لجان الدفاع عن حقوق الإنسان ترفض تقديم "كبش فداء" لكارثة زيزون

أخبار الشرق

الحوار المتمدن-العدد: 159 - 2002 / 6 / 13 - 06:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

لندن - أخبار الشرق

حذرت لجان الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية من اكتفاء الحكومة السورية بتقديم "كبش فداء" لكارثة انهيار سد زيزون الأسبوع الماضي. وقالت اللجان، في بيان أُرسل إلى أخبار الشرق، تحت عنوان "انهيار السد .. أم انهيار القيم؟" إن انهيار سد زيزون لم يكن "بفعل الطبيعة بل كان بفعل الفساد الذي استشرى في جسد الوطن, حتى ليُخشى أن يتمكن منه".

وأضافت "صار الحديث عن الفساد خبز المواطن اليومي, إذ يكتوي بناره في كل جزئيات حياته، ولعل الحديث يطول عن آثار النهب والسرقات والهدر والرشوة والسمسرة و.. و.. والتي تنعكس في التزايد المستمر للضرائب الواقعة على كاهل المواطن. لقد أدى هذا التخريب المنهجي في قطاعات الدولة المختلفة إلى انزياحات خطيرة في بنى وأجهزة الدولة التحتية أو ما يسمى "المنظومات المبدئية للدولة" الإدارية منها وكذلك الأخلاقية".

وأكدت اللجان أن "قصة السد هي قصة الفساد في هذا الوطن وحكاية ناهبي ثرواته. لقد حان الوقت لنسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية في وقت صارت فيه الأسماء والشعارات تعطي عكس دلالاتها, فاختلطت المفاهيم وكادت تختلط القيم".

وقالت اللجان في أعنف هجوم تشنه على الفساد "انهار السد (ويقال إن سدودا أخرى معرضه للانهيار) فانهارت الأقنعة وسقطت حتى أوراق التوت".

وتابعت تقول "حان الوقت لنضع الوطن بأعيننا (أنت بأعيننا) وليس في جيوبهم, الوطن صار في خطر بكل ما تحتوي هذه الكلمة من مدلولات نبيلة وقيم انسانية خلاقة. والحل ليس في معاقبة الفاعلين أو خلق "كبش الفداء"، وإنما في بناء سد آخر أكثر قوة واتساعا يشمل الوطن بأكمله, يحميه ويصونه ويرويه".

ومضت اللجان تؤكد "نبني السد عندما نعود إلى مشروع الإصلاح والتغيير الذي طرحه سابقاً السيد الرئيس بشار الأسد, تعمل به يداً بيد كل القوى الخيرة في هذا الوطن التي ما فتئت تمد يدها للعمل من أجل الإصلاح والتغيير الجذري".

ودعت اللجان إلى تحديد المواقف واتخاذ القرارات التاريخية الحاسمة، مشيرة إلى أن مكافحة الفساد والحفاظ على ثروات الوطن لإدخاله في صيرورة تنموية ذات طابع حضاري قادرة على الصمود في وجه التحديات المختلفه لن يكون إلا بالقيام بإصلاحات إدارية عميقة, الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا تمت أولاً إصلاحات وانفراجات ديمقراطية تدريجية تدفع نحو إطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الإنسان ومشاركة كل قوى الخير في عملية البناء والمراقبه والمحاسبة.

وختمت لجان الدفاع عن حقوق الإنسان في سورية بيانها، الذي حمل توقيع مكتب الأمناء بدمشق، بالقول "إن التعزية الحقيقية لمواطنينا الذين أصابتهم هذه الكارثة ولمواطني الشعب السوري, هي في بناء السد الحقيقي المنشود (سد الإصلاح والتغيير). وإننا نرى إشارة البدء هي في الإفراج عن المعتقلين في شهر أيلول العام الماضي وسائر معتقلي الرأي والضمير".

 

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل