أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البصري - هل في التهجير نعمة، يجب ان نشكر الله عليها














المزيد.....

هل في التهجير نعمة، يجب ان نشكر الله عليها


عصام البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2614 - 2009 / 4 / 12 - 10:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظهر هوس واضح في بعض النصوص المقدسة بعد 9/4/2003 مباشرة. وبرزت تلك النصوص على لافتات في مناطق مختلفة من بغداد، ورددها رجال الدين في خطبهم. ومن تجربة خاصة عندما كررها سائق تكسي ليستنهض الهمم لمقاومة الاحتلال!.
وامام تواجد القوات الامريكية في العراق وسقوط صدام حسين ارتبك مثقفون واساتذة جامعات وساسة لامعون. وحدد رجال الدين اشكاليات التعامل مع القوات الامريكية. ويتذكر العراقيون فتاوي تحريم الانتساب للشرطة او الجيش!، ودعى رجال دين عرب للجهاد تضامنا مع فتاوي في العراق. واصبح في العراق جيوش متعددة الاسماء منها للسلف الصالح او لصفات الحق او لمنقذ وغيرها. وانتسب مراهقون لتلك الجيوش وقادها خبرات عسكرية سابقة، وايدها ورعاها رجال الدين من مختلف الطوائف وتحمس لها كوادر احزاب يسارية كذلك. وظهرت سطوة الاحزاب الاسلامية واضحة في مفاصل الحياة.
وشاعت الظواهر الشاذة مثل الخطف مقابل الفدية، وعللها البعض لتمويل عمليات المقاومة وما سموها بالجهاد. وبرر رجال دين وساسة تلك الظاهرة ووثقها البعض في مقالات عديدة على الانترنيت.
ومن الظواهر الشاذة القتل العشوائي لنشر الرعب فاغتال الاوباش الاطباء والاساتذة والعمال الغير مهرة وغيرهم، وطالت عمليات القتل المتبضعين في الاسواق. وانتشرت المفخخات في كل ارجاء العراق وبغداد خاصة، وبلغت اعداد القتلى ارقاما خيالية كما اشارت المسوحات الميدانية العلمية، وكانت حرب اهلية حقيقية.
تم التهجير لغلق مناطق بالكامل لطائفة محددة، فهذا رافضي وذاك ناصبي والاخر مسيحي وغير ذلك. والتهجير بدون اثاث لسرقتها. ولابد من طرفة فقد اعترض شاب على نقل ثلاجة ومجمدة من دار مهجر، فاجابه المراهق انها لرافضي، وشاعت تلك الظاهرة في مناطق الطائفتين، ومن المستبعد ان يكون السبب التعامل بالمثل، وكان التصرف مبررا وفق النص المقدس "واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ان كنتم امنتم بالله وما انزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شيء قدير"الانفال- الاية 41. ويتعزز اليقين بهذا من شيوع التعامل الحرفي مع النص المقدس، وتتناول العديد من الندوات على الفضائيات اشكاليات التفسير الحرفي للنص. وغنمتم اشارة لاصابة الفائدة من تجارة او عمل او حرب كما ورد في التفسير، واعتبروا دور واثاث المهجرين ضمن الفائدة اثناء الحرب حيث الطائفة الاخرى اصبحت من الاعداء يجوز قتل افرادها وغنم اثاثهم واموالهم (عززت بعض المقالات على الانترنيت بالادلة اندلاع حرب اهلية). ومن المؤكد ان الاسلاف مارسوا هذه (امتلاك اثاث وسلاح الاخر وزوجاته وبناته) في الحروب بينهم، فهي اسلاب حرب ولا ضرورة لذكر اسماء تلك المعارك. وهذا نقل للتجارب عبر التاريخ بامتياز يسجل للعراق.
لقد جرت كل تلك الفظائع ابان سيطرة الاحزاب الاسلامية، اي ما بعد سقوط الصنم. ووقتها شاع ارتياد الجوامع، وظهر للبعض علامات فارقة على الجبين في تفسير حرفي للنص المقدس "سيماهم في وجوهم من اثر السجود" الفتح الاية 29. ويتندر البعض على هذه العلامات حيث يتم استخدام الكي بالخضروات الساخنة جدا.
وقد تعرضت للتهجير من داري ذات المساحة الواسعة والاثاث الممتاز!، وتكرر تنقلي في دور الايجار واسكن في النهاية ما يشبه المخزن حاليا، ومن المؤكد ان نشرح للزوار اشكاليات الدار المستأجرة كنوع من الاعتذار عن التقصير في الضيافة. واعترض بعضهم باعتبار ذلك جحود وعدم شكر الله على النعمة!. وربما يجب ان نشكر نعمة التهجير، ونعمة الخوف والهلع الذي سيطر على اطفالي وكذلك نعمة سرقة اثاث منزلي، ونشكر اذ صرفت مبالغ للايجار وشراء الاثاث والملابس وغيرها. ولا ادري ماذا سيكون حالنا اذا ما قامت فعلا دولة دينية في العراق واضحت السيطرة كاملة للاحزاب الاسلامية.






#عصام_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاثير الموقف من القوات الامريكية على نتائج انتخابات مجالس ال ...
- انتخابات مجالس المحافظات ... 1
- ساسة عابثون
- ائتلاف مدنيون
- قراءة اخرى في ظاهرة الارهاب
- رسالة مفتوحة الى الاستاذ مسعود البرزاني
- الارهاب: رؤية اخرى


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام البصري - هل في التهجير نعمة، يجب ان نشكر الله عليها