أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم نصر الله - لو أنني كنت مايسترو*















المزيد.....

لو أنني كنت مايسترو*


إبراهيم نصر الله

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 09:28
المحور: الادب والفن
    



السبت 18/4/2009


ـــــــــــــــــــ العابر
لشَعْركَ ينظرُ الحلاّق حين تمرُّ مُنشغِلاً أمامَ البابْ
لنوْعِ قميصكَ الخياطْ
لطولكَ صاحبُ الحانوتْ
لشكْلكَ سائقُ التاكسي
لجيبكَ ينظرُ النشّالْ
لعنقكِ ينظرُ السَّيّافْ
لأنفكَ عالِمُ التجْميلْ
لسِحركَ تنظرُ المرأةْ
لضَوئكَ تنظرُ المرآةْ
طبيبُ العينِ للعينينِ
والشُّرَطيُّ للرُّسغينِ!
والعدَّاءُ للسَّاقينِ
والسَّبّاحُ للكتفينِ
والرُّقباءُ للشّفتينِ
لا يبقى للآسكافيِّ إلا جزمةٌ وحذاءْ!



لخطوك ينظر القَّصاصْ
لرأسكَ يُطلِقُ القنَّاصْ!

ـــــــــــــــــــــ حقائق
.. وإذا وصلتْكِ القصائدُ
تلكَ التي قد بعثتُ إليكِ
فلا تفتحي البابَ قولي لها إنكِ الآن عندي!
في الطريق إليَّ ستكتبُ هذي القصائدُ شِعراً جديداً
وأجملَ منها
إذا ما رأتكِ هنا، لو خيالاً،
ندىً فوق زِنْدي!



عشتُ عمري كثيراً بغيري،
كثيراً بشِعري
وتَوْقي لخطوِ الجمال على أرضِ روحي
كثيراً بما قد عثرتُ عليه هنا فيَّ
عشتُ كثيراً بفقْدي!!
وعشتُ الذي مرَّ قبلي وبعدي!
وفي كلِّ أرض تتبَّعتُ ظلَّ جوادي
وكنتُ أرى الناسَ ترجعُ من كلِّ صيدٍ محملةً بالوعولِ، الطيورِ، النّمورِ
ويسألني سائلٌ منهمُ: أين صيدُكَ؟!
أهمسُ: يا صاحبي رحلةُ الصَّيدِ صيدي!
أمرُّ خفيفاً على الأرضِ
لا الروحُ تجرحُ زنبقةً، لا،
ولا القلبُ يتركُ أغنيةً في الصقيعِ تموتُ بلا مُنْشدٍ
أو بطعْنةِ بَرْدِ
ولا شجراً ذابلاً يكتبُ الكلماتِ ويُرسلُها للغيومِ
ويذرفُ آخرَ أوراقِهِ الخُضرَ تحتَ نوافذِ بيتي
هنا فوق خدّي!
ولا واحةً في الأنين البعيد تُقيمُ
ولا نخلةً طفلةً تتعثرُ في طُرُقِ الموتِ دون دليلٍ
وفي ظُلْمةٍ دونَ حَدِّ
ولكنني عشتُ هذا وهذا وهذا برغُم كثيريَ وحدي!
كان لا بدَّ أن تعبري فجأةً
كي يكون لهذا الذي قلتُهُ شبهُ معنىً
وأعرفُ أنّي هنا لم أزلْ أخضراً تحتَ جِلْدي



إذا وصلتكِ القصائدُ
تلك التي قد بعثتُ إليكِ
فلا تفتحي الباب قولي لها إنكِ الآنَ عندي!!



