30 حزيران ... بداية الطريق نحو السيادة الوطنية

مسلم عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 06:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

في الثلاثين من حزيران بدأت القوات الامريكية والقوات المتحالفة معها بالانسحاب من المدن العراقية انها بادرة جيده ويوم يذكر في تاريخ العراق وهذا اليوم يسميه البعض (( يوم السيادة الوطنية )) انا اعتقد ان هذا المصطلح مبالغ فيه بعض الشيء , نعم انه يوم تاريخي لكنه حسب رأيي (( بداية الطريق نحو السيادة الوطنية )) وهذا الطريق صعب ومملوء بالعقبات و(الالغام) ولا يتجاوزه العراقيون الا بتحمل المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم للحفاظ على استقرار وامن البلد بتكاتفهم والتفافهم بعضهم على البعض الآخر لسد الثغرات التي ينفذ منها الارهابيون والطائفيون لحقيق مأربهم الخبيثة بشق الصف الوطني لتنفيد اجندات خارجية واشاعة الفوضى في البلد والحصول على بعض المكاسب الشخصية .
ان تحقيق السيادة الوطنية ياتي بعد ان ينبذ السياسيون العراقيون الخلافات الفئوية والحزبية ويتوجهو لبناء العراق والحفاظ على امنه وسيادته مفوتين الفرصة على من يريد التدخل بالشأن العراقي من دول الجوار وغير الجوار وان لا يعطوا ذريعة للقوات الامريكية للتدخل مرة اخرى بحجة الوضع الامني .
لو نظر السياسيون بواقعية الى السنوات الست الماضية واستفادوا من التجارب السابقة لوجدوا ان الاستقرار مرهون بالابتعاد عن التصرحات الطائفية والاصطفافات الفئوية والسعي نحو تحقيق المكاسب الحزبية والشخصية والعمل على تعطيل العملية السياسية بحجج واهية نابعة من خلافات حزبية لو ترك السياسيون ذلك وانتبهوا الى ان العراقيون كلهم في سفينة واحدة اذا غرقت لا ينجو منها احد . وليعلم هؤلاء الذين يدّعون ( المقاومة ) او اولئك الذين ( يتحدثون بأسم المقاومة ) ان المقاومة الحقيقية هي المساهمة في بناء العراق والمساعدة على استقراره وليس قتل العراقيين الابرياء في الاسواق والشوارع ولا يستغرب احد اذا سمع ان انسحاب القوات الامريكية جاء نتيجة لضربات (( المقاومة )) فالكل يعلم بانها شعارات فارغة يراد بها الظهور و(( انها شنشنة نعرفها من أخزم )) .
ان هذا الانسحاب نتيجة الارادة الوطنية للعراقيين وسعيهم نحو تحقييق الديمقراطية وثمن تقديم الاف الشهداء على مذبح الحرية.
وقد نجد الكثيرين غير مسرورين بهذا الانجاز العراقي وخاصة حينما يسمع بعضهم الجنود العراقيين في البصرة يغنون ب(( يا كَاع اترابج كافوري , عالساتر هلهل شاجوري )) ونرى اخرين يسوئهم ان يروا " الصفويين " (( كما يسمونهم )) يمسكون بزمام الامور في بغداد.
وعلى الرغم من هذا وذاك فانه سياتي يوم تتحق فية السيادة الوطنية الكاملة بخروج اخر جندي من تراب العراق ونرى قرارات عراقية نابعة من روح وطنية لا تشوبها تدخلات خارجية او ضغوطات اجنبية ويوم نجد العراق حاظر بقوة في مكانه العربي والدولي بهمة العراقيين الشرفاء.
مسلم عباس – العراق

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل