أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان علي عثمان - رسالة بنفسجية من شاعر ميكيافيلي الى دمشق















المزيد.....

رسالة بنفسجية من شاعر ميكيافيلي الى دمشق


ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل

(Evan Ali Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 809 - 2004 / 4 / 19 - 06:06
المحور: الادب والفن
    


نحن الشعراء نعيش في عالم غريب الاطوار عالم تحكمه قيود
وسلاسل الابداع عالم تحكمه لغة الحب ولغة الغضب ولغة
التمرد ولغة الحنين الى الوطن فالشعر موطن الثورة
والشعراء جنود ثائرون مدججون ببيارق الخيال تلك البيارق
التي قرأت عنها في ابداعات البير كامو وروجيه غارودي
وعلي الوردي ونيقولا ميكيافيلي ونزار قباني وسعاد الصباح
وحنا مينا ومحمود درويش وادونيس والبياتي والجواهري
والمتنبي وامرؤ القيس ولكن تلك البيارق ما زالت محاصرة
في الجولان وجنوب لبنان وبيت لحم ورام الله والقدس
وصوفيا وبلغراد وبوخارست وبودابست وبراغ ووارشو وموسكو
وبغداد ودمشق وبيروت هذه هي الاسطورة التي اطلقت عليها (
مذكرات شاعر غاضب ) ولكن قبل ان اؤدي طقوس الانتحار
سافرت بعيدا باتجاه القطب الشمالي الى ان وصلت الى موسكو
وقبل ان افرغ ما في جعبتي من قصائد غاضبة سمعت بكاء
كاترينا وسفيتلانا وناتاليا وتتيانا وهن يرقصن على تأريخ
( ايفان الرهيب ) وبدأت احزاني سافرت الى بيروت وبدأت
معاناتي وانا اتجول في شوارعها حينها تذكرت انني اعشق (
نزار قباني ) وكنت دائما اسال نفسي لماذا نزار حزين وهو
في بيروت وبدأت بالبحث عن بلقيس
لعلي استيقظ من لعنة الشعر والثورة والحب ولكنهم قتلوا
بلقيس وبدأ نزار يبكي ويصرخ
سأقول في التحقيق
اني عرفت القاتلين
بلقيس يا فرسي الجميل
انني من كل تاريخي خجول
ساقول في التحقيق
كيف اميرتي اغتصبت
وكيف تقاسموا
فيروز عينيها
وخاتم عرسها
ولكنني واصلت السير في شوارع وازقة بيروت الجريحة ولكن
دماء الشعر تسيل من الوشاح الذي ورثته عن جدي وانا اتجول
فوق صفحات ( الى بيروت الانثى مع حبي ) وبينما كنت واقفا
بالقرب من مكتبة قديمة تبيع دواوين نزار رأيت انثى
بيروتية فاتنة مثيرة رائعة تحمل بين ثنايا عقد اللؤلؤ
الذي يداعب فستانها البنفسجي بضع قصاصات من قصائد نزار
كانت تجري بسرعة ناديتها
ايتها البيروتية ايتها الشرقية
هل تعرفين اين نزار قباني
التفتت وقالت لي انني اعرفك انت الشاعر المكيافيلي الذي
يؤدي طقوس الانتحار انت الرجل الشرقي قلت لها احبك احبك
احبك يا بيروت سافرت بعدها الى بغداد وركعت على ركبتي
وانا العق تراب بغداد بقلمي واوراقي البنفسجية صرخت اه
لو تعرفين يا بغداد انك الموت والحياة اه لوتعرفين يا
بغداد انك كعبة الاحرار نادتني امي وهي تقول لي كفاك
صراخا يا ولدي بغداد نائمة حينها تذكرت سعاد الصباح
وهي تصرخ في بغداد
ايها المربد هل تنقذني من ورطتي
لغتي ماء وبغداد لهيب
اعطني صوت الاعاصير
وخذ غناء العندليب
اعطني خوذة جندي عراقي
وخذ الف اديب
وامسك ابي كتفي وقال لي هل بغداد تصنع الشعراء او ذكريات
الطفولة صنعت من ولدي الوحيد شاعرا يتغزل ببغداد احبك
احبك احبك يا بغداد سافرت بعدها الى دمشق انتابتني حالة
من السعادة والفرح وانا في احضان دمشق وبدأت اصرخ واغني
وارقص في حدائقها على وريقات زهرة الياسمين لا ادري
لدمشق مكانة خاصة بين سطور قصائدي احببتها عشقتها منذ ان
كنت تلميذا في اكاديمية نزار قباني للشعر وخلال مرحلة
دراستي في اكاديمية الشعر كنت افكر دائما بها انها الوطن
والام والحنان والحبيبة وياما سهرت الليالي وانا اتغزل
بدمشق انها امرأة استثنائية انثى مفعمة بالكبرياء والعشق
ولكن هنالك مشكلة نعاني منها نحن نحب بعضنا نعشق بعضنا
ولكن دائما هنالك حواجز وحدود بنفسجية وخطوط رمادية
بيننا دائما هنالك همسات غامضة وصامتة حزينة ترغب الرحيل
الى وطن الشعر قرأت كثيرا عن الحب واحببت وعشقت نساءا
كثيرات لا اعرف يقولون الحب تضحية لذا جازفت بقصائدي
وتأريخي واوسمة الانتصار التي ورثتها عن جدي ونياشين
الثورة التي ورثتها عن أرنيستو تشي جيفارا وقلت لنفسي
سأضحي واتنازل عن تاج مملكة الشعر واتنحى عن العرش
البرونزي ولن اقاتل بعد الان ولن اتطوع في كتائب الحرية
ولن انضم الى صفوف تنظيمات ( الأوراق السرية لعاشق قرمطي
) ولن اتطوع في جحافل ( قاموس العاشقين ) تنازلت كثيرا
واعتذرت كثيرا وتراجعت كثيرا وانتصرت دمشق واندحر الشاعر
المكيافيلي وهو يصرخ احبك اعشقك اهواك اعبدك يا دمشق
واعترف بأنني خسرت المعركة ولكن الحرب لم تنتهي بيني
وبينها لانني قدمت لها الانتصار والهزيمة وردة حمراء
مزركشة بذكريات شاعر مراهق لكي تفهمني وتشعر بي كطفل
يبحث عن الحنان ولطالما اعترفت لها بحبي ولكنها كانت
صامتة لا ادري هل كانت دمشق صامتة عندما كان نزار يقول
لها ( احبك )
وبرغم كل المعاناة والماسي والالام التي تراكمت في فؤادي
وبرغم من ان دمشق دائما تجرحني في مشاعري واحاسيسي
وتتلذذ بتعذيبي وتريد اغتيالي وانا في حضن بغداد
والجولان وجنوب لبنان فأنا ما زلت وسأبقى الى الابد
احبها واعشقها شعور غريب يراودني كلما تذكرتها وبالرغم
من ان علاقتنا علاقة بريئة طاهرة نبيلة ولكن قدرنا ان
نفترق قدرنا ان نهرب من هذا العصر البرتقالي معاناتي مع
دمشق رحلة لا تنتهي لانها لا تفهمني كعاشق كانت دائما
تتصورني شاعرا مراهقا يتغزل بها والطفل المدلل الذي يعشق
النساء كانت دائما تتخيلني المقاتل الاسكتلندي الشرس قلت
لها ارجوك اتوسل اليك ان تعطيني الحنان لماذا تعاقبيني
على اعترافاتي صرخت وانا امام صاحبة الجلالة لعلها
ترحمني وتعطيني الحنان رفضتني وجرحتني ولكن ستبقى دمشق
حبيبتي وسأصرخ بأعلى صوتي انا الحزين الابدي وانا الشاعر
الفيكتوري وانا الثائر البنفسجي وانا الرجل الشرقي احبك
احبك احبك يا دمشق
ولكن تذكري الحرب ما زالت مشتعلة بيني وبينك فألى متى
ستقاومين حبي وعشقي لك يا دمشق يا حبيبتي انا قادم ومعي
قلادة النصر وسأعلن الحرب عليك شئت ام ابيت انا قادم يا
دمشق ومعي اسلحة العشاق ها هو نزار يناديني وها هي
ينابيع الحرية تناديني صدقيني سأهزمك فأنا ملك الاحرار
وامبراطور الغضب وقيصر الطغاة سأهزمك وانا اتغزل بعينيك
سأهزمك وانا اداعب شفتيك سأهزمك وانا اذرف دموع الانتصار
وقد اكون النقطة الشاردة التي ترغب الرحيل الى وطن
الصعاليك ولكنني لن اكون ذلك الوهم النائم او ذلك الحلم
الوردي او ذلك الوشم المتمرد على شفاه ( سيدتي الجميلة )
بل سأكون الصرخة التي ستصنع اسطورة ( مذكرات شاعر غاضب )
وهو في احضان دمشق الحبيبة .

