أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارتن كورش الآشوري - في نيسان















المزيد.....

في نيسان


مارتن كورش الآشوري

الحوار المتمدن-العدد: 2616 - 2009 / 4 / 14 - 06:09
المحور: الادب والفن
    



في نيسان تعبق الأزهار
تتعمذ جذورها بمياه الأنهار
تجتمع في باقة
كأنها تفاحة
أو خد فتاة من بلاد الشتاء
يحمرُ خجلاً لحظة اللقاء
زهرة في زمن الربيع تلتقي
من نهر الزاب الأسفل تستقي
الربيع والحبيب واحد
ونيسان عليه شاهد
ففي نيسان تتفتح الورود
تحمر للفتيات الخدود
كأنهنّ مع الحب على موعد
وللربيع لهنّ في مشهد
ربيع فتاة في عمر الربيع
تبحث عن شابٍ وديع
آشوري من فج التأريخ
لا تريده من المريخ
شابٌ يخاف ربه
يحمي حبه
يعرف تأريخ أمته
كما يعرف حبيبته
(مَنْ لا يحبُ حبيبته
لا يحبُ اُمته)
يعرف أن في بداية نيسان
ميلاد أمة وليس إنسان
تذكيرٌ بالحضارة
ليس من خلال وزارة
أو ناطحة للسحاب عمارة
أو كهف أو مغارة
سجلُ أمةٍ لم تمت
ليس في صفحاته هامشٍ تحت
مؤرخه آشوريون
لتأريخهم متذكرون
بناة حضارة بيث نهرين
لازالوا قائمين
في نيسان محتفلين
أحباء للوطن
على مر الزمن
***
آشور آشور
بين أزقة الوطن يدور
يبحث عن إبنته آتور
أسرعت الخطى إلى الغد
كأنها تبحث عن الجِد
رفضت كل أثواب اللحد
لم تيأس
ثوب الضياع لم تلبس
غادرت وطنها
وهي في بطن أمها
جنينٌ صغير
لم يعرف بالتغيير
فتاة مسافرة
في رحم أم مهاجرة
كأن الجنين والنبي يونان
في نينوى متفقان
مسافرة من العراق
إلى الغربة والفراق
مُهجرة من الوطن
حاملة مع أمها الشجن
مسافرتان وحيدتان
في الغربة متلاقيتان
ينتظر عودتهما نيسان
كما إنتظرت نينوى النبي يونان
وحيدة مع أمها
جنينٌ في رحمها
يا رب مَنْ يرحمها؟
مَنْ غيركَ ينقذها؟
وكان المخاض
حب عن حده فاض
وكان ميلاد الجنين
وُلِدَ بأوجاع وأنين
الآلآم ولادة لأمة تألمت
في الوطن حبلت
وفي الغربة أنجبت
الأم بها فرحت
أسمتها آتور
إبنة لآشور
مليحة جميلة رشيقة
في التأريخ عريقة
قالت لأمها
وهي ترى الحزن في عينها
أين أصبحت أمتنا؟
في أية مغارة دُفِن تأريخنا؟
مَنْ له الحق في تغيير إسمها؟
في التوراة مذكور إسمها
هل تنكرنا لإسمنا؟
أين أصبح تأريخنا؟
يا أمي، أسم آشور
في الكتاب المقدس مذكور
لماذا غيرناه؟
لماذا ثلثناه؟
هل نغير التأريخ؟
هل نقدر أن نغير لون البطيخ؟
أم أن تأريخنا
ما عاد يتلائم مع عصرنا؟
سخرية أصبحت قصتنا
مضحكة هي تسميتنا
هل أصرخ منادية على آشور؟
آَشور آشور
إسمك صار مثلث منثور
ما جرى ويجري؟
حائرة أمي في أمري
هل تسميني؟
أم إنه أمرٌ يعنيني؟
أي تسمية؟
وكأنها نظام الحمية
فتاة وكفانا هم
الأجنبي أصبح لنا عم
فما حاجتي بالتسمية بعد
أنا أخشى من الغد
لا يا أمي لا تسميني
فما عاد هذا الأمر يعنيني
سميني ما شئت سميني
فقط إلى آشور أنسبيني
أنا منه وهو مني
بإسمه أغني
قالت لي أمي
أمر علي أن أسمي
فأنت آتور
هذا أمر جدك آشور
آشور آشور
هل نسوه أبنائه؟
أم تركوه أصدقائه؟
أم خرَّ من ذاكرة الوطن؟
يا لهذا الزمن
هل هو قطرة ماء؟
أم هو لحظة تافهة في مساء؟
نحن الورث
مَنْ بإسمه عبث
كيف يا أمي أليس هذا رياء؟
الدم ينقلب إلى ماء
نحن أصحاب حضارة كنا
أين اليوم منها أصبحنا؟
بنت وُلِدت
ولوالدي تذكرت
تقولين نفوه
لكن من الذاكرة لن يمحوه
تقولين هجروه
لكن من الوطن لن يشطبوه
تقولين نسخ الصنم قوميته
لكن لم يقدر على إلغاء جنسيته
يبقى والدي
وإن كان في مثواه راقد
آشور يا أبي
قويٌّ نبض قلبي
آشوري يا جدي
لا زِلتُ في المهد
لم أر وطني
الظلم عنه حرمني
هل هذا ليس زمني؟
يا رب أعني
وفي رحمتك أحفظني
يتيمة عن الوطن مهجرة
وحيدة على جدار الغربة مسمرة
***
فتاة في ربيع العمر
أخاف من الغدر
لوحدي أنا وأمي
كبرت وكبر همي
فتاة في غاية الجمال
لي العديد من الآمال
أن أبقى آتور
وأبي آشور
وفي كل نيسان للوطن أزور
أرتدي أثواب السرور
أنا والوطن واحد
كلانا للرب عابد
أنا والوطن والشعب
في غربتنا ننتظر الرب
آتور وأبي آشور
بالرب صرت المسرور
عن وطني بعيدة
مع أمي وحيدة
أتذكر أمتي
متى تكتمل فرحتي؟
لقد طالت غربتي
ففي نيسان تتفتح الزهور
ينتهي كل كبرياء وغرور
وتأتي أيام الربيع
فأبلغ وأبحث عن شاب بديع
عن آشوري من العراق
عاش مثلي التغرب والفراق
اسمه على كل لسان مذاع
كأنه الشراع
***
صار لي حبيب
مشرد غريب
هو في الوطن مشرد
وأنا عن الوطن مبعد
هو في الوطن
وأنا في المحن
كلانا في الألم واحد
أهله عنه بعاد
ووالدي في رقاد
لم أراك ولم أعرفك
لكني أتصورك
هلا أتيت؟
ولو للحظة معي بقيت
أيها الشاب الوسيم
ذو الإحساس السليم
نعم لن تعرفني
ثق لو رأيتني
من النظرة الأولى ستحبني
أنا أتخيلك
قلبي يعرفك
رسم لك صورة
هي فيه منظورة
قلبي من الأعماق أحبك
ثق لا أعرفك
لكنك تعرفني
وأجزم إنك ستحبني
أنا آتور
وكلانا من ذرية آشور
أيها الملك سركون
أنا في حبكَ مجنون
فتعالى وإنتشلني من الغربة
ليس لي فيها صحبة
تعالى ولا تتردد
لأن قلبي بمياه المحبة يتعمد
تعالى لأني سأعرفكَ
من بين مئة شاب سأميزكَ
قلبي يعرفكَ
هو يقدر أن يميزكَ
تعالى يا مَنْ ستحبني
وإلى الوطن سترجعني
إلى صدرك الرحب ستأخذني
بآشور جدنا ستذكرني
لنكون في نيسان
في نينوى الآشوريين متلاقيان
***
إنه آشور
وللربيع زهور
هيا أرجعني
إلى بلدي أحملني
ففي نيسان تبتهج الأوطان
تتفتح الورود والأزهار
بدل القمر تكون لنا أقمار
فتاة أنا من بلاد بيث نهرين
أهلنا الآشوريين
لفرحة التلاقي منتظرين
تعالى فلقد أقبل نيسان
لنستقبله في الوطن نحن الإثنان
حبيبان آشوريان
لفكر المسيحية حاملان
بالرب مؤمنان
في بستان الربيع ملتقيان
في محبة الرب عائشان
تعالى وخذني
فالغربة أوجعتني
فتاة في عمر الربيع
تبحث عنك يا وديع
فالكل في نيسان يلتقي
من نهر الزاب الأسفل يستقي
الربيع أقبل إلى بلدي
لن أبقى في الغربة وحدي
سأعود ومعي أمي
لقد أتعبها ثقل همي
يا حبيبي تعالى وإحملني
من الغربة حررني
وفي وطني إسجني
بسلاسل حدود الوطن قيدني
أقبل أن أكون المسجونة
ألست بحبك مجنونة؟
محبوسةٌ وأنت السجان
لنا الحرية في نيسان
يا سركون
أوقف مضي السنون
أسرع الخطى إليّ
تحنن عليّ
ليكون لنا مع الحب موعد
والربيع سينقل لنيسان المشهد
في حبكَ معي لا تتحدد
زهرةٌ على شاطئ نهر الزاب الأسفل
في قلبكَ لحبنا أحمل
فتاة لحبيبها الآشوري تنتظر
الربيع لهما بستان وثمر
في نيسان الخد يحمر
تعالى يا حبيبي كفاني صبر
خذني إلى الوطن نيسان حضر
***
المحامي والقاص الآشوري
مارتن كورش



#مارتن_كورش_الآشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرِحلَةُ الأخيرَة - الشاعر محسن مراد الحسناوي
- كتب الشاعر العراق الكبير - محسن مراد : الرِحلَةُ الأخيرَة
- 6 أفلام ممتعة لمشاهدة عائلية فى عيد الأضحى
- فنانة مصرية مشهورة تؤدي مناسك الحج على كرسي متحرك
- قصة الحملات البريطانية ضد القواسم في الخليج
- أفراح وأتراح رحلة الحج المصرية بالقرن الـ19 كما دونها الرحال ...
- بسام كوسا يبوح لـRT بما يحزنه في سوريا اليوم ويرد على من خون ...
- السعودية تعلن ترجمة خطبة عرفة لـ20 لغة عالمية والوصول لـ621 ...
- ما نصيب الإعلام الأمازيغي من دسترة اللغة الأمازيغية في المغر ...
- أمسية ثقافية عن العلاّمة حسين علي محفوظ


المزيد.....

- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارتن كورش الآشوري - في نيسان