أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع نور الدين - منعطف إيراني














المزيد.....

منعطف إيراني


ساطع نور الدين

الحوار المتمدن-العدد: 2682 - 2009 / 6 / 19 - 08:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكن تظاهرة طهران الإصلاحية الحاشدة سوى تذكير بسيط بتلك الازدواجية الغريبة التي لا تزال تشهدها ايران منذ سنوات، بين جمهور يميل في غالبيته الساحقة نحو الاصلاحيين وجدول اعمالهم الذي يصل الى حد التحرر الغربي وبين سلطة تلتزم بصرامة مطلقة اقصى التشدد السياسي والديني والاجتماعي الذي انتجته الثورة الاسلامية قبل ثلاثين سنة.
من السابق لأوانه الاستنتاج ان تلك التظاهرة المفاجئة التي حشدت ما يزيد على مليوني مواطن يطالبون باسترداد اصواتهم التي انتزعت منهم، تنهي تلك الازدواجية التي تستمد جذورها من الشخصية الايرانية، وتشكل منعطفا حاسما نحو التغيير الجذري في طبيعة النظام الاسلامي في ايران، لكنها بلا ادنى شك تبدو اقوى انذار شعبي للمؤسسة الدينية والامنية الحاكمة التي تزداد افتراقا عن الاجيال الشابة التي ولدت في ما بعد الثورة الخمينية في العام 1979.
هي في التعريف الاول نداء شعبي مدو لاعادة تأسيس التيار الاصلاحي الذي تمكنت المؤسسة المحافظة من احتوائه ثم تفكيكه وتحطيمه في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي، غير آبهة بإلحاح الجمهور يومها على منحه فرصة لالتقاط الأنفاس، ومطالبه الخاصة بالمزيد من الحريات الداخلية، ودعواته المتكررة الى الاقلاع عن المغامرات الخارجية التي تفوق قدرة ايران واقتصادها على الاحتمال.
والارجح انه لم يعد بإمكان المؤسسة الحاكمة ان تكرر التجربة مع ذلك الجمهور الذي تجمع بأعداد هائلة قبل يومين في ساحة الحرية نفسها التي كانت مهد الثورة ورمزها، لان اي محاولة جديدة لاستيعاب الاحتجاج الشعبي تستدعي التشكيك في فوز الرئيس محمود احمدي نجاد بولاية رئاسية ثانية، على المرشح الاصلاحي مير حسين موسوي الذي لم تكن الاصوات المليونية التي نالها سوى تعبير عن النقمة من منافسه ومن داعميه في الاجهزة الدينية والامنية.
اثبتت التظاهرة ما لم يكن بحاجة الى اثبات وهو ان الغالبية الشعبية في ايران اصلاحية. لكنها ليست كافية بحد ذاتها لصياغة خطة عمل تلك الغالبية، ولا لبلورة قيادتها التي لا يمكن ان تعقد مرة اخرى لـ«الشهيد الاصلاحي الحي»، الرئيس خاتمي، ولا للمرشح الرمزي الطارئ، موسوي الذي عاد للتو الى الواجهة بعد غياب دام نحو عشرين عاما عن المعارك السياسية الطاحنة التي خاضها المجتمع الايراني الحيوي!
وفي انتظار ان يظهر النجم الاصلاحي الجديد، فإن تعديلا جوهريا سيطرأ على جدول اعمال المحافظين، الذين لم يعد بإمكانهم ان يتجاهلوا تلك الغالبية الشعبية، حتى ولو تمكنوا من قمعها وحرمانها من صوتها الانتخابي. فالنظام الايراني لا يتيح الشراكة ولا يسمح بالتوافق ولا طبعا بالثلث المعطل، مع معارضين جذريين الى هذا الحد. لكن ما زال بإمكانه ان يتكيف مع هذه المعارضة، وأن يمنحها هامشا داخليا اوسع خارج مؤسسات الحكم، وأن يعدها بالتخلي عن بعض طموحاته الخارجية غير الواقعية، وبالسعي الى التعايش الهادئ مع محيط شديد الاضطراب، تريد الاجيال الايرانية الشابة التفرج عليه من بعيد من دون التورط به.. لا سيما ان ذلك يمر عبر مصالحة مع اميركا ومع الغرب طال تمنيها.




#ساطع_نور_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرصنة تفقد طرافتها
- تريليون


المزيد.....




- -صفقة مع الشيطان-.. نائب أمريكية تهاجم قانون ترامب -الضخم وا ...
- أثاث ينمو من الأرض على مدى 10 سنوات.. والنتيجة تحف فنية نادر ...
- الجيش السعودي يثير تفاعلا بتدشين أول سرية منظومة -ثاد- الأمر ...
- نشاط جديد في موقع -فوردو- الإيراني.. والصور تظهر ردم حفر خلف ...
- إجراء إسرائيلي يهدد مستقبل عشرات الطلبة الفلسطينيين بالضفة
- أسلوب استقبال محمد بن سلمان للرئيس الاندونيسي ولقطة مع وزير ...
- الإبلاغ عن أكثر من 1850 حالة إخفاء قسري في بنغلاديش
- عدة مصابين في إطلاق نار بمركز تجاري في ولاية جورجيا الأميركي ...
- 17 شهيدا بغزة في غارات إسرائيلية منذ فجر اليوم
- وزراء من حزب ليكود يطالبون نتانياهو بالإسراع في ضم الضفة الغ ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع نور الدين - منعطف إيراني