محمد السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 2656 - 2009 / 5 / 24 - 03:19
المحور:
حقوق الانسان
لعروسة الرافدين .... عبير الجنابي .
عبير قاسم حمزة الجنابي , بنت الاربعة عشر ربيعا , أغتصبت , قتلت , وحرقت مع والديها وأختها هديل ستة أعوام . جريمة من جرائم الاحتلال الامريكي بحق العراقيين , جريمة وقعت في قضاء المحمودية منتهكة في بشاعتها كل سيناريوهات أفلام الرعب والخوف , وموغلة تلك الجريمة بانتهاك
كل القوانين الانسانية والاخلاقية والاعراف السماوية . وقعت تلك الجريمة بوضح النهار من شهر أذار
2006 . بعد ان قضى من عمر الاحتلال 3 أعوام من الدمار والفساد والطائفية , فاقت تصورات العقل
والمنطق في بشاعته , والصمت الرسمي المخجل في التستر على تفاصيلها المخزية للعراق وشعبه , بل المساهمة لتركيع شعبنا لأجندة الاحتلال . لكن الذي يثير الاستغراب والسؤال والحيرة والدهشة , عندما
اقدم البطل منتظر الزيدي مراسل قناة البغدادية , بعملته الوطنية برمي المجرم بوش بحذائه مسجلا هدفا عراقيا وطنيا على مرمى أتفاقية الذل والخيانة , وفي التعبير عن أرادة العراقيين برفضهم للاحتلال من خلال تسجيل تلك الهدف العراقي في مرمى الخيانة . تم الاعتداء عليه بالضرب تعبيرا واضحا عن ديمقراطيتهم الجديدة ( ديمقراطية الاحتلال ) امام مسمع ومرأى العالم للانتقام من البطل منتظر الزيدي ومن هدفه الوطني . حكم عليه بالسجن تنافيا مع مباديء الوطنية والديمقراطية, لكن اين هم هؤلاء من شرف العراق وعروسته عبير ؟ . واليوم في ولاية كنتاكي الامريكية
بدأت محاكمة الجندي الامريكي المجرم ( ستيفن جرين ) وعصابته الاربعة , بعد ان ألقي القبض عليه من قبل مكتب التحقيقات الفدرالية بمنزل جدته في ولاية كارولانيا الشمالية , وقد واجه القوة المهاجمة متهكما بالقول ... ربما تعتقدون أني وحش .. جورج بوش وديك تشيني هما اللذان يجب أن يعتقلا . واعترف ستيفن امام هيئة المحكمة بدم بارد , نعم ... أنا الذي اغتصبتها , وقتلتها مع عائلتها – والعراقيين يستحقون أكثر من ذلك , ولو أعيد المشهد لي ثانية سأقوم بأفضع منها , ودافع عنه محاميه بانه رد فعل طبيعي على قتل وحزن رفاقه الجنود المحتلين في العراق . وروا المجرمين أمام هيئة المحكمة , تفاصيل الجريمة المرعبة . لقد قال بول كورتيز ... أنه اغتصب عبير الجنابي , بينما كان جندي أخر هو جون باركر يثبت الفتاة وهي تبكي . وأثناء اغتصاب عبير سمعنا من الغرفة المجاورة أربعة او خمسة عيارات نارية حيث قتل ستيفن والد الفتاة وأمها وشقيقتها البالغة من العمر ستة سنوات , وعاد ستيفن الى الغرفة الاخرى , وأغتصب عبير , وبعد ان انتهى وضع المخدة على وجهها , وأطلق النار عليها , وأضرم الجنود النار في البيت , ظننا منهم باخفاء جريمتهم . وعاد الجنود القتلة بدماء باردة الى سيطرتهم العسكرية والتي تبعد 200 متر عن بيت الشهيدة عبير الجنابي , لاشيء يدل على وحشية جريمتهم , وجلسوا يشوون أجنحة الدجاج . وأثناء تنفيذ جريمتهم , أرتدوا ملابس سوداء لابعاد الشبهات عنهم , ولصق الجريمة باطراف أخرى وفعلا القوة العراقية التي عاينت موقع الجريمة نسبت تقريرها الى اطراف عراقية مع سبق الاصرار وشهود العيان . وقعت الجريمة في منتصف النهار من شهر أذار عندما مرت سيارة والدها قاسم حمزة الجنابي العامل في حراسة مخازن البطاطا الحكومية في قضاء المحمودية مع زوجته فخرية طه , وكانتا عبير وهديل جالسات في المقعد الخلفي في سيارة أبوهن . أوقف الجنود السيارة وحقدوا على جمال عبير العراقي , فتابعوها الى بيتها , فارتكبوا جريمتهم . وفي شهادة الطبيب العسكري العراقي في المحكمة حول الجريمة , لقد أكد ( كنت أول الواصلين الى المكان , وكانت الفتاة ملقاة على الارض ( عبير ) عارية محروقة جزئيا ومصابة بطلق ناري تحت عينها اليمنى .. اما شقيقتها ذو الستة اعوام كانت في غرفة أخرى وقد قتلت برصاص في عنقها . أما جثتا الاب والام فكانتا ممزقتان بالرصاص في البطن والصدر ). واليوم وبعد ست سنوات من عمر الاحتلال , وحسب اعتراف مسؤول السجون الامريكية في العراق هناك 4000 أمرأة عراقية معتقلة , وقد تمت ولادة 22 طفلا داخل تلك السجون وهناك المئات تعرضتا الى حالات اغتصاب , مما وضعوا حياتهن في خطر , والبعض حين تم اطلاق سراحهن تعرضن الى القتل غسلا للعار من عوائلهن , وأخريات الى التشرد والهروب خوفا من القتل وغسلا لتلك العار . هدى العزاوي , نور الدليمي , وسهيلة .... ولألاف من أمهاتنا وخواتنا ينتهك أعراضهن منذ يوم احتلال العراق 9 نيسان 2003 حلت تلك الكارثة بلعراق أرضا وسكانأ . حاول الاحتلال وصنائعه مرات عديدة وبشتى الطرق من خلال رشوة اقرباء الشهيدة عبير بالمال , وتقديم الاغراءات المادية لشراء موقفهم , وغلق الملف , لكن الموقف الوطني العراقي , دعاهم الى المطالبة بالقصاص العادل من المجرمين , والذين جاءوا مع المجرمين الى ارض العراق . والى يومنا هذا يرفض اهالي المحمودية الوطنيين من اعادة ترميم البيت أو بنائه الذي وقعت فيه جريمة الاغتصاب والقتل , ليظل شاهدا حيا على جرائم الاحتلال ووحشيته , وادانة صارخة للذين أثروا الصمت , حكام قصور صدام في المنطقة الخضراء . وكانت كل الدلائل تشير من خلال وقائع المحكمة أنهم – مجموعة مجرمين عقدوا العزم , وبيتوا النية مع سبق الاصرار .
واخيرا اليوم 20090522 قررت هيئة محلفين .. بالحكم مدى الحياة على ستيفن جرين وشرط ان يقضي فترة العقوبة كاملة , ليتجنب قرار الاعدام الذي يستحقه . وكان ممثلوا الادعاء قد طالبوا بعقوبة الاعدام.
وفي سير المحكمة قال ممثلوا الادعاء ان جرين , كان زعيم عصابة من خمسة جنود خططوا للهجوم على منزل الاسرة العراقية المكونة من اربعة افراد لاغتصاب الفتاة عبير , ثم تباهى فيما بعد بالجريمة التي قتل خلالها جميع افراد العائلة . وسيقضون في السجن فترات مختلفة – لحين تاتي الفرصة بغزو بلد أخر في وقتها يتم اطلاق سراحهم ودفعهم مع الجيش المعتدي , كما وقع مع العراق , زجوا له الصوص والقتلة , والمنحرفين , والمجرمين . لايبقى امامنا نحن العراقيين الا ان نطالب المجتمعات المدنية والديمقراطية ومنظمات حقوق الانسان والصليب الاحمر , حماية أهلنا بالعراق من الاحتلال وعملائه .
#محمد_السعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