أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد الزامل - الثقافة .... والاتصال














المزيد.....

الثقافة .... والاتصال


احمد الزامل

الحوار المتمدن-العدد: 2655 - 2009 / 5 / 23 - 10:32
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


كل ثقافة تعكس في لغتها كل ما هو قيم للأفراد. فاللغة سواء كانت مكتوبة أو يتحدث بها هي عمود الثقافة. الا أنه يجب أن ندرك بأن الاتصال لا يأخذ دائما شكل اللغة. فالسلوك بحد ذاته هو شكل من أشكال الاتصال. حيث قد تختلف اللغة في مواجهتها واستخدامها أشياء مثل الوقت، الحيز، الفراغ، الأشياء، أنماط الصداقة والتفاوض. فلقد كتبت العديد من الأبحاث التي تدل على ضرورة وجود مراعاة للاختلافات في هذه الأمور. لذلك على رجل التسويق أن يفهم ويحلل المعاني والدلائل المختلفة من اللغة الصامتة قبل تنفيذ وممارسة الأعمال في الدول الأجنبية (Hall,1993) وهنا بعض الأمثلة في هذا المجال، فالوقت له معاني مختلفة في البلدان المختلفة، فالأمريكي والآسيوي لا يعنيان نفس الشئ حينما يقولون "لماذا لا تأتي في وقت ما؟".
ففي الثقافة الأمريكية فان الجملة تأخذ نبرة رسمية، مفادها أنه يجب أن يكون هناك ملاحظة تسبق الزيارة، اما بالنسبة للآسيوي، فالجملة تعني بالضبط كما قيلت، اي نستقبلك في أي وقت وبدون موعد مسبق بغض النظر اذا كان الوقت مبكرا أو متأخرا.
في كثير من البلدان غير الغربية، يأخذ الوقت معنى أقل جدية حيث يوجد لدى الناس متسعا كبيرا من الوقت ولا يروا أي حاجة للعجلة في أي وقت من الأوقات. وفي الواقع قد تظهر عدم الدقة في المواعيد نوعا من الأهمية أو المركز الاجتماعي.ومع أنه لا يمكن التعميم بهذا الشكل. فالاسيويون على سبيل المثال، ليسوا دقيقين في مواعيدهم، لكن الصينيون يتوقعون دقة متناهية في مواعيدهم ومناسباتهم الاجتماعية. بشكل عام، نستطيع القول أن هناك انخفاض في مستوى الدقة في المواعيد في آسيا وافريقيا، وليس من الغريب أن يكون شخص متأخر عن موعده ساعة أو نصف ساعة، وفي العادة لا يعطي تبريراً كمـــا كــــان ينتظر اما اذا طلب عذرا فقد تبدو الاجابة مثل "لو استعجلت في الطريق لكنت معرضا لحادث سير ولتأخرت أكثر من ذلك".
وفي بعض الدول ان التوسع في المعارف الاجتماعية وبناء الروابط الشخصية المناسبة تعتبر ضرورية لتنفيذ أعمال، فالشعور هو أن يعرف الشريك الأعمال الطرف الاخر على المستوى الشخصي وقبل عقد الصفقات والمعاملات التجارية وبالتالي التسرع بالأعمال لن يكافأ عليها لأن التعامل لا يحدث فقط على أساس السلعة أو السعر الجيد، بل أيضا على عامل الثقة. فالعقود قد تتم على أساس المصافحة، وليس على أساس اتفاقيات طويلة ومعقدة، بالطريقة التي تجعل التعامل مع بعض الناس غيرسهلة وخصوصا الغربيون، كما ان الناس يختلفون في مقدار المسافة التي يحددوها حينما يتحدثون مع الاخريـن. فالعرب يفضلون الوقوف بالقرب من الناس الذين يتحدثون معهم. فاذا الأمريكي الذي قد لا يرتاح بأن يكون بمثل هذا القرب، يرجع بعيدا عن العربي، فانها قد تفسر بطريقة سلبية من قبل العربي.
كما تختلف أنماط التفاوض بشكل كبير من البلدان المختلفة، ففي أمريكا، مثلا يعتبر الاتصال بالعين مؤشر لسير الأمور على ما يرام. أما نمط الاتصال التفاوضي الثقافي في اليابان فانه يتطلب قسطا كبيرا من عدم النظر بالعين بين المتحدثين.
