أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه حاتم - إفتراء وتجن مبطن بتنظيرات ومواعظ فارغة















المزيد.....

إفتراء وتجن مبطن بتنظيرات ومواعظ فارغة


طه حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 807 - 2004 / 4 / 17 - 13:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سجل المؤتمر الوطني الخامس للحزب الشيوعي العراقي،الذي إنعقد في عام 1993، إنعطافة تأريخية بارزة في حياة الحزب الداخلية وفي مسيرته النضالية، مدشناً طريق الديمقراطية والتجديد.هذه الحقيقة المعروفة لأعضاء الحزب، وكذلك للمتابع الجيد والموضوعي لأدبيات الحزب ولنشاطاته منذ ذلك الوقت، لا يعرفها الكثيرون ممن قطعوا صلتهم بالحزب قبل هذه الفترة ، وممن لا يلمون وغير متابعين لتطورات حياة الحزب الداخلية ولمواقف الحزب وسياسته المتجددة والمتطورة.
بالمقابل،أصبح معروفاً أنه مع كل خطوة يخطوها الحزب لإستعادة عافيته، وتثبيت أقدامه، وتوسيع قاعدته ونفوذه السياسي في المجتمع العراقي، تتصدى له جوقة الأعداء بتصعيد هجماتها عليه بطرق وأساليب متنوعة.ولعل أشرس الهجمات على الحزب الشيوعي العراقي، بعد الإبادة الجماعية والمجازر البشعة لقطعان "الحرس القومي" أبان الإنقلاب البعثي الفاشي في 8 شباط/ فبراير 1963، تلك التي حصلت عقب تصحيح الحزب لمسيرته النضالية ولمواقفه منذ أن إختط نهج الديمقراطية والتجديد،عام 1993، ومواصلة سعيه الحثيث لترسيخه، وديمومته،وهو يغذ السير دون رجعة عن نهجه الجديد..وذلكم أمر طبيعي ومتوقع، لأن أعداء الحزب لا يريدون له الخير، لا بل سعوا،ويسعون محمومين، الى القضاء عليه والخلاص من أفكاره وتأثيره. وفي هذا المسعى الخائب كان النظام الفاشي المقبور أشرس الأعداء سعيراً ووحشية..
ما يلفت،والحزب الشيوعي العراقي يسعى جاهداً لتطوير نفسه تنظيمياً وفكرياً، بما يواكب التطورات السياسية والفكرية المتسارعة، ان ينضم الى جوقة الأعداء في محاربة الحزب ونهشه، دون رحمة، وبصور وأشكال مختلفة، من يحسب نفسه على "اليسار"، ويدعي أنه "صديق" للحزب، و" حريص " عليه.. ومن بين هؤلاء من كان يوما ما في صفوف الحزب وإبتعد عنه، لهذا السبب أو ذاك، منذ فترة طويلة.. والأغرب من كل هذا أن يُنَصِبَ البعض منهم نفسه "وصياً " أو "قيماً " على الحزب،ويمنح نفسه "صلاحيات" إصدار التوجيهات، والأوامر،وحتى الفتاوى، و" يلزم" الحزب بها، وإلا فإن الحزب "مدان" من قبله..وفي هذا السياق فهو يجري "التقييمات" وفق ما يحلو له،ويخرج بالإستنتاجات التي يريدها، ومن ثم يوجه الإتهامات جزافاً، ويصدر الأحكام الظالمة بحق الآخرين..
المؤسف أن يكون بين هؤلاء " الأصدقاء"، " الحريصين" مثقفون وكتاب عراقيون عديدون، لعبوا، وما إنفكوا يلعبون، دوراً في تشويه الفكر وطمس الحقائق، مشوشين أدمغة القراء والمستمعين، وبخاصة من جيل الشبيبة، بطروحات، أقل ما يقال عنها أنها بعيدة عن الواقع المعاش بعد السماء عن الأرض، وبتنظيرات أكل الدهر عليها وشرب، وبمواعظ لا تغني ولا تسمن، فشبعنا جميعاً منها حد التخمة.. وقد دلل أغلب هؤلاء بما يكفي بأنهم لا شغل لهم، ولا هم لهم سوى "التصدي" للحزب الشيوعي العراقي ولقيادته.وقد فشلت تنظيراتهم، التي لا تمت بصلة لهموم الناس وواقعهم الراهن، ولم يفلحوا كوعاظ، لكونهم يعيشون في أبراج عاجية..
خلال الأسابيع الستة المنصرمة نشر السيد خالد صبيح في "الحوار المتمدن" مقالين كرسهما كلياً لمناكدة الحزب الشيوعي العراقي وقيادته..ففي مقاله المنشور في 23/2/2004، بعنوان " الشهيد الشيوعي مشروع إعلامي"، جاء مليئاً بالمغالطات والإفتراءات - لن نرد على جميعها، إسوة بأمثالها-وإنما سنركز هنا على إستكثاره على الشيوعيين العراقيين تمجيدهم لشهدائهم، في يوم الشهيد الشيوعي- 14 شباط/ فبراير، الذي يحيونه في كل عام،وفاءاً لذكراهم العطرة وإجلالاً لماَثرهم وتضحياتهم الجسام في سبيل مبادئهم وعقيدتهم،في سبيل شعبهم ووطنهم.وهو نفسه يقر بجدارة لقب حزب الشهداء في سبيل الشعب والوطن،الذي يحمله الحزب الشيوعي العراقي..وقد بلغ بالكاتب حقده على قيادة الحزب حد التعبير نصاً:" دأبت بعض الأقلام السمجة، من الشيوعيين وممن يتمسح بهم ،التي تستخدم منطق خطاب( بالروح بالدم) ولكن بمفردات وتعابير أخرى، على التذكير بيوم الشهيد الشيوعي وبالشهداء بالتركيز على القادة من الشهداء كالشهيدين < فهد> و < وسلام عادل> "..ليس هذا فقط، بل وشوه معنى الشهادة، من خلال "إبتكاره" لتسمية" المضحين بأنفسهم" بدلاً من "الشهداء في التسمية الأكثر تأثيرا وانتشاراً"-على حد تعبيره.وكي يبرر طروحاته وعباراته النابية والجارحة (مثل:"السمجة"،"التمسح"،"بالروح بالدم"،"أقلام ضحلة"،" هيكل أجرد"، "حثالات انتهازية"،"الارتزاق والانتفاع"،"الاتجار بأسماء الشهداء ومعاملتهم وكأنهم ورقة لعب تحترق بعد الاستشهاد وبعد ان تستثمر إعلاميا"،وغيرها)، لجأ الى التفرقة بين الشهداء أنفسهم، من خلال تقسيمهم الى "قياديين" و"من القاعدة الحزبية"، متجاهلاً ان الشهداء أبرار في تضحياتهم ومتساوون في قاماتهم بغض النظر عن مواقعهم الحزبية، وعن عمرهم أو جنسهم. وكأن الوفاء –كما توحي طروحاته- غير مطلوب من الرفاق الأحياء لأولئك الرجال الأبطال الأوائل، الذين نذروا أنفسهم، وضحوا بأغلى ما يمتلكه الإنسان- حياته، لينيروا الدرب للآخرين.وهو وفاء وإجلال، في اَن واحد، لكل من لحق بهم، وإختط مسيرتهم، وسار بإيمان وثبات وجسارة على درب الرعيل الأول، وروى بدمه الحار والطاهر شجرة الحرية والحياة الكريمة والمستقبل الأفضل.ولا نخاله يجهل بأن الشيوعيين العراقيين إذ يحيون كل عام،في يوم الشهيد الشيوعي، ذكرى إستشهاد رفاقهم ورفيقاتهم،فإنما يستمدون منهم العزم والإيمان الراسخ بعدالة القضية التي يناضل حزبهم من أجلها منذ سبعة عقود،ويستلهمون من مسيرتهم وإستشهادهم وماَثرهم الثبات والإصرار على مواصلة النضال الجاد والفاعل،رغم كل المصاعب والعقبات، الى جانب التحلي بالصبر والحكمة، وبالثقة بالنفس، بقواهم وبجماهير شعبهم-عمادهم ومعينهم- وبالمستقبل الذي سيكون لهم !..
