رسالة أوباما الى الشرق

هادي جلومرعي

الحوار المتمدن-العدد: 2624 - 2009 / 4 / 22 - 07:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الرئيس باراك اوباما من صنف الرؤساء القلائل الذين دخلوا البيت الابيض وهم يمتلكون الهاماً فطرياً، وهو ليس من المولعين بجمع المستشارين ليوجهوا الدفة، وربما اعتمد الهامه ليدفع بالامور الى جهة مغايرة اتاحت للعالم ان يتنفس هواء اكثر نقاءاً من كل المرات التي تنفس فيها.
اختار الرئيس زيارة العراق، وليس من سبب اكثر وجاهة يدفع الرئيس لهذه الزيارة من الرغبة في تاكيد الالتزام الامريكي بدعم التحول في هذه البلاد، ويعلم، اوباما جيداً انه بحاجة الى المزيد من الجهد والصبر، ولذلك طالب الشركاء بهما ودعاهم للاستمرار بالعمل في سبيل تحقيق الاستقرار وتجاوز المراحل الصعبة والتحديات القادمة مع السحب التدريجي للقوات.
ينتشي بعض المحللين عند الحديث عن انهيار مرتقب لامريكا، وكانه جاء بالفتح، ويذهب غيره الى تحديد فترة خمس سنين تكون كافية لمشاهدة هذا الانهيار بام العين، ويتجاهل متعمداً ان الظروف الدافعة جهة الانهيار المزعوم هي ذاتها التي تضرب العالم، باسره وليس امريكا لوحدها، والحلول المنتظرة من الجميع، وهو ما اقره اوباما وزعماء الغرب والشرق معاً.. وليس من شك في حجم المعاناة التي سببتها الازمة المالية الاخيرة للمجموع البشري المرهق اصلاً..
ومعظم الذين يتقمصون شخصية السيد (اداموس)، لا يهمهم كثيراً التفكير بالتجارب السابقة والقاسية التي مرت بها الولايات المتحدة ونجحت في تجاوزها، وما زالوا يربطون بين العقلية التي سادت منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكان الجمهوريون هم اداتها وقادتها وما نتج عنها، وبين العقلية التي تتحرك الان وتحرك الولايات المتحدة، ويرمون الى نفس التقديرات والكراهية والامنيات والنبوءات.. متغافلين عن عمد ان اوباما مختلف تماماً، وانه لايرغب في تدمير امريكا كما يريدون لكنه يعمل على اصلاح الداخل وتصحيح الاخطاء، وتوجيه المسار ليكون متوائماً والقيم
الانسانية والديمقراطية التي يمكن ان تكون المبادئ الاساسية التي تلتقي عندها شعوب الارض وانظمتها –عدا المستبدة-.
ورسالة اوباما الى الشرق واضحة "ان لاتراجع عن مشروع الديمقراطية، وتاكيد المشاركة وعدم الانفراد، وان الانفتاح على الاخر مهم لجهة معرفته وعدم الانجرار الى خلق تصورات واوهام لا تلتقي بالواقع".
العالم كله مطالب بالانفتاح والسعي جهة الاخر ومد جسور من الثقة المتبادلة، دون الاستسلام لمحاولات المتخلفين، وبقايا العصور المظلمة ليعيثوا في الارض فساداً.. والمهمة –بالتاكيد- صعبة للغاية في ظل هذا الكم من الشكوك، واختلاف الرؤئ، والمطامح لكن من المهم الوقوف على حقيقة ان البشرية مهددة في وجودها وهي بحاجة الى الرعاية والتحصين والقضاء على اسباب الانهيار قبل ان تتاكد وحينها ستغرق السفينة بمن عليها...

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات