هل تريد ان تكون كلب حراسة ؟ ام عضو برلمان ؟

بلال رباح

الحوار المتمدن-العدد: 2602 - 2009 / 3 / 31 - 04:17
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

كنت قد كتبت في الموقع الرائع الحوار المتمدن مقالاً حول طمع الشركات الاستعمارية التي تغزو العراق الان بعون الله الرحيم وعون حكومة احفاد ال البيت وعن غمطها لحقوق العمال العراقيين , وقد راعني ان الذين صوتو للمقال كانو تسعة فقط مما يعني على الاغلب ان الذين قراواه ليسوا باكثر من ضعف هذا العدد في احسن الاحتمالات . وان التصويت لجودته كانت منخفضة جداً .
ومن خلال متابعتي قبل وبعد ان كتبت في موقع الابداع الحوار المتمدن فلقد قرات مقالات تجاوز عدد قرائها اكثر من مئة او يزيد وصوتوا لجودتها باكثر من تسعين في المئة مع انها كانت تحوي على مغلطات وبعض الاحيان اكاذيب صاحب المقال هو وحده المسؤول عنها ولكنها كانت ذات عنوان صارخ واحياناً ما كان ذلك العنوان يعبر عن فحواها .
واتسائل هل وصل الحال بالمثقف العربي الى حد انه يجري خلف العنوان الصارخ فقط؟ لذا قررت ان اكتب هذا المقال بهذا العنوان. فاذا كنت ايها القارئ الكريم ممن جذبه العنوان ارجو منك التصويت ولا يهمني النسبة التي تصوت بها فقط اريد ان اعرف ويعرف الاخرون كم منا من يجذبه العنوان ؟
والى الذين صوتوا بالضد من المقال السابق اقول : اني اتحداكم ان تجيؤا بدليل واحد فقط على كذبة او مغالطة في المقال واني مستعد لتقديم الاعتذار عنها بل ولن امد يدي للقلم لاكتب مرة اخرى . واني اعرف انكم لن تستطيعوا ذلك, فسال نفسك قبل تصوت ما الذي يحدد النسبة التي تقررها في تصويتك ؟ الجودة؟ المصلحة الذاتية؟ العنصريات والطائفية ؟...والخ من الاسباب وبذلك ستعرف نفسك من تكون وما انت عليه . فهل انت من الذين يقولون الحق ولو على انفسهم ؟ ام انت من الذين عندهم الحق مسالة نسبية تحددها منافعهم الشخصية ؟
والحقيقة اني اخترت هذا العنوان ليس اعتباطاً .فقد علمت من احد الاصدقاء ان مرتب المدير العام او قائد فرقة في الجيش العراقي الشهري اقل من مرتب كلب الحراسة الذي يقف على باب المنطقة الخضراء . وهذه الكلاب هي من احدى العقود التي تعاقدت عليها حكومة احفاد ال البيت وتعلمون انتم ان هذه الكلاب لم تمنع يوماً انفجاراً او مفخخة وما كنت لاستحيف المبالغ الطائلة التي تنهبها هذه الشركات من العراق لو ان احد كلابها حفظ روح عراقي واحد من الموت . فماهي الا احدى اساليب الشركات الاستعمارية لنهب البلد ولم تكن لتمر لولا الرشوة والفساد .
ولم اكن اريد ان انتقص من اعضاء البرلمان المحترمين بمقارنتهم بتلك الكلاب ولكن المقارنة فرضت نفسها لان عضو البرلمان هو الموضف الوحيد في العراق الذي يتلقى راتباً اعلى من رواتب تلك الكلاب بغض النظر عن الوزراء واعضاء مجلس الرئاسة والمستشارين الموقرين .
ولكي لا نتجنى على تلك الكلاب ونعطيها حقها فانها كلاب من خيرة النوعيات البوليسية ومدربة تدريبا جيداً ولديها شهادات خبرة حقيقة من شركات عالمية في حين ان ثلة من اعضاء البرلمان العراقي اناس اميون وعديموا الكفاءة وشهاداتهم مزورة بحسب ماتقوله هيئة النزاهة" اللامسيسة" .
وهذه الكلاب يحبها الامريكيون (الجانب الصديق ) ويدللونها ويعطونها اجود انواع الطعام ويربتون على ظهورها وروؤسها ويحترمونها في حين شكى ولاكثر من مرة العديد من اعضاء البرلمان من تجاوز الجنود الامريكان عليهم واهانتهم لهم .
ويستطيع الكلب ان يمنع عضو البرلمان من الدخول الى المنطقة الخضراء اذا اومأ الى مدربه بان هذا الشخص مشكوك فيه فلا يستطيع عضو البرلمان الدخول الى المنطقة الخضراء بدون قرار من الكلب . فهل يستطيع عضو البرلمان اخراج الكلب من المنطقة الخضراء وانهاء عقد الشركة التي تشغله ؟
فمن تريد ان تكون؟

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل