أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد الكعبي - مقالات لا تخلو من فوائد















المزيد.....



مقالات لا تخلو من فوائد


ماجد الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:27
المحور: الصحافة والاعلام
    


لدى متابعتي للمقالات المنشورة في الصحف المحلية والمواقع, بقلم الكاتبة ابتهال بليبل والتي قد استهوتني , وإثارة انتباهي واهتمامي , لما تحمل من شحنات فكرية وثقافية وإنسانية , تعكس واقعنا الذي يعج بالأزمات والتناقضات والمفاجئات , والذي ابهرني هو تناولها لأي موضوع وبأسلوب يمتلك مغناطيسية جذابة , تستهوي القراء وتشدهم لمتابعة الموضوع , فان الكاتب المتمكن والقدير على توظيف لغته بأسلوب جذاب و واقعي يجر القراء إلى دائرته , ويمتلك الفاعلية والتأثير على الآخرين , فأي كاتب في الساحة الثقافية والفكرية والاجتماعية , يمتلك حضوره وتميزه وتفرده , بما يطرح من مشاكل وهموم ومنغصات ومعضلات ويضع لها الحلول المناسبة بدقة ودراية وإمعان وموضوعية تنبيء عن اقتدارات واضحة تحقق القناعة والانجذاب , لما يطرح أمامنا , فإننا أحوج ما نحتاج إلى الكاتب الذي يغوص في مسامات الأشياء , ويعكس ما في النفوس وكأنه يقرا ما في القلوب , وان الرجل البدري لا أريد أن أطنب بمدحه وإطرائه , فان من يقرا مقالاته هو الذي يمنحه التقييم الذي يستحقه . وان الذي استهواني ربما يستهويكم , لان فيه اشراقات وعطاءات ومنافع , تلمسونها بواقعية عندما تتابعون كتابات الأستاذ حمزة علي البدري , وها إنني اطرح أمام أنظاركم باقة من تلك المقالات التي شدتني , وأمل أن تنشدوا لها لأنها لا تخلو من إشعاعات مضيئة ونافعة .

حمزة علي البدري

مسؤولية الكلمة

النهار يفتح بالشمس , والليل يفتح بالكواكب والحرف المعطاء والكلمة البنائة تفتح امامنا قارات من التامل والانبلاج اجل ان الكلمة الشجاعة المشحونة بشحنات الرفض الثوري تساعد على انهاض الغضب وتفجير القوى الحيوية في اعماق الاخرين وتمدهم بزخم هائل من الجرأة والا قدام وتمنحهم الشجاعة على التنفيذ .. انها زراعة الديناميت في دروب الاعداء والارهابين , انها عاصفة البطولة فهي كالرصاصة في ارض اللهب والنار وان عراقنا الجديد قد اعاد خلق المواطن من جديد وفرض على الاديب ان لا يظل حبيسا في شرنقة ذاته مغازلا افكارا خاصة واهتمامته الشخصية دون ان يصغي لايقاع التغير ولنداء الجماهير .. فالافكار والاراء والعطاءات الفكرية لو ضلت حبيسة في ادمغة الرسل والانبياء والمفكرين والشعراء لكان من المحال ان يذكر الناس رسولا او نبيا او موجها او مفكرا , فعلى الاديب ان يرمي كل اوراقه على طاولة الحقيقية ولا يحتفظ باي ورقة سرية تحت طاولة الابداع والعطاء , فالادب يجب ان يتبرعم على متن الواقع ويغوص في مسامات الواقعية لانه اذا لم يتبرعم مع ارادة الامة يظل كالنقد الملغى لا قيمة له , والكاتب الذي يخبيء اوراقه في عتمت الجوارير ينتحر بمداد دواته , ان المجانين وحدهم هم الذين يتغذون بحوارهم الداخلي ويعلكون خبز اوهامهم . لذا فعلى الاديب ان ينغمس في مسامات الناس لان المراوحة في الظل عمل سلبي , والاديب ليس دودة حرير تغزل شرنقتها لتموت فيها ان تجربة اي كاتب او اديب في بذاتها محصل التجربة العامة التي بمقتضاها يتحول الحديد الى سيف والى محراث يضرب الارض البكر ويفتق في رحمها الخصب والنماء .

ان الاديب الخلاق يشعل منارات الصمود والاقتحام وسط ليل اليأس والهزيمة ويناضل وبضراوة ضد افاعي الشر وعناصر العدوان .

ان قضية الادب هي قضية الخلق والابداع قبل كل شيء وهو مظهر من مظاهر فاعلية الانسان ومن اشتراطات الادب الجماهيري المتفجر ان يعكس باصلة وفاعلية ارادة وطموحات الجماهير ويدأب على تثوير الاوضاع ضد التخلف والقهقرى وان يكون بحق ضمير العصر الذي يعيش فيه ويكتسح كل النفايات المتطفلة على الفكر والثقافة والادب ويسنبت في النفوس قيما حافلة بالثراء الروحي والانساني والثقافي ويظل قادرا على الاستيعاب والاشعاع ويقودنا الى مرافيء النور والى المصبات الحقيقية للاصالة والعمق عبر لغة مسؤولة واخلاقية متصاعدة وحس منضبط ونظرة عميقة فاننا نريد ادبا يتحدد بالمنطلق البناء المعطاء ويمتهل من مناهل الواقع المهزوم ويرفع وبشموخ رايات التحدي لكل المخلفات الثقيلة والتراكمات المؤلمة .

ان كل اديب سلاحه القلم والكلمة الجريئة ويطلب الحقيقية اولا واخيرا ويرضى بالحقيقية ولو ضد نفسه انه لا يمارس اي عمل الا بوسائل ولغة تنسجم مع الذوق العام ومع ما يبتغيه المقهورون والمضطهدون . فالحقيقة هي ظالة اي مبدع شريف فلا سلطان اعلى واسمى من سلطان الحق ولا شرع ابقى من شرعة الصدق ولا قانون اقوى من قانون الابداع . ان المثقفين الذين يتحكمون بهذه الروحية يستطيعون وحدهم ان يقدموا انجازات ومعطيات لشعوبهم واممهم وان يتكلموا باسمها فالمثقفون هم ملح الارض كما السيد المسيح اذا فسد الملح فبماذا يملح قد يبلغ حب الصراحة ان يكون نوعا من الاستشهاد . ان عراقنا الجديد قد احتضن الثقافة والادب ومد اذرع الاحتضان للادباء والمبدعين ومهد امامهم سبل التطور والازدهار ومازال يمدهم بنسغ صاعد لذا فادبائنا مطالبون بالتجذر بحب الوطن فهو الحب الوحيد الذي لا يفله الزمن ومنح الولاء المطلق لشعبنا الناهض مع اللتزام بالقيم الفكرية والجمالية والوعي المتفتح ومعايشة كل الشروط التي تتحكم بالواقع الثقافي من اجل الاسهام في تكوين نهضة ثقافية مبدعة ومستديمة ومتسمة بالوعي والحرارة والصدق والنقاء وملتزمة بفنية عالية , فان كل كلمة لها تاثيرها وفاعليتها شعرا كان او نثرا اذا عرفت ان تتجه . فالكتابة الخلاقة قادرة على تغير صورة المجتمع نحو الافضل والاسمى فلا قيمة لكتابة لا تحدث تغيرا نوعيا في خريطة الانسان وان اخطر ما يقع فيه الكاتب هو سقوط في صمغ اللامبالات واللاهدفية وان الكاتب الذي لا يعرف قشعرية الصدام مع الواقع المدان يتحول الى حيوان اليف استاصلة منه غدد الرفض والتحدي والمنازلة وكل مثقف لا ينعجن بموضوعه ولا يشتبك به اشتباكا يوميا يبقى خارج دائرة الضوء والاهتمام .

الكتابة هي سفر الى الاخرين فالسفر الى الاخرين هو المهنة الشريفة التي يمتهنها الكاتب الشريف ويوم يفقد الكاتب جواز سفره وحقائبه المليئة بالكلمات سيتحول الى تمثال جامد على قاعدة من البرنز وعلى الاديب ان يلتزم الوصل والتواصل مع قرائه ويحاول اغناء الواقع المتطور والمتفجر بعطاءات تخدم الانسانية فلا ادب خارج الانسان فالادب هو اللسان الذرب للحق والحقيقة والعطاء .
حسن العلوي على المحك النقدي

