أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير عبد الله - كم نحن طيبووون..حد السذاجة!














المزيد.....

كم نحن طيبووون..حد السذاجة!


زهير عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 05:42
المحور: كتابات ساخرة
    



أخيرا جاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما،إلى المنطقة العربية وألقى فينا خطبة عصماء، افتتحها ب"السلام عليكم" واقتبس الكثير من الآيات القرآنية، وحاضر في كل شيء،في التاريخ وفي حقوق الإنسان وفي التسامح والتعايش بين الشعوب وفي الديمقراطية والاقتصاد.. دون أن ينس تقديم المواعظ للمسلمين السنة والشيعة وتذكيرهم بأنهم إخوة في الدين..والحق يقال فإن الرجل كان فصيحا وموفقا، وأحزّر أنه نال غيرة الحكام العرب أجمعين على رشاقة لسانه وحسن عرض أفكاره التي يفتقدونها. والنتيجة أننا افتتنا، أو بالأحرى الكثير منا، بخطابه إلى حد الثمالة وافتقاد التوازن..

لكن هل الرجل جاء فقط حبا في سواد عيون العرب والمسلمين أو لتزجية الوقت، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟ فالرجل وكما يعرف الجميع يتولى رئاسة دولة صورتها ملطخة بدماء الأبرياء من الشعوب المستضعفة، واقتصادها منتعش بخيرات وقوت الجياع، السواد الأعظم، من دول العالم..إن الإمبريالية الأمريكية كما باقي الإمبرياليات تعيش أزمة وجود وبالتالي هي في حاجة إلى ثروات الدول الضعيفة وخيراتها، وبنفس القدر هي كذلك في حاجة إلى أسواقها لتصريف بضائعها وهذا ما جاء راغبا فيه أوباما، بعدما قام بهذا الدور سلفه بوش وهو ممتطيا ظهر دبابة، أما الآن فبقفازات من حرير وكلام اللص الذي ينهبك ثروتك ويحاول أن يقنعك بأنه يفعل ذلك بدافع من الحب والأخلاق الإنسانية (..)

لنتساءل ماذا قدم لنا الرئيس الأمريكي في خطابه خلال زيارته للمنطقة؟ جمل مغرقة في العموميات ولا يعدو الأمر مجرد إعلان للنوايا. ليعود ويأخذها باليد الأخرى تحت شرط " التعاون من جميع الأطراف" و"الحاجة إلى الوقت" الذي قد يطول أمده إلى ما بعد مدة ولايته الرئاسية. تحدث عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وكأن هذا الحق يحتاج إلى إقرار كي يصير حقا، وتحدث عن العراق ولسانه يفيض مدحا للاحتلال ونفس الشيء عن أفغانستان..

يحق لنا أن نتساءل هل سيعيد هذا الخطاب والكلمات المعسولة العراق كما كان قبل الاحتلال بوحدته وثرواته وعلماءه وكرامة سجناء أبو غريب و..وأرواح أبنائه من ضحايا الاحتلال وتبعاته؟.

لنقبل عبثا، مادمنا في زمن العبث، أن الرئيس الأمريكي يفيض بالنوايا الحسنة، فهل حدث يوما أن كان الرئيس الأمريكي كفرد هو من يبت في كل صغيرة وكبيرة؟ لا يا عرب ويا مسليين فأمريكا دولة مؤسسات، ومؤسسة الرئيس هي واحدة منها فقط، من بين أخريات، والسلط موزعة بين هذه المؤسسات بتوازن مدروس ومقنن، وهناك خط مصالح واضح المعالم موجه لهذه المؤسسات لا تحيد عنه. وإن حدث غير ذلك فهناك قطعا آليات لتقويم هذا "الانحراف" وأولها المكائد والحملات الدعائية المغرضة القادرة على تجريمه وتجريده من أي سند شعبي وقديصل الأمر إلى حد الاغتيال كما هو وارد في أخبار الأوليين عن الحالات التي يجنح فيها الزعيم الفرد، ضد مصالح الطبقة الحاكمة التي يمثلها.

خلاصة القول ،وقع للمتهافتين منا ما يقع لفريقين متحاربين سلب المنتصر منهما الكثير، الكثير من الطرف المنهزم، ورضي هذا الأخير بهذا الوضع لأجيال، ثم انعقدت بين الطرفين مفاوضات تنازل المنتصر عن جزء يسير مما سلبه، فإذا بالطرف الأول ينتشي في خشوع بهذا الأمر معتبرا إياه انتصارا، و تناسى أنه من صميم أشياءه التي سلبت منه ذات مرة، وأنه يتوجب عليه استرداد أثمن الأشياء:ذاته.. قطعا المثال لا ينطبق علينا بكل تفاصيله لأن أوباما بكل بساطةلم يعطينا غير الكلام المغموس في العسل.



#زهير_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير عبد الله - كم نحن طيبووون..حد السذاجة!