لو كان السيد صبيح حضر وشارك في حفل يوم الشهيد الشيوعي في السويد، حيث يقيم،أو بلد اَخر، لما سطر قلمه ما هو بعيد كل البعد عن الواقع، ولعرف وشاهد بأم عينيه بأن الذكرى لا تقتصر على تمجيد القادة فهد وسلام عادل-كما يزعم، وإنما تشمل جميع شهداء الحزب الشيوعي العراقي دون إستثناء، بل وحتى الشهداء من أصدقاء الحزب،من خلال كلمات المتحدثين في الحفل،وكل متحدث يعدد العديد من الأسماء.كما وتعلق في القاعة صور العشرات من الشهداء،الذين تتوفر صور لهم. وتمجد النشرات الخاصة، التي تصدرها المنظمات الحزبية بالمناسبة، المئات من الشهداء.وفي كل حفل تشارك العديد من عوائل الشهداء المتواجدة في المدن، التي يجري فيها الإحتفال، والمجاورة، ويتحدث العديد من أفرادها في الحفل عن ذويهم من الشهداء. وعدا هذا أصدر الحزب الجزء الأول من مطبوعه "شهداء الحزب..شهداء الوطن "، وهو يواصل جهوده الحثيثة لإصدار بقية الأجزاء.ولو رجع الى موقع " الطريق" على شبكة الإنترنيت التابع للحزب الشيوعي العراقي، لوجد صور العشرات من صور الشهداء المتوفرة، ولو تصفح أعداد " طريق الشعب"- جريدة الحزب المركزية- خصوصاً الصادرة علناً منذ سقوط النظام الفاشي- لوجد في كل عدد منها مجموعة من صور الشهداء " من القاعدة الحزبية" ومن الأصدقاء، مع معلومات عن كل واحد منهم..وقد شيد الحزب مقابر خاصة بشهدائه في كردستان العراق، وبنى لحد الآن مئات القبور للشهداء بالشكل الذي يليق بماَثرهم وأمجادهم.. وكل هذا يفند مزاعم خالد صبيح بأن الحزب "لا يكترث لهؤلاء ولا يتعامل معهم بأكثر من محصولهم الإعلامي" !..
ونترك للقارئ الكريم الحكم على ما سطره خالد صبيح في خاتمة مقاله:" الصورة في الختام مؤلمة ومخزية، لان كل مناضل شيوعي هو مشروع شهادة وكل شهيد هو مشروع إعلامي يعزز الحزب به رصيده النضالي ليتقدم المستثمرون المعتادون على الكسب في كل الظروف لقطف الثمار والفوز بلقب المناضل المضحي معا".. وليقرر القارئ بنفسه أي صورة هي المؤلمة والمخزية: الطرح المتجنى على الحزب الشيوعي العراقي، والتجريح الظالم بحقه، وتسطير الإنشاء المليء بالإتهامات البعيدة عن الحقيقة وحيثيات الوقائع،وبما يدلل على أن كاتبها يعيش في واد والحزب ورفاقه في واد اَخر، مصراً على فرض نفسه " عارفاً" و " خبيراً" بحياة الحزب الداخلية،وهو البعيد عنها، سارداً أمثلة تعود لما قبل عشرين سنة أو أقل بقليل، ولا يذكر لنا ولو حادثة واحدة عايشها خلال الأعوام الأخيرة، منذ الإنعطافة الكبرى في حياة الحزب الداخلية ؟!!..أم الحزب الذي يجل رفاقه ويمجد ذكراهم العطرة،ويفعل كل ما يستطيعه من أجلهم ومن أجل عوائلهم، وقد تخلص من الكثير الكثير من ظواهر الماضي السلبية،في السياسة والفكر، وهو عازم على مواصلة مسيرته الظافرة دون رجعة.. ؟!!
في السياق ذاته جاء مقاله الثاني، المنشور في 8/ 4/2004، تحت عنوان:" من اجل يسار عراقي معافى – ملاحظة عامة على أوضاع النقد في حياة الحزب الشيوعي العراقي"، والذي يوحي للقارئ بأنه مكرس لمعالجة قضايا اليسار العراقي وتفعيل دوره، بينما لا يأتي على ذكره إلا ما ندر، في حين كرس " ملاحظته العامة"(وهي ليست واحدة، بل جملة ملاحظات) لنقد وتجريح الحزب الشيوعي العراقي وقيادته.وفي هذا المقال يبرز خالد صبيح، مرة أخرى، كـ"منظر" و"مبتكر بارع " لتوصيفات وتعريفات خاصة به، لا تخلو من الخبث والدهاء، في موضوع النقد في حياة الحزب الشيوعي العراقي. ويبني طروحاته،من جديد،وكالعادة،على معايشات حصلت في العقد الثامن من القرن العشرين، أي قبل مؤتمر الديمقراطية والتجديد للحزب بفترة بعيدة.
يقول كاتب المقال:" حساسية الحزب الشيوعي العراقي، وربما كل التيارات والقوى السياسية في العراق (لاحظ: كل التيارات والقوى السياسية في العراق، لكنه يركز حديثه على الحزب الشيوعي العراقي) من ممارسة النقد، والتعامل معه، وتقييده، وقرنه بالنعت الغريب والمريب( البناء)، والذي يعني في الغالب القول لمن توجه إليه النقد ان أدائه (والصحيح: أداءه) ودوره رائعا( والصحيح: رائع) ومنتظم تماما مع السياق الطبيعي، لكن تشوبه فقط بعض العواهن البسيطة أو العابرة "..لاحظ كيف يتحول النقد البناء،أي النقد الذي يخدم،لا أن يهدم، عند خالد صبيح، الى "نعت غريب ومريب"، وكأنه يريد من الحزب الشيوعي العراقي( وليس كل التيارات والقوى السياسية في العراق) ان يتبنى النقد من أجل النقد،ويشجعه مهما كان،وبأي شكل كان، وإلا فإن النقد البناء عند واعظنا " يتحول إلى نوع من المداهنة أو المجاملة في أحسن الأحوال، وأيضا من اجل إثبات الحضور الشكلي له لاندراجه في قائمة المبادئ الجليلة التي تدعو إليها النظرية والمبادئ العملية لإدارة الحياة الحزبية"..وهكذا يبدو خالد صبيح بطرحه هذا "منظراً جيداً"،لا يعترف إلا بنقد واحد،لا غير، متجاهلاً وجود نقد جارح، واَخر- مسيء، وثالث- غير نافع، ورابع-ضار، وخامس-غير جاد ، وسادس-تافه، وما الى ذلك. مع انه يقر في نفس المقال بان النقد الذي وجه للحزب الشيوعي العراقي " اتسم غالبا بالتهويش والتلفيق "..ومن باب التنظير أيضاً يضيف:" ويمكن القول إن هذه الصورة للنقد، والمشروطية والإطار الضيق والشكلي الذي وضع فيه يعود، بتصوري، إلى الخلفية الاجتماعية والحضارية التي نشا فيها الحزب الشيوعي العراقي( وليس كل التيارات والقوى السياسية في العراق) ومارس في داخلها دوره السياسي والفكري، وهي بيئة غلب عليها، بمستويات وأشكال مختلفة، طابع العقلية القبلية التي لا ترى لكيانها شكلا للعافية خارج أو بغير حالة التماسك والوحدة، وان شكليا، من اجل الظهور أمام الخصم أو العدو في هيئة كتلة قوية ومتراصة لا يمكن اختراقها"..فما الذي يريد الوصول إليه: أبذريعة إشاعة النقد، الذي يفهمه، تحويل الحزب الشيوعي العراقي، تنظيمياً، الى كيان مجرد من الخصوصية والتميز، مفتوح لمن هب ودب، دون رقيب أو حسيب، ويفتقر للوحدة التنظيمية، وغير متماسك، ولا متجانس، وبالتالي إسقاط "علنية الفكر وسرية التنظيم"، التي إعتمدها الحزب في ظروف الدكتاتورية والإرهاب الفاشي ؟!!..
وتأكيداً لنواياه هذه، جاء-كما يبدو- زعم خالد صبيح:" وهذا الواقع لعب دورا مهما( مع عوامل أخرى) بالدفع بهذه النظرة والعقلية إلى ان تتسبب في تغييب النقد داخل الحزب، والذي أدى بدوره إلى حجب المساوئ والنواقص، فصار النقد، لاسيما بشكله المتطور، اي ان يكون نقدا عضويا تقويميا جريئا وشاملا، يعاني من الإرباك في المفهوم وفي الممارسة ولحد قرنت به تلك الذهنية عملية النقد بالانتحار أو الجلد الذاتي التي تؤدي إلى ضعف الحال والانكشاف أمام العدو وبالضرورة يكون الإقدام عليها وممارستها شيء مؤلم يجب تجنبه"..لاحظ التناقضات: مرة يقول " تغيب النقد داخل الحزب"، ومرة يقول أن النقد " يعاني من الإرباك في المفهوم وفي الممارسة"، ومرة ثالثة يقول ان النقد بلغ حد "الإنتحار أو الجلد الذاتي" الذي أدى الى "الإنكشاف أمام العدو"..وفي الوقت الذي يؤكد فيه بأن النقد "بلغ حد الإنكشاف أمام العدو" يعظنا: "وهنا ينبغي التذكير والتاكيد على اهمية إدراك ان النقد، ولكي يؤدي دوره الكامل، لا يجوز ان تختصر ممارسته في الهيئات الحزبية فقط وفي اطار العرض العام، بل يستوجب الوقفة الجدية والمطولة والتناول النظري والتحليلي العميق والواسع للممارسة الخاطئة والفاشلة"..ولم " يرشدنا" أين ينبغي أن يمارس النقد إذا لم يكن داخل الهيئات الحزبية..
لا أحد ينفي ان الحزب الشيوعي العراقي عاش فترة طويلة لم تشجع القيادات الحزبية على إعتماد النقد البناء كممارسة ديمقراطية طبيعية تمارسها القاعدة الحزبية حيال مهماتها وواجباتها، ولمجمل مواقف وسياسات الحزب.. لكن النقد لم يغب كلياً، وفي كل الأوقات والظروف..أجزم في هذا لكوني أحد الأعضاء الذين عاصروا الحزب منذ عام 1957 ولحد اليوم.عايشت، وساهمت شخصياً، داخل الهيئات الحزبية التي عملت فيها، في الداخل والخارج، بإنتقاد الأخطاء التي حصلت منذ عام 1959.ولم أكن قيادياً كبيراً.وقد شهدت تحميل القيادة من قبل الهيئات الحزبية في القاعدة المسؤولية الأساسية عن الكثير من الأخطاء والإنتكاسات في مسيرة الحزب.وعلى صعيد اَخر يعد طرح وثائق مؤتمرات الحزب علناً للمناقشة والنقد والتقييم،مثلاً ناصعاً على ممارسة النقد، الى جانب الأخذ بالملاحظات والإنتقادات البناءة،حيث يشترك فيها أصدقاء الحزب ومحبوه الى جانب أعضائه. وهي ممارسة فريدة. وقد شرع الحزب الشيوعي العراقي بممارستها منذ التحضير لإنعقاد المؤتمر الوطني الخامس ولحد اليوم.وفي هذا المضمار يعقد الحزب لأصدقائه إجتماعات خاصة لمناقشة سياسته ومواقفه. والحزب ممتن جداً لكل الأصدقاء والأحباء، الذين ساهموا ويساهمون في النقد والتقييم البنائين.ونشير هنا الى أن من أبرز القضايا التي نوقشت علناً: التحالف مع البعث، وإنتكاسة حركة الأنصار،الى جانب التقرير السياسي وبرنامج الحزب والنظام الداخلي وبقية وثائق المؤتمرات الوطنية للحزب: الخامس عام 1993، والسادس عام 1997، والسابع عام 2001.وللتوثيق يمكن الرجوع الى أعداد " الثقافة الجديدة" و" رسالة العراق" و " طريق الشعب".وعدا هذا قام العشرات من الأصدقاء بكتابة رسائل خاصة لمؤتمرات الحزب،جمعتها اللجان التحضيرية للمؤتمرات المذكورة في ملفات خاصة ووضعتها تحت تصرف المندوبين..
من هنا لا نتفق مع رأي خالد صبيح بأنه " لم تجر اي محاسبة أو تحميل مسؤولية للقيادة بشكل عام أو أفراد منها يعتبرون أكثر مسؤولية من غيرهم عن رسم تلك السياسة أو تنفيذها".فقد حملت مؤتمرات الحزب القيادة مسؤولية الكثير منها.ولا أدل على ذلك من تغيير القيادة القديمة في المؤتمر الوطني الخامس عام 1993، وإنتخاب قيادة الحزب بكل حرية وشفافية وعلانية من قبل المندوبين للمؤتمرات الحزبية..ومن هنا أيضاً نرفض مواعظ من قبيل الدعوة الى:" تجاوز الحزب الشيوعي العراقي للمواقف المتشنجة أو المتعالية والاتهامية التي يمارسها عادة إزاء كل الممارسات النقدية التي تتناول مضامين سياساته وممارساته السياسية والتنظيمية".فهذا الكلام قديم، ولم يعد له وجود منذ أكثر من 12 عاماً.والحزب منفتح على كل أشكال النقد والنقاش والحوار البناء.
أما الزعم بأن الحزب "يفتقد الى الحيوية في هيكله وحياته الداخلية" وأنه " منزوي" أو " مختبئ وراء بعض القوى السياسية" وإن "سياسته منتهية إلى لا سياسة كما هو حاله الان "،فهو هراء ومحض إفتراء رخيص.وذات الشيء ينطبق على مزاعمه خالد صبيح بشأن فتح أبواب الحزب أمام عودة رفاقه القدامى،الذين إبتعدوا عن التنظيم لأسباب مختلفة، مدعياً بأن "الأمر وصل به لحد القبول من جديد في صفوفه لمجموعة من أولئك الذين تورطوا في أعمال خيانة للحزب وتعاونوا مع أجهزة النظام ألبعثي"..
وهذه وغيرها، تطرح مشروعية الإفتراء والتطاول من قبل خالد صبيح على حزب قطع صلته به منذ فترة طويلة، ونتساءل:بأي حق يقوم بذاك :أهو بدافع "الحرص" و " المحبة"، أم أنه الحقد والكراهية ؟!!..
أما بخصوص مزاعمه بشأن " عزلة " الحزب و" محدوديته" التنظيمية وإمتداده السياسي، فنحن ندعوه الى المجيء للعراق، وزيارة أي مقر من مقرات الحزب الشيوعي العراقي المتواجدة في بغداد أو في المحافظات والنواحي والأقضية، وعندئذ سيتأكد كم هو مخطئ في تنظيراته وتصوراته وأحكامه البعيدة عن أرض الواقع !



#طه_حاتم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إسماعيل هنية يعلن موقف حماس من التوصل لاتفاق شامل مع إسرائيل ...
- Asia Times: فرنسا ترسل أول جنودها إلى أوكرانيا
- كويتيات -في حالة غير طبيعية- على متن طائرة.. والنيابة تتدخل ...
- هل يستسلم المحافظون لمصيرهم في الانتخابات البريطانية بالاستم ...
- تقرير: العالم يشهد أسوأ موجة تفش لمعاداة السامية منذ الحرب ا ...
- الدفاع الروسية: تحرير بلدة استراتيجية في دونيتسك بشكل كامل
- Repubblica: الناتو يحدد -خطين أحمرين- يفترض تجاوزهما تدخل ال ...
- هنية يصدر بيانا حول متابعة جولة المفاوضات في القاهرة
- الإعلام العبري يتساءل: من هو إبراهيم العرجاني الذي عين رئيسا ...
- مقتل 4 مدنيين لبنانيين بغارات إسرائيلية على بلدة ميس الجبل و ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه حاتم - إفتراء وتجن مبطن بتنظيرات ومواعظ فارغة