حمزة علي البدري

لا جدال بان السيد حسن العلوي كاتب مرموق ورائع , ولكنه بلا تواضع , وإعلامي متألق وناصع ولكنه متسرع بإصدار أحكامه وقناعاته بلا روية , وبلا تريث وبلا تأكيد , وانه صحفي مزمن وجدير , غير انه مغرور ومجحف في انتقاداته ولذعاته , التي لم يسلم منها كل من تناوله في مقالاته الصاروخية الهجومية .
وشهوته في الكتابة تنهال وتنثال على كل الرموز التي يختارها , ويكتب عنها او يعلق عليها , فالفضائيات التي تستضيفه , نجده يصول ويجول , ويلعن ويطعن , ويستصغر قدر الآخرين , ويحط من كرامة الذين يتقاطع معهم , وينازلهم بأسلوب يفتقر للموضوعية والواقعية , وكأنه في تصنيف الناس حكم وحاكم, وقلوله الفصل ميثاق ومستند .
فقليلا من التواضع يا أيها العلوي , لا يتحكم ولا يستبد بك الغرور , والتجاوز والاعتداء الغير مبرر , فما معنى تطاولك على رجال لهم تاريخ ومواقف مشهودة .. ؟ . وحتى أذا بدرت منهم شطحات طارئة , أو مخالفات عفوية , أو تصريحات لا ترضي رغباتك , فهل معنى هذا أن تسارع وتتهم البعض منهم بأنهم منتحلو ألقاب , ولا شيء معروف عنهم , ومستوى ثقافتهم لا يؤهلهم لدور ثقافي وسياسي , ولا يمتلكون مشروعا سياسيا , ولا حملة أفكار , وليس عندهم أيدلوجية خاصة , ولا تنظيم صارم ... إن طروحاتك هذه تثير الاستغراب والاستنكار, عند بعض المتتبعين فهل يحق لك , أن تنسف أصول وجذور بعض العوائل , وأنت المثقف المتنور كما تدعي , فالإنسان لا يقاس بنسبه وحسبه بل يقاس بأخلاقه السامية وسلوكه السليم , ومنطقه المهذب , ومبادئه القيمة . وان الله تسامت قدرته قد اصطفى النبي محمد
" ص " لأخلاقه وليس لنسبه وقد قال في محكم كتابه ( انك لعلى خلق عظيم ) فهذا هو الامتياز عند الله وحسب , فقد يمتلك الإنسان نسبا رفيعا ولكنه في سلوكه وتسلكه إنسان وضيع فهل يشفع نسبه له !؟ وقد قال الشاعر ..
أبوك أب حر , وأمك حرة
وقد يلد الحران غير نجيب
وقال شاعر أخر :
إن الفتى من يقول ها انذا
ليس الفتي من قال كان أبي
فيا أيها الأستاذ : نحن نريد أن تكشف لنا خيانات واختلاسات ورشوات وعمالات المتهمين , فهذه الحقائق هي التي تخرس الألسن , وتعري النفوس , وتبعث أمواج الارتياح والانشراح في نفوس المواطنين . فلا تكرس طاقاتك على تصيد صغائر الأمور واختلاق وتضخيم الهنات الشاحبة ,
التي لا تمتلك رصيدا من الواقعية ... فانك تقول
( إن فلانا ) – السيد عادل عبد المهدي - يفضل أن يكون تابعا على أن يكون متبوعا . وهو من رؤوس الأهرامات في هذا البلد فان قولك هذا لا يتقبله غبي ولا ذكي , فمن منا يود ان يكون ذيلا وهو من الأرقام المتميزة , وتواصل قولك المردود ( بأنه تحت الطلب وبين الأصابع ) أبهذه البساطة تحول قائدا ومن أعمدة الرئاسة والدين والسياسة إلى ( ألعوبة ) والى إنسان منزوع الإرادة , وهو يحمل شهادة عليا , ومعروف لكل الأوساط وعلى الأصعدة كافة .. فما معنى هذا التطاول والعملقة وهذه الاستهانة والسخرية , فهل بأسلوبك هذا تبني وطنا وتحقق انجازا مثمرا ومفيدا ...! ؟ .. ثم انك توصم شخصية موقرة ولها رصيد جهادي وديني وثقافي و وطني بأنه ( اقسم أمام قاضي بريطاني بالولاء لصاحبة الجلالة ) فهل هذا عار وشنار.. ؟ وهل هذه سبة ومثلبة ..؟ .. إنما هو قرار تتخذه الدولة المضيفة للحفاظ على مصالحها , وهذا تقليد تلتزم به معظم الدول .. وهل أن الرجل اقسم بالتنازل عن دينه و وطنه ومبادئه , حتى يتسنى لك أن تعيب وتدين , ثم حتى إذا انه أدى عملا بدون قناعته وتحت مظلة الاضطرار , وليس فيه ضرر على الآخرين فهل هذا مستنكر , فهذا أمر مبرر منطقيا ودينيا , الم يقل ربنا العظيم ( لا تثريب عليكم أن كنتم مكرهين ) والحكمة تقول ( الضرورات تبيح المحذورات ) انك عندما تريد أن تتناول شخصية وتطعنها فانك تفتش بالخفايا والزوايا عن أتفه واصغر السلبيات لتتسلح بها من اجل طعونك المطعونة .
كما انك في كتابك – العراق الأمريكي – صفحة 14 – و 15 – تقول ( إنني أديت دورا في التصدي للنظام السابق لم ينافسني عليه لا أشخاص ولا مؤسسات , فانا لن الق سلاحي ولم اعتكف ) ماهو هذا الدور المزعوم الذي أديته .. هل شكلت حزبا سياسيا ثوريا قارع النظام السابق ؟ وهل شكلت منظمة أو مجموعة قتالية نهضت بدور قتالي ضد النظام ..؟ .. وهل اشتركت في عملية جهادية هزت أركان من كنت دمية بأيديهم ؟؟ . وإذا كنت قد نشرت كم مقال أو كتاب فغيرك قد ألف الآلف المقالات وطرح عشرات الكتب , ولكن لن يتمشدق بأنه بطل التصدي , والفرد المتفرد في المنازلة , أنسيت نفسك وتاريخك ..؟ .. الم تكن أنت قائد المؤسسة الإعلامية الصدامية ؟؟ وكنت الوحيد الذي لا يجارى ولا يبارى ,وتفوقت على كل مطلقي الألقاب على سيدك المقبور , فقد وظفت كل أسماء الله الحسنى لصدام باستثناء اسم ( الله ) وأضفت لها أكثر من 99 اسما ( كالقائد الضرورة , وبطل التحرير القومي , والفارس , والرائد , والعملاق , والمفكر , والمنظر , والمدبر , والمحنك , والملهم , والشجاع , والمعلم الأول , والمحامي الأول و .. و .. و .. و.. فكثيرة هي الألقاب التي ابتدعتها ووصفت بها الصنم , ولكن عندما شعرت بقرب التفاف حبل المشنقة على رقبتك هربت من العراق ولحد ألان انك هارب , وان هروبك من العراق ليس لعمل بطولي ضد النظام , وليس استنكارا على جرائم الصنم , التي طبق بها مقولتك ( ديمقراطية الموت ) وليس نتيجة اختلاف وخلاف مع صدام على قضية تتعلق بواقع وطموحات الشعب , وليس من منطلق وطني أو مبدئي أو إنساني . إنما هربت لمعرفتك اليقينية بسايكولوجية ونفسية وإجراءات صدام التي أنت اعرف الناس بها بحكم انشدادك له وتصفيقك إليه , وانك واثق تماما بان تصفيتك المحتومة آتية حتما بعد ما اعدم المرحوم ابن عمتك أو ابن خالك عدنان الحمداني غفر الله له ولك ... انك تدعي بأنك ليس تابعا لمتبوع , عجيب غريب هذا الادعاء , الم تكن من عام 1968 ميلادي إلى عام 1979 ميلادي تابعا بأدنى درجات التبعية لصدام الذي جعلته اقل من الله بشبر. وكنت له وحدك مؤسسة إعلامية كاملة تحرق البحور الهندية , وتتفنن بصياغة آيات المديح والإطراء والخنوع , لأسوء طاغية على وجه الأرض كما وصفته أنت الذي تمتلك خزانة كبيرة متخمة بالسلبيات والايجابيات التي توزعها على الآخرين , حسب هواك وأمزجتك , فان أي إنسان يعرفك ويقرا كتبك ويتابع ظهورك على شاشات التلفزيون يظلمك ولا يخاف الله أذا أبخسك موهبة متألقة , فأنت إعلامي بمعانيها الواسعة , قادر ومقتدر على التلاعب بالألفاظ وتشد القراء إلى ما تكتب . ولكن الذي يسجل عليك هو انك استفزازي أكثر مما ينبغي , ولا ولن تتورع عن إلصاق التهم بعناصر لها تاريخ ومواقف مشرفة , فانك تضخم ما تسمع وترى بعدسات مكبرة , وتمتلك نزعة المغالاة والنرجسية والإعجاب المفرط بنفسك , وتنظر لغيرك مهما كان بعين الاستصغار , وتعتبر نفسك دائرة معارف وانسكلوبيديا متنقلة , ويحل لك وبكل سهولة أن تتطاول , وتتهم وتنتقص , من شخصيات لها وزنها وثقلها وتأثيرها . ولكن أذا سمعت أو قرأت شيئا يتنافى مع كبريائك وتكبرك , تثور ثائرتك , وترد بكل عنف وتهدد بإقامة دعوى قضائية , فإذا كان بيتك من زجاج فلماذا ترجم الآخرين بحجر , ومن يقول مالا ينبغي يسمع مالا يشتهي , وعند الناس السن لا ينقصها الطول , ومن ينتقد لا بد له وان ينتقد , مهما طال الزمان , والساكت عن الحق شيطان اخرس .
انك قد انتقدت المشروع القومي بقسوة وقد أمطرت الإسلاميين بشلالات من القدح والبهذلة , وقد هاجمت بشدة الأحزاب والتكتلات والجمعيات , وقد تناولت بأقذع القذف والاتهامات , كل أركان الدولة , وقد طعنت السنة والشيعة والكرد , وقد صفرت الوطن من أية ايجابية آو اشراقة , فما هكذا تورد يا أبا ( اكثم ) الإبل , .. أن الذي لا نحبذه لك ومنك أن تمنح لنفسك ( تابو) وقدسية وامتياز خاص واستعلاء على الآخرين , ومن الضروري أن تنأى عن سلطة وتسلط لغة الأنا , فأنت تقول ( ولعلي اخطر كاتب يخرج من المشروع القومي , ويضع مشروعا عربيا بديلا ) فما هذه الخطورة التي تملكها .. !!؟؟ وماهو ذلك المشروع القومي الذي طرحته .. ؟ وماهي أساسياته وما هو الجديد فيه ..؟ وأين نجده وما هي بنوده , وهل أتيت لنا بنظرية جديدة أو بقوانين مبتكرة .. !!؟؟ .
ثم تواصل قولك ( أنا لا اعمل في حزب أو تجمع لا أكون فيه سيدا ) فما هذه المغالاة ولماذا تعشق نفسك أكثر مما يجب , إن تجربتك الشخصية وتقيماتك التي تخرج في الغالب عن المألوف كما قال صديقك ( الكاتب عمار البغدادي ) كما انه قد أكد في كتابك العراق الأمريكي حيث قال : ( انك في زمن صدام توصم عبد الكريم بأنه دكتاتوري عندما كنت حزبيا يوما ما , ثم نسبت أقوالك ودافعت عنه ) أقول : ما هذه المزاجية والنقلات المفاجئة والسريعة والمتقلبة في أحكامك وأطروحاتك ؟؟ إنني أتساءل إن إمكانياتك وقدراتك المالية والثقافية كبيرة جدا فلماذا لا تصدر جريدة أو فضائية تشيع فيها أفكارك ومشاريعك وآراءك لا سيما وانك تقول عن نفسك ( أنا من طينية اقرب إلى التمرد وعدم الانضباط , أي شخصية لقاحية بتعبير هادي العلوي ) فيا سيدي الكريم : اترك غيرك يتحدث عنك , فلا تتباهى بنفسك فانك لم تفاجئنا بنظرية جديدة , أو بمشروع يعتمد , أو بابتكار واختراع يبهرنا , ويضيف شيئا لنا , فأنت لست احمد ابن يعقوب اليعقوبي المؤرخ الشهير , ولم تكن أبا الأسود الدؤلي مؤسس علم النحو , ولو كنت الخليل ابن احمد الفراهيدي مؤسس علم اللغة والعروض , ولو كنت ابو الفرج الأصفهاني صاحب الأغاني , ولو كنت الطبري مؤسس علم التاريخ , ولو كنت جابر ابن عبد الله الأنصاري مؤسس علم التفسير , فماذا تقول عن نفسك . فقد أتخمتنا بالتبجحات والتمشدقات والإدانات التي تختلقها ضد من لا تنسجم مع طروحاتهم والحديث معك وعنك سيطول وللحديث صلة مع الأيام .

