أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل فيصل راسخ - علينا أن نعمل بجد ليواجه البشير العدالة















المزيد.....

علينا أن نعمل بجد ليواجه البشير العدالة


عادل فيصل راسخ

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 02:47
المحور: حقوق الانسان
    


في بعض الأحيان لا يتعدى التقدم في إحقاق الواجبات الإنسانية واحترام كرامة الإنسان وحقه في العيش بسلام وأمن وطمأنينة، وريقات منشورة تؤكد عليها. تأخذ أحيانا صفة العهود وأحياناً أخرى المواثيق.
ميثاق روما المؤسس للمحكمة الجنائية الدولية، طور من تطور البشرية في ذلك الاتجاه. وخطوة متقدمة في تطوير متئد طويل الأمد للقانون الدولي ولحقوق الإنسان، وتأسيس لمحكمة دولية دائمة معنية بانتهاكات حقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية، بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها و أنهت محاكمات نورمبرغ أعمالها.إنه طور من أطوار البشرية لإحقاق الحقوق وهو طور أحوج ما يكون له شعوب العالم الثالث، التي عانت من هيمنة الإمبريالية العالمية خلال حقب الاستعمار الطويل بكافة أشكاله، وأستمر استنزاف طاقات شعوبه وخيراتها خلال حقبة الحرب الباردة. وخْلقتَ الإمبريالية أنظمة الاستبداد العسكري، والملوكية المسنودة بالمؤسسة العسكرية الانكشارية. و دعمت مؤسسة القبيلة والعشيرة لتتسنم الحكم. وأحيت العصبية الدينية أداة في يد الحكام لترهيب الشعوب وصولاً لتأمين استنزاف مستمر لمقدراتها. فجاءت نظم الحكم المُخلقة أبعد ما يكون من نظم الدولة المدنية الحديثة.
في الرابع من مارس أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمراً بإلقاء القبض على الرئيس السوداني عمر البشير، لاتهامه بسبع تهم جنائية- جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، تتضمن القتل الجماعي والتعذيب والاغتصاب، والتهجير القسري للسكان-. وقد سبقها مسلسل طويل لملاحقة مجرمي الحروب والنزاعات العرقية في البوسنا والهرسيك على الجانب الأوروبي. ورواندا وليبريا من دول القارة السمراء التي عانت من هيمنة الإمبريالية العالمية وقوى الاستعمار، المساندة للأنظمة القهرية التي ألجمت شعوبها ومارست كل أصناف القهر ضدها.
محاكم انتظمت لتحقيق العدالة تسندها أرادة دولية لإقرار حقوق الإنسان، وتأكيد لانتهاء حقبة الإفلات من العقاب.
لقد تعرضت المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها الثلاث لضغوط دبلوماسية هائلة من الأتحاد الأفريقي الذي تشكله العديد من الدول الفاشلة، و جامعت الدول العربية ومعظمها أنظمة حكم عريق في الاستبداد، وكذلك رابطة المؤتمر الإسلامي ودول المصالح المباشرة في بترول السودان مثل الصين أما روسيا فتسعى لإحياء موازنات القوى الدولية التي ولت بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. ولكن صدور القرار يؤكد أن المحكمة اعتزمت الاستقلالية.
ردود الفعل على قرار المحكمة تؤكد أن البشير، يريد أن يرى الجحيم يستعر في دارفور، ويخطط للمزيد من الإيذاء والتشريد والإخضاع لأهله. فلم تمر سويعات على صدور قرار المحكمة، حتى أصدر البشير بالمقابل قرار بطرد 13 منظمة من منظمات الإغاثة الدولية العاملة في دارفور. بما فيها منظمة أطباء بلاحدود، وصندوق إنقاذ الطفولة واللجنة الدولية للإنقاذ ، ومنظمة أكسفام التي ظلت تمارس نشاطها في السودان لمدة 25 عاماً ومنظمة كير.
يعتبر إقليم دارفور تاريخياً منطقة كوراث حيث اجتاحت الإقليم مجاعة في عام 1983، تدخل المجتمع الدولي عبر منظمات الإغاثة لإنقاذ سكانه، بعد تعتيم شديد على الأوضاع في الإقليم من قبل النظام العسكري الحاكم بقيادة الجنرال نميرى آنذاك. ويعاني الإقليم من الجفاف والتصحر والعطش، وانعدام الخدمات الأساسية لسكانية لعقود طويلة من الإهمال الذي مارستة الحكومات المتعاقبة.
وأتت الحرب الأخيرة التي أشعلت أوارها سلطة الإنقاذ، لتحيل أوضاع سكان الإقليم إلى اكبر مأساة يشهدها العالم في تاريخية الحديث.حيث هنالك 2.5 مليون شخص شردوا من ديارهم، و300,000 لاقوا حتفهم في الحرب دارفور.
أن البشير بقراراته الأخيرة المتصلة بحرمان منظمات الإغاثة من مزاولة نشاطها بالإقليم، يحاصر شعبة، ويمارس عملياً الإبادة الجماعية التي سبق وأسقطتها من قائمة التهم المحكمة الحنائية الدولية.
فقد جاء في تقرير لأحد المنظمات الدولية أن الوضع بمعسكر زمزم للنازحين يتأزم، ووضع بائس يعيشه ساكنيه. فقد أغلقت الحكومة وحدة الرعاية الصحية بالمعسكر كعمل انتقامي بعد صدور القرار. ونقلت وكالة أنباء( رويترز) عن السفارة الأمريكية بالخرطوم، أن هناك نقصا شديدا في المياه ومساحات الأراضي في معسكر زمزم بشمال دافور بعد وصول 63 ألف شخص فروا من اشتباكا بين المتمردين وقوات الحكومة.
ومعسكر السلام بالقرب من مدينة الفاشر ، يواجه كارثة صحية خطيرة ، فهنالك أكثر من 600 مرحاض مؤقت ، أنشأته منظمة أوكسفام لخدمة ما يقرب من 50,000 شخصا ، من سكان المعسكر لم يتم إفراغها من الفضلات لان منظمة أوكسفام الدولية تم إيقافها عن العمل وهي المسؤولة عن هذه المهمة في المعسكر، والمالكة للشاحنات التي تقوم بعملية إفراغ المراحيض. في الوقت الذي فقد المعسكر مستشفاه الوحيد الذي تديره لجنة الإنقاذ الدولية.
معسكر كلمة بالقرب من نيالا الأسوأ حالاً، حيث تفشى مرض التهاب السحايا بين قاطنيه، وهو المعسكر الذي طردت منه منظمة أطباء بلاحدود، وجاء في تقرير لها أنها تخلت عن مستشفى عند سفح جبل مرة، به بضعة عشرات من المرضى على أسرة المستشفى لأنها أجبرت على سحب طاقمها الطبي من المستشفى. وقال مسؤولي الإغاثة (لرويترز) أن هناك مخاطر من تفشي جديد للأمراض في مخيمي كلمة وكاس بإقليم دارفور بعد رفض السكان السماح لمنظمات إغاثة تدعمها الحكومة السودانية بالدخول للحلول محل منظمات الإغاثة المطرودة.
عشرات الآلاف من الأطفال مصيرهم التعليمي في علم الغيب، بعد أن غادرت الإقليم المنظمات التي تدير المدارس ومراكز الأنشطة التعليمية.
ينفق المجتمع الدولي أكثر من مليار دولار أمريكي سنوياً في دارفور ، على واحدة من أكبر جهود الإغاثة في العالم تكلفة وفعالية. وانعكست هذه الجهود في انخفاض معدلات سوء التغذية ومعدل الوفيات في دارفور في الفترة من 2005 – 2006 ولكن من المؤكد أن تعاود هذه المعدلات ارتفاعها بعد طرد المنظمات.
تصريحات مسؤولي الإغاثة تشير إلى أن مجموع العاملين بالمنظمات التي طردت من السودان يبلغ نحو 6,000 شخص، معظمهم من المواطنين السودانيين سكان الإقليم، حيث يشكل السودانيين حوالي 40 في المائة من قوة العاملة في منظمات العمل الإنساني بدارفور. وجاء في متابعات صحفية لصحيفة أجراس الحرية منعة الرقابة نشرها. " أن الموظفين السودانيين في المنظمات الأجنبية المطرودة بقرار من رئيس الجمهورية ، طالبوا الجهات المسئولة بسرعة البت في أمر استحقاقاتهم ومستقبلهم. ووصفوا قرار إيقافهم عن العمل بالفصل التعسفي الذي يستدعي تدخل مكتب العمل. موضحين أن أعداد الموظفين التابعين للمنظمات المطرودة البالغ عددهم (5) آلاف عامل لم يتم تنويرهم بمستقبلهم المهني بالرغم من مرور أسبوعين على صدور القرار".
قال :السيد أدييمي ) Augstburgei Adeyemi ( نائب مفوض شرطة الأمم المتحدة بدارفور في تصريح له ضمن مقال منشور بصحيفة العصر الاسترالية ("محذراً من أن نقص المساعدات الإنسانية بإقليم دارفور يمكن أن يفاقم العنف. فهنالك أكثر من 2.5 مليون مشرد ونازح يعتمدون اعتماداً كلياً على المساعدات الخارجية للبقاء على قيد الحياة. واستطرد قائلاً" أن الرجل الجائع رجلُ عنيف" وأضاف قائلاً: أن مسؤولين سودانيين استولوا على عربات ومكاتب، ومخازن، وأموال نقدية وملفات تخص منظمات الإغاثة الأجنبية، بهدف تشغيل برامج هذه المنظمات بإدارة سودانية).
أن البشير بقراراته الأخيرة يمارس أعمالاً تشكل جريمة الإبادة الجماعية. والتي يعرفها القانون -"التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو أثنية أو عنصرية أو دينية "ـــــــــ. إن وصمة عار الإبادة الجماعية تلحق بالشعوب والدول ولا تقتصر على الحكام المنفذين لها ولذا سارعت حكومة صربيا بتقديم طلب إلى المحكمة لإبراء ذمة للشعب الصربي من تهمة جريمة الإبادة الجماعية، وبالفعل أصدرت المحكمة قراراً يبرأ الشعب الصربي من تهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
فماذا نحن فاعلون ؟!! هل سندور ونلف وتديرنا عقلية الإسلام العروبي المغموسة في الإستعلاء. لنذر في العيون مبررات من شاكلة مكيالي المحكمة. ودعاوى خادعة عن السيادة الوطنية..!! إن السيادة للشعوب واحترام حقوق الإنسان.



#عادل_فيصل_راسخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عادل فيصل راسخ - علينا أن نعمل بجد ليواجه البشير العدالة