أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نوال علي جليل - تقاعد!؟














المزيد.....

تقاعد!؟


نوال علي جليل

الحوار المتمدن-العدد: 2621 - 2009 / 4 / 19 - 04:13
المحور: كتابات ساخرة
    


رمز وطني يغفله ـ الموظفون ـ المتخلفون !؟

هذه الشهادة عن ـ حالة ـ من خدمات الدوائر الحكومية ( والتي تتكرر عشرات الالاف منها ـ واسوء منها ـ في جسد الدولة العراقية كل يوم في جميع انحاء الوطن!)...
ايها السيد رئيس الحكومة
من المسؤول؟
ومن المستجيب؟
ومتى تتطهر الدولة من الموظفين الفاسدين؟
ومتى تتطهر دوائرنا الحكومية من الازبال؟
ومتى نحترم مواطنينا؟
ومتى نعرف قدر رموزنا الوطنية ونرد لهم بعض الدين في حياتهم بدل التغني ـ المنافق ـ بهم بعد رحيلهم؟
في وقت تتعالى الاصوات لاحتضان الذين هددوا ويهددون حياة المواطن ومصير الوطن وسفكوا الدماء وهدروا الثروات باسم المصالحة الوطنية؟
______________________________________________

تقاعد!؟
دخلت المصرف وعلى يدها تتوكأ التسعون عاماً . وتكاد خطواتها تكون أقل من خطواته لما يعتري ارجلها من آلام ، وقد حملت على أكتافها الستين سنة بِمُرِّها أكثرَ من حلوها ، وهما فرحين . لقد حصلت لوالدها على البطاقة الذكية ، والتي عُطِّلت أجهزتها ولا يُعرف السبب ..................... خرجت وقد أثقلها الحزن وخيبة الأمل ، وصدى كلماتٍ قاسيةٍ : راتبكَ مقطوع . راجع دائرة التقاعد العامة ...... وحين حاولت أن تستفسر من أحد الموظفين للتأكد ، صرخت بها موظفة الكاونتر : لماذا تسأليه ؟ ..قلت لك راتبه مقطوع ...اخذها الذهول .ماذا ستفعل . كيف ستجتاز به زحام السيارات وإرتفاع درجات الحرارة ، ومرضه بالسكري الذي يحتاج لشرب الماء ويحتاج إلى ................... اخذت شيخها وأجلسته في سيارة أجرة وهي تنظر إليه ودموعها على خديها.. لم يبق منه سوى عظام في داخلها قلب ينبض..هذا الشيخ كان يوما علما تتباهى به الدنيا ، والان بقايا إنسان........... وصلا دائرة التقاعد العامة . ورؤوس من الرجال والنساء حفرت السنوات المريرة اثرها على وجوههم تتطلع الى الشباك الذي فيه الفرج .. تركت شيخها واقفاً مسافة ليست بالقصيرة ، حاولت الوصول لذلك الشباك، وسمحوا لها بعد جهد بتجاوزهم لما رؤوا ما فيها . وقدمت الهوية بعد صراخ وصراخ ، وإذا بالموظف يسألها اين هو؟... اريد أن أراه . رجعت إليه فوجدته ممددا على الأرض فاقد الوعي . طلبت له الماء وأيقظته ، وحاولت أن تجره بلطف إلى الشباك . وحين أوصلته قال له الموظف : راتبك جاري غير منقطع ومُرسَل إلى المصرف الذي تستلم منه دائماً ............ عادا للمصرف والألم والإرهاق يعتصرهما . طلبت من الموظفة ذاتها أن تعيد البحث مرة أخرى . لاحظت الأخيرة ما بدا عليهما من التعب ، والعتب ..... لحظات ثم قالت :
آسفة راتبك موجود .

نوال علي جليل


هذا التسعيني الجليل هو:
• شاعر وثبة كانون ..والانتفاضات في خمسينات القرن الماضي.
• صناجة ثورة 14 تموز عام 1958 الذي غنت الاجيال منذ اليوم الاول للثورة نشيده الخالد:
كل شيئ بعد تموز جديد .......السما والارض والفجر الوليد
• احد مؤسسي وقادة حركة السلم والتضامن في مطلع خمسينات القرن الماضي وحتى انقلاب شباط 1963 .
• احد قائد الحزب الوطني الديمقراطي وامين سره في الكاظمية في ستينات القرن الماضي.
• مفتش المالية العام الذي رفض الانصياع لمنهجية استباحة المال العام من قبل انقلابيي 1968 فاحيل الى محكمة الثورة لرفضه التوقيع على وثائق النهب فاحيل على التقاعد بامر من صدام.
• رجل القانون الذي لم يحني هامته لسلطان طيلة عمره المديد.
• احد مؤسسي المسرح العراقي في اربعينيات القرن الماضي مع المرحوم جعفر السعدي والمرحوم الحاج ناجي الراوي.
• والد شهيد شاب اغتالته عصابات النظام البعثي.
هذا التسعيني الذي لم يعرف قدره ـ موظفو التقاعد ـ هو الشاعر والمناضل الوطني الكبير علي جليل الوردي..







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صفاء السعدون فنان من بابل العراقية يعرض لوحاته في قازان الرو ...
- مالك حداد.. الشاعر والروائي الجزائري الذي عاش حالة اغتراب لغ ...
- آرت بازل قطر ينطلق عام 2026.. شراكة إستراتيجية تكرّس الدوحة ...
- بعد وفاة زوجها وابنيها.. استشهاد الممثلة الفلسطينية ابتسام ن ...
- زاخاروفا: قادة كييف يحرمون مواطنيهم من اللغة الروسية ويتحدثو ...
- شاركت في -باب الحارة- و-عودة غوّار-.. وفاة الفنانة السورية ف ...
- نجمة عالمية تتألق بفستان استثنائي منذ عام 1951 في مهرجان كان ...
- عند الفجر وقت مثاليّ جدا للكتابة.. نيكول كيدمان محبطة من ند ...
- -ظل والدي-.. أول فيلم نيجيري يعرض في مهرجان كان السينمائي
- -النمر- يحضر على السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي بأج ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نوال علي جليل - تقاعد!؟