أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي خيرات - لصوص وزعماء














المزيد.....

لصوص وزعماء


علي خيرات

الحوار المتمدن-العدد: 809 - 2004 / 4 / 19 - 05:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لست من هواة الكتابة والتحليل السياسي , ولا أخفيكم بأنني كرهت هذه المهنة من كثرة الوجوه البليدة التي تتحفنا بها الفضائيات العربية وكأنهم خارجون للتو من جحر أو مستنقع , وليعذرني الاخوة الكتاب أصحاب القناعات والرأي الحر , وليعتبرها الكتبه هوس وردة فعل , ولكنني أزمعت أخيرا أن أبوح بما يخالجني من أفكار مهما كان الجدار الذي ستصطدم به , أو مهما كانت متانة الايدولوجيا العربية خطرة ويمنع الاقتراب منها .
لقد قررت أن أقول وجهة نظري وأقول للأعمى بأنك أعمى , واشكر في هذا الصدد فطاحل الخبرات التلفزيونية , وجهابذة التجهيل السياسي العربية التي دفعتني إلى هذا الطريق الذي اضطرني إلى سلوكه جملة أمور ومواقف سياسية , واعتقد بأنها هكذا تسمى في اللغة الدراجة هذه الأيام .
من جهة أخرى لا اكتب حبا بالشهرة والتشاهر نظرا إلى أنها ليست صنعتي , ولكن الفواجع التي تواجه الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وحجم الدجل والرياء والنفاق السياسي الموجود يجعل العقل مقلوبا , مشوها أمام وارثي الدبابة والمدفع والأصنام المنتشرة فوق المقابر الجماعية , نفرا تعربش بمجد أبوي , مجدا صنعته الأحذية العسكرية وطلته أحزاب فاشية الصنع , ليطل علينا احدهم بين الفينة والأخرى ويفتي بجواز القمع والاستبداد حرصا على الوحدة الوطنية والأمة الواحدة المبعثرة في دزينتين من الأسماء والمؤلفة من سلطات تختلف من حيث الشكل وتتفق في المضمون سواء كانت تتـزيا بالعمامة أو الجبة أو أطقم بيير كاردان , لكنها ذات معدن واحد وهدف واحد .
سكتنا أو أسكتنا عقود طويلة وتم تخديرنا على وجبات تخدير إيديولوجي نفاقي انتفخت به أوداجنا ونحن نصرخ بتحرير الأرض وتعميم الحرية وبناء الاشتراكية , لكن ومع غزارة المعلومات المنهالة على رؤوسنا التي بتنا نتلمسها يوميا ونتساءل أين كانت هذه الرؤوس طوال هذه المدة , ولماذا لم تعمل أو بقيت محصورة ضمن العفلقية العربجية التي هي أفضل امة أخرجت للناس ولذلك فالكل
يتآمر عليها وعلى ثرواتها , وأتساءل أين هي الثروات التي نعتز بها وماذا نلنا منها وفي أي بنك خارجي كدست ولمصلحة من ؟ ومن هو المتآمر الفعلي عليها , اهو الغرب الإمبريالي الذي يدفع ثمنها , أم هو القائد والمناضل وصاحب السمو والعباءة الذي باعها بثمن بخس وكنـز ما باعه في أرصدة تورمت حتى كادت تغطي الوطن العربي الذي لا بد والحالة هذه من بيع بعض أجزاءه الأخرى صونا لأصنام القرن العشرين وضمانا لديمومة تلك المومياءات المرتبطة بمرحلة العسكر والحرامية .