شيخ العشيرة والخيار الديمقراطي

حمزة علي البدري

لعل من بداهة القول , إن شيخ العشيرة يجب إن يتسم بمنظومة من القيم , والأعراف السامية , والمثل الراقية , ويمتلك حضورا متميزا في منطقه السليم , وأفكاره الناضجة , وقدرته العالية في فض المشاكل والنزاعات والخصومات , بتعقل وعدالة ودراية , وان يكون سباقا للخير والعطاء والمعروف , ولا يؤثر نفسه على عشيرته والآخرين , ولا يفضل عشيرته على العشائر الأخرى , فهذا هو الإيثار الحقيقي , الذي يجب أن يتحلى به كل شيخ باعتباره رمزا وعنوانا لعشيرته , و وجها وجيها في مجتمعه الذي يؤكد بان رأس القوم من الواجب ان يتصف بالعقل والتعقل , وبالكرم والإكرام وحسن الضيافة والصدق , والترفع عن الدنايا والموبقات , وان يكون متحدثا لبقا يدعم أقوله وأطروحاته بآيات من القران الكريم , والأحاديث النبوية , والحكم والأمثال والأقوال , وهذه من أساسيات الشيخ المتمكن الذي يفرض حضوره واحترامه . ويظل في دائرة الضوء والإعجاب .
من الملفت للانتباه والمثير للتساؤل والاستغراب , إن ظاهرة الوراثة تسلط سلطانها على المجتمع العشائري , حيث نجد أن شيخ العشيرة عندما يرحل إلى جوار ربه , فان ابنه الأكبر أو من تختاره العائلة من أبنائه يحل أوتوماتيكيا محل أبيه الراحل . وهذه الحالة تحتاج إلى وقفة نقدية صريحة وشجاعة , فقد يجوز أن الوالد الراحل كان بحق أهلا للشيوخية بما يتمتع به من شروط ومواصفات وامتيازات تجعله مقبولا ومعتبرا عند ( حمولته ) ومجتمعه . ولكن هذه الصفات المثلى , والمواصفات العليا قد لا تكون متوفرة عند ابن الشيخ الذي رحل من الدنيا . فهل يشترط أن يكون الابن بديلا لأبيه الفذ وهو يفتقر إلى أدنى المميزات التي تؤهله لملء الفراغ وسد الشاغر .
إن الشيوخية ليست عقارا مسجلا في سجلات الطابو, وليست تمثالا لا يغادر موقعه , لاسيما وأننا نعيش في عصر التفتح والانفتاح , عصر الديمقراطية التي تشيع قيم احترام الرأي والرأي الأخر , وتؤكد على الانتخابات الحرة في كل مؤسسة ومنظمة وجمعية , فالعشيرة وهي مصغرة للدولة , وطالما أن الانتخابات هي المعيار والحكم الفيصل التي تعكس أرادة الشعب وكل الاتحادات والجمعيات والمنظمات ... فهذا ينسحب على العشائر أيضا , والتي يجب أن تتمسك بعروة الديمقراطية وتجري انتخابات لشيوخها كي يكونوا المعبرين الحقيقيين عن هموم وتطلعات وإرادة عشائرهم , وبذا نغادر قبو التخلف والوراثة المفروضة وسلطة التسلط المتوارثة , التي قد تفرض شيوخا أميين ومتخلفين وعاجزين عن إدارة العشيرة . وارى أن الواقع يفرض عندما يرحل شيخ العشيرة أن يجتمع الوجهاء المتميزون فيها وان يرشح نخبة منهم , ثم يجري الاقتراع السري فينتخبون منهم الشيخ المتميز, الذي نال ثقة وإعجاب واختيار العشيرة . فهذا هو الأسلوب الديمقراطي الأمثل الذي يفرز شيخا منتخبا ضمن قناعات وجدانية وثقة أكيدة بعيدة عن العواطف والمجاملات . وان ضمان مستقبل العشيرة وتميزها يكون بوحدتها وتوحدها على الشخص المؤهل الذي لا تتسرب له الطعون والاستخفافات والتهكمات , ويكون قدوة ونموذجا يقتدى , وان الشيخ الحقيقي الرائع المهاب , وحتى أذا كان منتخبا فعليه أن يتنحى ويتنازل عن موقعه أذا يجد في نفسه قصورا أو تقصيرا أو يعاني من أزمات ومشاكل صحية أو نفسية تعيق عمله العشائري والاجتماعي , فالخيار الديمقراطي لشيخ العشيرة القادر ميدانيا على قيادة العشيرة هو الأسلوب الأفضل الذي يضمن القناعة والرضا بين أفراد العشيرة , ويضمن للشيخ المنتخب الطاعة والاحترام والإعجاب , فيظل متميزا ويحتفظ بوثيقة الاعتراف والتأييد والإجماع من عشيرته التي نصبته لتوفر السمات والصفات الموجبة فيه , ولا يحق لأي فرد من أفراد عشيرته أن يعترض عليه أو يستخف به أو يتهكم ضده لأنه ( شيخ منتخب ) وهذا هو الخيار المشروع الذي ينقذ العشيرة من التسلط بالوراثة .
وقد أجريت حديثا مع شيخ عشيرتنا قبل أسبوع عن مواصفات الشيخ المنشود , فوافق على كل أفكاري وقناعتي , ولكنه أكد لي بان الشيخ ( حظ وبخت ) فقلت له هل الحظ والبخت مخصص لعائلة الشيخ دون سواه . وهل أن حظكم وبختكم صادر لكم بأية ربانية . وهل سلالتكم معصومة من الذنوب والعيوب , ومنزهة من الخطأ والسهو والزلل , وهل أن العشيرة لم يبرز بها شخص غيركم وهو صاحب حظ وبخت ؟ .
وما هو الحظ والبخت .ز ؟ انه مجرد كلمات لم تعطي عطاءات ومنجزات , وهل له جذور عقلية أو علمية أو ثقافية .. ؟ وهل يفرز إفرازات عملية ويقينية .. ؟ .
من لم يقتنع بهذه الأطروحات فليطرح أفكاره وآراءه والحوار والردود يجب أن تكون حضارية ومتطورة وبعيدة عن التشنج والتعصب والاستبداد .
[email protected]

