أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - أنطون بانيكوك - أنطون بانيكوك / الملكية العامة و الملكية الجماعية ( 1947 ) - ترجمة : مازن كم الماز















المزيد.....

أنطون بانيكوك / الملكية العامة و الملكية الجماعية ( 1947 ) - ترجمة : مازن كم الماز


أنطون بانيكوك

الحوار المتمدن-العدد: 2695 - 2009 / 7 / 2 - 09:45
المحور: الارشيف الماركسي
    


أنطون بانيكوك * 1947
الملكية العامة و الملكية الجماعية

إن الهدف المعلن للاشتراكية هو أن تنتزع وسائل الإنتاج من أيدي الطبقة الرأسمالية و تضعها في أيدي العمال . يجري التعبير عن هذا الهدف أحيانا كملكية عامة , و أحيانا كملكية جماعية لأدوات الإنتاج . لكن هناك فرق هام و أساسي بينهما .
الملكية العامة , أي حق التصرف , من خلال هيئة عامة تمثل المجتمع , بواسطة الحكومة , سلطة الدولة أو هيئة سياسية أخرى ما . و الأشخاص الذين يشكلون هذه الهيئة , السياسيون , الموظفون الرسميون , الأمناء , المدراء , كسادة مباشرين لمنظومة الإنتاج . أي أن يديروا و ينظموا عملية الإنتاج , يأمروا العمال . أما الملكية الجماعية فهي حق الإدارة ( أو التصرف ) من قبل العمال أنفسهم , أن تكون الطبقة العاملة نفسها – مأخوذة في أوسع معنى لكل من يشارك في عمل منتج بالفعل , بما في ذلك الشغيلة , المزارعين , العلماء – هي السيد المباشر لمنظومة الإنتاج , تدير , توجه , و تنظم عملية الإنتاج , التي هي بالفعل عملهم المشترك .
تحت الملكية العامة ليس العمال سادة عملهم , إنهم يعاملون بشكل أفضل و قد تكون أجورهم أعلى مما هي تحت الملكية الخاصة , لكنهم ما زالوا عرضة للاستغلال . لا يعني الاستغلال ببساطة ألا يحصل العمال على كل الإنتاج الذي ينتجونه , فهناك جزء هام منه يجب أن يصرف على منظومة الإنتاج و على أقسام غير منتجة و لكنها ضرورية من المجتمع . يتمثل الاستغلال في أن آخرين , الذين يشكلون طبقة أخرى , يملكون حق التصرف بالإنتاج و توزيعه , أنهم هم من يقرر أي جزء يجب تخصيصه للعمال كأجور , و أي جزء يجب أن يستبقوه لأنفسهم و لأغراض أخرى . في ظل الملكية العامة يعود كل هذا إلى تنظيم عملية الإنتاج , التي هي وظيفة البيروقراطية . هكذا فإن البيروقراطية كطبقة حاكمة في روسيا هي سيدة الإنتاج و نتاجه , و العمال الروس هم طبقة مستغلة .
في البلدان الغربية إننا نعرف فقط عن الملكية العامة ( في بعض فروع ) الدولة الرأسمالية . هنا يمكننا أن نقتبس من الكاتب الاشتراكي الانكليزي المعروف ج. د. ه. كول , الذي تتطابق عنده الاشتراكية بالملكية العامة . كتب كول :
"لن يكون الشعب بمجمله أكثر قدرة لإدارة صناعة ما من الهيئة الكاملة لمالكي الأسهم في شركة كبرى معاصرة ... سيكون من الضروري , في ظل الاشتراكية كما هو ضروري تحت الرأسمالية الكبيرة , تفويض الإدارة الفعلية للشركة الصناعية لخبراء يتقاضون أجورا لقاء ذلك , يتم اختيارهم بسبب معرفتهم المتخصصة و قدرتهم في فروع معينة من العمل" ( ص 674 )
"لا يوجد سبب للافتراض أن تأميم أية صناعة سيعني تغييرا كبيرا في هيئتها الإدارية" ( ص 676 من مخطط المعرفة المعاصرة للدكتور دبليو. روز 1931 ) .
بكلمات أخرى : ستبقى بنية العمل الإنتاجي كما هي في الرأسمالية , سيبقى العمال خاضعين للمدراء الذين يأمرونهم . من الواضح أنه لم يخطر على بال الكاتب "الاشتراكي" أن "الشعب بأكمله"يتألف في الأغلب من العمال , الذين هم أشخاص قادرين بالفعل على إدارة الصناعة , كونهم أشخاصا يقومون بالإنتاج , و التي تشكل عملهم الخاص .
