أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - توما شماني - نزيهة الدليمي رائدة نسوية عراقية لم تدانيها عراقية اخرى















المزيد.....

نزيهة الدليمي رائدة نسوية عراقية لم تدانيها عراقية اخرى


توما شماني

الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 08:50
المحور: سيرة ذاتية
    


شخبطة على الحائط
نزيهة الدليمي رائدة نسوية عراقية لم تدانيها عراقية اخرى

ناضلت لاعلاء شان المراة العراقية في مراحل الصعود ثم الانهيار

اول امرأة عراقية اعتلت الوزارة ولم تسلم من نغزات المتقوقعين

عرفت (الدكتورة نزيهة الدليمي) عندما كنت اعمل داعية للادوية. كنت ازورها في عيادتها حاملا جنطة مليئة بالنماذج، لدماثة خلقها كنا نجلس لفترة من الوقت بعد ان اعطيها النماذج شارحا فعلها وهي الادرى بالادوية مني. كنا نتحادث في الجاري من الاوضاع لانها كانت تعرفني صحقيا ادبج المقالات في البيت وارسلها للصحف، كان اللقاء لقاء ودي وفي الخروج كان خروجنا وديا لانها كانت مليئة بالخلق الرفيع والدماثة. كان ذلك في الخمسينات قبل الثورة. بعد الثورة سطع نجم الدكتورة نزيهة الدليمي (1924 ـ 2007) كأول وزيرة في تاريخ العراق وبلاد العرب والعجم، كانت طبيبة لا كالطبيات الاخريات بل ناشطة يسارية منذ الأربعينيات، وقيادية منذ الخمسينيات، حلت في اول عهد انفناحي في عهد عبد الكريم قاسم كان توزيرها (شوكة ناغزة في عينون اصحاب العمائم في الاعظمية والكاظمية) الاعظمية كتمثيل للسنة المتقوقعين والكاظمية كتمثيل للشيعة خاصة النجف التي يقول عنها احمد الصاقي النجفي (مدينتي تصدر العمائم وتتورد الجنائز). لم يكن توزيرها تمثيلاً للحزب الشيوعي العراقي كان مشاعا، بل تمثيلا للمرأة العراقية إلا أن الهتافات عند نوزيرها كانت سياسية منها هتافات (نزيهة صارت بالحكم موتوا يا بعثية)، ومنها (نزيهة... على الجسر وتمزلك المهداوي) رغم ان المهداوي كان يساريا. الغريب ان نزيهة الدليمي استوزرت وزيرة للبلديات بدلا من وزارة الشؤون الاجتماعية. في أجواء (1959) لم يكن المرسوم (480)، الذي أصدره رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم (قُتل 1963) والقاضي بتوزير امرأة، مستهجناً! ولا يفسر هذا بما جلبته ثورة 14 تموز من انفتاح، إنما كان تراكماً سابقاً. ففي الخمسينيات في ظل العهد الملكي حصلت ثورة مدنية، منها صياغة قانون موحّد للأحوال الشخصية، عرقل رجال دين صدوره، ليصدر مع الإضافات بعد الثورة. يُذكر ان (الدكتورة نزيهة الدليمي) كانت المحرك لإصدار ذلك القانون. تأكد أن (رابطة المرأة) التي كانت تقودها بلغت أكثر من أربعين ألف منتسبة. لكن القدر ادى إلى ما كان عليه في دستور (1925)، أخذت المادة (39) من الدستور الجديد تقلق النساء، وكانّت اعدادهن كثيرة بعد تكاثر الكليات في التعليم المختلط. تكاثرت ظاهرة تعيين الوزيرات ونمت، وأصبح لبغداد وزيرات، وبرلمانيات ناشطات في قضيتهنّ، على الرغم من الهيمنة الفقهية على عدد منهنَّ. إلا أن الرجال البرلمانيين، من العمائم والأفندية، لم يتضايقوا من ترأس زميلتهنَّ (زكية إسماعيل حقي) التي رحلت (2006) لجلسة أو أكثر من جلسات البرلمان، في غياب الرجال من الرئيس ونائبيه.



