القانون عاجز عن مواجهة جرائم سرقة ونهب حضارة الشعب المصري

عماد فواز

الحوار المتمدن-العدد: 2615 - 2009 / 4 / 13 - 08:57
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    

تتعرض التحف والآثار المصرية للنهب منذ آلاف السنين،أمام صمت وعجز الحكومات المتعاقبة وتجاهلها بشكل مبالغ فيه للقيمة المادية والمعنوية والتاريخية لهذه الكنوز من جهة ولآجتهادات الخبراء وأساتذة القانون والآثار لحماية هذه الكنوز عن طريق وضع عقوبات رادعة وسن قوانين أكثر تشدد من جهة أخرى..مما أدى إلى ضياع حوالي 15 ألف قطعة أثرية خلال 15 عام.
فقد بلغت عدد قضايا الاعتداء على الآثار التي جرى ضبطها ما بين عامي (1993 ـ 2008) حوالي 15 ألف قضية تنوّعت صورها ما بين سرقة المناطق الأثرية وتهريب الآثار والاتجار بها وحيازتها، والتنقيب عنها خلسة.. وبلغ عدد القضايا المضبوطة خلال عام 2008م وحده 1620 قضية.
في السياق نفسه أكد الدكتور أحمد وهدان، المستشار بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر، في دراسة له بعنوان: (جرائم سرقة وتهريب الآثار في مصر) على أن قانون 117 لسنة 1983م لا يستطيع مواجهة جرائم سرقة ونهب حضارة شعب، والأضرار المادية والثقافية والحضارية المترتبة على ذلك، فضلاً عن أن بعض مواده لا تتماشى مع مبدأ حماية الآثار، ومنها المادة رقم 8 التي تجيز حيازة الأثر بشرط عدم التصرف فيها، وكذلك الحال بالنسبة للمادة رقم 6 من القانون، التي اعتبرت أن جميع الآثار مال عام، عدا ما كان منها وقفًا، ويُعاب على هذه المادة غياب دقة الصياغة والتي أدت لالتباس في فهم النص، وهذه الصياغة قد يُفهم منها أن الآثار الموقوفة بهيئة الأوقاف، أي التابعة لها، تعتبر أموالاً خاصة، وبالتالي يجوز التصرف فيها وتخرج عن أحكام التصرفات في المال العام.
وأشار وهدان: إلى أن جرائم السرقة والتهريب التي ارتفعت معدلاتها في الآونة الأخيرة بنسبة عالية، ترتبط بتقدم تقنيات التهريب وسهولة انتقال السلع عبر الحدود، وأيضًا بسبب فساد بعض الموظفين الحكوميين المسئولين عن حماية الآثار، الذين تورطوا بشكل أو بآخر من أشكال النشاط الإجرامي المتصل بسرقة الآثار، نظرًا للأرباح الطائلة التي تدرّها تجارة القطع الأثرية المختلسة.
كذلك لفتت الدراسة الانتباه إلى أن عدد القضايا -خاصة قضايا السرقة والتهريب التي لم تضبط- غير معلوم، وعمومًا تكتشف مصادفة أو عبر بلاغات ترد من بعض الدول الأجنبية في إطار مساعي التعاون الدولي لحماية الممتلكات الثقافية المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية المعنية بحماية التراث الإنساني.

#عماد_فواز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات