أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم العايد - قصة قصيرة ..ما بعد رياح الشمال














المزيد.....

قصة قصيرة ..ما بعد رياح الشمال


جاسم محمد كاظم العايد

الحوار المتمدن-العدد: 2603 - 2009 / 4 / 1 - 08:27
المحور: الادب والفن
    



دوامات الهواء حملت معها ذرات التراب العالقة مع الصفير الذي زاد من وحشة المكان ورددت الجدران الساكنة صدى صوت الموت المنتشر المتشح بسواد القطع المعلنة علية . رششت الماء امامة كما كان يفعل في بقايا شبا ب حرقتة نيران الحروب وقضبان سجون صدئة وطلبت منة الاذن بالجلوس بوقارتلميذ صغير. وتبادرت ألي ضحكاتة القوية الممزوجة بمرارة نكات السخرية على زمن مر رافقتها حركات استهجان من يد تتحرك بدائرية على اولئك الذين لبسوا لون الزيتون .. ستكنسكم رياح الشمال القادمة هذة المرة .جمله .لطالما رددها باستمرار ...اضافت علية تعليقات اصحابة طعما جماليا .. انة مصاب بمرض النظافة ..لتقاطيع ملابسة المكوية بعناية ... واضافوا .. ان يبدلها اكثر من مرة في اليوم .. اعتمدت على خيالة الواسع الممتد في زمن لم ارة في كتابة لمحات من تاريخ تلك المدينة ..لم اصدق ماقالة ..ان تلك القصور الشامخة واسواق الانوار المضيئةالمكللة بهالات مبجلة توالدت من جهد حمار ضعيف سلقت جلدة القاسي اسواط من ايدي حوذية الامس و اسياد وملاك اليوم .. حتى شيوخ المثا ل المقدس تمتعوا بشبابا عابث مع مومسات زمن تلاشى .. لقد نثروا الاموال فوق رؤوسهن في البستان الذي تحولت نصف من اراضية الى مركز للشرطة .
يدة المرتعشة مسكت بصعوبة ورقة بيضاء اخرجها من امام فراشة في اخر مرة شاهدتة ...لقد وقعوا لي شهادة موت في نسغ الحياة . دمعت عيناة حين طافت في زوايا بيتة الخالي من اثاثة ..حتى الثلاجة حملها السمسار بابتسامة خبيثة ... واطلق دمعة ثلاثون سنة مرت كشريط سينمائي امام عين محتضر ملى الماء رئتة كبرت معها صغرى بناتة تقلص معها اجره الذي لم يكفي لشراء حبات مرضة المزمن .بكيت معة وردد الطبيب الذي فحصة ... ان عليه الهدوء وعدم الانفعال ..قلبك متعب .. لاتتحمل حتى لحظة فرح دافق ..
. مسحت الدمع بكم ملابسي ...ضربني ايام الطفولة في الصف الطيني المسقوف بالعمد وسعف النخيل ..طويت كم البنطال وتصنعت ابتسامة كاذبة .. هذة هي المنطقة التي ضربتني عليها . يااستاذ .. لقد نما عليها الشعر ..قبلت واجهتة الامامية ومسحت عنة التراب العالق .رويت لة كيف مسح راسي بطباشير السبورة حين تلكئت في ضبط كلمات الاملاء..رششت الماء امامة وغرزت حبا ت الورد الاحمر الذي احبة وزرعة في كل انحاء المدرسة في التراب الممزوج برطوبة الماء ..كان يضحك ..لقد زاد تلاميذي على عدد الاوراق الساقطة من كل تلك الورود الحمراء في المدرسة .لكزة احدهم ذات مرة .. يقولون انك كنت معشوق الفتيات ..الا زلت تمحل نفس العطر الاخاذ الذي يحمل صورة الوردة ..رششت الماء امامة ..وجرجرت انفاسا متقطعة وناديتة بصوت عال ..لقد جائت رياح الشمال يااستاذ .. كنست كل ازبال الامس وتبادرت الى مسامعي ضحكاتةالمرحة حتى في المة القاتل ..حين شوة الزمن تقاطيع وجهه المكتنز بحمرة وحفر في خدية اخاديد عميقة....نعم... نعم ..كنست ازبالا نتنة .. و اقا مت مكانها تلالا من ازبالا اخرى .. .. رششت الماء امامة وقبلت وجهتة الامامية واحسست ان قطرات الدمع تتنافذ من الجدار الاصم تتحاكى مع اخر دموع عينية بينما كانت الرياح تحرك اغصان الورود الحمراء التي كبرت ومنعت ذرات التراب العالق ان تلتصق بشاهد قبرة الشامخ ..
انتهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت جاسم محمد كاظم العايد
[email protected]



#جاسم_محمد_كاظم_العايد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم محمد كاظم العايد - قصة قصيرة ..ما بعد رياح الشمال