أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناديا قصار دبج - اللعبة الإيرانية ـ السورية القذرة في العراق : ثلاث أيديولوجيات لا خلاص للشرق الأوسط من مصائبه إلا بالخلاص منها















المزيد.....

اللعبة الإيرانية ـ السورية القذرة في العراق : ثلاث أيديولوجيات لا خلاص للشرق الأوسط من مصائبه إلا بالخلاص منها


ناديا قصار دبج

الحوار المتمدن-العدد: 796 - 2004 / 4 / 6 - 10:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بين أخطاء الأميركيين القاتلة في العراق وانتهازيتهم القذرة في العلاقة مع طغمة " الملالي المؤمنين" في إيران وطغمة " الملالي البعثيين العلمانيين" في دمشق ، يبدو أن هوة عميقة قد فتحت شدقيها ولن تغلقه قبل أن تشفط الشعب العراقي إلى أعماق جوفها .
لقد كان واضحا لكل ذي بصر وبصيرة ، منذ اللحظات الأولى لسقوط عصابة المجرمين في بغداد ، وربما قبل ذلك ، أن صاحب المصلحة الحقيقية في استمرار تفجر الوضع العراقي وعدم استقراره هما طغمة طهران وطغمة دمشق . ذلك لأن أي استقرار في هذا البلاد ونجاحه في الخروج من جوف الوحش الصدّامي إلى بر الأمان ، عبر انتخابات ديمقراطية تفرز نظاما شرعيا ، سيكون من شأنه وضع مصير الطغمتين في مهب الريح، سواء أكان ذلك بواسطة الشعبين اللذين تركبان ظهور أبنائه أم بواسطة الأميركيين أنفسهم الذين اتخذوا قرارا لا رجعة عنه ، مهما كانت النتائج ، بتغيير وجه ومحتوى الشرق الأوسط إلى غير رجعة . ولن يغير من حقيقة هذا الأمر أي شيء ، سواء جاء إلى البيت الأبيض جورج بوش أم كيري أو حتى .. كارل ماركس أو ليون ترتسكي أو تشي غيفارا !!

وبعكس ما يدعيه الغوغاء على الجبهة " القومية " العربية وجبهة الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي ، وهما في واقع الأمر تحالف واحد يشكل " الجبهة الفلّوجية " إلى جانب مشعوذي اليسار التقليدي الشعبويين ، فإن الولايات المتحدة ، وبغض النظر عن نواياها الأخرى غير المعلنة إذا ما انطلقنا من زاوية رؤية تآمرية ، هي صاحبة المصلحة الحقيقية الأساسية ، بعد الشعب العراقي ، في وصول وإيصال العراق إلى بر الأمان . لأن فشلها في العراق يعني اندحارها مذلولة من المنطقة .. ربما إلى الأبد. وما لا ريب فيه أن قادتها واستراتيجييها يعرفون جيدا أن " الورقة العراقية " هي آخر ما في جعبة ممثلهم الجالس إلى طاولة قمار الشرق الأوسط ! ولكن أكثر القضايا عدلا يمكن أن تتحول إلى أكثر القضايا خسرانا حين توكل مهمة الدفاع عنها إلى محام أحمق ومتهور وانتهازي ،لا يفكر إلا بالربح السريع ووضع أكبر مبلغ ممكن من تعويضات " الأتعاب" في جيبه قبل أن ينطق القاضي بالحكم ! وانتهازية الولايات المتحدة هي التي دفعتها إلى غض الطرف عن السلوك الإيراني ـ السوري في العراق منذ البداية ، والاكتفاء باستخدام عين عوراء وأخرى حولاء في النظر إلى الدور التخريبي لملالي الفقه الشوفيني في دمشق وملالي الفقه الأصولي في طهران على الأرض العراقية .

فعلى الجبهة الإيرانية كان موضوع البرنامج النووي الإيراني هو كل ما يهم حمقى واشطن الذين أوكلت إليهم مهمة الدفاع عن " مشروع الشرق الأوسط الكبير " ، في الوقت الذي كان فيه ملالي هذه الجبهة في سباق مع الزمن لبناء شبكة إرهاب ديني أصولي على الأراضي العراقية يديرها المراهق الفصامي الأرعن مقتدى الصدر( الذي أصدر مجلس الحكم مذكرة اعتقال بحقه منذ عدة أشهر ورفض بريمر تنفيذها) والسفاح أبو مصعب الزرقاوي ؛ شبكة عابرة للقارات والمذاهب برنامجها يتألف من نقطة واحدة : منع قيام دولة ديمقراطية علمانية في العراق مهما كلف الثمن . وقد جاء حديث " الحاج سعيدي " ، ضابط المخابرات الإيراني الفار ، لصحيفة الشرق الأوسط أول أمس ليكشف عن حقيقة هذا المخطط الجهنمي الذي يشرف عليه 18 مكتبا علنيا للمخابرات الإيرانية تتلطى خلف واجهات خيرية ، ما عدا المكاتب السرية .
أما على الجبهة السورية فكانت قضية أسلحة الدمار الشامل ودعم الإرهاب الفلسطيني الشغل الشاغل لحمقى واشنطن ، في الوقت الذي كان فيه ملالي البعث السوري يدخلون سرا إلى العراق ، وحتى قبل اندحار قطيع الذئاب البغدادي ، عشرات من عناصرالمخابرات والحرس الجمهوري بلباس مدني وجوازات سفر مدنية وأسماء مزيفة لتجار وهميين يعملون على تجهيز " البنى التحتية " الضرورية لاستقبال الإرهابيين الذين يجري تدريبهم في معسكر " جديدة الشيباني " التابع للحرس الجمهوري قرب دمشق ، قبل نقلهم بواسطة جسر جوي Air Bridge من طائرات الهيلوكبتر من مطار المزة العسكري غرب العاصمة السورية إلى مطار القامشلي شمال شرق سورية ، حيث يجري تسريبهم سرا إلى داخل الأراضي العراقية عبر مجموعات من الدلاّلين تتألف من بعثيين عراقين ( جناح دمشق ) بقيادة فوزي الراوي وعناصر تابعة لفرع المخابرات العسكرية السورية هناك . وما بات حديث الصالونات المغلقة في دمشق عن " بزنس الإرهاب " الذي يمارسه اللواء بهجت سليمان الذي "تعهد " توفير باصات وسيارات نقل لهذا لـ " حرب التحرير القومية " هذه ، وعشرات المتطوعين الذين يجري تجنيدهم من أجل هذه المعركة ، والعشرات الذين عادوا قتلى من العراق وجرى نصب السرادق لمراسم العزاء بهم ، مع الصور المكبرة لهم ، في العديد من قرى الرقة وحماة وحلب ومناطق الجزيرة الأخرى ، سوى برهان ساطع على ذلك . وتكفي الإشارة إلى أن قرية "طيبة الإمام " الواقعة قرب مدينتنا حماة ، أرسلت وحدها ما لا يقل عن أربعين متطوعا إلى ساحة " الجهاد المقدس " في العراق بإشراف مما يسمى " اتحاد شبيبة الثورة " التابع للحزب الحاكم وبالتعاون مع منظمات حزبية ناصرية تنشط في المنطقة!

لقد جرى ويجري ذلك كله بالتوازي مع الصمت عن جرائم شارون وعصابته الدموية الممثلة للجناح الأكثر تطرفا في الحركة الصهيونية المتحالفة مع " ملالي الطائفة اليهودية " . ولم يكن من شأن هذه الجرائم المسكوت عنها أمريكيا سوى إتاحة الفرصة لأصوليي الفقه الشوفيني والإسلامي لتوظيف هذا كله في شحن الغرائز القطيعية الشعبوية في الشارعين الغوغائيين ، العربي والإسلامي، وتحويل قادة الطغمة الإسرائيلية إلى حلفاء موضوعيين لهؤلاء ! والحال إننا أمام مفارقة تاريخية مذهلة في سورياليتها ، حيث يتحالف شارون وملالي الطائفة اليهودية كممثلين للنزعة القوميةـ اليهودية المتطرفة في الدولة العبرية مع مقتدى الصدر وملالي طهران وأبو مصعب الزرقاوي وملالي " القاعدة" وفلول التيار الفاشي في البعث وملالي الفقه الشوفيني العربي لجر الشرق الأوسط برمته إلى هولوكوست شوفيني ـ ديني لا سابق له ، عدوه الأول الديمقراطية والحريات العامة . ولعل هذا ما يؤكد مقولة كان أطلقها زميلنا الصحفي السوري نزار نيوف قبل أكثر من خمسة عشر عاما قال فيها : " إن محنة الشرق الأوسط الكبرى تكمن في أنه أسير لثلاث أيديولوجيات فاشية لا خلاص له إلا بالخلاص منها : التيار الفاشي في الحركة الصهيونية والتيار الفاشي في الحركة القومية العربية بقيادة البعث ، والتيار الفاشي في حركة الإسلام السياسي بقيادة ملالي طهران " !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) ـ صحفية سورية ، مسؤولة العلاقات الخارجية في " المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية " .




#ناديا_قصار_دبج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بملء إرادتهم أم بملء .. جيوبهم!؟ استدعاءات بالجملة وتعليمات ...


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ناديا قصار دبج - اللعبة الإيرانية ـ السورية القذرة في العراق : ثلاث أيديولوجيات لا خلاص للشرق الأوسط من مصائبه إلا بالخلاص منها