أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سكفان محمد صالح - معالم سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط















المزيد.....

معالم سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط


سكفان محمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2597 - 2009 / 3 / 26 - 09:45
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


عند قراءة وتحليل الأوضاع السياسية الجارية في الشرق الأوسط وما يقابلها من مواقف وتصريحات الإدارة الأمريكية تتضح لنا معالم سياسة أدارة أوباما حيال قضايا الشرق الأوسط المصيرية ، مما لاشك فيه إن الإستراتيجية الأمريكية مبنيى على أسس واحدة وفق النظام الرأسمالي العالمي التي تتولى إدارة الفوضى البينية المعاشة على مستوى العالم لتحقيق مصالحها بمنطق وحسابات جليدية مع عدم قدرة هذا النظام إيجاد سبيل لتجاوز الفوضى القائمة لأنها هي وراء نشوئها وتفاعلها واستفحالها ،فأن الذي يتغير التكتيك المرحلي للحزب الذي وصل إلى السلطة وذلك بحسب رويتها للمتغيرات والظروف السياسية الطارئة على الساحة الدولية وطرق التعامل معها عبر برنامجها المعد لمعالجتها بدون التأثير على توازن الإستراتيجية العامة .

إن الحزب الجمهوري والديمقراطي في أمريكا يتبادلان الأدوار وفق مقدرة كل منهما بإدارة مرحلة تنسجم مع برامجها وطريقتها للتعامل معها فيمكن تشخيص نهج الحزب الجمهوري ( المحافظون الجدد) من خلال مواقفها الراديكالية كطريقة تتعامل بها مع الأحداث والقضايا فأن الفرص المناسبة لها هي ظهور مرحلة يطلب مواقف حدية ، أما الحزب الديمقراطي (نيوليبرالزم ) تنتهج المرونة والدبلوماسية لمعالجة القضايا الدولية الهامة فأن الفرص المناسبة لها عند تعقد القضايا وتزايد التناقضات فعندها تتطلب مواقف مهدئة لوتيرة الأحداث.

يمكن معرفة طبيعة المرحلة السياسية السائدة حالية من خلال تراجع الدور الأمريكي على مستوى السياسة الخارجية من جراء سياستها التي خرجت عن المألوف لاتخاذها المواقف المتشددة حيال قضايا الشرق الأوسط ضمن حملة الحرب على الإرهاب ذلك لإنفرادها بقيادة النظام الرأسمالي العالمي . مع أنها لم تحقق النجاح لمشاريعها في المنطقة وحتى يمكن القول أنها لم تخطو الخطوات الأولى التي تؤكد نجاحها مستقبلا والذي زاد الأمور سوءا تفاقم الأزمة الاقتصادية العالمية ، بهذا التقييم المختصر للأوضاع السياسية يمكننا معرفة جسامة مسؤولية إدارة أوباما .

تأتي التحركات والجولات المكوكية للخارجية الأمريكية إلى الشرق الأوسط للإطلاع عن قرب لمدى سير الأمر بما يوافق برنامج وسياسة أمريكا في هذه المرحلة وللتباحث حول جملة من القضايا التي تتطلب إعادة النظر فيها لتجاوز التراجع والإخفاقات التي أصابت أدائها في المرحلة السابقة ولتخفيف التكاليف التي ترهقها اقتصاديا وإن هذه المهام يتطلب إنجازها على المدى القريب ، أما القضية الأكثر أهمية هي التمهيد مرة أخرى لتهيئة الظروف والأرضية المناسبة لمواصلة مشاريعها ومخططتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط فتظهر لنا ملامح وتوجهاتها لهذه المرحلة من خلال التعامل بالهدوء والمرونة مع أكثر القضايا والملفات سخونة في المنطقة ومن ناحية تزامنها مع بعض لغرض أصلاحها ومعالجتها كما في أفغانستان التي تصاعدة وتيرة أحداث العنف فيها ومحاولات أمريكا الأخيرة للسيطرة على الوضع عن طريق زيادة قواتها دون أن تحقق أدنى النتائج المرجوة فأبدى أوباما استعداده للتفاوض مع المعتدلين من طالبان بهدف خلق فجوة ضمن صفوفهم وتحقيق نوع من الهدوء النسبي بجرهم للمشاركة في الانتخابات المقبلة في أفغانستان ،

أما بخصوص الأوضاع في العراق أوعزت الإدارة الأمريكية لرئيس الوزراء نوري المالكي لإطلاق مبادرة التفاوض مع النظام ألبعثي البائد ضمن إطار ما يسمى بالمصالحة الوطنية وفي الحقيقة الهدف منها تحقيق التوازن بتفعيل مشاركة العرب السنة في العملية السياسية ومن جهة أخرى للحد من النفوذ الإيراني المتزايد وبالتالي تنفيذ الانسحاب النسبي للتخفيف من تكاليف الحرب فيها ،

وعلى المحور السوري هناك مغازلة للنظام فيها عبر إذابة الجليد عن العلاقات السابقة من خلال تحقيق التقارب بينها وبين كل من مصر والعربية السعودية ومن جهة أخرى حل الأزمة مع لبنان بعد اغتيال الحريري بإعادة العلاقات بينها كل ذلك محاولة لإبعاد سورية عن الدوران في فلك النظام الإيراني الذي هو الأخر لم يصدر تجاهه قرارات ومواقف جديه حول ملفها النووي رغم تدخلاتها المحرجة لأمريكا في المنطقة خاصة مسألة دعمها لحزب الله وحركة حماس اللذان تلقيا عرض أمريكي لإعادة النظر في مواقفها إزائها شرط الاعتراف بإسرائيل .

أما على صعيد النظام التركي تحاول أمريكا منحها دور مهم في المنطقة بعد أن قامت بتهيئتها من خلال إحداث التغيرات فيها لتلاءم طبيعة الدور المطلوب منها لاستخدامها مرة أخرى كما في فترة دولة الرجل المريض العثمانية وجمهورية أتاتورك كأول دولة علمانية قوموية في المنطقة ( التي لم تعد تلاءم المتغيرات وطبيعة المرحلة السياسية وفق النظام العالمي الجديد وسياسة الانفتاح على العالم ) والآن كدولة الإسلام السياسي المعتدل وأن وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة لدورتين عبر الانتخابات البرلمانية التركية وفوزها بالأغلبية التي تمكنها من تشكيل الحكومة لوحدها لم تكن مسالة طارئة وطبيعية وفق التحليل السياسي للأحداث وإنما كان ذلك بخطة مرسومة بدقة ومدعومة بسخاء من قبل أمريكا لتبدأ مرحلة جديدة في تركيا لتلعب دور مركز انطلاق في الشرق الأوسط يمرر من خلالها المخططات والمشاريع الأمريكية فتستطيع تحقيق التقارب مع الشرق والعالم الإسلامي وتحد من تأثيرات التيار الإسلامي الأصولي المتصاعد في المنطقة ، إن تحسن العلاقات التركية وانفتاحها في المنطقة من خلال قيامها بلعب دور الوساطة لبدء التفاوض بين سورية وإسرائيل واستعدادها لفتح قناة للحوار بين إيران وأمريكا كل هذا يصب في تحقي مساعي أمريكا ومن جهة أخرى مبادراتها حول غزة وتباكيها من خلال المسرحية الهزلية بافتعال المشادة الكلامية بيم رئيس وزراء تركية أردوغان ورئيس إسرائيل شيمون بيريز التي لم تكن سوى محاولة لجذب أنظار الرأي العام الإسلامي والعربي وإظهار بأن تركية تهتم بقضاياها المصيرية وفي الحقيقة هو إتقان لدورها المرسوم من قبل إسرائيل التي ترتبط معها بعلاقات إستراتيجية .

أما على صعيد القضية الكوردية فأن أمريكا تغض النظر عن السياسة المسيرة للأنظمة المحتلة لجغرافية كوردستان التي تعادي تطلعات الشعب الكوردي المشروعة وبشكل ملفت حيال سياسة النظام التركي وانتهاكها
لحقوق الإنسان في كوردستان عبر مواصلتها سياسة الإنكار والأمحاء تجاه قضية الشعب الكوردي التي وصلت أعلى مراحل النضال التحرري من أجل نيل حقوقهم الشرعية ، وأكثر من هذا يتواصل الدعم الأمريكي لتركيا على كافة الأصعدة حيث تم مؤخرا عقد اتفاقية ثلاثية ما بين أمريكا وتركيا والعراق لتصفية الحركة التحررية الكوردية في تركيا وإن إشراك حكومة إقليم كوردستان في هذه الاتفاقية بهدف إضعافها والقضاء على المكاسب التي حققها الشعب الكوردي ومن جهة أخرى مماطلة وتسويف للاستحقاقات التي يجب أن ينالها الكورد في العراق بموجب اتفاقات ضمنها الدستور العراقي ، إن هذا يظهر لنا بوضوح موقف الإدارة الأمريكية التقليدي حول القضية الكوردية بدون أن يطرأ عليها تغير ويعتبر هذا تواصل لوحشية سياسة المصالح الدولية والإقليمية المسؤولة عن كل حملات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي طالت الشعب الكوردي .

تتواصل ازدواجية النظام الرأسمالي الأمريكي من خلال إظهار حرصها على تحقيق الديمقراطية وضمان حرية الشعوب ورفع شعار ضرورة التغيير وحصول التحول الديمقراطي فتمارس الضغوط على الأنظمة القائمة من قبلها أساسا بهدف إعادة تأهيلها بما يتلاءم والتوجهات الجديدة ، هذه الأنظمة التي تتحمل المسؤولية المباشرة لما ألت إليه الأمور في المنطقة باعتبارها أدوات تنفيذ بيد الخارج فأنها الآن تقاوم التغيير وتتمسك بمصالحها السلطوية فتحاول إظهار تمثيلها للسيادة والاستقلالية الوطنية أمام شعوبها بهدف تحريف مسار نضال الشعوب ومن جهة أخرى تريد أن تثبت للرأسمالية بأنها لا تزال تمتلك زمام الأمور حيث يمكن أن تعتمد عليها ثانية ، في ظل هذا الصراع البعيد عن مصالح الشعوب تبقى هناك ضرورة أساسية وهو استيعاب وتفهم شعوب المنطقة طبيعة المرحلة الحالية ومعرفة مدى حساسيتها التاريخية من خلال اتخاذ المواقف الصحيحة المعبرة عن مصالحها وسد الطريق أمام إعادة التاريخ لنفسه بتحقق مساعي الرأسمالية الأمريكية بأحداث التغييرات الفوقية الغير حقيقية ويأتي ذلك بتبني خيار تصعيد النضال الديمقراطي الاجتماعي على أساس التغيير الجوهري الحقيقي عبر مواصلة مسيرة الحرية وامتلاك الإرادة الحرة وفق مبدأ التعايش السلمي كانطلاقة لخلق وإبداع مقومات الحضارة الشرق الأوسطية المعاصرة .



#سكفان_محمد_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - سكفان محمد صالح - معالم سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط