أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حربي محسن عبد الله - حداثة الشعر السويدي المعاصر















المزيد.....

حداثة الشعر السويدي المعاصر


حربي محسن عبد الله

الحوار المتمدن-العدد: 2664 - 2009 / 6 / 1 - 04:33
المحور: الادب والفن
    



11/11/2008م

نقصد بالشعر السويدي المعاصر شعر القرن العشرين بالتحديد، لذلك لا بد لنا من وقفة سريعة على البدايات الأولى للأدب السويدي المكتوب بشكل عام، بتعبير آخر علينا أن نجيب على السؤال الذي يطرح نفسه هنا.

وهو إلى أي زمن تعود أولى هذه الكتابات أو بتعبير آخر أولى المخطوطات؟‏‏

كما هو معروف إن أولى المخطوطات تعود الى القرن الحادي عشر. إلا أن الكتابات الفعلية تعود بأصولها إلى العصور الكاثوليكية الوسطى. ومن المعروف أن النصوص الإلهامية التي سطرتها القديسة برغيتا (1303-1373) كانت قد لاقت انتشاراً كبيراً في العالم. ثم جاء العمل الكبير لإركسكرنكان في القرن الرابع عشر والذي أرخ لأحداث تاريخية هامة، مرّت بها مملكة السويد، بطريقة شعرية. كما أن معظم الكتابات السويدية الأخرى في تلك الفترة لم تكن لأغراض أدبية، ماعدا بضعة من القصائد الصغيرة المغنّاة التي تجدها هنا وهناك.‏‏

ويعود الفضل كذلك الى غوستاف فاسا الذي قاد حملة الإصلاح في الكنيسة وقوانينها في القرن السادس عشر. ثم جاءت بعده ترجمات أولاوس بتري للإنجيل وأعمال الرسل، في الفترة الوافعة بين عامي 1526-1541 والتي ساهمت بشكل كبير في تطور اللغة السويدية. كما أن هناك عملاً آخر له أهمية كبيرة في القرن السادس عشر وهو ما كتبه أولاوس ماغنوس تحت عنوان (تاريخ دول شمال أوروبا). وخلال هذه الفترة بالذات ظهرت أولى القصائد الشعرية للشاعر السويدي لارس ويفاليوس، وكذلك قصائد لشاعر آخر هو جورج ستايرنهلم. ثم انتشرت الكتابات النثرية في القرن الثامن عشر وهو عصر التنوير. وخلال فترة حكم الملك غوستاف الثالث بدأ يمتد التأثير الثقافي الفرنسي الى السويد بأنماط آخرى. أولها فن (الركوكو) وهو فن للعمارة والزخرفة والتزيين والذي راج في النصف الأول من القرن الثامن عشر. ثم امتد بعد ذلك تأثير الكتاب والشعراء والمفكرين والفلاسفة الفرنسيين والأوروبيين ليشمل معظم دول القارة الأوروبية بما فيها دول الشمال. وصولاً إلى الفترة الرومانسية وانتشار المثل الليبرالية في القرن التاسع عشر لتأتي بعدها الواقعية في الأعمال النثرية التي كرست الوعي الاجتماعي متوجة بأعمال الشاعر السويدي-الفنلندي جون لودفيغ رونيبرغ، وأشعاره الرومانسية التي تمجّد البطولة وتأثيرها العظيم على أدب الخطابة السويدي. إلا أن الأثر الأهم في هذا القرن كان من حصة أعظم كتاب السويد وهو أوغست سترايندبرغ (1849-1912) الذي يعدّ بمثابة الأب للدراما والرواية.‏‏

وفي العودة إلى عالم الشعر نجد أن من أوائل الشعراء السويديين المعاصرين، الشاعر بار لاغركفست (1891-1974) الذي كتب قصيدته التعبيرية (ألم مبرح) في عام 1916 ليقدم للسويد القصيدة المغناة بشكلها المعاصر. كما أنه حاول في أعماله الشعرية والنثرية الإجابة على الأسئلة الكبرى التي يواجهها الإنسان أي أسئلة الوجود والخلق والخالق ومعنى الحياة. وكان غالباً ما يختار عوالم قديمة لمواضيعه يطرح من خلالها وجهة نظره. وكان أيضاً كاتباً مسرحياً، فقد كتب مسرحية (سر السماء) في عام 1919 وكان لها حظ طيب في الانتشار بعد الحرب العالمية الأولى.‏‏