مهام وهموم الإعلام
حمزة علي البدري

يحضى الإعلام باهتمام متعاظم ومتزايد , من كل الحكومات والمنظمات والجمعيات والنقابات .... في العالم كله . لما يمتلك من فاعلية وتفاعل وتأثير مؤثر في الرأي العام , كأداة سياسية واقتصادية واجتماعية وأخلاقية .. و .. و .. فعالة في التطور والتقدم , ومواجهة التحديات والتطويقات والأزمات , التي تحيط بالوطن والمواطن . وانه يمتلك القدرات الضخمة والخلاقة على مجابهة التيارات المضادة , وخلق الركائز والضوابط المبدئية والتعبوية الكفيلة بصيانة وحصانة الشعب من كل الإشاعات المغرضة , والدعايات المسمومة , والرياح اللافحة التي تحمل الغيوم والسموم المدمرة .
فالإعلام لا ينهض بتغطية الأحداث والوقائع ونقل الأخبار والأنباء فحسب , بل يضطلع بإشاعة الوعي الشامل والثقافة المنتجة المنفتحة , وتنوير زوايا المجتمع , ويحدث انقلابا ايجابيا في السلوك والاتجاه والقناعة . وللدور المتزايد والمتصاعد للإعلام فقد خصصت له الدول والأوساط الامبريالية والدوائر الاحتكارية الرأسمالية أرصدة هائلة من الأموال والتقنيات والمستلزمات , لتحقيق كل ما يريدونه وينشدونه من بث الحرب النفسية , وغسل الأدمغة , وتسميم الأفكار , وتغذية الإشاعات التي تخدم المصالح وتحقق المأرب المنشودة . وان الإعلام الدؤوب الفاعل يحمل صيغ مبتكرة ومتطورة تتماشى مع التغيرات المذهلة في العالم . إن الإعلام سلاح ذو حدين يبني ويهدم , يوحد ويفرق , يشيع ثقافة الوئام والسلام , ويؤجج نيران العداء والانتقام , ويشد الشعب إلى قضاياه المركزية , ويبعده عنها وفق الطرق التي يستخدمها بدهاء وذكاء وخبث ومكر . لذا نجد أن أجهزة الإعلام التي يعتمدها الاستعمار والصهاينة وأعداء الشعوب أضحت تشكل كبريات المؤسسات التي تستغل التقدم العلمي التقني الفني وتعتمد مبتكرات العلم الحديث في التحرك الإعلامي من اجل الانتشار الهائل والمتسارع لأفكارها وتوجهاتها وموادها الإعلامية , وإشاعة المفاهيم والرؤى التي تخدم ستراتيجيتها , وتشوه الحقائق وتدجن وتروض الشعوب المسالمة , وتنتزع شخصيتها وهويتها وتخضعها عقليا ونفسيا و وجدانيا إلى تخطيط إعلامي متعدد الاتجاهات والأغراض . فالإعلام المعادي أصبح من الخطورة بحيث يفرض مسؤولية كبيرة وقدرا متصاعدا من اليقظة والحذر , وقراءة ما وراء النصوص , والتصدي بصرامة وعزم وحزم , لما ينفث من سموم , ويدفعنا بقوة إلى خلق إعلام وطني واع وكفوء ومتطور , ويلتزم التزاما أكيدا بالإنسان والحق والحقيقة , و وجوب تمسكه بمقاييس موضوعية في العمل الخلاق , ومكاشفة الشعب بكل صراحة , وسرد وتبيان الحقائق , ونبذ أسلوب المبالغة والتهويل والتزوير , بل يعانق الصدق والوضوح ومعاير المهنة الشريفة , وملاحقة خارطة الأحداث والمتغيرات المتسارعة , ويتمسك بالتحليل الموضوعي , وفن الإقناع , وجذب اهتمامات القاري والمستمع والمشاهد , ويواصل أثارة وتحفيز الوجدان الجماهيري .
إن وسائل الإعلام الناجحة تعتمد على الصياغات المباشرة في مخاطبة جمهور المتلقين , وان يحقق المعادلة المتوازنة بين الأغراض الترفيهية والتثقيفية والتربوية في آن واحد . ويجب رصد وتفنيد ومقارعة الإعلام المضاد وتعميق الحس الكفاحي لكل الهجمات الشريرة .
إن وسائل الإعلام من فضائيات وتلفزيون وراديو ومواقع الانترنيت والصحف والمجلات والمنشور والسينما والملصقات والجداريات كلها شبكة مترابطة , تروم كسب ثقة وقناعة المواطن والتأثير عليه في التعبئة والبناء والتثقيف والتقدم , فهذه الوسائل تستخدم ايجابيا وسلبيا وتلعب دورا مضادا للإنسان وتطلعاته وتسميم أفكاره وتأزم نفسيته وتقوده إلى منافي التخبط والضياع , وتغتال إرادته وحماسه وتشغله عن أزمات وطنه , وتغذي وتؤجج الصراع الطائفي والعنصري وتشيع ثقافة الدم والإرهاب عبر شبكة أخطبوطية كبرى تعتمد الدراسة النفسية الدقيقة والبرمجة الخبيثة وكل الأنشطة الشيطانية المسمومة . فالإعلام أي إعلام في العالم متعدد الأهداف والاتجاهات والطرق ويسلك الدرب الذي يضمن المصالح والمنافع والمكاسب المنشودة . إن الإعلام العراقي مازال يراوح في مكانه وان تحركاته ونشاطاته محدودة وغير متوازنة , وبأمس الحاجة إلى متابعة واعية , وجهود مكثفة واستثنائية قادرة على استيعاب الواقع المتفجر والمتطور , ومواكبة الأحداث , وإحداث تغيرات نوعية باستقطاب المثقفين الاصطلاء , والإعلاميين الأكفاء , والكتاب الشرفاء , وتحقيق اصطفاف وطني حقيقي ومتين , والتمسك الحازم بمبادئ وطنية بناءة وقادرة على رفض واستئصال الغدد المتضخمة في مجتمعنا المبتلى بالطائفية العدوانية والعنصرية الحاقدة والمحسوبية والمنسوبية المبتذلة , والرشوة الفتاكة وابتزاز المال العام , والإرهاب الدموي المرعب الذي لم يتوقف بعد . وهنا تبرز أولى مهام الإعلام وتحركه الفاعل الخلاق على الأصعدة كافة بنشر الوعي وترسيخ سلطة القانون , وتحقيق الخدمات الملحة , واجتثاث كل المفاهيم والممارسات الهابطة والمظاهر السلبية , وفتح الأبواب أمام النقد الصائب والرقابة الشعبية والمتابعة الجدية.
وللإعلام دوره المؤثر في الوصل والاتصال والإيصال , والفعل والتفاعل والتداخل , وربط المهمات الوطنية والعربية والإنسانية ربطا مصيريا لوقف التداعي والتدهور الشمولي وتمتين الروابط بين الإعلام والسياسة العامة للدولة , لأنه أداة من أدوات السياسة العليا للنظام , باعتباره وسيلة تنفيذية وتوجيهية بنفس الوقت , توظف من اجل النشاط التعبوي والدبلوماسي والاقتصادي و. .و .. و لتحقيق هدف أو حزمة أهداف ملحة وتحصين ذهنية المواطن ضد إعلام القوى المضادة .
إن إعلامنا العراقي يعاني من ضعف القدرات والطاقات الذاتية والمهنية والإبداعية للعاملين في أجهزة الإعلام التي نبتغي منها التطور والتقدم , وامتلاك مهارات عالية وقدرات فائقة قادرة على ( استباق الحدث ) وتهيئة الأذهان لمفاجئات قد تحدث أو لا تحدث . كما يعاني الإعلام من نقص الإطارات والقدرات الفنية الآلية والبشرية التي يمتلكها الإعلام المضاد فلتتكاتف الجهود ولتندفع وزارة الثقافة وكل من هو حريص على تطوير رسالتنا الإعلامية , إن يساهم بكل جدية من اجل خلق إعلام عراقي يشار له بالبنان . ومن معاناة وهموم الإعلام إن النخب الإعلامية لم تفتح لهم أبواب التطور والنهوض . فنجد إن الأغلبية الغالبة من الإعلاميين منسييون ومهمشون فالبعض منهم رحل إلى خارج العراق والبعض الآخر تخثر وتقعر في بيته وبلع لسانه ,, ومنهم اتخذ من المقاهي والحانات متنفسا له , ومنهم من يعمل ولن يقيم ويثمن عمله فلا مكافأة تشجيعية ولا دورات تثقيفية خارج البلاد , ولا تفقد لاحوال وظروف الإعلامي العراقي الذي يقاسي المرارة والشقاء والعوز والحرمان , فالإعلامي , وأي مبدع عندما يجد نفسه مهملا من قبل المعنيين فانه يصاب بخيبة أمل وبنكسة قاصمة لا تدفعه للعمل المتواصل وللإبداع المتألق . فيا أيها المعنيون افتحوا نوافذ العطاء والتطوير لإعلامنا ورجالاته فلا تتركوا الواقع مثقلا بالهموم والغيوم وانتم تتفرجون .
ومن الملفت للنظر والمثير للدهشة والاستغراب إننا نجد الإعلاميين والصحفيين المستظلين بظلال غيرهم والذين لا يمتلكون التاريخ الإعلامي والحضور المتميز والثقافة الرائدة , ويفتقرون إلى ادني المؤهلات نجدهم يتربعون على صدارة المؤسسات الإعلامية والصحفية , وهكذا شاءت الأقدار ... فينبغي بل يجب على وزارة الثقافة والمعنيين ومن يهمه الأمر أن يمتلكوا غربالا ينخل ويغربل ويفرز المتواجدين على الساحة الإعلامية فيأخذ كل ذي حق حقه بجدارة بعيدة عن الاستزلام , ويبوء كل من يمتلك ضميرا حيا و وطنية مشهودة وعطاء ثرا المكان الذي يستحقه , وطوبى لكل من يلتزم ويحتضن الذين يمتلكون الأصالة والنقاء والعطاء الإعلامي والصحفي والثقافي الذي يرفد الوطن والمواطن بعطاءات مثمرة . فنحن أحوج ما نكون إلى كل مبدع شريف و وطني حر نظيف ولكل من يجعل مصلحة الوطن فوق مصلحته الشخصية فهذا هو المطلوب والمنشود . [email protected]


حرية ام عبثية
حمزة علي البدري

الحرية اسمى غاية واغلى هدف , انها حلم سرمدي وهي خشبة الخلاص من الاستبداد والطغيان وانها زورق الانقاذ من العبودية والتكبيل . فالحرية تنقذ الاجيال من قبو الظلام ودهاليز القهر والمعاناة ومن صحارى الكبت والمضايقة والحرمان . فالحياة ماساة بدون الحرية التي تفجر ينابيع الابداع وتستأصل اشواك التردد والضياع وتزرع شتلات التجديد والنهوض .
تحت ظلال الحرية تتفتح براعم الهناء والصفاء والانبهار وتثمر اشجار التفتح والازدهار وتنمو الطاقات وتسمو الارادات . وان غياب الحرية يحول المجتمع الى مزيج هائل من النفاق الرخيص والتذبذب الكريه والرياء المقيت فطوبى ومرحى لمن يحمل رايات التحرر والانطلاق فلبس هنالك احقر واتفه من الانسان المستسلم والمقيد والمنقاد الى بيداء العدم واللامبالاة فكل منا ضاميء الى الانعتاق ومعانقة التطلع والاشراق .
فالبشرية مفطورة على عشق الحرية الحقيقية والتي اضحت اغنية الشعوب المسحوقة والمضطهدة وانها تحرك الافراد والامم وتدفعهم الى الثورة والتمرد فانها داينمو ومحرك فلذا ستظل نشيد الثوار واغرودة الاحرار فالشعراء يتغنون باسمها والكتاب يشدون بحروفها وقوافل الشهداء تعانق الشهادة من اجلها وان مواكب كبيرة اعتلت اعواد المشانق في سبيلها وقد زغرد شاعرنا الكبير المرحوم الجواهري بالحرية قائلا :
لحرية الفكر تاريخ يحدثنا
بان الف مسيح دونها صلبا
اجل ان التاريخ موشح ومرصع بلأليء ومفاخر ومأثر من التضحيات الجسام والبطولات العظام من اجل نسائم الحرية .
وان قوافل ومواكب الشهداء لا ولن تتوقف من اجل رفد وتغذية شجرة الحرية بدماء المناضلين والمجاهدين التي ستظل اسماؤهم تسطع في سماوات المجد والخلود .
ان الحرية هي التزام ونظام وتقيد باحكام الاخلاق والقيم والاصول انها ليست انفلات من النظام والقانون لانها اذا خرجت عن نطاق المثل والالتزامات فستكون عبثية وهجران لكل مايفرضه العقل والخلق والاسلام . ان الحرية الحقيقية هي الخضوع والرضوخ للدستور الالهي والوضعي وهي التمسك الاكيد بعروة المصالحة النقية والاخوة النظيفة والنأي عن ركامات التحدي الاهوج والتمرد الارعن والتسيب الا مسؤول ونحن الان احوج مانكون الى الحرية المتوازنة التي تحيل حياتنا الى جنة خضراء ترفف في افاقها رايات التاخي والتصافي والوفاق [email protected]
المثقف بين الواقع والتوقع

بقلم حمزة علي البدري



لا مراء بان المثقف هو بارمومتر ومحرار دقيق الحساسية انه كميزان الصائغ يتاثر بوضع ادنى شيء في كفته فانه ينصف ولا يجحف , وانه قطرة الزيت المقدسة في ماكنة الحياة والتقدم والتغير , ويقاس بقدر استطاعته اجتذاب الراي العام والتاثير فيه .. انه يمتلك سلطة الرقابة والكشف ويفض بكارة الاشياء ويتفجر تعبيرا وتثويرا واستقلالية عصماء ولن ولم يكن حاجة في جيب احد ولا مستأجرا عند مستاجر انه يحمل رائحة الناس وهموهم وتطلعاتهم وكلما يزداد التصاقا بالشعب يزداد اقتدارا بالوقوف في وجه التحديات والتطويقات فهو يتكلم بالغة الصعبة لغة التحدي والمنازلة والثقة بالنفس لغة البركان المتفجر الذي لا تنبت على قمته اعشاب الخوف والتردد والتراخي والانخذال . انه يجيء للواقع كما يجي النور للظلام , وكما ياتي الدواء للداء والماء لظاميء الصحراء فهو بوليصة تامين ضد التخلف والضياع والخداع وضد المحسوبية والطائفية والعنصرية والتبعية وبيع الضمائر في سوق الحرامية . فالمثقف الاصيل يختم بالشمع الاحمر ابواب الياس والاستزلام ولا يكون تابعا ذليلا الى متبوع بيده مفاتيح المنصب والمال والسطو والسلطة فالمثقف الحقيقي الذي يجاهر بكلمة الشرف وشرف الكلمة ويفرز هورمونات الوطنية الصادقة والديانة السامية والمتسامية والنفع العام انه يظل يحمل باليمنى سيف الحق والحقيقة وباليسرى انجيل الصدق والمعاناة و وثيقة اعادة الاعتبار لكل الذين همشوا واهملوا لان جنايتهم لا يحملون المباخر في مواكب السلطان ولا يجيدون التطفل على موائد الاخرين ولا يتقنون الاستجداء والاستحذاء والعمالة والصلاة في محراب الذل والخنوع .
يالعقم اللغة لو استطيع ان اخلق كلمات جديدة واخترع اسلوبا نوويا ادمر فيه بائعة الضمائر وماسحي احذية المتسلطين ومزوري الصكوك وناهبي المال العام ومصاصي دماء المقهورين ومنتحلي القاب الدكتورا والماستر والاستاذية وفق شهادات مزورة من جامعة " مريدي " ومن جامعات الدول التي استضافتهم وحولتهم الى دمى يحركونها وفق اهواهم ورغباتهم فالمثقفون الاصلاء دائما وابدا لن يتحولوا الى بيادق شطرنج يحركها الاخرون لتحقيق ماربهم الحقيرة واطماعهم الخسيسة من اجل ان يجعلوا هذا البلد العريق غارقا في لجج التمزق والتطاحن والضياع ان المثقف الذي نريده ينبغي بل يجب ان يحمل مبضع الجراح وسلاح الجندي وهندسة المهندس ومهارة الصائغ فهو مستودع لكافة المهارات والابداعات والكشوفات ويطرد كل النفايات الفكرية والاجتماعية والسياسية والاخلاقية .. اما المثقف الجامد الراكد فهو فقاعة عائمة على مستقنع الركود والضياع انه رائدة دودية ان بقيت في الجسم فهي عديمة الفائدة وان هاجت وجب استصالها , اننا نتوقع من المثقف ان يكون كالضوء لان سرعة الضوء اكبر من سرعة الصوت فهو مبدع وليس تابع , يبصق احتقاره في كل الوجوه الصدئة وجوه الطغاة العتاة والانتهازين المتسولين والعملاء الماجورين الذي يتساقطون مع الايام تساقط الذباب على موائد الحلوى , فالمثقف المنصف الواعي الراعي لقوافل المضطهدين والمسحوقين يظل عالي الراس كصواري المراكب يهزأ بالمخاوف والمعوقات ولا يكترث بالمصاعب والمصائب وينازل بشجاعة كل الاعداء في ساحة المبارزة والمنازلة لانه الباحث عن الحقيقة والكاشف لها عبر المظاهر الزائفة والاختلاطات المتشابكة ولا يمارس أي تاثير وفاعلية الا عبر وسائط و وسائل تتفق مع مبادئه وتليق باهدافه وغاياته انه يحرر المتعبين والمنهوكين من اقمطة التخلف والزيف والتبعية المذلة لناهشي الارض والعرض ويزرع اصابع الديناميت في دروب الذي يعزفون ويرقصون على وقع طبول الارهابين والدخلاء والاجراء الذين يخشون المثقف الذي يمتلك روحا مصفحة بالايمان ولا يخشى افران العذاب والتعذيب , لانه محكوم بالركض وراء المستحيل ويحتقر نشر الشباك في طريق الحمائم ويميز بوضوح بين صوت العندليب وصوت الغراب . ولا يختفي تحت اغطية الملق والتزلف ولا يحترم الاغضاء عن الاخطاء لانه مفعم بالكبرياء والاصالة ويزرع الضوء فوق المناطق المعتمة ويضمد جراح المجروحين ببلسم الشفاء " من علل الكتل " لانه ملتصق بخافق الناس ويفضح ويعري النفوس المتهالكة على حب وعشق الدينار والدولار قبل الوطن وحب الامتيازات قبل الولاء للمباديء والقيم . اجل اننا نتوقع وبالحاح من المثقف ان يطرح بواقعية وموضوعية حقيقة الذين يضمرون الشر ويجيدون صناعة الاقنعة .فالثوري المنغمس في شراين الناس يخضع " لقانون الاثر" الذي ينقل للمتلقي جمالية الحياة وقبحها وازمات الواقع واشراقاته ونتيجة لهذا القانون لا يسقط من عمله كل تفاهات الواقع ولحظاته السوداوية المفجعة والمميتة فالمثقف الذي يمتلك ثرورة لغوية واسعة ودقة ملاحظة وقدرة فائقة على الكشف الانساني يكون قادرا على رسم نماذج بشرية مبدعة واصيلة لانه يفكر بالامة قبل الفرد وبالمستقبل قبل الحاضر وينفع الاخرين قبل نفسه ويتفانى من اجل القيم قبل المصالح ويعطي اضعاف ما ياخذ واحيانا تبدو حياته كما لو انها تضحية دائمة ومن دون مقابل سوى ارضاء الضمير وشعاره الدائم " الانسان بما وهب وليس بما كسب " .
ويقينا ان المثقف الذي يقف على تراث شامخ من الوعي الثاقب والمسؤولية الحصينة والجدية المتجددة في تجاوز الاخطاء وايجاد البدائل المبدعة هو القادر بالتاكيد على قتل الفايروسات القاتلة فكريات الدم البيضاء والحمراء عند المثقف تمتلك مناعة صلدة ضد كل المتغيرات المزعجة . فالمثقف الخلاق مولع بالمواجهات الصعبة والاختيارات القاسية ولا ينوء تحت ثقل الاسماء والمسميات المفروضة ولا يخشى المصيدة المهياه لأصطياد البلابل المقدسة الغناء .
ان المثقف الذي نريد هو البوصلة التي تهدينا الى مرافيء التغير المنشود , انه يختصر الاحداث والاحاديث التي تثقل على القاريء كما نراه دائما ملتزما الايمان بالانسان وبدون هذا الايمان يفقد المثقف والمبدع الارضية التي يقف عليها ويجب ان يؤدي ضريبته ويتحمل جانبا من مسؤولية المعارك التي يخوضها الشعب والوطن والانسانية ويشارك بفعالية واقتدار في تنمية الوعي لدى الجماهير القارئه لانه غائص في تجارب الحياة وهو لوحة العصر وملهم العزائم ولا يميل الى المحاباة والمجاملة لانه مقاتل نظيف وهو اكثر حساسية من عباد الشمس انه كالخيول الاصيلة تشم رائحة المطر قبل سقوطه ويجيد السير بثقة وشموخ في دروب كثيرة المنعطفات ويعرف المكان الذي يقف عليه لانه يمتهن التفكير والتدبير والتثوير وحذاري من الفساد والافساد ولله در السيد المسيح عندما قال اذا فسد الملح فبماذا يملح .

[email protected]


شرائح تحت المبضع
حمزة علي البدري
رجل متطاووس يعتبر نفسه من معدن الماس والاخرين من فحم , فرض على ذاته عزلة اجتماعية متعالية لا يرى من خلالها الا نزواته , واعتقل فكره في زنزانة التحجر والانغلاق , واذا نطق فلا تسمع منه الا السفسطة الفارغة والاراء الجوفاء والطروحات السقيمة , ولا يتقن الحديث الا عن انتقاء اخر موديلات المكيفات والمجمدات والتلفازات والسيارات الفخمة , ويتمنطق باسماء الاكلات والمشروبات التي لن نسمع بها ولم نذقها .. انه متعال ومغرور لانه من دهاقنة المال الذي تكوم عنده بطرق لا الله يرضى بها ولا شرع ولا نبي وتراه يجلس جلسته البازخة ويلاعب السيجار في فمه ويده ويحلق على اجنحة الخيلاء متناسيا ان اعدادا كثيرة اكثر منه مالا وجاها واعلى منصبا قد انتهوا نهايات خسيسة وشيعتهم لعنات الناس واصبحوا نسيا منسيا . ولكن ما اكثر العبر وما اقل الاعتبار وان العار والشنار لكل من لا يفكر الا في جيبه وبطنه ومن كان همه ترس بطنه فقيمته ما يخرج منها . ومن كان الدنيار والدولار والكشخة والمظهرية رسالته الاولى ومبتغاه الاول فليعلم هذا الغر المتعملق انه لو ملك خزائن قارون وهارون وسليمان والنمرود وكل املاك الدنيا فانها لا تطيل من عمره ثانية , فالمال يعطيك الاكلات ولا يعطيك الشهية والعافية والمال يعطيك المقتنيات ولا يمنحك السعادة . اجل ان هذا النمط من الناس يغنيه التفكير بالمال عن التفكير بالثقافة والتثقيف وهموم المتعبين فتراه يتثاقل من قرأة جريدة وتصفح كتاب , فالمطالعة عنده مضيعة للوقت الذي يريد ان يستغله في كسب المزيد المتزايد من الامتيازات والدولارات وفي بناء الفلل والشقق وفي تعمير حديقة بيته وفي تبديل ديكور غرفته وينحر ايامه في تعاطي الخمور الفاخرة والملذات المتنوعة والحالات التي تشبع نزواته ورغباته التي لا تعرف الحدود . ولا ولن يكترث ولا يأبه بكل مايرى ويسمع ويجد وما يتمسرح على اديم الوطن من ماسي ومخازي وقتل ونهب وسلب وابتزازات ومؤامرات تفطر القلوب وتدمي العيون وتفجر النخوة والشهامة في قلوب العراقيين الاصلاء . اجل ان النفعيين والمصلحيين يمتلكون عقولا وعيونا لا تبصر ولا تتبصر الا مصالحيهم الذاتية ومأربهم الانية . اما مصالح المتعبين والمقهورين والمسحوقين فهي مجرد برق عابر لا يمكث في مخيلاتهم الا قليل وينقشع . فهذه النماذج التي تلهث وتهرول وراء كل مايرضي اطماعها لا تكل ولا تمل من الاكتناز المادي متشبثة باقذر الوسائل واحط الاساليب لارضاء نهمها الذي لن يشبع ولن يرتوي متناسيا بانه سيصبح في يوم ما جيفة تزكم الانوف وتشمئز منها النفوس والبقاء لكل من يعطي ويضحي من اجل الوطن الحبيب .
[email protected]
قطرات من دمي لوطني
حمزة علي البدري

اي عشق يضاهي عشقك ياوطني واي حب يجاري حبك ياموطني فانت تجري تجري جريان الدم في عروقنا وانك نبضات قلوبنا فانك الشرف الاسنى بالانسان وانك الهدف والمنى , بك نعلوا ونسموا وبك نظل نعيش تحت افياء العز والكرامة والشموخ فانت هويتنا المثلى وانت كرامتنا العليا من ماءك نرتوي ومن ترابك نكحل عيوننا ومن خيراتك نرغد ونسعد فكل مافيك محبب وجميل نحب حصاك وهو جمر موجج ونهوى ثراك وهو شوق وادغال .
نسترخص من اجلك كلما ما هو غالي ونفيس فنوفوسنا وارواحنا وكل نفيس عندنا فداء لك ورخيص من اجلك وكلنا مشروع للشهادة من اجل كرامتك وعزتك نتسابق لبناء مجدك ونتبارى في سبيل نهضتك وعنفوانك فكل مواطن حر ومخلص وشريف يتجذر في حبك الذي لا يجف كي تبقى طاقة مشعة للحرية والتحرر وللاسلام والسلام ونبراسا للعقائد المتاخية وللطوائف المتحابة ومنطلقا للاحرار والثوار ولدحر كل قوى الظلم والظلام فابناء الرافدين النشامى الغيارى اقوى من زمر الارهاب والترهيب وابقى من زعانف الدمار والتدمير وكلما يزداد الارهاب ضراوة وتكالبا نزداد شموخا وتحديا ومقارعة باننا متوجون بالشجاعة والبطولة والاقتحام فاننا اقوى وامضى من كل المتامرين الخائبين ومن كل العناصر المتمرغة في مستنقع القذارة والخسة والاجرام . ان انتمائنا لك ياوطني ارسخ وابقى من انتماء الظل الى الشجرة ومن انتماء النصل الى الغمد.
فيا وطني يامنبت الرجال يامن ظم ثراك حضارات امطرت لكن اثارها باقية في رحاب التاريخ انك تعلن للعالم اجمع بانك كنت مهدا لها , فصفحات مجدك لوحة وجهادك الجبار ثورة امة فتبا وتعسا لكل عراقي يبيع نفسه للاجنبي وليس بالشريف الذي يخون وطنه وليس في الدنيا احقر واخس من عراقي يتنكر لتربة وطنه ويعيث فسادا ولا يفكر الا بتخمة جيبه من الدينار والدولار اننا الان في اعسر امتحان فطوبى لمن يجعل الوطن فوق كل عاطفة وفوق كل انتماء فكل حزب وتيار وجمعية ومنظمة هي ملك لانصارها وروادها اما الوطن فهو ملك الجميع فما احرانا واجدرنا بان نتسابق في ميادين البذل والتضحية والعطاء ونحارب وبضراوة ونفضح وبشدة كل العناصر التي لا يهمها كرامة ومستقبل الوطن بقدر مايهمها مصالحها الانانية وماربها الخاصة فقد ان الاوان لنكون يدا واحدة وقلبا واحدا نسير نحو هدف واحد هو احتضان العراق والذود عنه فان للوطن ( حوبة ) ( وشارة ) تهشم وتحطم كل الرؤوس المنخورة المعششة بالخديعة والوقيعة وان الله مع الوطن والنصر للعراق الاصيل .
[email protected]

