أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور مالك - أنا والعرب في الإتجاه المعاكس















المزيد.....

أنا والعرب في الإتجاه المعاكس


أنور مالك

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن شاركت يوم الثلاثاء 03/03/2009 ببرنامج "الاتجاه المعاكس" الذي تبثه قناة الجزيرة القطرية، وذلك حول موضوع "تأثير العرب على العالم"، وأنا أتابع الجدل الواسع الذي خلفه كلامي ونقدي للواقع العربي، فقد ترجمت مقاطع من حديثي إلى أكثر من عشر لغات، وتداولت مختلف المنتديات سواء كانت عربية أو إنجليزية أو فرنسية أو ألمانية أو اسبانية أو ايطالية أو هولندية أو سويدية أو عبرية أو هندية... الخ، مناقشات واسعة حول ما وصفت بغسيل كاتب جزائري للعرب، ويوجد من رآه "موقف صادر من أمازيغي متطرف ضد الأمة العربية والإسلامية ".
في البداية يجب أن نؤكد على أمر هام، ان برنامج "الإتجاه المعاكس" هو من أشهر البرامج التي تثير الجدل ولا تزال إلى يومنا هذا، وقد حافظ على مكانته المرموقة وتأثيره لأسباب عديدة، أهمها هو أنه الوحيد الذي ينقل نبض الشارع العربي بصدق وصراحة، وكذلك لبراعة الإعلامي الصديق فيصل القاسم في إثارة النقاش بلمسات ساحرة، والذي بحق هو مدرسة إعلامية يجب أن يحتذى بها وأن تدرس وتناقش حيثياتها في الجامعات ومراكز البحث، فأن تلتقي فيصل القاسم وأن تجالسه أول ما تحس به هو قمة تواضعه وإحترامه لضيوفه ومشاهديه، وكذلك سهره على حق كل طرف في إبداء رأيه وتبليغ تصوراته، ويكفي أنه لما أنهينا البرنامج وخرجنا منه حيث جلسنا في نادي القناة، كان الدكتور فيصل كمن خرج لتوه من معركة حامية الوطيس، فتجده يتفقد كل شيء حتى مشاعر المشاركين والمتابعين، كأنه لأول مرة يواجه الكاميرا وهو محترف لا يشق له غبار، وهذا الذي لمسته شخصيا وليس عبر وسائط تنقل ما تريد، فالرجل لا يزال يراهن على أن البرنامج هو روحه التي تسري بين جنبيه، ويرى نهاية مشواره الكبير في حلقة قد تفشل ولا تبلغ رسالتها كما ينبغي... ولهذه الأسباب نجح عربيا وعالميا حتى صارت تترجم لقطات وتصريحات منه إلى كل لغات الدنيا.
لقد آثرت الصمت برغم القدح والذم والشكر أيضا، وقلت ربما سيصل الجدل هذا إلى ما يفيد، وربما يظهر من قد يقول الحقيقة وينصفني، وخاصة أنه يوجد حتى من كنت أعتبرهم من الكتّاب المحترمين قد تحاملوا عليّ وجعلوني أخرج من جلدي، لكن كالأفعى التي لبست جلدا مستوردا، وآخرون يرونني صورة أخرى لوفاء سلطان.
السؤال المطروح الذي تردد بشدة بين مختلف المنتديات والمواقع: هل أنا ضد جنس العرب إلى هذا الحد؟ !!
الجواب بالطبع ومن دون أدنى مناقشة أو تردد، أنه من المستحيل أن أكون ضد العرب، ما دمت أؤمن أن لكل أمة حقها في الوجود والحرية والإنسانية، ومهما إختلفنا مع هذه الأمة سواء من الناحية الإيديولوجية أو الفكرية أو التاريخية أو العرقية أو حتى ولو من ناحية اللون، ولهذا لا يمكن أبدا أن أكون ضد أي جنس مهما كان نوعه، ومهما كانت خطاياه في حق البشر.
إنه يجب أولا وقبل كل شيء أن نفرق بين العرب والإسلام، وأن العروبة كهوية تختلف عن العربية كلغة قد يتعلّمها الزنجي والحبشي والأفغاني والفارسي والهندي من أجل توسيع مداركه الثقافية أو حتى ممارسة طقوسه الدينية، ونحن نعرف أنه يوجد في العرب مختلف الديانات من كاثوليك ودروز واقباط ووو، ولهذا أن كل من يجعل العرب هم الإسلام بحجة أنه نزل في قبيلة قريش العربية فهو واهم أو جاهل لأبسط أبجديات التاريخ، وأكثر من ذلك أن الذي يزعم أن الإسلام هو "ماركة عربية" ويجب أن يبقى لهم حقوق البعث والإنتشار والفتح، هو أشدهم وهما وجهلا وحمقا وبعدا عن جوهر هذا الدين الذي جاء للعالمين.
ولهذا فنقد العرب لا يعني مطلقا نقد الدين الذي هو مقدس لدى المسلمين، حتى وصلت هذه القداسة لدرجة الإستخفاف بالعقول في كثير من المرات، وأحيانا نقرأ نصوصا توضع تحت عناوين مختلفة مرة أحاديث شريفة أو فتاوى من علماء لا يشق لهم غبار في العلم الواسع والنباغة والبلاغة، تجعل مراجعة هذه النصوص ومناقشتها هي ردة ليس لها حد إلا قطع العنق، بالرغم من أنها ترد الإعتبار للإنسان وحريته الفكرية ونظافة منطلقاته العقدية الصافية والخالية من السحر والشعوذة والخرافة التي تجاوزت حدود المنطق والمعقول.
لذلك أنا لا أدين كل من ينشد الحقيقة، فالديانات التي عرفتها البشرية تعرضت للنقد والتجريح والتطوير إلا الإسلام، الذي يأبى المسلمون أو على الأقل المحسوبون عليه غلوا وتطرفا، مناقشة الكثير من الأطروحات التي ربما تعود إلى تدليس ما شاب النص أو الفهم أو خرف لاحق عقول الرواة، وهذا الذي أوقف عجلة تجديد المفاهيم وجعلها لا تواكب التطور البشري بمختلف أنواعه، فكلما تمت مناقشة معطيات هذا الدين أو ذاك كلما زاد رسوخه في العقول، لما يفلح في تحدي الشبهات التي ينشرها المنتقدون أو الأعداء أو حتى ممن يتصيدون المتناقضات لحسابات فلسفية وعقدية مملاة من أطراف ما.
ولهذا فنقدي للعرب وإن وصل للإسلام مستقبلا، ليس نقيصة في شخصي أنا أو أن هاجس الردة لاحق تفكيري وعقلي ومعتقداتي كما قد يخيل للبعض، بالرغم من أنني تكلمت عن الراهن العربي وفق أبجديات التطور الحضاري الذي تعرفه البشرية، الحضارة بمفهومها المدني والمادي وليس بمفهومها العقدي والإيديولوجي، لأنه يوجد فرق شاسع بين المفهومين، فكل أمة ترى دينها مفتاح الحضارة البشرية، بالرغم من أن الديانات وصلت درجة قطع رؤوس العلماء من طرف الكنيسة، أو بإقامة حدود الردة من طرف علماء السلاطين الذين عرفهم التاريخ الإسلامي، وطبعا هذا ليس نقيصة في الدين إنما هو خلل في إلتقاء المفاهيم بين النص والعقل والروح، تتجلى في الذي يمارس غواية الإستنباط وفق ما يخدم مصالحه ورؤاه، وليس وفق ما يخدم أبعاد الدين وكلياته الكبرى والصغرى، الأفقية والعمودية.
نعود لحلقة "الإتجاه المعاكس" التي آثارت الجدل، وقد كان من بين الأسئلة التي تم تداولها في البرنامج: ماذا قدم العرب الآن للحضارة الغربية؟ وهذا هو صميم النقاش وليس كما يخيل البعض مساهمة العرب في القديم عبر التاريخ في صناعة الحضارة البشرية، أو حتى التأكيد على أن شمس العرب سطعت على الغرب وصنعت حضارتهم على حد هونكه، فالحديث كان عن الراهن العربي وليس في العصور الغابرة بإيجابياتها وسلبياتها.
بعيدا عن العواطف الجوفاء التي تنتصر مرة للدين وأخرى للعرق، وهي عنصرية نذمها في الآخرين ونمارسها نحن ببشاعة لا يمكن وصفها، فعندما تنتقد العرب وواقعهم فأنت مرتد وعدو للإسلام والحضارة والبشرية ويصل الأمر أن يفتي أصحاب العمائم بإهدار دمك، لأنك تعديت على من إختارهم الله لحمل رسالته وأختار لغتهم لتكون لغة القرآن، في حين لو ذكرناهم أن الله كلم موسى بلغة اليهود وهي العبرية، وإن نزل القرآن بالعربية فقد كلم الله موسى في الواد المقدس طوى باللغة العبرية، كما أن آدم أيضا تلقى الكلمات بلسان عبري ليس عربي حسب بعض الآراء والمذاهب، فمن المقدس إن كان الأمر يتعلق باللسان والكلمة الآتية من الرب؟ !!
أكيد أنه لا فرق بين هذا وذاك لأن كل اللغات التي يتحدث بها البشر هي من إبداعات الله جل شأنه، ولا يمكن أن نعتبر أن لغة فلان مقدسة والأخرى مدنسة، لأن القداسة تتعلق بطبيعة الدين وهو التوحيد الذي جاء به، ولهذا فإنتقاد اللغة لا يعني مطلقا إنتقاد الدين مهما كان أمرها، ولا أن لغة القوم التي نزل بها أي كتاب مقدس ترفع ذلك العرق لمستوى القداسة، ويجعلهم يستخفون ببني البشر ويستعبدونهم ويستذلونهم ويستخفون بهم، كما أنه قد تكون لغة ما هي الوحيدة التي يجوز بها التعبد لكن لا تستطيع ان تكون لغة التكنولوجيا والتطور المادي، فهذا أمر لا ينقص من الدين في شيء، ولا حتى من تبنى تلك الأفكار يمكن أن يوضع في موضع إتهام أو إدانة.
أمر آخر يجب التأكيد عليه أن الدين الإسلامي يحتاج إلى من يتقن اللغة العربية، ومهما كان جنسه واصله وفصله، هذا من أجل إستنباط الأحكام وممارسة طقوس العبادة فقط، أما الزعم بأن من ينطق العربية فهو عربي هو زعم باطل لأنه يوجد زنوج يتكلمونها بطلاقة ولا يمكن أبدا جعلهم من عرق العرب – إن كان لهم عرق الآن -، كما يوجد أفغان وفرس وحبشة وهنود يدينون بالإسلام ولا يعرفون من العربية إلا ترديد آيات أثناء الصلاة لا يفهمون معناها لولا الترجمة.
هذه نقاط رأيت من الضروري الإنتباه إليها حتى نكون واضحين في الآراء التي تناولتها حول العرب والتي جلبت السخط من جهة وكما حملت النشوة من جهات أخرى لها حسابات إيديولوجية كما أشرنا، وأضيف هنا بعض الأسئلة التي أراها مهمة: هل يملك العرب الآن حضارة من غير الدين الذي هو دين فقط ولا يقبل المزايدات؟ ماهي مواصفات هذه الحضارة؟
هل من الممكن أن يفتح العرب العالم بالإسلام كما جرى من قبل، وخاصة أننا في ظل تغير في المفاهيم المدنية والإنسانية التي صارت من خلالها القوانين الدولية تجعل من كل ذلك إحتلالا يجب محاربته عكس ما كان من قبل؟
وإن كان العرب في صورة مخزية فهل يجوز إبادتهم من طرف القوى العظمى؟ وماذا بقي للعرب من غير التبجح بالأطلال والسيادة على العالم التي لا نراها إلا في الكتب الصفراء والحمراء؟ هل من لا يقرأ والأمية حطمت أرقامها القياسية يمكن أن ينافس ممن كل وقتهم للمطالعة والبحوث والتنقيب في أعماق المعرفة؟
بإختصار جد شديد أن العرب الآن لا يملكون أي شيئ يتميزون به يمكن أن نعتبره حضارة، والشيء الوحيد الذي يتباهون به ويمتنون على العالم به هو الإسلام، وهو خطأ فادح فقد نزل في العرب فعلا وساهموا في نشره لكل الدنيا منذ قرون خلت، ولكن العالم اليوم الذي تحول إلى قرية صغيرة وصار الكل يعرف هذا الدين ولا يحتاج إلا لمترجم ولو كان آليا على حاسوبه ويستطيع معرفة أشياء كثيرة، ولهذا إن جردنا العرب من الإسلام فلن يبقى لهم أي شيء، فكل ما يملكون وما يعيشون به هو من نتاج الحضارة الغربية، فلذلك يعتبر التبجح بزعم أن هؤلاء يستطيعون التأثير في الحضارة هو فنتازيا وعنتريات فارغة وتافهة للغاية وما تزيدهم إلا تخلفا وعنجهية وسقوطا في الحضيض.
ونجد أن الكثير من الأمم فرضت زيها وحتى موسيقى لها على العالم، ولكن ماذا فرض العرب على العالم؟ الجواب صريح وواضح: لا شيء... فترى هل نعتبر أن وجود عربي في مخبر أوروبي أو أمريكي يبدع في الطب والتكنولوجيا هو معناه تطور للحضارة العربية؟ الجواب بالطبع لا وألف لا، لأنه لو أخذنا ذلك العربي إلى أي مخبر آخر في البلاد العربية والتي تبتز الخزانات العمومية بالملايير وهي مجرد هياكل فارغة، هذا العبقري العربي سيلجأ بلا شك للإنتحار أو العودة من حيث أتى.
أمر آخر وجب توضيحه وهو يتعلق بمن سيتحمل المسؤولية في هذا الحال البائس، بلا شك أن الأمر لا يقتصر على الحكام بل حتى الشعوب على عاتقها الكثير من الذنب، لأنها لم تستطع أن تفرض وجودها في التغيير، ولا إستطاعت أن تحقق هذا التغيير على المستوى الشخصي، ولذلك فالفساد الفكري والبنيوي في الواقع الذي نعيشه نتحمله جميعا ولا يمكن أن نستثني أحدا.
وهنا أشير أيضا لنقطة أخرى أن مفهوم الدولة لم يتكون أصلا في العالم العربي، فكل إنسان يصنع في نفسه دولته الخاصة وفق عقيدته ومصالحه ورغباته ويظل ولاءه لهذه "الدولة الصغرى" التي تعيش بين جنبيه، وأكثر من كل ذلك أن العرب لا يزالون في عصر المدنية والحضارة الرهيبة يعيشون بعقلية القبائل والولاءات لأعراق ضاربة في عمق الماضي السحيق، فهذا يفتخر أن جده رقم مليار الملايير فرعوني، وذاك يصنع شجرة تمتد أغصانها لبيت النبوة، وهذا يزعم أن الكبش الذي فدى به الله اسماعيل هو من فصيلة الكباش التي في زريبته... الخ، أما الإنتباه للمستقبل وصناعة ما يمكن أن ينسب لهم فهو في خبر كان.
أقول أن العرب لا يصلحون للحضارة إن بقي حالهم على هذا الحال، ولا يمكن لهم صناعة دول متطورة تفرض وجودها في العالم، كما أن تجديد عقولهم وتركيبة تفكيرهم ونبضات قلوبهم تحتاج إلى مئات السنين، وخاصة أننا صرنا نحمل فشلنا إلى المؤامرة، وصار كل شيء حتى العقم والعجز الجنسي بسبب إسرائيل أو أمريكا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الفشل الذريع والعجز الذي يعاني منه هذا العربي، فلو كان له من القوة والحجة والعدة ما رمى تخلفه في رقاب الغزاة أو حتى المتربصين، ولو سلمنا جدلا بوجود هذه المؤامرة فليست مبررا تجعلنا نقبع في بيوتنا ونولول كالنسوان – إن كانت الولولة ليست لهن فقط في عصرنا هذا- لتبرير حالنا وأقدارنا البائسة.
البعض طالب الرفق بالإنسان العربي المحاصر من طرف الحكام والغزاة، ولكن لم يحدد إلى متى سيظل هذا الرفق ونحن نعيش قرونا متواصلة من التخلف، وكل جيل يعطي مبررات وأسماء ومواصفات المحتل الذي أعاقه وأوقف مسيرته الحضارية والتطورية، وستبقى الأجيال القادمة تصفي حساباتها مع المحتلين وأحفادهم، وهكذا يبقى العرب دوما عبارة عن طوائف لا تصلح إلا للتجارب في مخابر كانت في السابق تستورد الفئران لمشاريعها، وتبقى تحت هيمنة أنظمة لا ترحل إلا بإحتلال أجنبي، ولحد اليوم لم نسمع بشعب عربي غير نظام حكمه وفرض تصوراته، او لم نسمع لليوم بشعب عربي إنتفض لأجل قضية تهم العالم وإستطاع أن يفرض رؤيته، ولم نسمع سوى كان أبي فاتح الأندلس، والدواء الذي إخترعه المخبر الفلاني موجود في القرآن الكريم كدليل على الإعجاز... الخ.
ربما هناك من بين النقاط التي تطرق لها الدكتور فيصل القاسم في مقدمته النارية، وتتعلق بالنسيان الذي يعاني منه العربي، حتى أصبحت ذاكرة الأسماك أفضل بكثير من ذاكرتهم، فأقول أن المشكلة ليست في الذاكرة أو حجمها أو صحتها أو سقمها، المشكلة تكمن أساسا في عجز هؤلاء "البدو غير الرحل" في صناعة دول لها مكانتها، وهذا العجز الذي يدفعهم إلى الإستهانة بقيمة الإنسان دفعهم أيضا في فتح أبواب الود، فقد ذكر لهم الرئيس الأمريكي أوباما بعض الآيات القرآنية فهبوا من كل حدب وصوب ليزعموا أن هذا الرئيس الذي يوجد إسم "الحسين" موشوما ببطاقة تعريفه، سيكون الفاتح والعادل الذي سيعيد للعرب أمجادهم التي فقدوها منذ أن قادهم الكردي صلاح الدين الأيوبي، وهكذا تجاهلوا أن الولاء للدولة أكبر من الولاء للدين عند الأمريكان، وأن قرارات التغيير تشرع في الكونغرس وليس في جامعة القاهرة...
فكيف ننتظر من تلك المراكز التي في نظرنا دمرت العراق وأفغانستان وفلسطين وتحتل كل العالم العربي وتسيطر حتى على مواعيد الدخول للحمام في قصورهم الرئاسية والملكية، أن تنصفنا في لحظة غيروا فيها لون وعرق وربما دين الوافد للبيت الأبيض، وهي إستراتيجية أتقنها خبراء يعملون ليل نهار من أجل بقاء أمريكا سيدة العالم، وليس بقاء الرئيس فلان أو علان، كما هو حال العالم العربي والإسلامي.
وفي الختام أؤكد على أن الرأي الذي قلته ليس لتأثير جو الأستديو أو بسبب حمى وطيس النقاش كما قد يتوهم البعض، أو أنها زلة لسان قد أعتذر عنها، بالعكس فأنا لا أزال على الموقف نفسه وسأبقى حتى إشعار آخر، ومن يزعم أن حال العرب يمكن أن يقدموا شيئا للحضارة البشرية فهو واهم، لأن أوراق المراحيض التي يستعملونها أو كسوة الكعبة التي يتباهون بها صنعت بآلات وأجهزة أبدعها الغرب، وسأبقى أتحدى وبعيدا عن العواطف أي كان أن يقدم الآن شيئا يمكن أن ننسبه للعرب من غير الشعارات والكلام الفارغ الغبي والبكاء على أطلال أحداث مضت لن تعود عن طريق كحل العين وشحذ الأسنان بالعود وآداب النكاح وليلة الدخلة، وخاصة أننا في زمن صارت أرصدتهم وأموالهم وكل شؤونهم العسكرية والمدنية تمر عبر شبكة عنكبوتية كانت من قبل وسيلة للجوسسة ثم فتحوها للجميع، لما أبدعت أشياء أخرى أعظم وأعمق وأوسع... ويبقى السؤال معلقا: هل للعرب الآن تأثير على الحضارة البشرية؟ للحديث بقية.




#أنور_مالك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيقتات الجزائريون من الفئران قريبا بعد القطط والكلاب الضالة ...
- دموع حماس ولعاب محمود عباس !!
- محرقة غزة تفضح الدبلوماسية الجزائرية...
- دستور بوتفليقة يرفع سيف الحجاج على تلاميذ المدارس !!
- أبيدوا غزّة حتى يهنأ حسني مبارك ويرتاح محمود عباس...
- في أمة النّعال: ألم يئن زمن الطير الأبابيل لإنقاذ المهزومين. ...
- بعد حذاء منتظر: إستعدّوا للحفاء يا بؤساء العرب !!
- دستور بوتفليقة: الإحتفاء بالمجاهد عمارة العسكري والإعدام لإب ...
- الجزائر للبيع… ومن سيشتري شيئا يؤخذ مجانا؟
- الجزائريون لا يدخلون الجنة…
- مقدسات في الجزائر: ثروة الثورة والبوليساريو وإرهاب الجنرالات ...
- ماذا تبقى للجزائريين حتى يخسروه في الأزمة المالية العالمية؟! ...
- طوفان الجزائر: الحاجة لقنوات تصريف المسؤولين!!
- أبشروا بالخراب يا بؤساء الجزائر- الجزء الثالث
- أبشروا بالخراب يا بؤساء الجزائر (2)
- أبشروا بالخراب يا بؤساء الجزائر... (1)
- زمن بوس الواوا: عبث الانظمة وعبث الشعوب
- ماذا بعد أن نافس الجزائريون الكلاب الضالة على النخالة والمزا ...
- عولمة العبث الجزائري: ماذا لو شرع السفير الأمريكي فتح الحدود ...
- قبل تعديل الدستور الجزائري: وعود في ذمة الرئيس!!


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أنور مالك - أنا والعرب في الإتجاه المعاكس