أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان تقي الدين - أين تقف إيران اليوم؟















المزيد.....

أين تقف إيران اليوم؟


سليمان تقي الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم نعرف بالضبط ماذا جرى في إيران ولن نعرف الكثير من الوقائع، ليس فقط لأن إيران دولة دينية متشددة ويحكمها نظام مغلق وغير مكشوف على أدوات المراقبة والحريات، بل أيضاً لأن التيارات والأحزاب السياسية التي تختزل عادة بين إصلاحيين ومحافظين لا تملك مشاريع واضحة ومتكاملة، وهي جزء من مكوّنات النظام وليست خارجة عنه.
ما هو معلن ويمكن البناء عليه أن الشعب الإيراني منقسم ولو بنسبة غير متوازية حول أولويتين: دعم سياسة التصنيع الحربي والبحث عن المزيد من الدور الإقليمي والمواجهة مع أميركا، أو التركيز على المسألة الاقتصادية والاجتماعية والتنمية الشاملة وتوسيع هوامش الحريات في الداخل.
لم يظهر في ما تابعناه من برامج للمرشحين نحو رئاسة الجمهورية ما يدل على القطع بين هاتين الأولويتين. الإصلاحيون لم يعلنوا رغبتهم في الرضوخ للسياسة الأميركية والانكفاء عن لعب دور إقليمي، بل هم دعوا إلى استثمار مبادرة الحوار وخفض منسوب الخطاب التصادمي. أما المحافظون فلم يهملوا المسألة الاقتصادية الاجتماعية ومسألة الحريات لكنهم شكّكوا بنيات الفريق الآخر في استغلال المصاعب والمشاكل وتضخيمها.
ما صار معروفاً الآن أن هناك رغبة في التغيير أكدها ثلث الشعب الإيراني بحسب النتائج الرسمية وأن هذه الرغبة قوبلت باستنفار كبير من النظام عكستها تحذيرات «الحرس الثوري» قبل الانتخابات ممّا سماه «الثورة المخملية» وما ينطوي عليه هذا الوصف من تشويه لصورة الإصلاحيين، كما تأكد من خلال انحياز المؤسسة الدينية وعلى رأسها مرشد الجمهورية إلى النتائج التي أعلنت فوز محمود أحمدي نجاد المحسوب على الاتجاه المحافظ.
في تحليل اتجاهات الرأي في الانتخابات الإيرانية قيل إن الشباب في المدن، ولا سيما طلاب الجامعات، يميلون أكثر نحو التيار الإصلاحي، بينما الأرياف الإيرانية تؤيّد الاتجاه المحافظ. تكرّست هذه المقولة إلى حد ما في النتائج. فلقد كانت صناديق الأرياف تؤشر إلى فوز نجاد بينما كانت صناديق المدن تعطي موسوي مؤشرات إيجابية. ربما لهذا السبب سارع (مير حسين موسوي) المرشح الرئاسي الإصلاحي المنافس إلى إعلان تقدمه وفوزه ثم اعتراضه على «التلاعب بالنتائج». لقد كانت المنافسة حقيقية. اقترع 85 بالمئة من الجمهور ما يدل على اهتمامه بالمشاركة، وبالخيارات المطروحة. وبصرف النظر عن النتيجة الرسمية المعلنة فإن نجاح نجاد في سياسته الخارجية كما صار مؤكداً من خلال التراجعات الأميركية والانفتاح على إيران ومحاورتها والتعاون معها في القضايا الإقليمية، لا بد من أنه يؤدي إلى شعور الشعب الإيراني بالفخر والاعتزاز وتقوية الشعور القومي بهذا النجاح، وبتأييد السياسة الهادفة إلى تكريس إيران دولة قوية إقليمياً ومتقدمة عسكرياً وتكنولوجياً خاصة في برنامجها النووي السلمي. هذه العناصر لا يمكن تجاهلها في تجارب الشعوب وفي تجربة إيران، لأن التحوّل في التفكير نحو مطالب التقدم الاجتماعي والرفاه وتعزيز الحريات والتركيز على حقوق الإنسان، لا تتقدم إلا في ظل المزيد من النمو الاقتصادي وانتشار التعليم والثقافة واتساع آفاق التفكير وخفض منسوب التعبئة الإيديولوجية تدريجاً لصالح التفكير العلمي والواقعي. لا نجد في إيران حتى الآن حركات سياسية تحمل مشروعاً جذرياً بهذا البُعد. هناك إصلاحيون واتجاهات إصلاحية في نظام يتقدم بسرعة على طريق الحداثة المادية لكنه متمسك بنموذجه الخاص لبناء «دولة إسلامية» بكل ما تعنيه من التباسات، لأنها في مكان ما تعتمد آليات الدول الأخرى في العالم ولا سيما الاقتصاد.
في الأنظمة العقائدية (الشمولية) ومن نماذجها تجارب روسيا والصين وإيران، والكثير من الدول العربية في المرحلة القومية والفكر الاشتراكي، ارتبط التقدم الاقتصادي والنمو والاستقلال عن هيمنة المركز الرأسمالي العالمي الغربي تحديداً، بضرورة تقوية الدولة وبأولوية السياسة ذات الجذور الإيديولوجية. كل هذه التجارب نزعت إلى مركزة السلطة لمصلحة «الأمة أو الطبقة أو القومية أو الدين»، وهي جعلت من قيمة الإنسان الفرد في أدنى سلّم أولوياتها. بل ان الفكر الفاشي ألغى الفرد نهائياً لمصلحة الأمة والدولة، في حين نزعت الاتجاهات الاشتراكية إلى الاهتمام بالمسألة الاجتماعية لأن الدولة تهدف إلى خدمة المجتمع.
في المحصلة التاريخية بعد أن اجتاز العالم القرن العشرين، قرن الصراعات الإيديولوجية، انتهينا إلى رسوخ الدولة في الدول المتقدمة بشكل خاص، ونمو واضح خاص للمجتمع المدني الذي يلعب دوره في ترجيح خياراتها الاجتماعية والسياسية. في جميع الأحوال تراجع العنصر الإيديولوجي ودور الأحزاب السياسية، كما انتفى مشروع الثورة بالمعنى الذي شهدناه في القرنين الماضيين، وأغلقت أوروبا هذا الباب خلفها مع فشل تجربة ربيع 1968 والانتفاضات الطلابية في فرنسا وإيطاليا.
أما التحوّل الذي جاء في نهاية الثمانينيات في أوروبا الشرقية فهو نموذج تفسّخ الدولة (الكلية ـ الشمولية) وانبثاق مجتمع مدني حديث محرّر من الأحزاب العقائدية لصالح الليبرالية فكرياً وسياسياً واقتصادياً. لكن التجربة الصينية كانت أكثر خصوصية عبر إحداث التحوّل في داخل المؤسسة الرسمية التي انطلقت في مشروع اقتصادي يحتاج إلى السياسات العملية (البراغماتية).
ما يحصل في إيران أن بدايات التحوّل هذه مرتبطة بظروف معقدة لأن إيران لم تخرق الحصار الدولي بصورة نهائية وتكرّس الاعتراف بها دولة إقليمية مستقرة وانضمامها إلى منظومة الدول القوية.
لكن المهم من وراء ذلك، هو أن إيران اجتازت هذا المنعطف السياسي، عبر انتخابات الرئاسة، وأعادت تأكيد خياراتها، وهي تستأنف حوارها مع الغرب انطلاقاً من مكتسباتها السياسية وخاصة دورها الإقليمي. ورغم كل تحفظ من هنا أو هناك في الغرب فهو مضطر للتعامل مع إيران وقبولها في نادي الدول المؤثرة في محيطها الإقليمي. وفي واقع الأمر ليس من مصلحة أحد في العالم أن تنحل الدول أو تحصل فوضى فيها مهما كانت خياراتها، خاصة في منطقة معقدة التكوين والنزعات والهويات كالشرق الأوسط. ربما نكون قد دخلنا فعلياً مع التوجه الأميركي الجديد إلى سياسة الحوار والتعاون تحت عنوان مهم جداً هو البحث عن المصالح المشتركة ومعالجة المشاكل السياسية الموروثة وفي مقدمتها إنهاء ملف الاحتلالات وحروب التحرير نحو عالم أولوياته المنافسة في مجالات التقدم الاقتصادي والاجتماعي.








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- حفلات حصاد بـ3 آلاف دولار..كيف أصبحت الإقامة في المزارع صيحة ...
- -إنه لشرف عظيم-.. ترامب يتسلم ترشيح جائزة نوبل للسلام من نتن ...
- مصر: مصرع 4 أشخاص بحريق سنترال رمسيس.. ووزير الاتصالات: الخد ...
- عشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل خمسة من جنوده في كمين محكم بشمال ...
- ضحايا -القاتل الصامت-.. تفاصيل وفاة الجنود الأتراك في شمال ا ...
- تحقيق أولي للجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل كمين بيت حانون
- روبيو يتوجه إلى ماليزيا في أول زيارة آسيوية منذ توليه منصبه ...
- لازاريني: غزة تحتضر ويجب وقف إطلاق النار الآن
- أكثر من 100 قتيل وعشرات المفقودين بفيضانات تكساس


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليمان تقي الدين - أين تقف إيران اليوم؟