ــــــــــــــــــ خروج
حَجري كان يمكن أن يبلُغَ التلَّ
أو يعبرَ الفجرَ سهماً
يلامسُ غيماً خفيضاً
وبرقاً تُقلِّبهُ الريحُ لم يُوْلَدِ



خطوتي كان يمكنُ أن تعبرَ السَّهل مثل حصانٍ فتىً
فتلامسُ خطَ النهايةِ
ترجعُ
حاملةً فوق أكتافِها مُهرةً من غدي



ضحكتي كانَ يمكنُ أن توقدَ العرسَ
في حجرينِ يتيمينِ



صوتيَ كان يقودُ الطيورَ إلى بيتنا
كنتُ راعي الطيورِ الذي لا يُشقُّ لهُ أفقٌ
ورفيقَ اليمامةِ والهُدهُدِ



وجْهَتي كان يمكن أن تتجمَّعَ فيها الجهاتُ جميعاً
فلا الشرقُ شرقٌ
ولا الغربُ غربٌ
هنا في الشَّمالِ جنوبٌ
هنا في الجنوبِ شمالٌ
فكلُّكِ أنثى، وكلّيَ قلبٌ
وفي الحبِّ بوابةُ الأبدِ



.. وزمانيَ لا لم يكنْ مثل هذا
ولا مَشْهَدي



كنتُ عانقتُ كلَّ البلادِ التي
مطراً في الظلامِ مررتُ بها
أو شهيداً أفتّشُ عن بلدي



وعشِقتُ الكثيراتِ لكنْ ذراعيَّ لم تحضُنا، أبداً، غيرها
ابنةَ الأحدِ!!



ها هنا جسدي ذابحٌ جسدي
ويدي لا تصافحُ حتى يدي



فكأني عدوّانِ يلتقيانِ على نهرِ دَمٍّ بلا موْعِدِ



وكأنيَ، لا، لم أعشْ كلَّ ذاكَ
كأني خرجتُ لأبتاعَ شيئاً بسيطاً، ثِقاباً،
ولم أَعُدِ!!


ــــــــــــــ القبرة
نصفُ روحيَ كانتْ ولمّا تزلْ هذه القُبَّرةْ
عَدَوْنا معاً في السهولِ وطِرْنا
وعلَّمتُها حِيَلاً ليسَ تعرفُها القبَّراتُ
كما علَّمتْني دروبَ النجاةِ



وسرنا يداً بجناحٍ معاً دون خوفٍ
على أعينِ الكلبِ والضَّبعِ والثَّعلبِ المترقِّبِ والظُّلماتِ



كتبْنا على الرَّملِ شيئاً وفي أُفق ضيِّقٍ
قد رسمْنا
نجوماً، وأكثرَ من ألفِ شمسٍ
بلاداً بلا عسكرٍ وطغاةِ



وكنّا طريينِ أعرف هذا
ولكننا حين نحلمُ نخرجُ للفلواتِ
نُحدِّقُ في الأرضِ ندعو الجهاتِ:
لكِ الشمسُ أنتِ!!
وأنتِ لكِ البحرُ !
أنتِ النجومُ!
وأنتِ لكِ الريحُ
نُعطي
ونأخذُ ما قد تبقَّى: الحياة التي امتلأتْ بالحياةِ



فنلعبُ في النِّيل حيْناً
وحيْناً نطيرُ به لضفافِ الفُراتِ
ونحملُ بغدادَ حتى الجزائرَ
بيروتَ حتى أثينا
وروما إلى القُدْسِ



أَصْلُ المدائنِ زيتونةٌ كَبُرتْ في الصَّلاةِ



نصفُ روحيَ كانت ولما تزلْ هذه القبَّرةْ
إنْ على قُبَّةٍ غرَّدتْ أو على كتفٍ عشَّشتْ
أو على حجرٍ قانعٍ، بيَّتتْ، في الفلاةِ



لا يراها سوى من رأى روحَهُ
فوق رأسي تُحَوِّمُ، تعلو، وتهبطُ
أما إذا حلَّقَتْ في البعيد فأهمسُ:
إن الزمانَ تغيَّر فانتبهي يا فتاتي!!