سقط بعث بغداد ولا زال عرفات ترتجف شفتاه , انهار الصنم الأول وتدحرجت أمتار الأقمشة التي تلف الجماهيرية العظمى وقائد معتقلها , اخرج صدام من الجحر وضاعت اسكندر ون وشاطئها , أما الفرات فلم نعد بحاجة إلى مياهه وحتى لسنا بحاجة إلى بعض الأمتار القليلة من بحيرة طبريا فنحن دعاة سلام وايما سلام ؟ مثلما حُولت زيارة خائف مرتجف على عرش ورثه من والده إلى تركيا إلى زيارة تاريخية , والتاريخي فيها أنها كانت زيارة استسلام مجانية لصاحب الضيافة , وعربون "فروغ " لابن العم القابع وراء الكواليس .
نشاهد الاقنية العربية يصيبنا الغثيان من جامعة للعطالة تسمى عربية , يكدس فيها المتقاعدين من مستثمري الشعوب العربية وهي تعويض عن خدمات قدموها لأسياد الموقع والمرصد , وعند ظهور أموات يحكمون متلبسين صورة يافعة نلطم الكف بالكف ونحن نلعن اليوم الذي خلقنا فيه في هذه البقعة التي تدار من القبر ؟
وفي كل انتصار تلفزيوني أو مهرجاني , وانتصاراتنا كثيرة منذ احتلالنا لأسبانيا وحتى اليوم , والكل يعلم ماذا بنى حكامنا وما ورثونا إياه نتغنى به وندبلج كتب التاريخ على مقاسه , وان لزم الأمر فالجغرافيا طوع بنانا ومحط حوافر خيولنا العربية الأصيلة , لدرجة انه صباح مساء أن ذكرنا العدل والمساواة عدنا إلى عمر بن الخطاب أو عمر بن عبد العزيز أي 1400 عام خطفا إلى الوراء , فلا شيء عادل نتفاخر به خلال هذه الحقبة الطويلة , والادهى نتهم الغرب بالتآمر وإيقاف عجلة تطورنا , فقد منعنا من بناء دول ومن إيجاد وحدة عربية , ومن صنع اشتراكيتنا الشعبية سواء الصدامية أو الاسدية أو حتى حاضنتهما الناصرية .
كم هم متآمرون علينا , هم السبب في سقوط دولة القرامطة , ودولة عبد الملك بن مروان , أما الحجاج فقد غزوه من كواكب أخرى , وعلى ذكر الحجاج فقد كان احد اكثر الجبناء الذين تغنى بهم تاريخنا المشرق بالقمع والدم والسيف البتار , لدرجة انه عندما كان محاطا بالجند تطير الرؤوس في تدريبات سيفه وكان يختبىء عندما طلبت منه أمرة النزال رغم انه كان في باحة قصره , المهم الحجاج وغيره هم تاريخنا العربي الناصع البياض , ويقال بان عمر بن عبد العزيز استعرض الوضع في أيام الوليد بن عبد الملك فقال (( الحجاج في العراق والوليد في الشام وقرة بمصر وعثمان بالمدينة وخالد بمكة , اللهم قد امتلأت الدنيا جورا وظلما " ولمن لا يعرف الوليد فهو صاحب الخطبة الشهيرة يوم استخلافه والتي تتطابق من حيث المضمون مع خطاب القسم الذي ألقاه بشار الأسد يوم توريثه الحكم الدمشقي والخطبة قال فيها الوليد ( أيها الناس من أبدى لنا ذات نفسه ضربنا الذي فيه عيناه , ومن سكت مات بدائه )) فما أشبه الوليد ببشار وما أشبه اليوم بالبارحة والعنصر الناقص هو فقط عمر بن عبد العزيز أما البقية فقد من الله علينا نحن الشعوب القطيعية بمن يأخذ مكانهم ويضاهيهم في ضرب السيف وجز العنق .
ولعل الشاعر العراقي احمد مطر خير من عبر عن واقع الحال العربية عندما قال :
.. بالتمادي ... يصبح اللص بأوربا مديراً للنوادي ؟
وبأمريكا زعيماً للعصابات وأوكار الفسادِ ؟
وبأوطاني التي من شرعها قطع الأيادي ؟
يصبح اللص .... زعيماً للبلاد ؟.

دكتور سوري , مقيم ومغيب في فنزويلا .



#علي_خيرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي خيرات - لصوص وزعماء