تهاني القيعي
الحوار المتمدن-العدد: 819 - 2004 / 4 / 29 - 07:41
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تهاني القيعي- صفاء شاكر
التميز بين الرجل والمرأة ليس امرا جديدا علي البشرية فقد أشار إليه قانون حمورابي وذكر في فلسفة أرسطو وفي القانون الروماني.. وفي الصين كانت هناك عبارة تقول ليس في العالم كله شيء أقل قيمة من النساء ويجب ان يكون من نصيبهن أحقر الأعمال.
ورغم كل ذلك لم تحتل قضية العنف ضد المرأة مكانة بارزة إلا بعد انعقاد مؤتمر المرأة ببكين عام1995 ولهذا اعتبر هذا العام نقلة في تناول قضايا العنف ضد المرأة, بكل أنواعها( الجسدي والجنسي والنفسي).
ومن أجل مناهضة العنف ضد المرأة تكونت شبكة لهذا الغرض برئاسة الدكتورة هدي بدران التي أكدت أن هذه الشبكة تهدف إلي بحث ودراسة القوانين الخاصة بالعنف ضد المرأة وآليات تنفيذها وتحديد الثغرات بها ومحاولة تفعيلها أو تعديلها.
وأشارت إلي أن هذا المشروع يهدف إلي دعم وتوحيد الجهود في مختلف المحافظات لعرض قضية العنف ضد المرأة من خلال عقد لقاءات واجتماعات مع القيادات السياسية والشعبية بالمحافظات بجانب تطبيق برامج تدريبية للأخصائيات الاجتماعية.. والشبكة تضم4 جمعيات من4 محافظات هي( رابطة المرأة العربية بالمنيا, مركز قضايا المرأة المصرية بالقاهرة, ومركز البحوث والتدريب لتنظيم الأسرة بالاسكندرية, وجمعيه المساعدة القانونية للحقوق الدستورية بالدقهلية).
وعن رأي الدين في قضية العنف ضد المرأة يقول: المفكر الاسلامي الدكتور جمال البنا ان كل النظم الاجتماعية في مختلف حضارات العالم عملت علي ابعاد المرأة عن المجتمع وقصر دورها علي البيت, بالإضافة إلي تحالف تلك النظم مع القوانين والتقاليد لاعطاء المرأة صفة الدونية وحرمانها من الحقوق والاستقلال بشئونها وفرضت عليها وصاية الأب.
** الحماية الامنية للمرأة مسئولية من؟
وقد ضم تقرير ضمن حملة مناهضة التعذيب واساءة المعاملة ضد المرأة( وهو تقرير مشترك بين المنظمة المصرية لحقوق الانسان والمركز المصري لحقوق المرأة) العديد من الحالات التي تعرضت فيها المرأة لانتهاكات وتجاوزات عديدة خلال حياتها اليومية كتعاملها مثلا مع السجلات المدنية أو القبض عليها وتفتيشها لاتهامها في إحدي القضايا أو الحكم عليها بعقوبة أو حبس أحد أفراد أسرتها إضافة إلي احتجاز المرأة كرهينة فيما يعرف بسياسة احتجاز الرهائن وما يصاحبه من انتهاك واضح وصريح للحق في الحرية والامان الشخصي ذلك رغم الحماية القانونية للمرأة في التشريعات... ومن اهم الانتهاكات التي حدثت وما زالت تحدث للمرأة المصرية الترويع النفسي والمعنوي للنساء أثناء عملية التفتيش,, وايداع النساء في الاماكن المخصصة لاحتجاز الرجال بالإضافة إلي اعتقال السيدات والبنات من أقارب المتهمين بأعمال العنف كرهينة لحين تسليم أنفسهم للسلطات الامنية والضغط عليهن للاعتراف باماكنهم.
وحول الاثار النفسية للعنف ضد الفتاة يقول الدكتور أحمد شوقي العقباوي أنها تؤدي بها إلي اضطراب في رؤية الذات لديها حيث تصبح هشة فهي تشعر أنها لا تستطيع ان تحمي نفسها بل يجب ان تكون تابعة ومنتمية ومنسوبة إلي رجل( الأب, أو الأخ, ثم الزوج) بالإضافة إلي شعورها العميق بالدونية والاستسلام لوضعية الجارية أو الخادمة للرجل.
** مشروع حماية المرأة
عن جهود وزارة الشئون الاجتماعية حيال القضاء علي جميع أشكال التميز تقول سعدية زكي مسئولة ادارة المرأة بالوزارة ان الوزارة أعدت مشروع حماية المرأة وهو لفئة خاصة من النساء اللاتي لهن ظروف طارئة مثل المطلقات والارامل والمعرضات للعنف والمحتاجات إلي مأوي لحمايتهن من خلال توفير الاقامة والاعاشة والرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية والثقافية والقانونية يقوم بها متخصصون في كل مجال فضلا علي البرامج التنموية والتي تتمثل في الندوات في كل نواحي الحياة لتعريف المرأة بحقوقها والواجبات الدينية والقانونية وأيضا البرامج التدريبية التي تكفل لها التدريب علي بعض الحرف والمهن ومحو الأمية ويتم ذلك خلال استضافتها في أحد ادوار مباني محافظات القاهرة والاسكندرية وبني سويف والدقهلية وتضم هذه الدور حوالي120 سيدة وتعمل علي مدار24 ساعة ويتم تقديم هذه الخدمات للسيدات بالمجان لمن ليس لها دخل أما من لديها دخل فيتم المساهمة بما لا يزيد عن ربع الدخل الشهري لها.
وتقترح الدكتورة رجاء عبد الودود استاذ علم الاجتماع بكلية الاداب بجامعة المنيا عدة آليات للقضاء علي العنف ضد المرأة وذلك بوضع قضايا المرأة علي الاجندة الاعلامية والتنسيق بين المجالس القومية ووسائل الاعلام المختلفة, وتوعية وتبصير المواطنين بمضار العنف ضد المرأة المتمثل في ختان الاناث, وعمالة الطفلة الانثي وزواج الفتيات الصغيرات, وتسرب الاناث من التعليم, بالإضافة إلي تنقية المناهج الدراسية التي تدعم تدني صورة المرأة بالنسبة للرجل, مع تضمين المناهج باجزاء من القانون توضح حقوق وواجبات المرأة, وادخال مادة التربية الأسرية في المقررات الدراسية, وتصحيح المفاهيم الخاطئة عن مكانة المرأة وادوارها في المجتمع وتنمية قيم جديدة تعكس المكانة الحقيقية للمرأة, ووضع ربات البيوت في شريحة النساء العاملات حيث يقمن بأعمال لا تقل أهمية عن الأعمال في القطاع الحكومي, وتفعيل مشاركه المرأة في الحياة السياسية بدء بتنشئتها السياسية ومرورا بقيدها في جداول الانتخابات ووصولا إلي دعم دورها في المجالس النيابية والمحلية.
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