ـــــــــــــــــــــ هنا
هنا في هدوءِ الرَّصيفِ قتيلُ
هنا في انطِفاءِ الزّهورِ قتيلُ
هنا تحتَ زيتونةٍ تشتَهي أن تعيشَ طويلاً كأغنيةٍ
وهنا في ظلالِ الكَمانِ على كتفٍ ناعمٍ كالهواءِ قتيلُ
هنا في امتداداتِ شَجْرَةِ سَرْوٍ
تُناغي السّماءَ لتضحكَ لو مرَّةً للصغارِ قتيلُ
هنا فوق عَتْبةِ بيتٍ يُهدْهِدُ ساكِنَهُ كي ينامَ قتيلُ
هنا في استراحةِ سيِّدةٍ بَعدَ نشْرَةِ أخبارِ هذا المساءِ
وما سيَلِيها قتيلُ
هنا في اتِّزانِ المذيعِ أمامَ الشَّريطِ المُصَوَّرِ للغارةِ الأَلفِ يَصحو قتيلٌ ويَغفو قتيلُ
هنا في خُطى القُبَّراتِ على خيْطِ نُورٍ،
هنا في حقيبةِ تلميذةٍ،
فوقَ مَقْعَدِ درْسٍ،
على صمتِ شُبّاكِ صفٍّ تَعلَّمَ اسمَ الصباحِ
فصادقَ شمساً وعشرينَ طائرَ دُوريْ قتيلُ
هنا في الأغاني، القصائدِ، في لوحةٍ حَلَّقَتْ حينما التهموا البيتَ قَبلَ الغروبِ قتيلُ
هنا في لقاءِ سنونو بظلِّ الفراشةِ فوقَ المياهِ قتيلُ
هنا في ابتساماتِ عاشقةٍ تتساقطُ مثلَ الخريفِ قتيلُ
هنا في جَنِيْنٍ -على حاجزٍ- يتفلَّتُ كي
يُمْسِكَ اسمَ أبيهِ لينجو قتيلُ
هنا فوقَ هذا السَّريرِ قتيلُ
هنا تحتَ هذا السَّريرِ قتيلُ
(وما كانَ خلفكَ، ما زالَ خلفكَ: رُومٌ سوى الرُّومِ
قل لي إذنْ
فعلى أيِّ جنْبَيْكَ سوفَ تميْلُ؟!!) *




ـــــــــــــــــ صورة
تغيَّرَ فيَّ الكثيرُ أجلْ
شابَ شَعْري
الخطايا أقلُّ!!
وأما الخُطى فهْيَ أقصرْ!!
قهوتي في المساءِ أخفُّ
وشاييَ من دونِ سُكَّرْ!
أميلُ إلى الأغنياتِ البسيطةِ
أكثرَ من أيِّ يومٍ مضى
وأسيرُ على مَهَلٍ
وورائي عواءُ ذئابٍ وعشرونَ خِنْجرْ
أُفكِّرُ في كلِّ ما مرَّ لكنْ
أُطيلُ تأمُّلَ ما ظلَّ أكثرْ!
وتكفي ثلاثُ دقائقَ حتى أنامَ وأصحو
وخمسُ دقائقَ كي أتذكَّرْ
مروري على الأرضِ مثل الفراشةِ
حُلْماً تجلَّى وحُلْماً تَكسَّرْ
ويَفتنُني قمرٌ مطمئنٌ لعشّاقهِ
وسحابٌ فقيرٌ إذا مرَّ أمطرْ



خسرتُ كثيراً لأكسبَ نفسي
ظلالي مملوءةٌ بالمياهِ
وقلبيَ لمّا يزلْ، بعدُ، أَخْضَرْ


----------------------------
* صياغة أخرى لبيت المتنبي

** من ديوان جديد بعنوان (لو أنني كنت مايسترو) يصدر قريبا عن الدار العربية للعلوم ـ بيروت ومنشورات الاختلاف ـ الجزائر ودار مكتبة كل شيء ـ فلسطين.



#إبراهيم_نصر_الله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم نصر الله - لو أنني كنت مايسترو*