كتصحيح للإنتاج الذي تسيره الدولة تجري المطالبة أحيانا بإدارة عمالية . هنا , أن تجري المطالبة بالإدارة , التوجيه , من قبل شخص أعلى يدل على المزاج الخاضع لكائنات عاجزة تتعرض للاستغلال . و عندها يمكنك أن تسيطر على عمل شخص آخر , أما عملك الخاص فأنت لا تريده أن يخضع لآخرين , تقوم به أنت . العمل المنتج , الإنتاج الاجتماعي , هو العمل الأصيل للطبقة العاملة . إنه مضمون حياتهم , و نشاطهم الخاص . يمكنهم أن يهتموا بأنفسهم إذا لم توجد هناك قوة شرطة أو دولة لتمنعهم من ذلك . لديهم الأدوات , الآلات في أيديهم , إنهم يستخدمونها و يديرونها . إنهم لا يحتاجون سادة ليأمروهم , و لا أموالا تتحكم بالسادة .
الملكية العامة هي برنامج "أصدقاء" العمال الذين يريدون أن يستبدلوا الاستغلال القاسي للملكية الخاصة باستغلال أكثر اعتدالا و معاصرة . أما الملكية الجماعية فهي برنامج الطبقة العاملة نفسها , نضالها في سبيل تحررها الذاتي .
إننا لا نتحدث هنا بالطبع عن المجتمع الاشتراكي أو الشيوعي في مرحلة لاحقة من التطور , حيث سيجري تنظيم الإنتاج بحيث لن توجد هناك أية مشاكل , حيث نتيجة لوفرة الإنتاج سيأخذ كل فرد حسب رغباته , و ستختفي فكرة "الملكية" بالمجمل . إننا نتحدث عن اللحظة التي ستستولي فيها الطبقة العاملة على السلطة السياسية و الاجتماعية , و تقف في مواجهة مهمة تنظيم الإنتاج و التوزيع تحت أكثر الظروف قسوة أو صعوبة . الصراع الطبقي للعمال في الأيام الحالية و في المستقبل القريب سيتحدد بقوة من خلال أفكارهم عن الأهداف المباشرة , فيم إذا كان سيجري العمل على تحقيق الملكية العامة أم الجماعية في ذلك الوقت .
إذا رفضت الطبقة العاملة الملكية العامة مع ما تعنيه من عبودية و استغلال , و طالبت بالملكية الجماعية و معها حريتها و إدارتها الذاتية , فإنه لا يمكنها أن تفعل ذلك دون أن تحقق ما تتطلبه من ظروف و أن تنهض بواجباتها . تعني الملكية الجماعية للعمال , أولا , أن كل المنتجين هم سادة وسائل الإنتاج و يستخدمونها بنظام جيد التنظيم من الإنتاج الاجتماعي . تعني ثانيا أنه في كل المصانع , و المعامل و الشركات سينظم الناس عملهم المشترك كجزء من الكل . لذا عليهم أن يخلقوا أدوات يوجهون من خلالها عملهم هذا , كأفراد , بالإضافة إلى الإنتاج الاجتماعي عموما . لا يمكن لمؤسسة الدولة و الحكومة أن تخدم هذه الغاية لأنها في الأساس أداة للهيمنة , و لأنها تركز الشؤون العامة في أيدي مجموعة من الحكام . لكن الشؤون العامة في ظل الاشتراكية توجد في الإنتاج الاجتماعي , لذلك فهي شأن الجميع , كل فرد , كل عامل , أن تناقش و تقرر في كل لحظة من قبلهم . يجب أن تتألف أجهزتهم تلك من مندوبين يرسلون كحملة لآرائهم , و سيرجعون إليهم باستمرار ليبلغوهم عن النتائج التي توصلوا إليها في مجالس المندوبين . من خلال هؤلاء المندوبين الذين يمكن تغييرهم واستدعاؤهم في أية لحظة يمكن بناء الصلة بين الجماهير العاملة إلى مجموعات أصغر و أكبر و ضمان تنظيم الإنتاج .
أجهزة كهذه من المندوبين , التي أخذت تسمى بمجالس العمال , تشكل ما يمكن تسميته بالتنظيم السياسي الملائم لتحرير الطبقة العاملة لنفسها من الاستغلال . لا يمكن اختراعها مسبقا , يجب أن تتشكل من خلال النشاط الفعلي للعمال أنفسهم عندما تبرز الحاجة إليها . هؤلاء المندوبين ليسوا برلمانيين , و لا حكام و لا قادة , بل وسطاء , رسل خبيرون , يشكلون الصلة بين الأفراد المعزولين في الشركات , موحدة أفكارهم المنفصلة في قرار جماعي . تتطلب الملكية الجماعية إدارة جماعية للعمل بالإضافة إلى نشاط إنتاجي جماعي , و يمكن تحقيقها فقط إذا شارك كل العمال في هذه الإدارة الذاتية لما يشكل أساس و محتوى الحياة الاجتماعية , و إذا ما خلقوا الأجهزة التي توحد إراداتهم المنفصلة في فعل جماعي واحد .
حيث أن مثل هذه المجالس العمالية ستلعب دون شك دورا هاما في التنظيم المستقبلي لنضالات العمال و أهدافهم , فإنها تستحق اهتماما و دراسة صادقة من كل أولئك الذين يقفون إلى جانب النضال الصلب للطبقة العاملة و حريتها .



* أنطون بانيكوك ( 1873 – 1960 ) , عالم فلكي و منظر ماركسي هولندي , من أبرز منظري الشيوعية المجلسية Council Communism

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.marxists.org/archive/pannekoe/index.htm





#أنطون_بانيكوك (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفد سياسي يزور أوجلان بالسجن وسط ترقب لإلقاء سلاح -العمال ال ...
- من مجتمع الكادحين إلى خصم المتظاهرين.. كيف فقد وليام روتو شع ...
- غزة: الفصائل الفلسطينية تعتبر دم ياسر أبو شباب -مهدورًا- وتت ...
- قسوة قانون الإيجارات الجديد وتجاهله لنماذج تحديد القيمة الإي ...
- على وقع فضائح فساد... الحزب الاشتراكي الإسباني الحاكم يحظر ع ...
- آلاف المتظاهرين في باريس يطالبون بوقف الإبادة في غزة
- هل يبدأ حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه؟
- كلمة الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد ال ...
- -حماس-: الفصائل الفلسطينية رحبت برد الحركة على مقترح وقف إطل ...
- حزب التقدم والاشتراكية يعزز التواصل والتنسيق مع المنتخبات وا ...


المزيد.....

- حول أهمية المادية المكافحة / فلاديمير لينين
- مراجعة كتاب (الحزب دائما على حق-تأليف إيدان بيتي) القصة غير ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مايكل هارينجتون حول الماركسية والديمقراطية (مترجم الي العربي ... / أحمد الجوهري
- وثائق من الارشيف الشيوعى الأممى - الحركة الشيوعية في بلجيكا- ... / عبدالرؤوف بطيخ
- الثقافة والاشتراكية / ليون تروتسكي
- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - أنطون بانيكوك - أنطون بانيكوك / الملكية العامة و الملكية الجماعية ( 1947 ) - ترجمة : مازن كم الماز