(الدكتورة نزيهة الدليمي) احدى رائدات الحركة النسائية واول رئيسة لرابطة المراة العراقية واول وزيرة عراقية في تاريخ العراق الحديث. كانت مناضلة سياسية واكبت النضال الوطني التحرري والديمقراطي طيلة اكثر من نصف قرن . ولدت الدكتورة نزيهة الدليمي في عام 1923 في بغداد، الأبنة البكر لعائلة مكونة من اربعة أخوة واختين، نشأت في اسرة ذات دخل متوسط حيث كان والدها يعمل في أسالة ماء بغداد، سعى والدها الى تنمية الاهتمامات الثقافية لدى بناته وأولاده عن طريق قرائاته للكتب التاريخية والأجتماعية، أذ كان يقرأ لهم الصحف اليومية في لقاءاتهم المسائية، أصبحوا متعلقين بجريدة (حبزبوز) الجريدة الساخرة التي كانت تصدر انذاك، ونقدها للاوضاع بأسلوبها الساخر .فنّمت لديهم القدرة على المناقشة والتساؤل وأزاداد حبهم للوطن والشعب. كانت طالبة في اعوام الحرب العالمية الثانية درست الأبتدائية والمتوسطة في مدرسة (تطبيقات دار المعلمات). اكملت الدراسة في الثانوية المركزية للبنات، كانت تتأثر بما تدرسه من علوم وتحاول ربطها بما تشهده من الاوضاع ومن المعاناة المريرة التي يعيشها الشعب خاصة بعد دخولها الكلية الطبية في عام 1941 فتاثرت بأراء صديقاتها وأصدقائها من الطلاب ذوي الاراء المتنورة والافكار الديمقراطية حيث توسعت مداركها عن طريق النقاش معهم الدليمي لم تخضع للضغوط، وأصرت على تطبيق القانون، خاصة وقد نالت تأييد عدد من رجال الدين المسلمين، ذوي التوجهات التنويرية، الذين أكدوا عدم تعارض القانون مع مبادئ الشريعة الإسلامية. يرى بعض المؤرخين، أن سقوط حكومة عبد الكريم قاسم في انقلاب عام 1963، لم يكن ممكناً لو لم يستفد الانقلابيون من الاعتراضات على قانون الأحوال الشخصية التقدّمي لتحشيد القوى الاجتماعية المحافظة إلى جانبهم. كان (آية الله محسن الحكيم)، والد (عبد العزيز الحكيم)، زعيماً للمرجعية الدينية الشيعية حين أصدرت حكومة (عبد الكريم قاسم) قانون الأحوال الشخصية. قاد الحكيم الأب حملة الاحتجاج المطالبة بإلغاء القانون، بحجة تعارضه مع مبادئ الشريعة الإسلامية، خاصة بسبب مساواته في الإرث بين الذكور والإناث من الأبناء، حيث تعطي الشريعة (للذكر مثل حظّ الأنثيين). وبدا إعلان عبد العزيز الحكيم إلغاء القانون فور تسلمه رئاسة مجلس الحكم في ديسمبر 2003، كتصفية لثأر عائلي، أكثر من كونه اهتماماً بشأن عام، خاصة وإن الملفات السياسية والإنسانية المعقدة التي كان العراق ولا يزال يواجهها، تجعل التفكير في تغيير قانون الأحوال الشخصية، ضرباً من الترف. في ديسمبر من عام 2003 قرر مجلس الحكم، عندما كان يترأسه الزعيم الشيعي المتشدد، (عبد العزيز الحكيم)، إلغاء قانون الأحوال الشخصية الذي ينظم أمور الزواج والطلاق والأسرة والإرث، أثار ذلك القرار المفاجئ حملة من الاحتجاجات قادتها ناشطات وأحزاب سياسية علمانية، أدت الحملة إلى امتناع رئيس سلطة الائتلاف المدنية آنذاك، السفير (بول برايمر)، عن المصادقة على القرار. لكن السياسيين المحافظين، يتزعمهم (عبد العزيز الحكيم)، لم يستسلموا للأمر، عاودوا طرح المقترح بعد عام أثناء مداولات صياغة مسودة الدستور العراقي. وتمكن هؤلاء من تضمين الدستور فقرة (تسمح) للمواطنين بتنظيم شؤونهم العائلية وفقاً لأحكام المذاهب الدينية التي يتبعونها، وهو ما اعتبره خبراء قانونيون إلغاء عملياً لقانون الأحوال الشخصية المدني.



شهد التاريخ المتعاقب خلال عصر الدولة العباسية نموذج (الدكتورة نزيهة الدليمي)، تحقق في القهرمانة (ثمل) عندما اُسندت إليها إدارة (ديوان المظالم) كما ورد في (التنوخي، الفرج بعد الشدة). حيث أن الدولة آنذاك كانت في قبضة أم المقتدر (ت 320هـ)، لربما هي التي دفعت لهذا التعيين، غير أن إمامين ببغداد العباسية أبو حنيفة (قتل 150هـ)، وابن جرير الطبري (ت 310هـ) جوَّزا ولاية النساء للقضاء كما ورد في (الأحكام السلطانية). يقول رشيد الخيون الكاتب العريق في شؤون التاريخ (كان المستوى البغدادي آنذاك، كما يبدو، شبيهاً بأجواء تعيين أول حقوقية عراقية، وهي صبيحة الشيخ داوود قاضيةً (1956)، ورئيسةً لمحكمة الأحداث. والحقوقية و واثبة السعدي عضواً في المحكمة، ومحاضرة في المعهد القانوني، وكم من الرجال القضاة تعلموا على يدها. ولا نتوقف عند رفض إسناد وظيفة القضاء للمحامية بالنجف (2003)، فهي مدينة لها قيودها وليبراليتها أيضاً، بل نلتفت نحو القاضية التي تجلس إلى جنب رئيس المحكمة العليا، التي حاكمت أعوان السلطة السابقة). من الحق لـ (الدكتورة نزيهة الدليمي) ان تكنى بلقب (عميدة الحركة النسائية العراقية)، و(الشخصة الوطنية المرموقة)، حسب تأبين رئاسة الجمهورية. وليس لمَنْ رغب بتذييل كتاب (الأوائل) أبي هلال العسكري (ت 395 هـ) يقول (المحامي خالد عيسى طه) مايلي (نسيان أنها أول وزيرة في تاريخ العراق والعرب أجمعين. لم تفارق الدكتورة، مثلما يناديها المحبون، معنى اسمها، فقد ظلت نزيهة، ويُشهد لها، وهي وزيرة البلديات، أنها أغضبت قيادياً في حزبها لامتناعها من تعيين شخص غير مؤهل).



شاركت (الدكتورة نزيهة الدليمي) في كافة النشاطات التي تعقدها الجمعية كالندوات والمحاضرات التي تعمل من خلالها على تبيان خطر الحرب والافكار السيئة, شاركت في احدى اجتماعات الجمعية التي حضرتها (400 أمرأة) في هذا الاجتماع قررن تبديل اسم الجمعية الى (رابطة نساء العراق) اثر انتهاء الحرب وكان للجمعية مجلة ناطقة بأرائهن (تحرير المرأة) ، كانت (الدكتورة نزيهة الدليمي) عضوة في الهيئة الادارية للجمعية وهي لازالت طالبة في الكلية الطبية، أغلقت الجمعية ومجلتها في بداية حملة نوري السعيد رئيس وزراء العراق في العهد الملكي المناهضة للحركات شبه اليسارية. بعد تخرجها من كلية الطب عملت في بغداد في المستشفى الملكي لقضاء فترة الاقامة ثم نقلت الى مستشفى الكرخ وفي هذه الفترة تعرضت الى الملاحقة من التحقيقات الجنائية، بعدها نقلت الى السليمانية. تميز عملها كطبيبة بصلات وعلاقات واسعة يومياً وتعرفت على معاناة الناس أكثر وكانت تقوم بعملها الوظيفي والتوعية بمختلف الاساليب. ثم نقلت بعد ذلك الى كربلاء وكانت تجربة جديدة تختلف عن بغداد حيث محيط كربلاء ومجتمعها المقيد والمحافظ جداً تجاه المرأة حيث أضطرت الى ارتداء العباءة والى مراعاة امور عديدة عندما كانت تذهب الى عيادة مريض في البيت. ثم نقلت (الدكتورة نزيهة الدليمي) الى عانة ثم النزول الى الاهوار وكل مناطقها وهي مناطق واسعة. هذه الجولات أتاحت لها فرصة الاحتكاك المباشر بالناس والتعرف على مشاكلهم واحوالهم التي لايمكن تصورها اجتماعياً وأقتصادياً، ومن خلال هذه الدراسة والتقصي تكونت لديها معلومات كثيرة تستند عليها لمتابعة الحالات المرضية، الا أن الفائدة الاكبر هي اعداد كراس خاص بأوضاع المرأة العراقية عموما. بعد انتهاء مهمة التقصي الميداني عادت الى بغداد عام 1951 للعمل في المستوصف التابع للمشروع لمتابعة المرضى المصابين بالبجل اي السفلس وكان الكراس الذي اعدتة بعنوان (المراة العراقية ). في هذه الفترة تبلورت لديها فكرة اعادة نشاط (رابطة النساء العراقيات) وشرعت بتجميع النساء حيث بلغ عددهن (30 أمرأة) منهن خريجات الكليات ومنهن من عوائل المناضلين وعدد من المناضلات. باشرت بمناقشة ورسم اهداف الرابطة وبرنامجها واستغرق هذا الاعداد من الاتصالات والزيارات والاجتماعات عاما كاملا حيث تقدمن بعدها بطلب الاجازة الرسمية باسم (جمعية تحرير المرأة) وخلال فترة انتظار الموافقة حصلت الجمعية على تأييد واسع من النساء في كل العراق، الا أن الطلب رفض (بناءً على مقتضيات المصلحة العامة) الكليشة المعروفة للرفض. رداً على الرفض جمعت الدكتورة النساء وناقشن الرفض وقررن بالاجماع مواصلة العمل لتحقيق الاهداف والبرنامج المتفق عليه بشكل سري وتغيير العنوان الى (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية) تم نشر الاهداف والبرنامج والنظام الداخلي لها واهدافها. ناضلت (الدكتورة نزيهة الدليمي) من اجل التحرر الوطني والسلام العالمي والدفاع عن حقوق المراة العراقية وحماية الطفولة العراقية. في عام 1960 قررت تبديل الاسم الى (الى رابطة المرأة العراقية ) مع مرور الوقت وبقيادة (الدكتورة نزيهة الدليمي) اصبحت الرابطة الوجه المشرق للحركة النسائية التقدمية وجماهيرهاً غدى عدد العضوات (42 الف عضوة) قدمت الرابطة للنساء خدمات كبيرة وفي مقدمتها قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 وغيرها من المكاسب التي انتزعتها الرجعية والدكتاتورية ونظام البعث فيما بعد.