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب من العراق
******************************************
( انا عراقي ….عراقي ….عراقي قبل كل شيء )
----------------------------
الوطن – الثورة – الكفاح – الحرية ……الخ كل هذه الكلمات
الثائرة وغيرها لم اكن اعرف معانيها عندما كنت صغيرا ولم
يكن لي اصدقاء عندما كنت صغيرا ولكنني اتذكر انني كنت
العب مع قنينة الحليب الساخنة كل يوم ولساعات طوال
واتذكر ايضا انه كان لي اصدقاء من نوع فريد قطة صغيرة
ودببة كبيرة مصنوعة من الصوف وحمامة بيضاء هؤلاء كانوا
اصدقائي ومرت الايام ومرت السنين كبرت وبقيت قنينة
الحليب والدببة الصغيرة والحمامة البيضاء ذكرى جميلة
مزركشة بنياشين الامل والحنين الى ايام الطفولة الجميلة
.
واليوم تذكرت تلك الكلمات الثائرة وبدأت بالبحث عن
المعاني الحقيقية لها وقبل عدة ايام وبينما كنت في مقهى
الانترنيت وكعادتي التي لا استطيع الاستغناء عنها شاركت
في احدى المنتديات الثقافية التي انتمي اليها كعضو في
احدى المواقع العربية حيث يطرح احد المشاركين موضوعا في
احدى المجالات ونبدأ بالمناقشة حول هذا الموضوع اراء
واتجاهات مختلفة تفرزها هذه المناقشات ولكن في نهاية
الامر نصل الى حقائق ونتائج حول الموضوع وبينما كنت
غارقا في كتابة احدى ارائي رأيت احد المشاركين يوجه
سؤالا الي ويقول لي ( هل انت عراقي ) واجبت على سؤاله (
نعم انا عراقي ) في تلك اللحظة رايت الدموع في عيناي
تتلألأ وتمنيت لو اصرخ بأعلى صوتي ليسمعني كل من حولي (
نعم انا عراقي ) واستمرت الاسئلة بيننا الى ان فاجأني
بسؤال يقول لي ( ما هي قوميتك ) في تلك اللحظة لا ادري
ماذا حصل لي انتابتني حالة هيستيرية لم اتمالك نفسي قلت
له بلغة قاسية ( يا صديقي انتهى عهد القومية في القرن
الواحد والعشرين الى متى سنبقى عبيد للجهل والعنصرية
الانسان الذي يؤمن بالمبادىء والقيم النبيلة لا ينتمي
الى قومية ما بل ينتمي الى الوطن ) ورد علي بالاتي ( يا
صديقي لا داعي للعصبية انا لم اقل لك شيئا يجعلك تتهمني
بالجهل والعنصرية انه مجرد سؤال ) واجبته مرة اخرى وقلت
له ( انا عراقي ….عراقي ….عراقي قبل كل شيء ) .
لا ادري الى متى ستبقى عقولنا متحجرة دائما نبحث عن
الحقيقة ونصل الى قمة الحرية ولكن ما هي الا لحظات من
التاريخ وننسى اننا عائلة واحدة نعيش في هذا الوطن وننسى
المبادىء والقيم النبيلة والمفاهيم الوطنية ونتحول الى
جماعات والى منظمات وال احزاب كل منا يغني على انغام
القومية كل منا يرقص فوق تاريخ القومية ولا نعطي الفرصة
للعقل بأن يفكر ويفرز لنا حقيقة اننا كلنا ابناء العراق
هذا الوطن العظيم الخالد هذا الوطن الذي ولدنا فيه
وترعرعنا فوق ارضه الخصبة الطاهرة وضحينا بدمائنا فوق
اشجار النخيل الحزينة وتناثرت احلامنا وتبعثرت اجسادا
فوق قلاع وحصون الدكتاتورية لسنوات طوال وننسى كل هذا
وتتراكم اخطائنا يوما بعد يوم وتبدأ فصول المأساة بسرد
حكايا واساطير وخرافات ( القومية )
فليس هنالك فرق بين عربي وكوردي واشوري وكلداني وتركماني
ويزيدي كلنا ابناء العراق كلنا عراقيون نريد ان نعيش
بسلام على هذه الارض المقدسة نريد ان تشرق الشمس فوق
رؤوسنا بدون ان نرى طائرة مقاتلة محملة بسهام الموت تحلق
فوق مدارس الاطفال ودبابة تقف بالقرب من الحديقة العامة
المليئة بالازهار والاشجار والاطفال يرقصون على اغنية (
ماجينا يا ماجينا حل الجيس وانطينا تنطونا لو ننطيكم رب
العالي يخليكم يا اهل السطوح تنطون لو ان روح ) .
كم الحياة جميلة ورائعة لو تعلمنا منها انه لا يوجد
هنالك اقدس من الوطن ولا يوجد هنالك شيء يضاهي المشاعر
والاحاسيس المدفونة في داخلنا ونحن في حضن العراق العظيم
ودعونا من القومية فنحن في عصر الحرية ولنصرخ معا بصوت
واحد وروح واحدة
( نحن عراقيون ….عراقيون ….عراقيون قبل كل شيء

ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب من العراق
*************************************************



#ايفان_علي_عثمان (هاشتاغ)       Evan_Ali_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضلة جميلة بوحيرت تعود من جديد
- المرأة والثورة ونظرية القيادة في المجتمع
- اعترافات امبراطور الغضب
- اعترافات رجل استثنائي


المزيد.....




- وفاة الفنانة السورية القديرة خديجة العبد ونجلها الفنان قيس ا ...
- مطالبات متزايدة بانقاذ مغني الراب الإيراني توماج صالحي من ال ...
- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان علي عثمان - رسالة بنفسجية من شاعر ميكيافيلي الى دمشق