أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين علوان - مشروع إعلان للمصالحة















المزيد.....

مشروع إعلان للمصالحة


محمد حسين علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2606 - 2009 / 4 / 4 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرت على العراق نحوا من خمس عقود بالتمام والكمال ، عانى منها شعبنا العراقي بمختلف طبقاته وأطيافه وأحزابه وقواه السياسية من الخصومات والصراعات الدموية التي حكمتها نزعة الحزب الواحد والدكتاتورية ونظرية الحكم الشمولية التي أثبتت الأيام بطلانها وفشلها وواجه العراق المآسي والكوارث والحروب وخسر شبابا ورجالا ونساءا وأطفالا وصبيانا نتيجة الظروف الشائكة التي أنتجت وأشعلت القتال بين أبناء الشعب الواحد حيث شاركت مختلف القوى السياسية الوطنية والقومية والدينية محلية أو أقليمية أو دولية بدوافع ميباينة في خلق هذا الأقتتال وتأجيجه وكانت العوامل المتراكمة من النقص في الخبرة السياسية والأدارية وضيق الأفق والعجز الكامل عن إستيعاب المتغيرات المحلية والأقليمية والدولية وتغييب الديمقراطية التي منعها عن الآخرين كل من استحوذ على السلطة على إمتداد تلك السنوات العجاف هي من السباب الرئيسية لذلك. وقد فتح هذا الوضع الباب واسعا أمام التدخل العسكري والخارجي منذ إمتهان العراق وأرضه وأجواءه من قبل قوات التحالف ايام التفتيش والمراقبة خلال فترة الحصار حتى التدخل الفعلي وإحتلال العراق. ومع إنحسار روح الأخوة والمواطنة والأبتعاد التدريجي عن ممارسة السياسات المتوازنة مع المحيط الداخلي والأقليمي والدولي فقد تغلب الولاء إلى الأنتماءات الجزئية والجانبية والحزبية والطائفية والمناطقية والعشائرية والعائلية على الولاء الأساسي للوطن وكان الضحية الأولى هو المواطن الفرد العادي غير المنتمي نفسيا وفعليا إلى القوى الحاكمة على مدى تلك السنوات الخمسين من الظلم والدكتاتورية كان ابشعها التسلط الديكتاتوري الفردي السابق حيث أصبح المواطن متهما في حياته وفي ممارساته الأنسانية البسيطة ومشكوكا في ولائه لحاكميه الذي اصبح بديلا عن الولاء لوطنه وعاش ملايين العراقيين ولا يزالون حياة الخوف والقلق والخشية من المستقبل المجهول يعيشون يومهم بلا أمل في مستقبل او إزدهار وينتهزون الفرصة للهرب من هذا الوطن الذي اصبح الهرب منه وقبول التسرد والغربة والضياع خارجه أرحم من الحياة داخله حيث لا يوجد سوى القتل في حروب خارجية أو إقتتال داخلي لم ينج منه الكبير ولا الصغير.
ولم يكن الخاسر الوحيد خلال الخمسين سنة الماضية سوى العراق الذي خسر فرص التقدم والأزدهار والتطور مما جعله يتخلف في كل نواحي الحياة عن بلدان كانت تعتاش على حسابه فأصبحت تتصدق عليه. وتخلف العراق وبقي يتخلف حتى وصل إلى الحضيض وما زالت حاله تتدهور إقتصاديا وغجتماعيا حتى أخذت الأمثال تضرب به في الفساد والتخلف رغم كونه يملك الثروات الطائلة في أرضه وترابه والتي ضاعت وتضيع نتيجة التصرفات الفردية والحروب الهوجاء التي أدخله فيها الدكتاتور وكبله بديونها حاضرا ومستقبلا ناهيك عن الفساد الذي شاع في مؤسسات الدولة والرشوة والسلب غير المشروع ونهب الثروات الطبيعية . ولا زال شعب العراق يعاني من فقدان اساسيات الحياة المتمدنة مثل الماء والكهرباء والخدمات والأمن وضمان المستقبل وغيرها إذا تركنا جانبا إحترام الذات وإحترام الغير.
نحن الموقعين ادناه من حركات وأحزاب ومنظمات وتجمعات وتيارات سياسية وفكرية وشخصيات ووجوه مجتمع ورؤساء عشائر وافراد وإقرارا منا بأننا كنا جميعا مسؤؤلين عن تسبيب الساءة لهذا العراق وعن تخريب فرصه في الحياة والتقدم والعيش السعيد والتفريط بثرواته نتيجة اخطاء وممارسات إرتكبناها أو شاركنا في إرتكابها أو ساعدنا عليها أو حتى سكوتنا عن مرتكبيها نعلن ما يلي:
1- قبولنا المخلص والمبدأي بأهمية مبادئ المشاركة في الوطن والتعايش السلمي بين ابناءه والتعددية الحزبية والمنافسة الشريفة في ظل نظام ديمقراطي نحترم فيه الرأي والراي الآخر وسيادة القانون المطلقة على كل نواحي الحياة والأحترام الكامل لحقوق الأنسان كما وردت في اللائحة الدولية لحقوق الأنسان.
2- قبولنا بالأبتعاد الطوعي الشامل عن ممارسة العنف والسعي لمحاولة التفرد بالسلطة وعن كل ما من شأنه أن يشجع على سياسة الحزب الواحد وتطبيقها في العراق.
3- إحترامنا الكامل لسيادة العراق وإستقلاله السياسي ووحدة شعبه وأراضيه وضمان حقوق جميع أفراد الشعب بالتساوي أمام القانون وفي الفرص بغض النظر عن اللغة أو الدين أو المذهب او اللون أو الجنس أو الصل أو المنطقة أو غيرها من عوامل التفريق.
4- رفضنا لكل اساليب إدعاء الوصاية على العراقيين أو بمجموعة منهم والتحكم بهم ورفض إدعاء التمثيل الشامل لأي مجموعة أو جزء من الشعب بإستثناء التمثيل العددي على أساس نتائج صناديق النتخابات.
5- رفضنا وإستنكارنا للعمل المسلح وحمل السلاح من قبل اي جهة كانت وضرورة حصر إحتكار السلاح بيد الدولة ولزوم حل جميع التشكيلات المسلحة غير القوات المسلحة الرسمية على أن يمنع منتسبو القوات المسلحة من الأنتماء إلى الأحزاب والحركات والجمعيات والمنظمات السياسية والعمل في الأنشطة السياسية.
6- إحترامنا لقواعد المصالح المتبادلة وحسن الجوار مع جميع جيران العراق ودول المنطقة والعالم والتي تربطنا بها عوامل تاريخية ودينية وإجتماعية مشتركة وعلى أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية وعدم غستخدام الأراضي العراقية لشن العدوان على أي من بلدان الجوار وبناء وتطوير العلاقات مع دول الجوار على هذا الأساس وتعزيز علاقات العراق مع بلدان العالم على مبادئ الأمم المتحدة.
7- مع إختلاف الآراء حول الأتفاقية الموقعة مع قوات الأحتلال إلا إننا نرى أن من الضروري الألتزام بما جاء فيها كي لا نعطي للمحتل فرصة في تمديدها أو تغيير مواعيد إنسحاب قواته المتفق عليها مع الحكومة القائمة.
8- تأكيد قناعتنا بأن شعبا يملك في وطنه كل هذه الثروات والخيرات يجب أن تنتقل إليه حقوق التصرف بها وان يعيش حرا كريما سعيدا يتمتع بهذه الثروات والخيرات لضمان حياته ومستقبله وإزدهاره وإن الحكومات المنتخبة يجب أن تكرس عملها لضمان ذلك بأعلى المستويات المناسبة وبما لا يقل عن العالم المتقدم والمجتمعات المتمدنة المزدهرة.
9- إستعدادنا لطي صفحة الماضي وطي صفحة الدم ومنع الدم العراقي من أن يسيل مستقبلا وإلى الأبد والدخول في المصالحة الوطنية مخلصي النية وأن نضع هذا الماضي وراء ظهورنا لنتطلع إلى المستقبل الزاهر القادم بلا ريب تاركين للقانون محاسبة كل مسيئ بصفته الشخصية.

إننا نعلن رغبتنا في الجلوس في مؤتمر للمائدة المستديرة يحضره من يشاء بلا تغييب أو إقصاء مهما كانت الأسباب بعد إعلان قبوله بما ورد في مقدمة هذه الوثيقة وإستعداده للألتزام ببنودها وسيكون الهدف من هذا المؤتمر العمل على تحقيق ما يلي:
1- وضع القواعد المناسبة لتشكيل جبهة وطنية عريضة لها برنامجها الوطني السياسي والأجتماعي والقتصادي الشامل الذي يستلهم مقوماته من حقوق الأنسان الفرد وسيادة القانون وخطط التنمية والتطور والبناء السياسي والأقتصادي والأجتماعي بالمشاركة المفتوحة للمختصين والمثقفين.
2- الإستمرار في إعادة بناء وتشكيل وتأهيل الجيش العراقي المهني ودراسة إعادة الخدمة الألزامية تقوية للحمة الوطنية والعمل وفقا لمبدأ عدم السياسي لمنتسبيه والولاء المنفرد للوطن.
3- تعويض العراقيين جميعا عن فرصهم المفقودة في الحياة والتقدم بإتباع سياسات التطوير والتنمية والتحديث ورصد المبالغ لذلك مع إستهداف القضاء على الفساد المنتشر في إدارة الدولة واشاعة الشفافية وحق المواطن في الحصول على المعلومات التي تخص الأدارة الحكومية وحياته وعمله ومحيطه. إن إعتبار أن جميع العراقيين قد خسروا جزءا من حياتهم وممتلكاتهم وعوائلهم في الخمسين سنة الماضية يجعلنا نقبل أن يكون تعويض العراقيين والعراق عاما وليس خاصا وذلك بتعويض الأجيال الحالية والقادمة بما تستحق من إستحقاقات الأجيال السابقة.
4- السعي لتعديل القوانين لألغاء الأقصاء والأبعاد والأجتثاث وإلغاء المحاكم الخاصة ومحاكمة المتهمين أمام المحاكم العامة وفق القوانين السارية.
5- إطلاق سراح جميع المعتقلين والمحكومين لأسباب سياسية وفكرية وإيقاف جميع أشكال الملاحقات بحق المعارضين السياسيين. والأسراع بإنهاء التحقيق وإسقاط الحق العام بحق المتهمين بإهدار الدم العراقي.
6- إعادة الممتلكات والعقارات المسلوبة إلى اصحابها الأصليين من خلال القضاء.
7- إصدار قانون الأحزاب وإجازة العمل الحزبي والنقابي والمهني لضمان تنمية المباراة الديمقراطية الشريفة وإشاعة حرية الرأي وضمان حق التظاهر والأحتجاج ضمن قوانين تحمي الصحافة الحرة.
8- تعديل الدستور وإعادة صياغته بما يضمن وحدة تراب العراق وضمان تعايش الأقليات إلى جانب القوميتين الرئيسيتين ضمن عراق موحد غير مجزأ يضمن للشعب الكردي حقه في غدارة شؤونه الذاتية في اقليم كردستان ضمن إطار العراق الديمقراطي الموحد أرضا وشعبا.
إن هذا البيان مقدم لمن يرغب في قبوله والأعلان عن ذلك بكل جرأة ورجولة حقنا للدماء ومن جل حماية مستقبل الشعب والوطن والمحافظة عليهما تاركين للشعب والتاريخ الحكم على المترددين الذين سيعارضون أهدافه الواضحة في هذه المرحلة الحرجة من حياة العراق التي تتطلب الحكمة والأيثار والتضحية وإن حكم التاريخ والشعب سيكون قاسيا على من لم يضح من نفسه في سبيل أرضه وحياة وسعادة أولاده.





#محمد_حسين_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين علوان - مشروع إعلان للمصالحة