وبالتزامن مع الحداثة الأوروبية كان هناك شاعر آخر ذاع صيته في الفترة ذاتها هو الشاعر برغر سيبرغ (1885-1929) صاحب القصيدة التي شكّلت صرخة مدوية عندما نشرت في عام 1926 وهي تحمل العنوان المثير (أزمات وأكاليل)، وذلك لسببين أولهما لطريقة تركيب تعابيرها وصيغتها القلقة والسبب الثاني كون برغر قد صنع بوقت مبكر اسمه في عالم الشعر باعتباره مؤلفا للتراتيل الدينية والتي اشتهرت شعبياً تحت عنوان (أغاني فريداس) منذ عام 1922.‏‏

لكن الشاعرين بار لاغركفست وبرغر سيبرغ وقصائدهما التي تدعو للعصيان والثورة قد تم تطويقهما لاحقاً بقصائد عقدي الثلاثينات والأربعينات. وفي عام 1929 قام خمسة من الشعراء السويديين بطبع مختارات شعرية تحت عنوان (خمسة شبان)، والشعراء هم (آرثر لاندكفست، وهاري مارتنسن، وغوستاف ساندغرن، وارك اسكولاند، وجوزيف كيلغرن). وقد أصبحت هذه المختارات الشعرية بمثابة تحذير لما سيحدث في أعوام الثلاثينات.‏‏

ومن الجدير بالذكر هنا بأن الشاعر آرثر لاندكفست (1906-1991) كان شاعراً سريالياً وكاتباً غزير الإنتاج طوال حياته ولعب دوراً محورياً في تعريف الأدب العالمي للقارئ السويدي.‏‏

أما هاري مارتنسن (1904-1978) فقد ولد يتيماً وعاش بحاراً ووصف فترة طفولته المأساوية في قصيدة (تزهير نبات القراص) في عام 1935. وأصبح في أعوام الثلاثينات من أشهر شعراء الطبيعة في السويد. وكتب في عام 1956ملحمته الشهيرة (إنيارا) والتي يصف فيها سباق التسلح والتقدم التقني والتحرر من الوهم، والتي تحولت فيما بعد من ملحمة الى عمل أوبرا.‏‏

وهناك أيضاً شاعر لا يقل أهمية عن سابقيه وكانت قصائده ذات شهرة واسعة وكان السويديون يحفظنوها عن ظهر قلب، وهو الشاعر كارين بويه (1900-1941) الذي اشتهر أيضاً بكتاباته النقدية ضد ألمانيا النازية. وكان من أوساط الحداثويين والذين تأثروا بمدرسة التحليل النفسي.‏‏

ثم جاءت الحرب العالمية الثانية ومدّت آثارها السلبية وساهمت في خلق النظرة التشاؤمية للحياة وانعكست بالتالي على الأدب بشكل عام وعلى الشعر والشعراء بشكل خاص فجاءت فترة الأربعينات وظهر عدد من الشعراء السويدين منهم ارك لاندغرين (1910-1968) الذي نشر قصيدة (رجل بلا طريق) من مجموعته (قصائد مبعثرة) والتي لم يفهمها معظم النقاد. وذلك لتأثر معظم الشعراء السويديين في تلك الفترة بالمدرسة السوريالية الفرنسية وطريقتها الغامضة في التعبير وكذلك لتأثرهم بكتابات (ت .س.اليوت) و(عزرا باوند). وكانت آخر مجموعة شعرية له في عام 1958 حملت عنوان (طقوس الشتاء).‏‏

