أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان خورشيد عبد القادر - حضارة نهدين ( القصيدة و النقوش)















المزيد.....

حضارة نهدين ( القصيدة و النقوش)


مروان خورشيد عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2688 - 2009 / 6 / 25 - 09:48
المحور: الادب والفن
    



أولاً .. القصيدة

-1-

مَنْ قال إنّ الحبّ لن يأتي

وإن قلعتي لن يدخلها الطوفان..

مَنْ يراهن على دمي

بأنه لن يسيل على فضّة نهدك كالحرير..

ويراهن على يدي..بأنها لن تغرق في الشرود

ولن تستحم بهمسك في ليل طويل..

مَنْ يا سيدتي يجهل خطورة قولكِ :

أحبّك يا مجنون..

فادخل غاباتي

اقطف كستناء روحي

وارتعش

هزّ سرير الشهوة في يديك

وتعال لأريك جناتي..

-2-

سيدتي..مَنْ قادر أن يعيدني

نحو الهزيمة

بعدما حلّ فيكِ انتصاري

فاهمسي للحبّ أن يأتي

تاركاً برده على صهوة تشرين

فصحوي جارح

وصحوي ماطر

وصحوي

نخيل و زيزفون..

-3-

سيدتي..

لِمَنْ همسك في الليل ..سواي

لِمَنْ دخولكِ في البياض ..سواي

و لِمَنْ دخولي في القصيدة.. سواك

فقولي إذاً..لنهدكِ أن يتحضّر

أن يلملم سيرة عشرين قرن من الحبّ

وأن يركض في براري يدي..

فأنا حين أحبّ يا سيدتي

لا يوقفني إلاّ طوفان الموت

وحين أحبّ أرغبُ أن يغطيني ليل من شعركِ

وأن يجرحني توت الشفاه بماء النسيان

وأنا حين أحبّ يا سيدتي

تستعد الأرض لعرس لا ينتهي

وتجمع السماء عصافيرها

كأنها تجمع فيكِ أجزائي ..

قولي لنهدكِ أن ينادي على أيامنا أن تأتي

وأن يستجمع قواه لحضوري

ثم ينتفض..لا كعصفور

من شرقنا نحو الغياب

وإنما كمطر على أرض فيها زرعي ..

وفيها نخيلي..يطال السماء..

قولي للحبّ أن يأتي

كي أفتتح المهرجان

وأشيّد حضارة نهدين

بكثير من شغب الأصابع

ثم أدخل النسيان بحجر الرغبة

وأنا أرتشف اسمي من شامات

ترقص على جيدك

وأنام.. " ثم على الدنيا السلام "

-4-

فيا مطر الغيبوبة

متى ستأتي

لتعرف سيدتي

سرّ حنينها إلى يدي

لتعرف ..أن الفضّة أيضاً تتقطر

وأن برونز يديّها

كيف يصبح ذهباً بين يديّ

وأن الأرض..

كيف تكون طفلتها المدللة

لتكوّرها كما تشاء

فأصحو على حديد دهشتها

يصرخ..آه..

ثم آه..

ثم آه...

ثانياً ... النقوش

-1-

مثل ليمونة أعصرك....

فيخرج حمضي

ليثير شرارة نورك بين الكلمات

ويثير نهدك

أن يحضر مواده المتفجرة

فيدخل تفاعل الاحتراق

ليخرج

ماءً... يشبه أي شيء أخضر إلا المـــاء ..

-2-

كان قلبي هنا..

تحت المظلة

فوق رصيف النهار

يرتشف الحيرة من خمرة أسمائك الكثيرة

يحصيها بالمعنى اسماً..اسماً

ثم يخفيك..في نور الله

وكان قلبك ما يزال هناك

على الدرج الرخامي

داخل مرايا المصعد

يرشف فراشات يدي

كل ما ينسكب تحت قميصك الأزرق

من فضة وعسل وزهر ومرجان....

-3-

أيضاً كان قلبك هنا..

فوق الشجرة

يتغصّن بالظلال الممدودة

بخفة فوق ريح القصائد

وكنت كعادتك نور على نور

تشعلين تبغي بلسعة النار من يديك الصغيرتين

وكعادتك كنت لا تعدينني

بسفك الماء فوق هزائمي

ولا بتجريح الهواء فوق هذا الخراب

فقط كعادته كان نهدك يعدني

بارتعاش يهزّ ثمار الليل أخر المساء...

-4-

لخصرك علاقة وثيقة

وحميمة مع سيجارتي

عندما أُخرج الليل إلى شفق الصباح..

لخصرك

كل العلاقة مع رجفتي

وارتعاشي في الحنين والانتظار

لخصرك هذه الأصابع

تنام .. فلا تصحو..

إلا حين تصير فراشات

تطير عامودياً من موت إلى موت

وأفقياً من لسعة حب..

إلى لسعة حياة

لخصرك هذه الأصابع

تصير عصافيراً

من نبيذ وشغب

تطير على بعد فضتين من نهدك

ثم تسقط

في حمى الصباحات.. والألق!!!...

-5-

أعرف ..

أو لأقل الآن عرفتُ

إنّ لنهدك

اشتقاقات الحساب في الكيمياء

عرفتُ إنّ له عناصر نادرة

وملبكة على تفاعلات الاحتراق

وله حسابات يدي في العدّ البطيء للغنائم

له كبرياء الشفاه

عندما تنقل الحياة ..إلى الحياة

عرفت إنّ لنهدك

كيمياء مائي في الارتباط الخفيف

بالماء

ثم الماء..

ثم الماء...

-6-

هل تدركين سيدتي

إنّ لنهدك "تغتغات" صبي صغير

رشيقة على الكلام

وعلى الوثوب فوق أعشاب الليل داخل الغناء

وهل تعرفين إن له دقات

وقت يمر هنيئاً على جسدي

وهل تعرفين إنّ لنهدك

أقماراًً أتعبّدها بالقصائد وأستغفرها

كلما انزلقت يدي إلى مجدها في الوصف

أو إلى هاوية الرثاء...

-7-

لنهدك حكاية جندي روماني

هزّ سرير الشرق بالبطولات..

فأينعت ظلال الغرب بالحضارات

ولنهدك هذا البريق الفضي

ينسل من أقصى المجرات

إلى أقصى القلب

فلا تستغربي

إذا تقوّس هلالي بالأزرق

وتقوّس نهدك بالصهيل الأخضر

ولا تستغربي من الشعراء

إذا تساءلوا عن قمر

يهبط كل ليلة سرير المدينة

لينجب مني كل هذه القصائد.. وهذا الغناء

-8-

أنا شاعريجيد القراءات الفضية

ويجيد الموت إذا مسّ أصابعه

سُمّك المقطر من الزنابق والأزهار

فهل تعلمين إذاً

إن لنهدك ضجيج عبثي

يترتب ويهدأ

كلما غزاني بالسمرة

وكلما غزوته بشغب الأمطار

يرتبني هذا الضجيج

كلما تطاولت بنورك اللافوضوي

نحو إحتراقاتي في الآه ...ثم الآه..ثم الآه..

-9-

أتعلمين ان لنهدك طقساً

من أمطار الصيف

في قمر آب تصحو

لتنام على شمس الشتاء

-10-

لا تستغربي سيدتي

إذا أكدت لنهدك

إن نكهة الشاي

تغيرت هذا الصباح

فالفم الذي كنت أتناول به كوبك

تمرغ بكرز الشفاه

ولا تستغربي

إذا همست .. همسا خفيفا

ليديك الصغيرتين على الركض

إن انبثاق الصباح في كوب الشاي

كان من شمال القلب

وإن اليد التي كنت تلتقطين بها خيوط النهار

تمرغت بنشيد الليل جنوب المساءات

ولا تستغربي أبدا إذا هتفت لنهدك

وقلت .. إن اليد التي كنت أقطف بها الكستناء

تمرغت بشهوة الغناء

وإن الشامات البدوية أسفل الفضتين

دلتني إلى همس خفيف في إذن القمر

تعال أيها الصباح

نعيد شرب الشاي

ونمرغ اللاءات في أقاصي

الهطول

والغناء...



-11-

وحيداً أجلس إلى الطاولات الكثيرة

والمارة فوق صيف الأرصفة

يرشقون قطافي باللامبالاة

إلا الصغار منهم

يرشقونني بالحاجة أو الحجر

وحيداً أراقب الظهيرة

وهي تدخل باب المساء

أتنقل من ظلّ الخمرة

إلى ظلّ الشجرة

فقط .. كان نهدك

يأخذني الى الحوار

يمرنني على الصراخ

ثم يرميني إلى عشبة الطريق ..

ويهم بالمطر...

-12-

أجالس نهدين

بين ظلّ الخمرة وظلال المطر

الأول.. .يحض يمينه بالَرَده

والآخر يشدّ أوتار شماله

كما يشد الهلال ضوءه

أجلس وحيداً وأحلفك بجنيات الشعر

أن لا تأتي في السادسة والنصف

كيف تأتين مرتين..

وأنت منذ عشرين قرناً من الحب

تجلسين إلى طاولاتي

وكلامي في انتظار هبوب الخمرة

تغزلين أصابعي بلهفة الوصول

ثم تحرضين الكتابة بالزنابق والشجر

وتنفين الشاعر.. ليموت مع سكان القمر!!!..

-13-

أنام كل وقتك.. فلا أصحو

لأرى نهدك يغطّ في نومي

و يزف لسعه إلى النسيان

تنامين كل وقتي

ثم يصحو فيك القمر

على ما تبقى من يدي...

وهي تهمس لبريق الفضتين

كي يهطل في النسيان

ثم بصعوبة الماء يتذكر ..

كم كان الحلم جميلاً ..



#مروان_خورشيد_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في رثاء مديح ظلّك العالي


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مروان خورشيد عبد القادر - حضارة نهدين ( القصيدة و النقوش)