أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار ملساوي - مآزق الإسلام السياسي أمام العقل المنطقي















المزيد.....

مآزق الإسلام السياسي أمام العقل المنطقي


مختار ملساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2641 - 2009 / 5 / 9 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أقصد بالإسلام السياسي هنا هذه الأيديولوجيا الجامعة الشاملة المانعة المرتكزة على الدين الإسلامي، التي يعمل الإسلاميون على إحلالها محل الأنظمة الوضعية، وقد وجدوا أنفسهم أمام مآزق عدة نراهم يتخبطون فيها وهم يحاولون تجاوزها بمواقف وتخريجات وشطحات هي أقرب إلى الحركات البهلوانية منها إلى التفكير السليم.
الدين بالنسبة للإسلام السياسي رصيد سياسي هو أشبه إلى الرصيد التجاري الذي يحرص صاحبه على الدفاع عنه واستثماره في مواجهة سوق لا ترحم تعج بالسلع والبضائع، خاصة إذا كانت البضائع الحديثة أفضل بكثير من البضائع القديمة المتعالية على الشك والنقد.
هم يتعاملون مع الموروث الديني قرآنا وحديثا وأخبارا بطريقة انتقائية حسب مقتضى الحال. أتذكر هنا حديثا دار بين شيخين من الأزهر والصحفية بسمة وهبة في فضائية إقرأ، في برنامج (قبل أن تحاسبوا) وكيف كان الشيخان يستميتان في محاولة صرفها عن صميم الموضوع الذي دعيا من أجله و تفادي الإجابة الواضحة عن وجود ظاهرة (وما ملكت أيمانكم( و(كيف أن الصحابة كانوا يتمتعون بملك اليمين)، وكيف اغتاظ أحدهما وغادر الجلسة ثم عاد ثم غادرها نهائيا بينما بقي زميله يناور ويحاول إلهاءها بتجويد الآيات بينما هي تلح على (وما ملكت أيمانكم) ثم تسأله (حضرتك متضايق من الموضوع) ووافقها ونصحها بعدم الرد على من يطرح هذه القضايا مثل القمص زكريا في قناة الحياة، ليعترف أخيرا باحتشام بأن هذا هو الإسلام ولكننا لا حاجة بنا إلى إثارة هذه المواضيع بعد أن تجاوزها الزمن، بينما كان زميله يرفض الخوض فيها بحجة أن هذا الأمر لم يعد مطروحا علينا اليوم وكانت مواقفهما من هذه المسألة تنم على أن الإسلام لم يعد صالحا لكل زمان ومكان أو على الأقل جزء منه وهذا من المحال لأنه تنزيل من رب رحيم، وهو المبدأ الذي لا يخلو أي برنامج إسلامي من الدفاع عنه. (الرابط التالي لمن أراد مشاهدة الحلقة).
http://video.google.com/videoplay?docid=6814837987767770592
هي عدة مآزق:
مأزق التعامل مع القرآن، وكيف تورط الكثير من إخوانهم في شطحاتهم العلمية أمثال الزنداني وزغلول النجار، حتى بلغ بهذا الأخير إلى التأكيد أن القمر فعلا قد انشق نصفين استجابة من الله لدعاء النبي محمد الذي تحدته قريش، وكيف أن المركبات الأمريكية (هكذا) أثبتت ذلك. هنا أورد ما ورد في أحد المواقع الإسلامية حول ما وقع:
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن قريش لما أرادت أن تعجز النبي صلى الله عليه وسلم قالوا له إن كنت نبيا ورسولا حقا فشق القمر نصفين فدعا ربه تبارك وتعالى فانشق له القمر نصفين وكان ذلك بعد البعثة ليلة النصف من شهر شعبان فانشق القمر نصفين نصفه بقي مكانه ونصف بقي فوق جبل أبي قبيس فاستمر القمر منشقا الليل كله حتى طلعت الشمس فلما رأت قريش بمكة هذه الآية العظيمة قالوا إن محمد سحر أعيننا وسحرنا حتى نظرنا إلى القمر وكأنه انشق نصفين ولكن إذا كان سحره قد أثر فينا يا أهل مكة فربما لا يؤثر سحره في خارج مكة فلنسأل القادمين إلى مكة من خارجها هل رؤوا أن القمر انشق نصفين فعند ذلك سألوا القادمين من خارج مكة إلى مكة هل رأيتم القمر انشق نصفين ليلة النصف من شعبان قالوا نعم فماذا قالت قريش قالوا إن محمدا قد تقوى بالسحر.
مأزق التعامل مع الحديث النبوي، الذي أصبحت الكثير من أحاديثه غير قابلة للدفاع عنها فراحوا يحاولون التخلص منها بشتى الطرق، مثل تضعيف الحديث الصحيح، حتى بلغ الأمر بالشيخ محمد الغزالي إلى الدعوة إلى عدم تقبل كل ما جاء في الصحيحين من أحاديث نبوية، مع أن هذه الأحاديث من المتفق عليها طوال قرون بعد أن خضعت للجرح والتنقيح والتمحيص، بل جعلوا لها علوما قائمة بذاتها.
ومثل الأحاديث حول الجغرافيا والفلك والتي أصبح يدركها حتى تلاميذ الابتدائي، مثل ذلك الحديث الذي قيل إجابة عن تساؤل لأبي ذر الغفاري وهو مع النبي عند مغيب الشمس، حيث سأل الصحابي: إلى أين تذهب الشمس عندما تغيب يا رسول الله؟ فأجابه بأنها تذهب تسجد إلى ربها. ومثل تفسير (رفع السموات بغير عمد ترونها) حيث فسرها المفسرون القدماء (ابن كثير وصاحبا الجلالين) بأنها مرفوعة على عمد ولكنا لا نراها، بينما يشطح بها (علماؤهم) شطحات غاية في الطرافة. ومثل قصة قتل أم قرفة بطريقة غاية في العنف غير المبرر حين ربطوا رجليها بحبلين وشدوهما إلى جملين ثم استفزوا الجملين فانطلقا يشقانها نصفين.
الطريف في هذه القصة التي احتجت بها الدكتورة وفاء سلطان والسيد مايكل سعيد، وقد رد السيد ساوي موسى على ذلك بحجة أن القصة مختلقة ولا يمكن أن يقوم أو يأمر أو يرضى بها نبي الرحمة ولا أصحابه. وكيف أن راوي القصة الواقدي مشكوك في ثقته، وقد كذبه الكثير من الفقهاء مثل ابن حنبل. وقد وقع السيد ساوي ضحية نفس الخطأ الذي لاحظه على الآخرين، وهو الانتقائية في الاستشهاد، حيث ضعف رواية الواقدي بناء على محدثين وفقهاء وتجنب الإشارة إلى من اعتبره ثقة. والأطرف في المسألة أن الواقدي اعتبر من بين الرواة الثقاة عندما يتعلق الأمر بالسيرة والأخبار وكان المرجع الأكبر لكل مؤرخي الإسلام وقد وردت القصة في:
فتح الباري بشرح صحيح البخاري كتاب المغازي باب غزوة زيد بن حارثة
الطبقات الكبرى لابن سعد
السيرة النبوية لابن هشام
الروض الأنف، الجزء الرابع
المنتظم في التاريخ .. الجزء الثالث.. سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى
الاستيعاب في تمييز الأصحاب .. الجزء الثاني.. باب قيس
الكامل في التاريخ .. الجزء الأول.. ذكر عمرة الحديبية
التنبيه والإشراف - باب سرية زيد بن حارثة
شرح السير الكبير - الجزء الرابع
عيون الأثر في المغازي والسير - سرية زيد بن حارثة الى وادي القرى
البداية والنهاية الجزء الخامس باب سنة إحدى عشرة من الهجرة ‏
وكل هؤلاء رووا قصة أم قرفة كما جاء بها السيد مايكل سعيد وكما تحدثت عنها وفاء سلطان، وإذا كذبنا هؤلاء فسوف نفتح الباب لتكذيب كل تاريخ الإسلام، كما لا يعقل أن يتفق كل هؤلاء على الإساءة إلى نبي الرحمة، والسبب في أن القصة لم تثر شكوكهم أن الواقع يومذاك كان يقبل هذه الأفعال، وكان الناس في كل بقاع العالم يمارسون هذه الألوان من الانتقام بدون ولا يشعرون بأي غرابة. المشكل هنا بالنسبة للإسلام أنه جاء وحيا من الله الذي يوصف بالرحمة واللطف والعدل ومع ذلك تمت هذه الأفعال الإرهابية باسمه وبمعرفة نبيه، نبي الرحمة وباسم مبادئ جعلها الإسلاميون صالحة لكل ومان ومكان ومتعالية على كل المبادئ الإنسانية الحديثة.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=170736
هذه التناقضات والأخبار غير العلمية بل المتناقضة تماما مع العلم ومع الاكتشافات المعاصرة أفرزت ظاهرة القرآنيين الذين أصبحوا يرفضون الأحاديث جملة وتفصيلا، وهم واهمون لأن القرآن نفسه لا يخلو من اللامعقول.
ثم هناك مأزق آخر يحرج الإسلاميين السياسيين وهو مأزق التعامل مع العلوم العصرية، وكيف أدخلتهم في ورطة أخرى بعد أن بالغ (علماؤهم) أمثال الزنداني وزغلول النجار في شطحاتهم عبر إقحام الآيات في مغامرات غير محمودة العواقب وهم يفسرونها ويؤولونها بل يلوونها أعناقها عنوة لتستجيب للعلوم العصرية. ومع أن بعضهم يرفض مثل هذه الشطحات إلا أنهم جميعا مستفيدون منها لأنها جلبت إليهم العامة وأشباه المتعلمين من الذين غيبت عقولهم وأصبحوا ينساقون وراءهم بالملايين بعد أن اقتنعوا أن الإسلام قد حوى كل العلوم، لينتهوا بتصديق مقولة الإسلام هو الحل.
ورطة إخوانهم من (السذج حسب وصفهم) الذين يتعاملون مع الموروث الديني بصدق ونزاهة بعيدا عن ألاعيب السياسة، حين أثاروا مسائل التداوي ببول البعير وبول الرسول والحبة السوداء ومعجزات ماء زمزم، ورضاعة الكبير، حتى بلغ الأمر ببرلمانيي الإخوان في مصر إلى وصف شيخ الأزهر الذي أثار مسألة رضاعة الكبير بشتى النعوت المنحطة أرحمها أنه ساذج لا يعيش عصره وهنا أيضا تطرح مسالة الإسلام الصالح لكل زمان ومكان لأن خطأ شيخ الأزهر صاحب رضاعة الكبير ليس في عدم صحة أقواله المستندة إلى التراث بل في إثارة مواضيع أصبحت تزعج وغير قابلة للتسويق في عالم حقوق الإنسان والحريات الجامحة.
لاحظ مقال سيد القمني في الرابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=101262
أما أهم مأزق فهو مأزق الموقف من الديمقراطية. فهم كانوا أكثر ارتياحا عندما كانوا يرفضون الديمقراطية ويطالبون بتطبيق الشورى، وهم بهذا كانوا أكثر إخلاصا للإسلام، بل إن رعيلهم الأول كانوا يكفرون الديمقراطية ومبدأ الأغلبية ويرفضون كل تشبه بالكفار. وبعد أن تغيرت موازين القوى وعرفوا استحالة وصولهم إلى الحكم عبر تثوير العامة والانقلابات بالإضافة إلى الحجج الموجعة التي يرفعها في وجوههم خصومهم من العلمانيين خاصة، الذين بينوا خرافة وجود الشورى في الإسلام كأسلوب مورس في الحكم، وكيف أنها لم تطبق بالمفهوم الديمقراطي الذي نفهمه اليوم حتى في عهد الخلفاء الراشدين، وكيف كان الحكم حكرا على المسلمين فقط من قريش، ثم على الذكور فقط من قريش، ثم على الأحرار فقط من قريش (بما يعني الاعتراف بواقع العبيد)، ثم تحول بعد أربعين سنة من بناء الدولة الإسلامية الأولى إلى حكم عضوض لا يختلف بل كان أسوأ من النماذج التي جربت في العصور القديمة مثلما وقع عند اليونان والرومان مثلا، وقائمة المبعدين من المشاركة في الحكم تطول وهي لا تزال حتى اليوم تشمل المواطنين من غير الديانة الإسلامية الذين لا يحق لهم دستوريا تقلد منصب رئاسة الدولة في الجمهوريات العربية والإسلامية المعاصرة أما الملكيات والإمارات ونماذج الدول الإسلامية التي أقيمت هنا وهناك فلا حدث.
هنا طور الإسلاميون حيلهم، فتبنوا الديمقراطية شكلا بما يخدم تطلعاتهم للوصول إلى الحكم، ولكنهم فهموها كمجرد انتخابات بعد أن تمكنوا من استمالة العامة إلى صفوفهم. أما أهم مقومات الديمقراطية فهي مرفوضة مثل المواطنة التامة والمساواة التامة بين المواطنين مهما اختلفوا في الجنس أو اللغة أو الدين أو العرق، ومثل حرية المعتقد ومثل حرية التعبير والنقد التي يجب تطال كل شيء بدون طابوهات تتعلق بالسلطة أو الدين أو التاريخ، أي العلمانية باختصار.
وأخيرا ورطة إخوانهم من الإرهابيين الذين رفعوا عنهم آخر ورقة توت ظلت تستر عوراتهم كما سلبوهم بعض التعاطف الذي كانوا يجدونه هنا وهناك في العالم غير الإسلامي بوصفهم أحزابا وحركات مسالمة مظلومة في أوطانها.



#مختار_ملساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة
- تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار ملساوي - مآزق الإسلام السياسي أمام العقل المنطقي