ظهرت في فترة الأربعينات عدة نساء دخلن حلبة الأدب والشعر وتأتي في مقدمتهن الكاتبة والشاعرة أليسا غريف (1918- ) التي كتبت بأشكال عجائبية قصائد غاضبة حول كل شيء من الأمومة إلى تهديدات الحرب النووية، وكانت تستعير أبطالها من الميثولوجيا القديمة. كذلك هناك شاعرة اخرى هي روت هيللارب (1914- ) التي خلقت السوريالية الآيروتيكية وأصبحت رمزاً للأدب النسوي في السويد. أما في عقد الخمسينات من القرن الماضي فقد تألق اسم الشاعر توماس ترانسترومر (1931 - ) بطريقة تصويره الجريئة والتي بدأ بنشرها في ديوانه الأول الذي حمل عنوان (سبع عشرة قصيدة) في عام 1954 وحتى آخر مجموعاته التي حملت عنوان (جندول الصباح) التي نشرت في عام 1996. لقد حافظ الشاعر توماس على جذوة تصويره الجريئة حتى وهو يواجه الجيل الذي وصل الى أعتاب الألفية الثانية باندفاع نحو الانتشار بمختلف الجهات لأن عقد التسعينات وما تلاه لم يحدد له وجهة معينة، باعتباره الجيل الذي تملي عليه طريقته في الحياة أسلوباً مختلفاً عن الأساليب التي تمت تجربتها في عقود خلت ولكي يواصل طريقه دون العودة إلى مرجعيات قديمة. ونختم هذه اللمحة عن الشعر السويدي المعاصر بهاتين القصيدتين للشاعر إيريك آكسل كارلفيلدت (1864- 1931) من ترجمة حميد كشكولي عن اللغة السويدية.‏‏

-1-‏‏

أغنية بعد موسم الحصاد‏‏

ها ، يرقص " فريدولين" ،‏‏

ثملاً من النبيذ الحلو،‏‏

ومن ثمار حقل القمح، ومن عصير الأعناب،‏‏

ومن ألحان الفالس الصادحة.‏‏

انظرْ!، كيف يرقص، مثيراً حرارة الرقص في كل فتاة في الحفل،‏‏

ورتوش المعطف تفترش كتفيه،‏‏

حتى تتكئ الفتاة على صدره،‏‏

مثلما الخشخاش على القصبة الذابلة،‏‏

هكذا تتعب الفتاة سعيدة على صدره....‏‏

هكذا يرقص "فريدولين"،‏‏

أسكره نبيذ الذكريات.‏‏

هنا كان الوالد والجد تمتعا يوماً ما من عذب أنغام فيولين الفلاحين،‏‏

لكن الآن، ناموا! يا شيوخاً مسنين في ليالي العيد،‏‏

فقد تعبت الأنامل التي كانت تعزف على الأوتار،‏‏

وإن حياتكم مثل زمانكم، أمست أغنية همسات وهمهمات،‏‏

على ألحان الحسرات والأشجان.‏‏

لكن الآن، يرقص " فريدولين"، ابنكم الجميل والقوي المكين،‏‏

إنه يتحدث إلى الفلاحين بطريقتهم،‏‏

ويعبّر إلى المتعلمين عن المسرات باللاتينية،‏‏

يجري المحشّ حادا في ذهبكم المزروع للتو ّ،‏‏

يبتهج فريدولين مثلكم حين تمتلئ شونته،‏‏

ويرفع فتاته ، مثل رجل من صلبكم، عالية ، تجاه الطنجرة الحمراء لقمر الخريف...‏‏

-2-‏‏

لاشيء مثل اوقات الإنتظار‏‏

لا شيء مثل أوقات الانتظار،‏‏

وأسابيع فيضانات الربيع، ومواسم التبرعم،‏‏

لا أيار ينشر نور النهار مثل نيسان الصفاء.‏‏

تعال إلى الانزلاق الأخير للمسار،‏‏

فالغابة تمنح برودتها اللطيفة النديّة،‏‏

إضافة إلى حفيفها العميق .‏‏

أريد أن أهدي شهوة الصيف إلى أول شعاع يلمع في وادي الصنوبرات المعتم،‏‏

وأغرودة أول شحرور.‏‏

لا شيء مثل أوقات الحنين،‏‏

وسنوات الانتظار، ومواسم الخطوبة،‏‏

لا ربيع ينشر البريق مثل قلب ولهان، يعشق في السرّ.‏‏

نادرا ما يكون لقاء،‏‏

والبعاد المحدق،‏‏

الحلم في كل جميل وخطير،‏‏

فالحياة تحمل في رحمها كل ذاك.‏‏

عسى الآخرون يهزون الفاكهة الذهبية،‏‏

فأنا أريد الإطالة في تقديم القرابين،‏‏

وأن اسهر على جنة عدني،‏‏

بينما الأشجار تزهر هناك.‏‏


عن الملحق الثقافي لجريدة الثورة السورية



#حربي_محسن_عبد_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حربي محسن عبد الله - حداثة الشعر السويدي المعاصر