ماهو جوهر الشيعة والطائفية .. !!؟؟

حمزة علي البدري

عبر التمرحل التاريخي لا ولم تتعرض طائفة أو حزب أو منظمة , لمحرقة الإرهاب والتضييق والمحاربة والتصفية كما تعرضت وعانت طائفة الشيعة , منذ رحيل النبي محمد " ص " ولحد الآن فقد سلم أبو سفيان سيف الظلم إلى ابنه معاوية وبدوره سلمه إلى ابنه اللعين الملعون يزيد وظل سيف الظلم يتناقل من ظالم إلى اظلم في الدولة الأموية ثم انتقلت سلطة وتسليط سيف التصفية إلى دهاقنة المظالم في الدولة العباسية من المنصور إلى هارون ثم المتوكل .. و .. و.. وازداد العباسيون عتوا وحقدا وضراوة ضد الشيعة . واستمر الظلم يتلاحق من العثمانيين فالانكليز فالحكم الملكي والحكم ألعارفي ثم الحكم ألصدامي الهمجي المقبور , الذي تصاعد فيه العنف والإجحاف وقطع الرؤوس الشيعية والتصفيات بأنواعها الفظيعة , لا لجناية ارتكبوها أو جريمة اقترفوها سوى حبهم وتعلقهم بأهل البيت " ع " والتزامهم المتواصل بتأدية الطقوس الدينية كإقامة المأتم والعزاء الحسيني والزيارات المليونية , لأضرحة الأئمة المعصومين , هذه الزيارات المكثفة والمدهشة زرعت الرعب والفزع والهلع في نفوس أعداء الشيعة . فهل إحياء الذكرى لأشرف وأسمى ما خلق الله من البشر فيه ضرر أو سوء أو نكاية أو انتقاص لأحد .. ؟؟ .
هل الالتزام بالنبي " ص " وبالعترة الطاهرة يستدعي حملات مضادة ومقصودة على الشيعة الذين هم حملة ودعاة وأعمدة وأنصار وأتباع الإمام علي عليه السلام وأبناءه الذين عصمهم الله من الذنوب والعيوب وحصنهم من كل خطا وزلل . وقد اثبت الواقع وأكدت قراءة الأحداث إن الشيعة كانوا ومازالوا وسيظلون ملتزمين بعروة وقدسية النبي " ص " والأئمة المعصومين " ع " وتحملوا الويلات والعذابات والكوارث طيلة العهود المقبورة التي حرمت عليهم حتى الزيارات وإجراء مراسيم العزاء ... ولكن كلما يزداد الطغاة انتقاما وأجراما يزداد الشيعة انسدادا وتمسكا بقناعاتهم وأئمتهم وتحت أقسى القهر والدمار ولم يتوقف أحبة وأنصار أهل البيت عن أداء طقوسهم , وتحملهم أبشع صور الإرهاب , وياستمرؤون الاستشهاد وعلى شفاههم بسمة الإيمان وفي قلوبهم فرحة الشهادة من اجل إعلاء وديمومة لا اله ألا الله والمجد والخلود الأبدي لأعمدة الدين , الذي ينمو ويعلو رغم أنوف المشعوذين والحاقدين والمغرضين .
إن تاريخ الشيعة ناصع ونظيف ومترفع عن الخنوع والركوع للطغاة الجبابرة الذين قذفهم الله في مزبلة التاريخ. فالشيعة طيلة وجودهم لن يصبحوا مسبحة وألعوبة بيد السلاطين ولم يسبحوا بأسمائهم ولن يحرقوا البخور في مجامرهم ولن يبيعوا أنفسهم للحكام وأسيادهم , ولم يتحولوا إلى مقامع وسياط وسيوف بيد المتحكمين رغم وسائل الترغيب والترهيب والدمار والتدمير . أنهم بسطاء وطيبون ومسالمون ومحرومون من المناصب والوظائف الرفيعة , رغم امتلاك البعض منهم شهادات عالية وطاقات مبدعة . ولم يسند لأي منهم منصبا كبيرا ورفيعا. وان انيطت بعض المناصب لبعض الأشخاص , فان هؤلاء لا يحسبون على الشيعة , إنما هم دمى طيعة بيد المتحكم , وعدو لطائفته , ويعمل أعمالا خسيسة ضد جماعته , كي يبرهن للحاكم بأنه منسلخ عن طائفته , وانه جندي مكلف ومتطوع للسلطان . إن الشيعي الملتزم بطبيعة الموروث الديني والأخلاقي رجل مسالم ونقي , يترفع عن الدنايا والموبقات والجرائم , فلو يعطى كنوز الدنيا لن ينتحر من اجل أن يسبب موت وجرح الأبرياء , ولم يقدم على ممارسة التفجيرات والاغتيالات . فهذه الأفعال المشينة تتقاطع مع تربيته الدينية , ولا تليق ألا بأعداء المسلمين والسلام . إن الشيء المهم والاهم هو أن الشيعي لن يكون طائفيا عدائيا يبخس ويستهجن ويطعن الطوائف الأخرى , ويحط من قيمتها ومعتقداتها . إنما يؤمن بالتعايش السلمي بين الطوائف ولا يغض ولا يتنكر ولا يعادي أي طائفة كانت صغيرة أم كبيرة . إن الشيعي رجل مذهبي يتمسك بقوة وبقناعة قوية بطقوسه المذهبية , وهذا لا يعتبر تحديا أو إثارة أو تحركا طائفيا ضد احد . وان هذا السلوك تسلكه كل الطوائف وليس فيه أهانة أو عداوة لأي كائن من كان , فالمذهبية مبررة ومشروعة لأنها قناعات فكرية غير مضرة ولا تحمل شحنات من الحقد والانتقاص من الأخر والانتقام منه .
إن أخوف ما يخيفنا من الطائفية هي لو اتخذنا منها سلاحا غادرا أو أسلوبا خبيثا لمحاربة الآخرين والاستخفاف بما يقتنعون به . فالمرعب والمهدم والمشتت , ليست الطائفية النقية المنفتحة المتآخية مع الطوائف الأخرى . بل أن القاتل والممزق والمدمر هو المغالاة والعدوانية الطائفية والتمايز والاستعلاء الطائفي المقيت الذي يمارس دورا سلطويا على الطوائف الأخرى . فالكل طائفة استقلاليتها ومعتقدها وطقوسها ومرجعيتها ونشرياتها ونهجها ومنهاجها الذي يجب أن يتسم بالتصافي والتآخي والعمل البناء المشترك من اجل وحدة الشعب الحصينة والرصينة .
إن الانتماء الطائفي والمذهبي النظيف , حقيقية مشروعة ولا تشكل أي ضرر ولا تفرز إفرازات خبيثة ولا تحمل أي فيروس كريه .
فالطائفية الغارقة بالقيم والالتزام المفتوح على الآخرين , الطائفية التي تشيع مبادئ الأخوة والترفع عن التحجر والانغلاق وتلتزم بجوهر الدين ورسالته السامية , تخلق مجتمعا موحدا يجعل الولاء للوطن فوق أي اعتبار , فهذا السلوك والمنهج لا يعتبر طائفيا , فكل منا يحب ويدافع ويذود عن جماعته وطائفته شريطة ان يحترم ويعاضد ويساند أي طائفة ملتزمة بالشروط الوطنية والدينية والأخلاقية والإنسانية . وبهذا المفهوم , أنا وأنت وهو وهي وهم فكلنا طائفيون , وبهذا المعنى والمضمون فلا نخشى من ( تهمة الطائفية ) ولن نستنكف منها لأنها انتساب وعنوان وهوية .. أما عندما تكون الطائفية عدوانية وأجيرة ومسخرة لأغراض سياسية خبيثة فهنا تكون داء اجتماعي , و ورم سرطاني مدمر يستغله الحكام المتحكمون لمأربهم الشريرة وأهدافهم الهدامة . فيقربون طائفة معينة منحدرون منها ويجسدون طموحاتها وينهالون عليها بالالتزامات والهبات والعطاءات ويوزعون على أفرادها المناصب والوظائف ويحتكرون الدولة ومؤسساتها لزبانيتهم كما فعل المقبور صدام . فالتمييز الطائفي هو سلاح السلطة المتسلطة والتي تمارس أخس وأبشع فنون الإرهاب والعزل والتنكيل بحق الطوائف التي لا تنساق مع سياستها الاستبدادية. إن الحكومات العميلة والمنحازة هي التي توجج الصراع الطائفي بتبنيها والتزامها لمذهب معين ومحاربتها المذاهب التي لا تتناغم ولا تتماشى مع سياستها المرسومة .
إن المتتبع لاستشراء الطائفية العدوانية في العراق يتيقن بالتأكيد إن الذي يشيع الفكر الطائفي ليس الشعب , إنما الحكومات التي تمذهب الدولة . فالشعب ينأى عن هذه المحنة الممزقة والمدمرة فلا توجد خلافات بين المدن والمحافظات على أساس طائفي وعدواني , أنما مصلحة النظام وأهدافه وراء كل أزمة مفتعلة وفي قلب كل مأساة مقصودة , والشعب يعي جيدا قواعد وأصول وجذور هذه اللعبة المسمومة التي تبعثر وتبدد وحدة الشعب وتهدر وتدمر ثرواته وتاريخه ومستقبله . فالشعب ليس له مصلحة بإشعال الفتنة الطائفية . فالشيعة والسنة في مركب واحد وفي بلد واحد , ونسجوا معنا منظومة المواطنة والمصاهرة والتآخي , فالطائفتان ليس لهم مصلحة بالتناحر والتطاحن والتشاحن الذي اعتمده أعداء الطائفتين من اجل تفريق الصف الوطني وتمزيقه وإشغاله في الاحتراب وبث الإشاعات المتبادلة والتناحرات المؤلمة التي تحيله إلى فريسة بين أضراس ( التنين ) . وأخيرا فجوهر الشيعة هو التسامح والمصالحة والسير يدا بيد الى منابع الإسلام الحقيقية , ومصباته المنشودة بعيدا عن الطائفية العدوانية الاستعلائية التي تحمل جرثومة الفناء لنفسها وللآخرين , وتبا وسحقا لمن لا يلتزم بجوهر الإسلام والسلام .

[email protected]

مولد الهدى
حمزة علي البدري

يقف العالم العربي والإسلامي بكل خشوع وإجلال وإكبار وتقديس أمام ذكرى خالدة مخلدة في رياض التاريخ ومحفورة في ضمائر الأجيال ذكرى تتجدد على مر العصور والدهور .. ذكرى تثير في النفوس البهجة والانبهار وتزرع في القلوب الأمل والبهجة الا وهي ذكرى ميلاد منقذ الإنسانية ومخلص البشرية من دياجير الكفر والإلحاد ومن وباء الظلم والإجحاف وانتشل الأمة من مخالب القهر والاستبداد وفجر كوامن الإنسان وأرسى أسس المثل العليا والقيم السامية والأخلاق العالية ونشر رايات التآخي والتصافي والوفاق . وان تاريخ نبينا العظيم محمد " ص " حافل بالمعجزات الربانية والمنجزات المدهشة المتسامية , فلولاه لظل الضلال والشرك والأصنام والأوثان سائدا في العالم وظل الناس يعيشون في متاهات غارقة باسوء العادات وأحط التقاليد ولكن الله جلت قدرته اصطفى نبينا " ص " وعززه بالمعجزة الكبرى التي ستظل محفوظة بإرادته الى يوم القيامة ألا وهو القران الكريم دستور المسلمين إلى يوم الدين .
إن الرسول الكريم قد أعطى و وهب البشرية عطاءات ثرة وناصعة ونشر على العالم رايات الإسلام والسلام وقاد المؤمنين الى مرافيءالفضيلة وجنان التوحيد والى ربوع الحق والاستقامة وان رسالته ما سبقتها رسالة ولن تأتي بعدها رسالة تضاهيها بما حملت من قيم ومثل هي افخر وأسمى غذاء روحي لكل البشر فالأحرى بنا ان نستغل هذه الذكرى العظيمة الى مراجعة ومحاسبة وجلد انسفنا ونتمسك بخلق نبينا ونقتدي بسيرته السامية قولا وفعلا لانه " ص " مدرسة معطاء خرجت وما تزال تخرج أفواجا متزايدة ومتصاعدة من المؤمنين الأمناء ومن المجاهدين المضحين ومن الاصلاء الانقياء واننا في هذا الظرف العصيب الملتهب وفي هذا الواقع المأزوم الذي يمر به عراقنا المتعب الجريح الممزق أحوج ما نكون إلى الالتزام بتعاليم الرسول الكريم التعاليم التي هي نور يضيء لنا كل الدروب ولو التزمنا بصورة أكيدة ومؤكدة باحاديث النبي العظيم لأصبحنا ونظل أعظم امة تعطي البشرية كل ماهو رفيع ومثمر ومفيد .
ان هذه المناسبة الخالدة يجب ان تشحذ هممنا وتوقد عزمنا وتضاعف قوتنا وتدفعنا الى ان نكون صادقين مع أنفسنا نتبارى من اجل رفد الوطن والمواطنين بإبداعات وعطاءات تحمل الخير والدفء والمعروف والإحسان وان نتمسك بعروة الوحدة الوطنية وننأى عن رصيف الأنانية والبغضاء والتشاحن والاستعلاء وحب الأنا وعن كل مايعيق مسيرتنا صوب الأهداف الإسلامية الإنسانية النبيلة . في الحقيقة ان هذه المناسبة العظيمة وكذلك ذكرى وفاة الرسول تمر علينا مرورا عابرا فلن ننهض بإعطاء ذكرى الميلاد والوفاة للنبي " ص " الأهمية الشماء التي تستحقها وأنني انحي بالأئمة على وزارة الثقافة وعلى كل الفضائيات العربية والإسلامية وعلى كل الصحف لانها لن تولي هاتين المناسبتين جل رعايتها وعنياتها وتجنيد كل الطاقات المتاحة من اجل ابقاء هذه المناسبات في دائرة حرصنا واهتمامنا فأي مناسبة في العالم كله أعظم وأقدس واجل من مناسبة الميلاد والوفاء فلماذا هذا التجاهل وهذا الإهمال يامعنيون اننا يجب ان نجعل هذا الموضوع من أولويات إعلامنا وتحركنا المنشود .
أفيقوا يا من تسمعون كيف نسمح لأنفسنا ان تمر ذكرى ميلاد الرسول و وفاته بدون ان يشعر بها الكثيرون انها لوقفة ترمينا في بيداء الحيرة والتعجب فهل من استفاقة !!؟؟؟

