بدء - الحملة الايمانية - في الديوانية ... الدرس الاول

صادق علي طاهر

الحوار المتمدن-العدد: 2658 - 2009 / 5 / 26 - 05:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تزامنا مع دعوة بعض البرلمانيين "المتقين جدا" الى منع المشروبات الروحية بحجة تعارضها مع ثوابت الاسلام ,واستمرارا لنهج التراجع في التحولات الديمقراطية , اعلنت "شرطة الديوانية" عبر صراخ اجهزة انذار سياراتها الفارهة بدء"حملتها الايمانية" نيابة عن مجلس المحافظة الجديد والذي يبدو ان اعضائه لم يصحوا بعد من نشوة التحول الجديد في حياتهم –حيث صرح نائب المحافظ لمراسل قناة الحرةالفضائية بعدم علمه بما يجري- فقد انتشرت في المدينة افراد الشرطة كالنمور بعد ما كانت هذه "النمور" غائبة عن شوارعها وظلت مذعورة في جحورها كالفئران يوم كانت العصابات والمليشيات تعيث فسادا وقتلا في شوارع المدينة . واخذت بمطاردة الشباب من وهبهم الله الحسن والوسامة والذوق المرهف في اختيار قصات الشعروموديل الملبس وهم احرار في ذلك وفق مباديء الشريعة والدستور وقامت بقص شعورهم وبشكل مهين امام المارة .
هذه الحملة التي اعادت الى اذهاننا تصرفات الاهوج " خيرالله طلفاح في مطلع سبعينيات القرن الماضي يوم كان محافظا لبغداد حيث اوعز لاجهزة الشرطة بمطاردة اصحاب الشعر الطويل وقصه بشكل مهين وكذلك صبغ سيقان الفتيات بالدهون ,حيث كانت تلك الحملة بداية لمصادرة الحريات واذلال المواطن لفترة امتدت عقود طويلة ابان النظام البائد . ولايخفى على الكثير تداعيات هذا التصرف الذي يعد مخالفة دستورية باعتباره اعتداء سافر على الحريات الشخصية واهانة صريحة للذات الانسانية وتنذر ببداية غير موفقة لاداء المجلس الجديد الذي يفترض به ان يعالج الامور باسلوب حضاري ينسجم مع افاق التحول الديمقراطي الذي ينشده ويسعى لتكريسه الخيرون المخلصون لمستقبل هذا البلد ,وان يلتفت المجلس الجديد الى ا لمشاكل الحقيقية المتعلقة بحياة وصحة المواطن وان يستنفر اجهزته الخدمية صوب تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين..
فاذا كان المجلس حقا لايعلم بما تفعله الشرطة وقائدها الهمام فاعتقد انه ليس له من عذر بالسكوت عما يجري بعد ما فضحت الامر الفضائيات وخاصة التقرير الجريء لمراسل قناة "الحرة"في المدينة وبعد ماصار الامر هاجس مخيف يؤرق الشباب ويمنع الكثير منهم الخروج الى الشارع خشية مواجهة الاعتقال او الاهانة على اقل تقدير
اما اذا كان المجلس يعلم ولكنه يغض الطرف فانها الطامة الكبرى حيث سيعد هذا الدرس الاول من "الحملة الايمانية" وكلنا يعرف ماسيتمخض عنه الدرس الثاني وكان الله في عون عباده .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات