الامبريالية اليهودية والامبريالية الامريكية تدفعان بالمنطقة نحو الحرب الخامسة

مرعي عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 818 - 2004 / 4 / 28 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بات برنامج أقصى اليمين الاسرائيلي أكثر وضوحًا واندفاعًا في الآونة الأخيرة بعد ان عززت الامبريالية اليهودية نفوذها المالي والعسكري وتغلغلها في امريكا ودول المعسكر الاشتراكي السابق وبعض دول اوروبا الغربية، اضافة الى محاولاته الحثيثة للتغلغل في الصين واليابان.

يركز برنامج اليمين الاسرائيلي على العمل لاخضاع المنطقة العربية بالكامل عبر تصفية بقايا البرجوازية الوطنية في سوريا ومصر والسعودية وغيرها... وتسليم أنظمة الحكم في تلك الدول الى الشرائح البرجوازية الاكثر ارتباطا بالصهيونية والامبريالية اليهودية.

حكام اسرائيل الحاليون هم قادة المجمع الصناعي الحربي الاسرائيلي، وحكام امريكا الحاليون هم أصحاب مجمع النفط في امريكا والعالم، ولتحقيق مآربهم الاقتصادية لن يتورع تحالف هذين المجمعين عن المضي الى النهاية مهما كان الثمن وحتى لو اضطروا الى استخدام الاسلحة النووية ضد أجزاء من العالم.

والصيغة العملية لبرنامج الامبريالية اليهودية والعالمية تتجلى في مواصلة الحرب علىالشعب الفلسطيني والمشاركة في السيطرة على العراق وثرواته النفطية، مع تكثيف ومواصلة الضغط على الأنظمة العربية الحاكمة لدفعها لفك ارتباطها الاقتصادي مع دول اوروبا والصين ودول شرق آسيا والارتباط اقتصاديًا مع اسرائيل وامريكا. وقد تجلى هذا التوجه في الضغط على مصر للسير على خطى الاردن في العمل بسرعة لاقامة مناطق صناعية مشتركة على حدودها مع اسرائيل.
ان ما يجري بلورته من مخططات ضد المنطقة ليس سوى جزء من مخطط الشرق الاوسط الجديد والذي يسعى الى الهيمنة الاقتصادية التامة على المنطقة كشكل جديد وبديل للاحتلال الجغرافي. كل هذا يتم تحت غطاء وشعار محاربة الارهاب وقوى الشرّ والمضي بالمنطقة نحو التغيير وإحلال الدمقراطية وحقوق الانسان وغيرها من الشعارات الاخرى الرنانة، وكانت معركة السيطرة الاقتصادية على العالم قد بدأت في اعلان امريكا الحرب على أفغانستان والتي كانت حقيقة حربًا لاحتلال وتأمين منابع النفط بدءًا من مناطق جنوب روسيا وحتى المحيط الهندي، ثم جاءت حرب احتلال العراق لتكون حلقة اخرى من حلقات هذه الحرب الاقتصادية العالمية.

نحن نؤمن بان ما يخطط له اليمين الاسرائيلي بزعامة شارون وبدعم ومساندة الولايات المتحدة لا تحتمله المنطقة العربية، حيث ستجد الأنظمة العربية الحالية نفسها عاجزة عن المضي حتى النهاية في تطبيق ذلك المخطط، الامر الذي سيؤدي حتمًا الى اشتباك اسرائيل مع هذه الانظمة.

لقد وصلت الامبريالية اليهودية الى قمة اوجها وسيطرتها في العالم، الامر الذي يرشحها للاشتباك ليس فقط مع الأنظمة العربية وانما ايضًا مع أي طرف دولي يعارض توجهاتها، وقد تكون زيارة شارون الاخيرة الى روسيا خير دليل على ذلك حيث تم على ما يبدو عقد صفقة بين الرئيس بوتين وشارون كان أبرز ثمارها الطلب من بوتين ايقاف معركته الداخلية مع اليهود السوفييت الذين يعملون جاهدين للدفع بالسياسة الرسمية الروسية نحو اليمين أكثر فأكثر.

اننا نخشى ان تكون اسرائيل في طريقها لدفع المنطقة الى حرب خامسة، الامر الذي يتطلب استنفار كافة القوى العربية والدولية لمواجهتها.

ان مواجهة الحرب الخامسة عربيًا، تتطلب تحمل مصر وسوريا والسعودية مهمة قيادة الامة والاستعداد لخوض المعركة التي ستبادر اسرائيل بشنها صد الانظمة العربية تحت أي ذريعة ممكنة.

الموقف الامريكي الاخير الذي تجلى في اعقاب اللقاء الاخير بين بوش وشارون يضع المنطقة العربية بأسرها في مواجهة الخطر الاسرائيلي المتوقع، الامر الذي يستدعي منها بناء قوى ذاتية حقيقية للدفاع عن نفسها دونما تجاهل لحالة الغليان في الشارع العربي وللأوضاع في فلسطين والعراق.

#مرعي_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات