المنغلقة•• التي تتوجس الخشية من صعود المجتمعات المدنية•• والتي لا يمكن لهذه المجتمعات ان تشق طريقها السوي•• دون مساهمة المرأة من حيث انها نصف المجتمع!! وقد ازداد نشاط الجمعيات الفرنسية كما يقول العفيف الاخضر ـ کبالمطالبة بالمساواة بين الجنسين في العالم وبالمناصفة بين الرجال والنساء في قوائم الترشيح للانتخابات الامر الذي يستحث المعنيين بواقع التوجه نخو الحداثة بالعمل على تشريع المناصفة بين الرجال والنساء في قوائم الترشيح للانتخابات بصورة عامة•• والعمل على وضع كوابح ومصدات لرياح الظلاميين العاتيه في تجاوزاتهم على حقوق المرأة!! تقول: ج• كوستالاسكو کلا يوجد اصلاح تشريعي لم يستند على مقترحات قدمتها الحركة الجمعياتيه مثل قانون مكافحة الاقصاء الاجتماعي•• وقانون مكافحة سوء معاملة الطفولة•• وكذلك القوانين المناهضة للعنصرية وقوانين حماية البيئة•• وان الحركة الجمعياتية تسقي النقاش الفكري•• وتستحث على تطور العادات والذهنياتŒ• ان اهمية الحداثة انها تنبش الاحداث وترج المياه الراكدة بالسكوت والمسكوت عنه•• وتخرجه الى سطح المفكر فيه•• فالجواب لا يتشكل مفهوما•• اذا كان السؤال محضورا!! ولا سبيل الى حل مشاكل المجتمع•• اذا لم تكن المشاكل الاجتماعية رهن حرية النقاش وتعدد الاراء بالصوت المسموع!! ان مهمة المجتعات المدنية العربية العمل على نبش ما هو مسكون عنه•• وتفعيل ما هو مفكر فيه•• وهي مهمة سياسة وثقافية ترتكز على الوعي الارادي تجاه ترويض العقول والنفوس التي تتمترس خلف ردوم ماضوية الانغلاقات الفكرية والروحية• المتحجرون الانغلاقيون والظلاميون يتجمعون ويتوحدون بعض النظر عن مشاربهم المذهبية•• ويقفون عقبة كأداء في وجه الحداثة ومؤسسات المجتمع المدني ودولة القانون•• وازعم ان بناء المجتمع المدني يأخذ طريقه الصحيح بالعمل على تحرير اجهزة التعليم بمختلف مراحله واجهزة الاعلام من سيطرة ونفوذ تيارات التأسلم المناهضة للحداثة•• والتوجه الى نمذجة مؤسساتنا وجمعياتنا المدنية بنماذج المؤسسات والجمعيات المدنية الغربية•• التي لها خبرة متقدمة بما يمس المجتمعات المدنية ومؤسساتها• ولا غرو فان العامل الخارجي بفضل ثورة الاتصالات والمعلوماتية اصبح اداة تلاقح ثقافي ومعرفى في تحديث المجتمعات المتخلفة ودفعها على قضبان مسارات الحداثة• عبثا يتشدد البعض•• ويتكلس امام بقايا الاطلال•• بحجة الاصالة والخصوصية والمذهبية والهوية•• وان في ذلك مغالطة واضحة•• لان الاصالة والهوية والمذهبية•• تنغلق في واقع حركة ماضوية ازمتها•• ويذهب ريحها اذا انبترت عن حركة المعاصرة والحداثة والتجديد•• وقد انطلقت الهند واليابان على قضبان الحداثة الغربية•• ولم يبحثا عن خصوصية کحداثةŒ تمسك بمفاصلها تقاليد الاصالة والقومية والمذهبية•• بل يممتايمة الحداثة الغربية بملء ارادتيهما• ويرى البعض ان من احد اسباب ارتكاسات اقتصاديات کنمورŒ جنوب شرق اسيا•• تمثل في استمرارية التقاليد والعادات المناهضة لروح الحداثة!! ومنذ الازل كانت عجلة تاريخ المجتمعات البشرية•• تدور على رحى التلاقح الثقافي والتبادل المعرفي والتأثير والتأثر بين العوامل الداخلية والخارجية!! عبثا يقف المتنطعون للحداثة والمبتهجون بليل التاريخ امام رياح الحداثة والتصدي الى صعودها• اهل الظلام يبيحون اقتباس وتقليد الاصالة انىّ كانت•• ويحرمون اقتباس وتقليد الحداثة انى كانت•• بالرغم من ان سنن الحياة الاقتباس والتقليد فالاطفال يقلدون الاباء والامهات والاخوات ومن يكبرهم سنا•• وما التقاليد والعادات الا حالات اجتماعية يتناقلها الناس•• وكذلك تقليد المجتمعات الأكثر تخلفا للمجتمعات الأكثر تطورا وهو ما عرف على وجه الارض وفي شتى المجالات الفكرية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وخلافها• لقد اقتبست المجتمعات العربية من المجتمعات الغربية الاعلام والتعليم والرواية والبحوث العلمية وجمعيات حقوق الانسان•• التي تلعب دورا مهما في تحريك مياه المجتمع وتنقيته من مخلفات ابو جعفر المنصور الذي قال کايها الناس ان الله ملكني اموالكم ورقابكم•• فان شئت قبضت•• وان شئت بسطتŒ• ان المجتمع المدني يشكل شبكة واسعة من الجمعيات التي تضطلع باستقلالية تامة عن الدولة•• وتلعب دور الوسيط الحر والنزيه لتقنين العلاقة الوطنية والانسانية بين الحاكم والمحكوم ان نشر وتوسيع وتنويع جمعيات حقوق الانسان في المجتمع•• يضطلع باهمية فائقة في تعزيز المجتمع المدني على طريق الحداثة ودولة القانون•• وقطع دابر قوى الارتداد والارتكاس الذين يمسكون بعقولهم ويتنفسون بصدورهم ظلام وتخلف عادات وتقاليد القرون الوسطى• ان ضمير وشرف الحداثة•• يستهدف:

 1 - ضرورة نشر المؤسسات المدنية

 2 - تطعيم المجتمع وتنويعه بجمعيات حقوق الانسان•

 3 - اقامة المجتمع المدني•

4 - تشكيل دولة القانون وقد اصبح هاجس الحداثة•• الهاجس الأكثر الحاحا•• ومفخرة لدى الحاكم والمحكوم في مملكة البحرين الفتية•• والأكثر الهاما لدى دول الخليج!!



#اسحاق_الشيخ_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - اسحاق الشيخ يعقوب - المرتكسون في وهج الحداثة