[email protected]
الحوراء زينب في رحاب التاريخ

حمزة علي البدري

تطل علينا هذا اليوم ذكرى ميلاد السيدة زينب " ع " هذه الذكرى المخلدة في رياض التاريخ والمتجددة في ضمائر الاجيال . فزينب اسطورة بطولية , وملحمة جهادية وكيف لا وهي كريمة الامام امير المؤمنين علي ابن ابي طالب عليه السلام , وانها ترعرعت ونمت في اطهر وانقى حضن في الوجود الا وهو حضن امها المعصمومة بنت رسول الله " ص " فاطمة الزهراء " ع " . ان السيدة زينب خريدة وفريدة في تربيتها وسيرتها وسريرتها , فهي اروع مثال في الايمان الراسخ , والصبر الجميل , والتقوى المثلى , والفضائل العليا , وانها امتلكت فصاحة وبلاغة اذهلت وصعقت كل من سمعها , وانها تقف على تراث شامخ من التحدي والجرئة والشجاعة والاقدام . وان خطابها الصاعق المدوي في ديوان يزيد اللعين الفاجر المتهتك والذي لم يعرف له احد قبرا . ان خطابها الثوري المشحون بالتحدي والاهانة المرة يعبر عن رباطة جاش , وثبات قلب , وقناعة راسخة بانتصار الدم على السيف الظالم , ان كل كلمة من كلماتها بسمار يدق في يافوخ الجبابرة الطغاة , انها طلقة في قلب كل عدو غاشم لاهل البيت المخلدين , ان خطاب الحوراء زينب وثيقة ادانة تاريخية للمبغى الاموي , انه نبؤة بنهايتهم الخسيسة القذرة , فهاهي كلماتها الصاعقة العاصفة ترن في مسامع الاجيال وعلى مر العصور والدهور , مشحونة بالبلاغة والاعجاز والانبهار , فما اعظمها واشجعها عندما تحدت يزيد في عقر داره المحاط بالاسنة والحراب والسيوف , وانهالت عليه بتيار جارف من الاهانات الموجعة اللاذعة والادانات الفاضحة وهي ترعد امامه كالزلزال ( امن العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك واماءك وسوقك بنات رسول الله سبايا ) وقد واصلت خطابها بصواعق وقذائف وببلاغة متولدة من خزين ابيها سيد البلغاء والذي كان كلامه دون كلام الخالق وفوق كلام المخلوق .
وبكل ثقة وشجاعة واعتداد خاطبت يزيد قائلة ( ولان جرت علي الدواهي مخاطبتك فان لاستصغر قدرك , واستعظم تقريعك , واستكثر توبيخك , لكن العيون عبرى , والصدور حرى , الا فلعجب كل العجب من اقدامك على قتل حزب الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء ) ايت عبارات ..! وايت امراة نطقتها .. ! انها المراة ( الفارس المغوار!! ) انها عاصفة من الهب , فايت بطلة تستصغر اعتى طاغية في مقصورته .. ان كلماتها صفعات اشد وقعا وايلاما واهانة من صفعات النعال على ارنبة انفه .. انها الخادة زينب عليها السلام فقد وقفت بكبرياء وبشموخ اشم رغم فداحة اعظم واقسى كارثة في التاريخ الا وهي استشهاد شقيقها سيد شباب اهل الجنة الامام الحسين عليه السلام . وخاطبت الرجيم يزيد بكل شجاعة وبنبؤة مؤكدة وغير مسبوقة بقولها السديد الذي اصبح حقيقية ناصعة تتناقلها الاجيال المتعاقبة ( ولائن اتخذتنا مغنمة لتجدنا وشيكا مغرما حين لا تجد الا ماقدمت يداك وما ربك بظلام للعبيد , والى الله المشتكى وعليه المعول في الشدة والرخاء ) واستطردت بكل حماسة وعدم اكثراث بالطاغية وزبانيته صارخة بوجوههم الكريهة غير ابهة بجلاوزة الجرائم والخسة . وزأرت بوجه يزيد ( فكد كيدك واسعى سعيك وناصب جهدك , فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك امدنا ) هذه هي القديسة زينب وهذه هي ملاحم جهادها ومقارعتها للطغيان والارهاب الاموي الدموي الذي تنبأت بانه اعجز واخس مما ينال من اهل البيت الذين اصطفاهم الله وطهرهم تطهيرا , لانهم سفينة النجاة وقناديل التاريخ وحملت رايات الإسلام والسلام وقد نبهت ام الصائب زينب المجرم يزيد بان نهايته اتية حتما ( وما رأيك الا فند , وايامك الا عدد , وجمعك الا بدد , يايزيد وحسبك بالله حاكما وبمحمد " ص " خصما وجبريل عدوا ) .
اننا اذ نحتفي ونحتفل بميلاد الحوراء الجوزاء زينب نستلهم من هذه الذكرى الدروس والعبر الجهادية والاخلاقية والانسانية وتدفعنا هذه الذكرى الى ترسيخ حب وولاء وتقليد بناتنا لهذه السيدة الخالدة , وارى من الضروري جدا ان تدرس سيرة وتاريخ هذه الفاضلة المفضلة في مختلف مراحلنا الدراسية لننتهل من منهلها الاخلاق القرأنية والسيرة النبوية فعيد الميلاد يظل عيدا لكل المسلمات الملتزمات بعروة القيم الاسلامية ومعاني الايمان والشرف والرفعة والترفع .

[email protected]
طوبى لفرسان الكلمة الاصلاء

حمزة علي البدري

لا ريب بأن فرسان الكلمة نماذج مشعة للجرأة والاقدام والاقتحام , انهم صامدون وشامخون في ميدان التغيير والتنوير والتثوير , على شفاههم تتعالى سور الحق والحقائق , وفي صدورهم تورق أغصان الايمان والصدق والنقاء , ومن صرير أقلامهم تسمع ايقاعات الكلمة المعطاء , الكلمة الشريفة النزيهة التي تحمل اريج المعرفة وشذى الاخاء وانبهار الصفاء .. وكلنا معاضدون ومساندون لفرسان الكلمة النقية الابية المجسدة للواقع المعاش وما يتكوم على سطحه من مصائب ومصاعب ومن هموم سوداء وغيوم دكناء , ففرسان الكلمة يحملون الضماد للمجروحين والبشرى للمتعبين والمقهورين ويشذبون المسيرة من شوائب العلل والادران ويشعلون في طريق الاخرين شموع النور والامل والتجديد . اجل ان فرسان الحرف البناء المعبر هم حملة المشاعل في دروب العتمة والظلام . ويسيرون بثقة وشموخ الى شواطيء الانفتاح والنهوض وترتسم دائما على وجوههم علامات الاستغراب عن كل ماهو مدان , وعلى شفاههم غابة من التساؤلات المشروعة ويجاهرون بكل مصداقية وبفروسية عالية ويصدحون بصوت عال بلائحة الاتهام ويطرحون حزمة من الادلة والقرائن والثبوتيات بكل صدق وموضوعية . ويكشفون العلل المتمركزة في الكتل , ويدينون وبحماس اللغط السياسي العبثي في واقعنا المتأكل المأزوم المثقل بالتخريب والخيبات والمزايدات والازمات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية ... وان الايام المقبلة حبلى بالمفاجئات التي نبتهل للقدير القادر ان يجعلها بردا وسلاما وخيرا وامانا كي نرغد تحت افياء الطمأنينة والسلام .
فيا فرسان الكلمة انسجوا لنا أبجدية جديدة تنتهل من مناهل الشعب المقهور وتعكس تطلعات المتوجعين والمنكوبين وخاصة عوائل الشهداء الخالدين واخص بالذكرعوائل شهداء الصحافة , شهداء الكلمة الحرة الذين استمرأوا الشهادة من اجل المباديء العظيمة والافكار القيمة , فلا تهادنوا ولا تساوموا ولا تكونوا اتباعا لمتبوع سوى الشعب والحق والتاريخ الذي لن يرحم , اخرجوا عن النمط المألوف وارحلوا نحو الاعماق ولا تدفنوا انفسكم في مقبرة الكلمات المستهلكة والغارقة في لجج التزلف والنفاق , فاغصان الكلام تتدلى بعناقيد من الاسئلة والحقائق والمخبأات والمكنونات التي لا تجهلونها انتم وتحتاج الى تعرية وفضح من لدنكم , فانتم جديرون باضاءة كهوف الانزواء والظلمة ولا حياة لامة يغطي قناديلها الركام المتراكم والغبار المتكوم فانتم تمنحون الدفء والضوء والصلاح والاصلاح وانكم ضد التقاسيم على جراح الوطن وضد العزف على اعصابه المتوترة والمصدومة ... فيا ايها الفرسان انتم محصولنا الثقافي والحضاري وانتم العدة والعتاد في التصدي لكل المورثات الثقيلة العفنة التي خلفها اسوء حكم دكتاتوري همجي في العالم الا وهو حكم الطاغية السيء الصيت صدام حسين .
انتم وفي هذه المرحلة العصيبة مدعوون لمحاربة وتعرية سماسرة الكلام واشعال الحرائق في تراكمات وتهويشات وتشويشات العناصر المندسة والمغرضة فالشعب لن يسكت ولن ينام مهما تدافعت الايام وتزايد الاجرام ولن يتخلى عن غريزة الكلام والاقتحام فارادتنا تتوالد وتتناسل , وانكم يافرسان تؤججون الغضب المشروع ضد اعداء عراقنا الجديد وتفجرون الارض حمما وبراكين تحت اقدام الارهابين والقتلة والمتلاعبين . ان الكاتب الحقيقي يذبح بسيف كلماته كما فعل سقراط والحلاج .. و . و .. وانه يظل شامخا مترفعا ولن يسقط تحت احذية الانكشاريين وتحت حوافر المتلاعبين شراء الضمائر الميتة الذين يفرضون حصارا طرواديا على فرسان الكلمة الاصلاء ادامهم الله طاقات مشعة للحق والحقيقية .



#ماجد_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ماجد الكعبي - مقالات لا تخلو من فوائد