أما الألوان فلها معاني ودلالات مختلفة، ونجد أن الثقافة هي التي تحدد هذه المعاني وهذه الدلالات. ففي بعض الأحيان يتم النظر لبعض الألوان بشكل سلبي بسبب العادات أوالتقاليد الموجودة في المجتمع. وقد يكون لون من الألوان مقبول ولائق في ثقافة وغير مقبول في ثقافة أخرى. فلون الورود المستخدم يعطينا تمثيلا جيدا لما يعنيه. فالورود التي تدل على الحزن هي الورود البنفسجية في البرازيل، والزنبق الأبيض في كندا، والوردة البيضاء في بريطانيا والسويد والوردة الصفراء في تايوان. اما الوردة الصفراء في فرنسا فانها تشير إلى عدم وجود حواجز بين الأشخاص كما تشير إلى عدم احترام المرأة في الاتحاد السوفياتي، وبعيدا عن الورود فان الالوان لها معانيها الخاصة، فالأصفر مقترن بالمرض في افريقيا، والأبيض لون طرحه الزفاف في أمريكا والحداد في اليابان.
لذلك فعلى مدراء التسويق أن يكونوا حذرين في استخدام بعض الألوان في منتجاتهم لأن استخدام اللون الخاطئ قد يؤدي إلى فشل الصفقة. فقد خسر أحد مصنعي الأجهزة الطبية صفقة كبيرة في الشرق الأقصى بسبب اللون الأبيض للجهاز. وكذلك فان شركة أقلام باركر لم تنجح في الصين لأن لون الحداد عندهم أبيض، كما واجهت أقلامهم الخضراء نفس المصير في الهند حيث يقترن اللون الأخضر بالفال السئ.
كما تختلف الاتجاهات الثقافية نحو تقديم الهدايا بشكل كبير في انحاء العالم بسبب اختلاف ادراك الناس للهدايا ومدى مناسبتها. فعلى سبيل المثال، لا تقدم الملابس كهدية في بريطانيا حيث تعتبر هدية شخصية جدا، ولا في الاتحاد السوفياتي لأنها قد تقطع أو تجرح الصداقة. كما لا يجوز تقديم المحارم كهدية في كل من تايلاند وايطاليا والبرازيل لأن تقديم مثل هذه الهدية هي مسألة قريبة من تمني البؤس أو الحزن في المستقبل متضمنة أن شيئا مؤسفا سوف يحدث قريبا يجعل استخدام المحارم ضروريا لمسح الدموع. كما يجب علينا أن نتجنب اعطاء أي شئ يتكون من أربع أجزاء أو يتضمن كلمة أربعة لأنها تعني الموت في الثقافة اليابانية. كما أنه ليس من الحكمة أن تقدم ساعة كهدية في الصين، لأنها عندهم تشبه انتهاء أو الزيارة الأخيرة قبل الموت.
يعتبر تقديم الهدايا فنا في بعض الأحيان، في أوروبا يتم تقديم الهدايا بعد تطور العلاقات الشخصية أما في اليابان فانها تقدم عندما يلتقي الأشخاص لأول مرة وعندما يتفرقوا. ويعتبر الشكل في اليابان أهم من المضمون في حالة الهدايا. ويشعر اليابانيون بفقد الاعتبار اذا لم يستطيعوا أن يردوا الهدية وذلك بسبب التقاليد الاجتماعية عندهم. وهكذا في القانون الدولي، علينا دراسة عادات المجتمع بدقة، اذا كنا في حيرة في أمرنا فيما يتعلق بموضوع الهدايا.

المصدر
التسويق الدولي، الضمور،هاني ، الزامل،احمد،جامعة القدس المفتوحة،2007.



#احمد_الزامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستهلك ورمضان


المزيد.....




- السعودية تعرض فرصا استثمارية بقيمة 100 مليار دولار خلال مؤتم ...
- ما الذي يمكن أن تقدمه واشنطن للاقتصاد العراقي؟
- معجنات هشة القرص الفلاحي الطرية بمقادير اقتصادية أحلى من الأ ...
- الطقس والصراعات يهددان إمدادات القمح بالعالم
- أميركا تفرض قيودا تجارية على شركات صينية جديدة
- كيف تهدد مشتريات الصين من الذهب هيمنة الدولار؟
- الإسترليني يتراجع مع إبقاء بنك إنجلترا على أسعار الفائدة
- في 48 ساعة.. الدار تبيع كامل وحدات أول مرحلتين بمشروع أثلون ...
- رئيس -بوينغ- العالمية: لدينا ثقة بسلامة طائراتنا
- أسواق المنطقة باللون الأحمر.. وبورصة مصر ترتفع


المزيد.....

- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد الزامل - الثقافة .... والاتصال