أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البغدادي - فتنةٌ في السماء














المزيد.....

فتنةٌ في السماء


فيصل البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 2610 - 2009 / 4 / 8 - 04:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقاءٌ لقاءٌ لقاء ، كل مايدور اليوم هناك بعيداً يحكي عن اخبار هذا اللقاء .في سابقةٍ هي الاولى من نوعها يتوقف اهل السماء عن الذكر والتسبيح ليتداولوا الاخبار ويتجاذبوا الحديث ،لا علم لاحدٍ كيف كانت البداية .

يروي احدهم مذهولاً بان الله دَعى للقاء سري وعاجل مع نخبةٍ من الانبياء ، المقربون من العرش اعدوا قائمة اتسعت واتسعت لكنها مالبثت ان خضعت لمراجعة وتمحيص اقصت الجميع ماخلا ثلاثة.

قائمةٌ ابتعدت عن المفاجئات فلطالما تفاخر الله بثلاثة دون غيرهم من الشُفعاء ،هم الاكثر حضوة والاكثر ذكراً بين اهل الارض والسماء. يواصل الراوي روايته بمهارةٍ تفوق مهارة حكواتي اهل الارض: حقاً لانعلم ماذا دار في ذلك اللقاء فهو اقتصر على الذات الالهية وثلاثة انبياء ،لكن احدهم افشى ببعض مما دار ، لاعجب ان يكون لابليس يد بهذا ، اخترق كل التحصينات مرة ثانية ، لديه سابقة ، الم يقتحم عالم ادم وحواء من دون ان يلفت الانظار . في هذه المرة لايهدف للغواية بل ان يشكك بكل منظومة الايمان والاديان التي بني عليها الكون .وليس مستبعداً تورط بني الانسان، انه ما زُرع فيهم من حسد وشر يرتد نحو السماء ، تطاولوا بعلومهم وبفكرهم حتى نازلوا الله بما اختص به نفسه من اشياء .

لايُنكِر الراوي ولا من تناقلوا هذه الاخبار من ان الذات الالهية بسنها تقليد جديد بين اهل السماء تبغي من وراء ذلك تاكيد سعيها لخير بني الانسان والتزامها بهدايتهم مهما تبدلت وتحولت الازمان ، واشفاقاً منها على ما آلوا اليه من تهتك وعصيان ، فأنها وان غضت الطرف طويلاً عن معاصي اتباع الشيطان قد اقرت بحاجةً لمعاودة الهداية عن طريق النبوة. هذه المرة عن طريق تخيير الرُسل ،فمن الراغب منكم بمعاودة حمل الرسالة الى اهل الارض . ليس هذا فحسب بل ان العجب العجاب عن مايحكى من ردود فعل هؤلاء الانبياء .

قال الاول سبحانك وان كنتُ قد ابلغتُ ما اُنزل علي فان رسالتي شابها الكثير من القصور واني لأعلمُ بان اعجازي ارتبط بزمن وكذلك علمي بالاشياء ، لا اتصور نفسي عائداً لقومي او لغيرهم من اهل الارض برسالةٍ . ولا ارى لعصاي وان حولتها الى افعى بمعجزة اهل الارض عن الاتيان بمثلها .. سبحانك اني ارى فيما اراه باني قد اتممت مهمتي واني قد آليت على نفسي ان لا اعود لاهل الارض وفتنتهم مرة اخرى، وان كنتَ قد عزمتَ على العودةِ بزمن الوحي رغبة في الاصلاح والهداية فاني لا ادعي مقدرة على انجاز مثل هذه المهمة الان .

ردد الثاني سبحانك وسعت رحمتك كل شيء ، اني وبما اُتيت من لدن رحمتكم من منزلة مميزة ومن مقدرة على الصبر ومعجزة في الولادة ومعجزة في الممات قد تركت في الناس سنةً ضننتها كفيلة في الهداية ومعينة على النجاة ، حملت ذنوبهم واوزارهم وافتديت نفسي طلباً لمغفرتك وتحرير لرقابهم من النار ، سبحانك اني ارى فيما اراه باني قد اتممت مهمتي واني قد آليت على نفسي ان لا اعود لاهل الارض وفتنتهم مرة اخرى، وان كنتَ قد عزمتَ على العودةِ بزمن الوحي رغبةً في الاصلاح والهداية فاني لا ادعي مقدرة على انجاز مثل هذه المهمة الان .

اما الاخير فقال سبحانك اشهد بانك الحق وان قولك الحق ، واشهد باني قد بنيت رسالتي على ماقدم رُسلك في الناس من قبل ، حتى ان قومي قد صدقوا جميع رسلك وانبيائك. بيد انهم اليوم في محنةٍ عظيمةٍ ، قد بالغوا في تفسير ماقلت واتباع ما عملت، لم اترك للناس في الحرب سُنة ولا في الموت عادة ، ماقتلت وماطعنت الا في مواجهة معلومة ، ما اجتهدتُ وما افتيت وما قلت الا بما وسعتُ من معرفةٍ محدودةٍ. لم اسعى لماثرةٍ وما من شهوةٍ اكتنفتني الا بعلمك وحكمتك.
شَغِلهم امرُ زواجي بذات التسع ،واختلفوا في ميراثي . لا انا بمناصرٍ لصحبتي واتباعي بكل ما فعلوا ولا انا بمستاثرٍ لاهل بيتي بمنزلةٍ دون عن امتي. سبحانك اني ارى فيما اراه باني قد اتممت مهمتي واني قد آليت على نفسي ان لا اعود لاهل الارض وفتنتهم مرة اخرى، وان كنتَ قد عزمتَ على العودةِ بزمن الوحي رغبة في الاصلاح والهداية فاني لا ادعي مقدرة على انجاز مثل هذه المهمة الان .

ضَجّت اطراف السماء بامر هذا اللقاء ،بعدما كان الشكر والذكر هو مايتردد في جنباتها ،اصبحت هي الاخرى عرضة للقيل والقال، وبعد ان كان امرهُ بين الكاف والنون قيل ان الله قوبل باعتراض ماعهده من خيرةِ رُسله ، بل ان منهم من طالبه بالنزول بنفسه لاتمام المهمة .
قيل ان اهل السماء انقسموا لمؤيد لهذا النبي ومعارض لذاك ،وبين مناصرين لرفع الحيف عن حاملي رسالات من الاخرين ،منهم من ردد اسماء مثل بوذا وغاندي وكونفوشيوس ومنهم من اورد الام تريزا والغزالي ،اخرون ذكّروا بلاسلاف من الهنود والافارقة، البعض أشَرَ خلل في فكرة الثواب والعقاب، وفي كثير من ثوابت اهل السماء ، فالتعذيب ماعاد مقبولاً لاهل هذا الزمان والتمييز بين الذكور والاناث قد أطلت نهايته ، الوقت قد حان لتغيير ، الوقت قد حان لارسال نبي من الاناث .
البعض قد القى باللوم على اقتصار إرسال الرسل على رقعة بعينها من الارض والبعض قد رفض فكرة ان يستحوذ كوكب واحد على كل هذه العناية من السماء. البعض قال لاصحة لكل هذه الانباء ، من الثابت ان الله دعى للقاء لكن امر عقده هو امرٌ من غيبيات السماء.
مقربون من العرش قالوا الامر كله لله والعلم كله لله مامن لقاء ،اراد الله ان يستبق فتنةً تطل براسها كشهاب مرتد نحو السماء. ليس لاهل السماء ان يفكروا ليس لهم ان يستفسروا ، ليس من شيء هنا يسمى باللقاء ، عودوا الى تسبيحكم ودعوا اهل الارض في فتنةٍ ولتُنجي الذات الالهيةُ بحكمتها اهل السماء.



#فيصل_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فيصل البغدادي - فتنةٌ في السماء