من فعاليات (الدكتورة نزيهة الدليمي) الدولية حضورها المؤتمر النسائي العالمي في كوبنهاكن عام 1953 لاول مرة وفي هذا المؤتمر اصبحت الرابطة عضو في (الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي) الذي كان مقره انذاك برلين حيث اصبحت الرابطة عضو دائم في سكرتاريتها وانتخبت (الدكتورة نزيهة الدليمي) عضوة في مجلس الاتحاد ثم في مكتبه وبعدئذ نائبة رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي. كانت (الدكتورة نزيهة الدليمي) تحضر كافة اجتماعات الاتحاد ومؤتمراته لعبت دوراً مميزاً في نظام الاتحاد وبرنامجه وعمله فيما يخص موقف الاتحاد من الحركة النسائية سواء العربية او من بلدان العالم الثالث، بقت (الدكتورة نزيهة الدليمي) تنتخب لهذه المناصب في الاتحاد حتى عام 1979 حيث تأزمت المواقف بين السلطة والرابطة. بعد عودة الدكتورة من مؤتمر كوبنهاكن عام 1953 وبناءاً على قرارات المؤتمر اعدت كراساً بأسم (المرأة تحل مشاكلها) باسم مستعار، تضمن الكراس امثلة وتجارب واساليب عمل لحركات نسوية أخرى تحث المرأة على ان تأخذ قضيتها بيدها دون الانتظار من الاخرين ان يقوموا بحلها، بقيت الرابطة تحضر مؤتمرات الاتحاد منذ 1953 والى اجتماع المكتب الاقليمي العربي للاتحاد. على اي ان فعاليات (الدكتورة نزيهة الدليمي) عديدة لا تعد ولا تحصى.



دور (الدكتورة نزيهة الدليمي) كبير في حركة اتصار السلام. شاركت في حركة انصار السلام شخصيات اجتماعية مختلفة الاتجاهات منهم الشهيد الدكتور صفاء الحافظ والدكتور طلعت الشيباني والشهيد الدكتور محمد الجلبي وعبد الكريم الماشطة والشيخ محمد الشبيبي والشهيد جلال الاوقاتي ونائل سمحيري وخدوري خدوري والشهيد توفيق منير وغيرهم من الشخصيات الكردية الشاعر عبد الله كوران واسماعيل شاويس. بعد المؤتمر اتسعت حركة انصار السلام ونشرت قرارات المؤتمر في جريدة الاهالي وغيرها. بالاضافة الى كل ماذكر من نشاطات مختلفة كانت (الدكتورة نزيهة الدليمي) عضوة فعالة في الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1948 خلال سنوات نضالها كانت تسعى من اجل تحقيق اهداف الحزب في (وطن حر وشعب سعيد) الذي غدى الآن (وطن مبعثر وشعب تعيس). كانت (الدكتورة نزيهة الدليمي) مطاردة بأستمرار من قبل السلطات الرجعية والدكتاتورية لهذا أضطرت الى اللجوء والعيش خارج العراق لكنها لم تنقطع عن الحركة النسائية خاصة والديمقراطية عامة ولم تنقطع عن الحزب وعملت بجد وتفاني في تطوير عملها وعمل المنظمات والحزب ومن مكانها في المانيا قادت الرابطة قامت بجولات الى داخل الوطن والى بعض البلدان الاوربية التي تتواجد فيها فروع للرابطة لغرض حثها على النشاط والتواصل مع الوطن وتطوير عمل الرابطة والحركة النسائية العراقية حضرت. وساهمت بنشاط في اجتماع نسائي عراقي (الرابطة والجمعيات النسائية العراقية ) خارج الوطن في هولندا. رغم بطش الدكتاتورية التي كانت تقمع كل حركة غير حركة منظمات السلطة وحزب البعث ورغم تعرض كثيرمن عضوات الرابطة الى الاعتقال والتعذيب والاعدام والتصفية. الست ينار محمد الكندية بقيت في العراق منذ سقوط النظام الصدامي اللعين وماتزال تعمل بنشاط نالت علية تقديرات عالمية.



خلاصة الخلاصة لا يمكن جمع سيرة حياة (الدكتورة نزيهة الدليمي) في هذا الاطار لبساطتها عندما دعاها عبد الكريم قاسم لاعتلاء كرسي الوزارة ذهبت الى وزارة الدفاع راكبة الباص. كانت امرأة بارة صافية القلب عطوفة كالام تيريزا وطبيبة نبيلة السلوك في مهنتها لم يصبها الجشع كالكثير من اطباء عهدها اذ تداوي المرضى بحنان ومناضلة نسائية مارست نضالها في عهود العراق في ادوار العلو والانحدار دون كلل ولا ملل. كانت شفيعة الفقراء اذ حتى ايام العلو كان الكثير من العراقيين يعيشون في (الصرائف). كانت مناضلة لا سنينية ولا شعية ولا مسيحية ولا مندائية ولا عربية ولا يزيدية ولا كردية ولا تركمانية بل هي جميعهم. (الدكتورة نزيهة الدليمي) عرفت كامراة مناضلة صرفت كل طاقتها في جمع النساء عملية جعلهم قوة سياسية اجتماعية موحدة وجعل المرأة مساوية للرجل في الارث ناصرها الكثير من رجال الدين التقدميين الشرفاء الا انها حتى في ايام العز لاقت المر من هجمات رجال الدين المتزمتين والمتقوقعين، كل ما فعلته من خير هدمه الحكيم واضرابة من سنة وشيعة والسفلة والقراصنة من رجال الحكم في العراق الممزق. (الدكتورة نزيهة الدليمي) فارقت الحياة في برلين، ولم تتمكن من رؤية عراقها الحبيب الى نفسها لو كانت قد رجعت لماتت كمدا وهي ترى المرأة العراقية غدت نعجة ملفلفة بالسواد حتى الالمثقفات والدكتوارات والاستاذات منهن. لا تملك اي حق من حقوق المرأة التي كنا نراها في شارع الرشيد في بغداد كما وصفهن الشاعر (عيون المها بين الرصافة والجسر) وغيرها من المدن. كانت (الدكتورة نزيهة الدليمي) المراة العراقية وكانت المراة العراقية (الدكتورة نزيهة الدليمي). الف رحمة على روحها الطاهرة.



توما شماني تورونتو

عضو اتحاد المؤرخين العرب




#توما_شماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - توما شماني - نزيهة الدليمي رائدة نسوية عراقية لم تدانيها عراقية اخرى