البق الابيض المتوسط

يونس جلوب العراف

الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 04:31
المحور: كتابات ساخرة
    

مع اطلالة فصل الصيف شهدت مناطق العاصمة بغداد هجوما كاسحا للحشرات الطائرة لاسيما البق الذي لديه احدث الطرق في لدغ الانسان ومص دمه وترك تشوهات وعلامات على جسده.

البق الذي شاهدناه خلال الايام القليلة الماضية يوجد من انواعا متعددة واحجاما مختلفة وكذلك الوانه اذ ان اشدها فتكا وايذاء هي الحشرات ذات اللون الابيض وحجامها ليست كبيرة ولاصغيرةويصلح ان نطلق عليها اسم البق

الابيض المتوسط اسوة بالبحر الابيض المتوسط الذي تطل عليه العديد من الدول و ليس فيها بقة واحدة.
في السبعينيات من القر ن الماضي كانت هناك العديد من الطرائق لمكافحة الحشرا ت الطائرة والزاحفة وغيرها ولعلطريقة رش اجواء المدن بالدخان الاسود من خلال سيارات خاصة كنا نسميها ونحن اطفالا بام الدخان وكنا نركض خلفها غير مكترثين بما يحصل لنا من جراء استنشاق تلك المواد الكيمياوية فضلا ً عن تحول لون وجوهنا الى الاسود!
المطلوب الان من الجهات الصحية اتخاذ اجراءات فورية لمكافحة هجوم الحشرات التي اصبحت لديها القدرة على الحاق الاذى بالمواطن لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي فالمواطن ليس امامه الا النوم على السطوح فيكون هدفاً سهلاً للبق وعندها يصيح باعلى صوته هل من مغيث ينقذنا من مما نحن فيه؟.
احد الاصدقاء جاءني قبل ايام وقد احمر وجهه ليس خجلاً وانما بسبب القرص المبرمج للبق اذ لم يدع مكاناً دون ان يترك له اثراً وكانه كان يريد الانتقام من ذلك الصديق فقلت له يبدو ان من فعل بك ذلك ارملة احد البق وتعتقد انك من قتل زوجها فانتقمت منك ثأراً له فضحك وذهب الى الطبيب الذي اوصى له بالعديد من العلاجات الموضعية فضلاً عن الابر والعقاقير الباهضة الثمن واقتطع اثمانها من قوت عائلته فهل نبقى تحت رحمة البق الابيض المتوسط يا وزارة الصحة؟.
ان مجالس المحافظات يمكن لها ان تلعب دوراً في مكافحة البق كما فعلت خلال العام الماضي ومطلع العام الحالي في حملتها ضد الكلاب السائبة والقطط التي تسبب مرضاً يسمى بداء القطط من تأثيراته انه يسهم في اجهاض الحوامل فهل نرى تحركاً باتجاه مساعدة من انتخبوهم واوصلوهم الى قمة المسؤولية انه سؤال ليس الا ونتمنى ان نرى له جواباً في قادم الايام.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل