أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي عبد الغني - اين هي الحقيقة















المزيد.....

اين هي الحقيقة


وصفي عبد الغني

الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثلاثاء 19/5/2009
اربع سنوات ونيف مرت منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري، ولا تزال اليد الآثمة التي ضغطت على الزناد هاربة من وجه العدالة. وقد بات احتمال الوصول اليها اليوم اشبه بحلم خرافي كما ان الجريمة في نهاية المطاف ستقيد ضد مجهول، خاصة بعد اخلاء سبيل الضباط الاربعة من المعتقل، حيث تبين من ان التحقيقات معهم ما كانت الا محاولات لتزييف الحقائق والضغط عليهم من اجل تلفيق التهم لمتهمين كانت قائمة اسمائهم حاضرة، اضافة لشهادات الزور والادلة الكاذبة التي كانت ستشكل اساس الادعاء في المحكمة، حتى ان قاضي التحقيق قد هرب في نزهة خارج البلاد يوم اجتماع مجلس القضاء الاعلى.

كل ذلك يجعلنا، بالرغم من مرور اربع سنوات على الاغتيال، نتساءل بالحاح اكثر من ذي قبل، من هو صاحب المصلحة في اغتيال شخص بمقام رفيق الحريري وما هو الهدف من وراء تلك الجريمة.


ان الهدف، على ما يبدو، من وراء اغتيال رفيق الحريري هو الاستمرار في المخطط لتغيير وجه المنطقة باكملها ورسم خارطتها من جديد، ذلك لان التقسيم الحالي للمنطقة هو قديم قدم سايكس بيكو، ولم يعد يخدم الاهداف المستقبلية لذوي الاطماع والمصالح في المنطقة. فهدف كبير كترسيم حدود المنطقة من جديد، يستوجب اغتيال شخصية كبيرة كشخص رفيق الحريري.

ان تنفيذ مخطط لتغيير وجه المنطقة ما كان ليتم في يوم واحد او في حرب واحدة او لسببب واحد، وعليه كان لا بد من ان يتم تقسيم تنفيذ المخطط الى عدة مراحل، وكانت الحاجة تستدعي الخوض في اكثر من حرب واحدة، وكانت الضرورة ملحة في ايجاد الاسباب لكل واحدة من تلك الحروب.



لقد ابتدأ العمل في تنفيذ المخطط قبل اغتيال رفيق الحريري بعدة سنوات، حيث كانت البداية في الهجوم على افغانستان واحتلاله بحجة الحرب على الارهاب. وقبل ان تضع الحرب اوزارها، ويطيب المقام في الارض الافغانية، بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الثانية من المخطط، فجاء الهجوم على العراق بحجة امتلاكه لاسلحة الدمار الشامل، وقد تبين بعد الحرب، ان التقارير عن اسلحة الدمار الشامل كانت كاذبة مفبركة وقد صيغت بالشكل الذي يوفر الاسباب لشن تلك الحرب، ولمن يريد المزيد من الايضاحات، بامكانه مراجعة تصريحات بلير- بوش، فذبح العراق من الوريد الى الوريد وقطعت اوصاله اربا اربا وانتهكت حرماته حتى الثمالة.

بعد ان نفذت المرحلة الثانية من المخطط اياه، كان لا بد من انهاء العمل بالمشروع، وقد بدت الامور في حينه بانها تجري في سياقها الصحيح،وان تحقيق الهدف بات قاب قوسين او ادنى، فالمنطقة بغالبيتها قد باتت تحت السيطرة وفي قبضة اليد، فالعراق يرزح تحت نير الاحتلال وكذلك الامر بالنسبة لافغانستان، وقد كانت الباكستان من قبل بقيادة برويز سائرة في الركب وكذلك تركيا، حتى جورجيا البعيدة نسبيا تبين فيما بعد على انها احدى الولايات، اما دول الاعتدال العربي ( بما فيها السلطة الفلسطينية ) فكانت ترقص التانغو على انغام عزف جورج بوش، وتجردت ليبيا في حينه من كل ما تملك من اسلحة.

لم يبق في المنطقة من ممانع سوى سوريا وحلفاء لها في لبنان، وكانت المرحلة الثالثة والاخيرة من تنفيذ المخطط يجب ان تنطلق من اجل انهاء العمل حتى يهدأ البال لسنوات طويلة من دون ان يثير احد المشاكل في المنطقة، خاصة وان القضية الفلسطينية التي هي لب هذا الصراع في المنطقة قد اعلن الرئيس بوش انه مع نهاية العام 2008 ستكون قد اتت على حلها .



