كي لا يعود صدام الى السلطة

نور سلمان السعد

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

كنا من المستبشرين بسقوط الدكتاتورية,وصدقنا الوعود باقامة النظام الديمقراطي الذي يعيد للانسان كرامته وآدميته وحقه في ثروات بلده ويكفل حرية التعبير له..صدقنا أننا (بصفتنا سلطة رابعة) نستطيع بأقلامنا تأشير مواضع الخلل وفضح الفساد المستشري في مفاصل الدولة التي نريد لها أن تكون في خدمة الوطن ومواطنيه لا خدمة المسؤول الذي تسلل الى موقع المسؤولية في غفلة من الزمن لينهب من المال العام قدر ما يستطيع و(يشلع)بعدها حين تمتلئ خزائنه من السحت الحرام مخلياً المنصب لآخر يعيد سيرته تحميه كتلته وحزبه وحكومة التوافق الوطني التي أصبحت بديلاً مشوهاً عن الديمقراطية.
صدقنا أن لنا حقاً في الوصول الى المعلومة ونشرها ما دامت تخدم مسيرة الدولة نحو الديمقراطية وتتفق مع الشعار الذي رفعته الحكومة في مكافحة الفساد والمفسدين الذي هو برأي الحكومة ذاتها توأم الارهاب ومصدر من مصادر تمويله..
سقط النظام السابق غير أن أشباهه تسللوا الى مواقع المسؤولية يتحكمون برقاب الناس وقوتهم بما جعلنا نتيقن من أن ليس كل معاد لصدام هو نقيضه فكراً وسلوكاً بل قد يكون سبب العداء هو الصراع على السلطة, فالعصابات الاجرامية والمارقون كثيراً ما يدخلون حروباً وصراعات ولا يعني هذا بالضرورة أن أحدهما شريف, نزيه, بريء, ونظيف, والاخر على العكس انما يعني أن رغبة الاسئثار والجشع والطمع هو ما يغذي صراعهما وحربهما.
تعرضت خلال الفترة السابقة كثير من وسائل الاعلام والصحف الى ملاحقات قانونية على خلفية نشرها مواضيع تتعلق بالفساد الضارب أطنابه في الوزارات والمؤسسات الحكومية حتى أضحى العراق يستحق هذا العام(عن جدارة واستحقاق)المركز الثاني-بعد أن كان الثالث في العام الماضي- بين دول العالم الاكثر فساداً ,ويبدو أننا في طريقنا للوصول الى المركز الأول اذا لم تتكاتف أيادي الشرفاء والمخلصين في محاربة هذا الداء الخطير.
لقد أدهشنا وأثار استغرابنا كثيراً أن تقف منظمات عالمية موقفاً ايجابياً في نصرة وسائل الاعلام التي وضعت الفساد تحت المجهر وعرته وفضحته في حين وقفت أعلى نقابة تعنى بشؤون الصحفيين والاعلاميين موقف المتفرج وتركت هذه الصحف دون سند يدافع عن حقوقها وينتصر لها وكأن هذا الموضوع لا يخصها ولا يخص المنتسبين اليها.
المطلوب من جميع المثقفين والصحفيين والاعلاميين (بمختلف توجهاتهم وخلفياتهم الفكرية وبغض النظر عن المؤسسات التي يعملون فيها) وقفة جادة ومسؤولة ضد هذه الحملة الشرسة لكسر الأقلام الشريفة منعاً لصدام واشباهه من العودة الى السلطة.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل