أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار الميلساوي - تجريب الحكم الإسلامي















المزيد.....

تجريب الحكم الإسلامي


مختار الميلساوي

الحوار المتمدن-العدد: 2638 - 2009 / 5 / 6 - 09:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عالج السيد عبد الخالق حسين موضوعا في غاية الأهمية نشر في الحوار المتمدن، العدد 2637 بتاريخ 05/05/2009، حول (الإسلام السياسي من منظور الداروينية الاجتماعية) ونظرا لتطرقه إلى التجربة الجزائرية، ونظرا لما يبدو عنده من قلة اطلاع على هذه التجربة ونظرا للاقتراح الخطير الذي انتهى إليه حول إمكانية تمكين الإسلاميين من الحكم ليجربهم الناس ويحكموا عليهم على بينة ثم يلفظوهم نهائيا.
للاطلاع عليه استخدم الرابط:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=170979
نظرا لكل هذا ولطول تعقيبي ارتأيت أن أنشره كموضوع مستقل.
يبدو عند السيد عبد الخالق وضوح نظري غاية في الحصافة والأهمية ولكنه عندما يتحول إلى التطبيق يجانب الصواب إلى مستوى كارثي.
في الجزائر طرحت فكرة تمكين الإسلاميين من الحكم من قبل بعض المفكرين، مثل الأستاذ عدي الهواري، وكان، يومئذ، أستاذا جامعيا في علم الاجتماع في جامعة وهران قبل أن يغادر الجزائر في تلك الظروف العصيبة (ولا لوم عليه) ويستقر بفرنسا حيث يشتغل منذئذ أستاذا جامعيا في إحدى جامعاتها، وقد عرفت هذه الفكرة باسم التقهقر المخصب la régression féconde ، كما عبر عنها صاحبها باللغة الفرنسية وهو أصلا مفكر تقدمي وعلماني، وكان يعني بها ضرورة ترك الإسلاميين يحكمون، بما أن الشعب انساق وراءهم وانتخبهم وعليه أن يتحمل مسؤوليته، ولا يمكن لهذا الشعب أن يستفيق من غيبوبته ويكتشف خداعهم وعجزهم إلا عن طريق تجريبهم ومعاينتهم وهم يديرون شؤون البلاد ويفلسون .
وحتى ملك المغرب الحسن الثاني حبذ، يومذاك، هذه الفكرة كما استحسن أن تكون الجزائر بمثابة مخبر تجريب لهذه الظاهرة.
الذين عارضوا في الجزائر وصول الإسلاميين إلى السلطة استندوا إلى خطابهم التكفيري الفاشي المعادي بحدة للديمقراطية، وبرروا تأييدهم لوقف المسار الانتخابي والحيلولة دون تمكين الإسلاميين من الحكم بالمخاطر التي كانت الجزائر مقبلة عليها: انفلات الأوضاع (وقد بدأت فعلا يومئذ) بعد أن يتمكن الإسلاميون من السيطرة على آخر قوة بقيت منظمة آنذاك وهي الجيش مثلما انهار جيش الشاه بسرعة أمام زحف الإسلاميين، فرض جو قمعي سوف يؤدي إلى إفراغ الجزائر من كل طاقاتها الحية، وهي في الأغلب علمانية، استبداد الإسلاميين بالحكم ومنح كل الحريات والحيلولة دون أي إمكانية أخرى للتداول على السلطة لأنهم كانوا يصرحون أن الانتخابات بالنسبة إليهم بيعة والبيعة مرة واحدة كما هو معروف في شريعتهم.
ولا بأس أن أذكّر السيد عبد الخالق بما كان يقوله ويكتبه علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ وكان يعتبر المفكر الإيديولوجي الإستراتيجي فيها كما كان يجر وراءه، في حله وترحاله عشرات الآلاف من المتزمتين المتعصبين المكحلي العيون المشمري السيقان بلبساهم الأفغاني، وهم الذين زج بهم ليكونوا حطبا في أتون الحرب الأهلية التي عرفتها الجزائر:
(اعلموا إخوة الإسلام أننا نحن معشر المسلمين نرفض عقيدة الديمقراطية الكافرة رفضا جازما لا تردد فيه ولا تلعثم... لأنها تسوي بين الإيمان والكفر ولأن الديمقراطية تعني الحريات المطلقة والحرية من شعارات الماسونية لإفساد العالم... ولأن السيادة في الإسلام للشرع وفي الديمقراطية للشعب وللغوغاء وكل ناعق... ولأن الديمقراطية معناها حاكمية الجماهير ... ولأن الأغلبية خرافة ... بينما الديمقراطية هي حكم الأقلية لا الأغلبية كما يشاع ولأن مخالفة اليهود والنصارى من أصول ديننا كون الديمقراطية بدعة يهودية نصرانية) (مقتطفات من مقال نشر بجريدة المنقذ للجبهة الإسلامية للإنقاذ بتاريخ 23/24/25/ 1990). كما أفتى بلحاج بجواز قتل (طائفة رجال الشرطة والأمن والدرك) حسب تعبيره، عندما كانوا يقومون بواجبهم في حفظ النظام وكبح جماحهم وهم يعطلون بالقوة المرافق العمومية ويسدون الطرقات (أنظر الفتوى في المنقذ العدد 62 بتاريخ 5 جوان 1991(.
ماذا كان بوسع الديمقراطيين أن يفعلوا أمام هذا الخطر الداهم غير المطالبة بوقف المسار الانتخابي وحل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وهي التي كان أتباعها يشحذون الخناجر وينتظرون إشارة الانطلاق للبطش بمن اختلف معهم، وقد بدأوا تنفيذ مشروعهم حتى قبل وقف المسار الانتخابي (في قمار بوادي سوف حين هاجموا ثكنة عسكرية وذبحوها جنودها غيلة واستولوا على أسلحتها وذخيرتها ) وعبر فرض مناخ إرهابي على الناس: شرطة إسلامية، بلدية إسلامية، سوق إسلامية، لباس إسلامي، مظاهرات إسلامية واحتلال الشوارع والمرافق العمومية والقائمة تطول.
الوضع في الجزائر كان يختلف عما هو سائد في العراق الطائفي والعرقي من حيث تشتت القوى واستحالة استفراد قوة واحدة بأصوات الناخبين كما حصل في الجزائر بسبب التجانس الكبير (الأغلبية الساحقة سنية مالكية وتدعي الانتماء العربي الإسلامي( ومن حيث وجود قوة احتلال أجنبية كانت بمثابة صمام أمان ضد أي انفلات، ومع ذلك حدث الانفلات وعرفت العراق عنفا قل نظيره، ومازال، ورغم ما يبدو أنه بداية اندحار القوى المتترسة بالدين من خلال نتائج الانتخابات الأخيرة، إلا أن العراق ما زال بعيدا عن مخرج النفق المظلم.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لماذا يا أخ عبد الخالق تطلب من القوى الديمقراطية في الجزائر أن تقدم أعناقها لسيافي الإسلاميين دون مقاومة، فقط لأن الشعب أخطأ. وهل كان من المستحسن، لو كان هناك خيار، تمكين النازيين والفاشيين في أوربا من الحكم وتجريب مآسي الحرب العالمية الثانية لأن الشعب أخطأ. ثم تأتي يا أخي، بعد أن يقضي علينا الإسلاميون ونشبع موتا وتفترض بدون ضمانات أنه سوف تقوم حركة مضادة لهم في أوساط الشعب الذي سوف ينهض من سباته بعد أن يكون قد خضع لعشرات السنين قادمة للتربية الإسلاموية وللترويض والقولبة وغسل الأدمغة وتنقية البلاد من كل فكر مختلف، ليقاوم ويطيح بالإسلاميين عن طريق الانتخابات، مع العلم أن الإسلاميين لن يسمحوا بها، وسوف يتطلب الأمر حربا أهلية مريرة وقاتلة ومدمرة ضدهم لعل ما جرى حتى الآن مجرد لعب عيال (كما يقول المصريون)، ومثال إيران وما فعله الخميني مع القوى التقدمية والعلمانية وكيف قضى نهائيا على النقابات وعلى الحزب الشيوعي توده وكان يتمتع بقوة عظيمة ساهمت في إسقاط الشاه؟ هذا أمكن حدوثه في إيران العريقة بحضارتها فما بالك معنا نحن البدو، ولعل المآل الذي آلت إليه الأوضاع في أفغانستان أو الصومال هو الأقرب إلينا، كما أن مثال حماس حاليا أسطع مثال، فهي بعد أن انتخبت بفضل المناخ الديمقراطي الذي أشاعته الاتفاقيات الفلسطينية الإسرائيلية، استولت على السلطة الكاملة بالانقلاب، ونراها اليوم، رغم الدمار الماحق الذي حل بغزة، تأبى الاعتراف بالهزيمة وتأبى الرجوع إلى الاحتكام إلى الشعب في انتخابات بل تأبى حتى تشكيل حكومة تكنوقراط أو حكومة وحدة وطنية لإعادة إعمار غزة ورفع المحنة عن أهلها.
البيعة مرة واحدة، هذا شعارهم، ولن يعودوا إلى الاحتكام إلى الشعب بمحض إرادتهم، والأرجح أن الاعتقاد في إمكانيات إبعادهم عن السلطة يعتبر من المستحيلات السبع بالطرق السلمية إن لم يكن من قبيل السذاجة وفي أحسن من قبيل النوايا الطيبة التي غالبا ما يكون طريق جهنم مفروشا بها.
كذلك أمامنا في لبنان حزب الله، الدولة داخل دولة، علاقات شبه رسمية مع دول أجنبية، تمويل أجنبي بالمليارات في وضح النهار، ثلث معطل، جيش، ثكنات، دوريات، احتلال لأراض واسعة من الدولة اللبنانية، التحكم في مطار بيروت، التسبب في حرب مع إسرائيل دمرت نصف لبنان وقتلت وجرحت الآلاف مقابل خطف جنديين وقتلهما...الخ
ومثال السودان حيث أدار الإسلاميون شؤون الدولة بطريقة متخلفة أدت إلى انفلات الأوضاع ودخول البلاد في دوامة من العنف والبؤس قل نظيرها.
تجريب الحكم الإسلامي كمن يجرب الموت، مرة واحدة فقط





#مختار_الميلساوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مختار الميلساوي - تجريب الحكم الإسلامي