وكما في الحربين السابقتين، كان لا بد من خلق الاسباب للهجوم على سوريا وتصفية حلفائها في لبنان، فكيف يكون ذلك، وسوريا لاتمتلك اسلحة دمار شامل، حتى من الصعب اتهامها بذلك، وهي لم تتحالف مع قوى " الارهاب العالمي " ولم يثبت تورطها بهجمات الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر، ولكن سوريا كانت على خلاف سياسي في الفترة الاخيرة مع رفيق الحريري على خلفية التمديد للرئيس اميل لحود. فكان لا بد من اغتيال رفيق الحريري والصاق التهمة بسوريا من اجل الانقضاض عليها وانهاء المرحلة الاخيرة من المخطط، لذلك تم توجيه الاتهام لسوريا منذ الدقائق الاولى التي اعقبت عملية الاغتيال، وجاء الرئيس شيراك على جناح السرعة الى لبنان " معزيا " رافضا مقابلة الرئيس اللبناني، معلنا بموقفه هذا اصدار قرار حكم مسبق ضد سوريا وحلفائها، وكانت الخطوة التالية هي قيام عبد الحليم خدام بزيارة بيت الحريري لتقديم " واجب العزاء " عاد من بعدها الى سوريا، ليطير من هناك الى باريس شيراك، ليعود بعدها، حسب السيناريو، الى دمشق ممتطيا صهوة دبابة كما عاد كرزاي الى افغانستان في اعقاب الحرب الاولى، وكل العائدين الى بغداد فيما بعد.

الا ان الحكمة التي تعاملت بها سوريا مع الموقف، اضافة لموقف الضباط الرافض للموافقة على تلفيق التهم لمتهمين لم يكن لهم يد في عملية الاغتيال، قد فوتت الفرصة على الصاق التهمة بسوريا، وبالتالي اوقف الهجوم المفترض عليها، ما ادى الى جنون وزيرة الخارجية كوندليزا رايس، فاعلنت عن اطلاق برنامجها البديل لانهاء المخطط، فكان برنامج الفوضى الخلاقة في لبنان بداية، رأينا وسمعنا من بعدها عن العديد من عمليات الاغتيال، كانت توجه التهمة في اعقاب كل اغتيال لنفس الجهات المتهمة، ثم استعيض عن الهجوم على سوريا بالهجوم على لبنان، تغييرا تكتيكيا، يومها وقفت السيدة رايس لتعلن عن ولادة شرق اوسط جديد، ظنا منها بانها شارفت على الانتهاء من تطبيق مخططها الهادف لتغيير وجه المنطقة ورسم خارطتها من جديد.

لقد كان قرار المحكمة الدولية باطلاق سراح الضباط الاربعة، بمثابة قرار ادانة للمحقق رجل المخابرات الالماني ديتليف ميليس وشلته من بعض رجال السياسة في لبنان وكل من كان يقف وراء تعيينه وانشاء مثل تلك المحكمة، حيث تبين من التقارير التي قدمها ميليس بانها كانت تقارير كاذبة ومزورة كان الهدف منها الصاق التهم لمسؤولين سوريين حتى تثبت ادانة سوريا.


اما الامر الغريب والاكثر من لافت للنظر، هو عودة سعد الحريري، بعد صدور قرار المحكمة مباشرة بتبرئة ساحة الضباط ما يعني تبرئة سوريا، على اتهامه لسوريا مجددا واصراره على الصاق التهمة بها، فلماذا؟؟، ان المحكمة الدولية هي المحكمة التي ناضل سعدالدين الحريري مع " احرار ثورة الارز " من اجل اقامتها، وعند صدور اول قرار لها نراه يقلب لها ظهر المجن، الامر الذي يثير الشك،فها هي المحكمة تصدر اول حقيقة عن اغتيال والده فيرفضها، الا يريد سعد الحقيقه؟ وهو الذي كان يصرخ طوال الاربع سنوات الماضية : " بدنا الحئيئه "، لكن يبدو ان الحقيقة التي بدأت تتكشف هي غير " الحئيئه " التي ينشدها سعد




#وصفي_عبد_الغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وصفي عبد الغني - اين هي الحقيقة