أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن. - أدب الرحلة في مسرح هنريك إبسن














المزيد.....

أدب الرحلة في مسرح هنريك إبسن


هاني أبو الحسن.

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 09:48
المحور: الادب والفن
    


د.هاني سلام

الرحلة حركة انتقال مادي ونفسي ، حيث ينتقل فيها الإنسان من مكان إلى مكان ، محمولاً على أسبابه المتباينة من فرد إلى آخر إما لضيقه بالمكان (هجرة) ، وإما لنوع من التغيير طلباً للترفيه، وهو انتقال قد يكون مغامرة اختيارية أو يكون اجبارياً إذا كان نفياً أو تهجيراً. وفي هذه الحالة لا يخرج عن كونه نوعاً من الغربة. وقد يكون انتقالاً واقعياً ، وقد يكون انتقالاً خيالياً – من حيث الشكل- . وقد يكون انتقالاً نفسياًَ مع وجود الإنسان وجوداً مادياً في بيئته . وذلك تعبيراً عن رفضه لتلك البيئة واستحالة تفاعله مع معطياتها الثقافية والعلائقية . وهذا النوع من الانتقال النفسي هو ما يعرف بالاغتراب Alienation ، وفيه يظهر تمرد الإنسان على تلك المعطيات البيئية ؛ حيث يرى ذاته غير متحققة تحققاً ذاتياً أو يرى ذاته منتقصة الهوية . وهنا تبرز قدرات أو موهبة إنسان عن آخر ، حيث يستطيع الشخص الموهوب في تأمله الذاتي المنعزل عن بيئته نفسياً أن يعوض ذلك النقص الذي يشعر أن وجوده في ذلك الوسط البيئي سبب في عدم اكتماله . من هنا يستطيع عبر موهبة الكتابة - إن كان قد أعطيها - أو فن من الفنون أن يجمع شتات ذاته في ظل وجوده المادي في ذلك المناخ الثقافي والاجتماعي نفسه.
وقد عني الأدب منذ أقدم العصور بموضوع الرحلة ، فأنشدت الملاحم التي تتغنى بعظمة الأبطال المحاربين الذين قادوا الجيوش عبر البحار لغزو بلاد أخرى طلباً للتوسع أو للثأر أو للغنائم مثل الإلياذة والأوديسيا والإنيادة في الآداب الهيلينستية ، أو تلك الرحلات التي صاغها أدباء كبار مثل (حي بن يقظان) للفيلسوف الأندلسي "ابن طفيل" ، ومثيلتها (روبنسون كروزو) في الأدب الحديث ، ومن قبل هذا القصص الأدبي ، عرف أدب الرحلة فيما كتب فيلسوف اليونان القديم أفلاطون في (محاورات فيدون) كما عرف مسرحياً لأول مرة في مسرحية (الضفادع) لأريستوفانيس . كذلك عرفها أدب السيرة والرحلات ، في رحلات ابن بطوطة وغيرها .
ومن الغريب أننا نجد العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي تناولت أدب الرحلة في فن الرواية غير أننا لم نر دراسة واحدة تتعرض لأدب الرحلة في المسرح العالمي أو المحلي ، مع أننا يمكن أن نشير بالرصد إلى عشرات النصوص المسرحية التي قام الحدث فيها على الرحلة سواء أكانت رحلة تاريخية أو واقعية أم رحلة دينية ميتافيزيقية أو خيالية ، عرفها المسرح العالمي والمصري عبر العصور عند (مارلو – جيته – بول فاليري – بريخت – موريس دي كوبرا – سارتر – يوسف إدريس – ألفريد فرج – عز الدين المدني – توفيق الحكيم – يوسف عز الدين عيسى ، وغيرهم ).
وإن كانت بعض البحوث والدراسات قد تعرضت لفكرة الاغتراب وهي نوع من الارتحال النفسي أو الافتراق المتمرد على ثقافة البيئة والمجتمع ، أو ثقافة العصر بشكل عام دون المفارقة المادية للمكان .
غير أن تلك الدراسات لم تنظر إلى حالات اغتراب الشخصية المسرحية – إلا نادراً بوصفها نوعاً من الفراق أو الارتحال النفسي المفارق لثقافة المجتمع والعصر ، وإنما كانت تلك الوقفات البحثية أقرب إلى التأملات من خلف أبواب الفلسفة .
وهذا البحث وإن كان لا يستهدف السباحة النقدية في خضم التحليلات الدرامية والفنية للنصوص المسرحية التي تعرضت لفكرة الرحلة (واقعية أو تاريخية ميتافيزيقية أو رومانتيكية) ، فإنما يكتفي منها بنص واحد للكاتب المسرحي العالمي هنريك إبسن وهو نص (بيرجنت) الذي اجتمعت في بناء شخصيته المحورية فكرة الاغتراب والغربة معاً ، حيث عاش حالة تمرد ثقافي مفارق لبيئته وعصره فساح في كثير من المناطق والبلاد في رحلة غربة طويلة شائقة يختلط فيها الواقع بالخيال بحثاً عن ذاته أو عن هويته الحقيقية ، وتفعيلاً لطاقة المغامرة وروحها بمعايشة ثقافات أجنبية مغايرة انتهت بزيارته لمصر – مروراً بليبيا – حتى أنه احتجز بمستشفى الأمراض النفسية بالعباسية . ولاشك أن لزيارة "هنريك إبسن " نفسه للقاهرة تلبية لدعوة " الخديوي إسماعيل " لحضور افتتاح (قناة السويس) بصفته أحد كبار المبدعين والمفكرين العالميين الذين أثروا في حركة الفكر الاجتماعي بإبداعاتهم ورؤاهم الفكرية وإنتاجهم العلمي وأدوارهم السياسية – في ذلك العصر - ، لاشك أن زيارة "إبسن" للقاهرة – حينذاك- كان لها الأثر الكبير في تطواف (بيرجنت) بطل مسرحيته ، جنباً إلى جنب مع روح المغامرة والتمرد التي عاشتها الشخصية المسرحية العجائبية (فاوست) في مسرحية "مارلو" في عصر النهضة ، وفي مسرحية "جيته" في عصر الرومنتيكية ، وتفاعل تلك الثقافات مجتمعه في شخصية "بيرجنت" الذي هو بمثابة الشخصية القناع التي حملت على عاتقها معرفة المؤلف وثقافته وآراءه .
والبحث بذلك يقف وقفة تحليل نقدي لنص مسرحية (بيرجنت) درامياً وفنياً ؛ كشفاً عن تفاعل الثقافات العالمية في رحلة التمرد والمغامرة العجائبية المشحونة بطاقات الرومانتيكية والروحانية والواقعية السحرية ، تلك التي عكسها فكر هنريك إبسن من خلال شخصية (بيرجنت) .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيف كانت رائحة روما القديمة؟ رحلة عبر تاريخ الحواس
- منع إيما واتسون نجمة سلسلة أفلام -هاري بوتر- من القيادة لـ6 ...
- بعد اعتزالها الغناء وارتدائها الحجاب…مدحت العدل يثير جدلا بت ...
- ترشيح المخرج رون هوارد لجائزة -إيمي- لأول مرة في فئة التمثيل ...
- توم هولاند -متحمس للغاية- لفيلم -Spider-Man 4-.. إليكم السبب ...
- 100 فيلم لا تُنسى.. اختيارات نيويورك تايمز لسينما الألفية ال ...
- الحكم على ثلاثة بالسجن لمساعدتهم في جريمة قتل مغني الراب سي ...
- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاني أبو الحسن. - أدب الرحلة في مسرح هنريك إبسن