أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر حنا حداد - نقدالأديان















المزيد.....

نقدالأديان


عامر حنا حداد

الحوار المتمدن-العدد: 2595 - 2009 / 3 / 24 - 08:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك نصب تذكاري وحـيد في العالم اقيم على شكل حشرة ـ لتكريم تلك الحشرة ـ وهـو موجود في فورت راكر ولاية الابامـا الامريكية .والقصة ان حشرة خنفساء القطن كانت قد غزت جنوب شرق الابـاما سنة1915 ودمرت 60 في المائة من محصول القطن وبلغ الياس بالمزارعين ان تحولوا الى زراعة الفول لسوداني .
وبقدوم سنة 1917 كانت صناعة الفول السوداني قد ازدهرت واعطت ارباحا حتى ان ذلك الأقليم سجل اكبر حصاد لمحصول الفول في كل البلاد ، ومن منطلق العرفان اقام اهالي البلدة تمثالا ونقشوا هذه الكلمات``مع تقديرنا العميق لخنفساء القطـن لدودها الرائع بشيرا للرخـاء``...انتهىالاقتباس
...هذه القصة الممتعة تذكرني بالاحداث الأليمة والجسام التي حصلت في بلدي/العراق العظـيم/ اثناء نشوب الحرب الاهلية فيه عام2005 عندما تم تفجـير القبة الذهبية لمرقد الاماميين حسن العسكري وعلي الهادي(عليهما السلام) في بلدة سامراء، وتمثال لخليفة العباسي ابو جعفرالمنصورفي بغدادالحبيبة ، علما بان الامـة العربية كانت ومـا تزال تفتخر ما قدمته لأجيالها المتعاقبة من ثقافة الشجاعة المتمثلة ب عنترة بن شدادالزنجي وكـرم حاتم الطائي المسيحي والوفاء المتمثل بالسمواءل ليهودي...فلماذا هذا التراجع الفكـري والثقافي والانساني عند المشرق العربـي ، بينما نلاحظ العكس والنقيض عند الغرب المتمـدن والمتقدم ضاريا...لألقاء نظرة سريعة ومختصرة على نقـد الاديـان السماوية الرئيسية الثلاثة ...كلنا نعلم جيدا إن الاديان الثلاثة تشارك جميعها في مصادر تاريخية مشتركة حيث تعترف بكتاب مقدس مشترك هو(توراة اليهود) مع العلم ان هناك اختلافات في النص المعتبر الصحيح لدى اليهود من جانب ، ولدى المسلمين والمسيحين من جانب اخر، وبحكم الترتيب التاريخي في ظهـور الاديان السماوية الثلاثة،نجدان التلموداليهودي يتجاهل تماما مقولات المسيحية والاسلام،وان اللاهوت المسيحي يتبنى على السابق ويضيف اليه وينكره جزئيا ، وان علوم الدين الأسلامية تناقش التوراة وتصحح اقوال اليهودية والمسيحية فيما يخص وضع السيد يسوع المسيح...وكذلك نعلم يقينا ان اوجه التشابه بينها معروفة وواضحة، فالاديان الثلاثة مصادر مشتركة شرق اوسطية وانها تقوم على مبدا التوحيد، واوجه الاختلافات البينية والمعتمدة لدى الجميع فهي بالاساس حول وضع السيد المسيح والنبي محمد، فالديانة المسيحية ومنذ نشاتها الاولى اتخذت موقفا حاسما لصالح الفصل بين الدين والسلطة(ردوا الى قيصرماهو لقيصر)، وكذلك مثلت المسيحية واقع لأمرقطيعة من التراث اليهودي اكثر من انها تمثل تطويرا له ، فهجرت المسيحية مفهوم نهاية التاريخ اليهودي وحلت محله مفهوم تاريخي لانهاية له حيث المستقبل دائما امامنا مفتوح، الأمرالذي ينتج للبشراحتمال التقارب التدريجي من المثل الاعلى(صورةالله)والتي زرعهاالله في ضـمير الناس ،وامتدت القطيعة الىالجميع المجالات المحكومة بالنص المقدس فقال المسيح انه لم يات لآنقلاب الشريعة اليهودية ، وهو موقف يتفق منطقيا مع رسالته ، إذ انه لم يات لأستبدال القوانين السائدة بقوانين افضل فترك الأمر لضمير الناس،وبالتالي صارت هذه القوانين السائدة قابلة لتقديرالمجتمع وضرب المسيح بالمثل عندما عارض وبشكل غير مباشر واحدا من هذه القوانين الاكثرقسوة السائدة في الديانتين اليهودية والاسلام معا مرة اخرى وبالتحديد/رجم المراءة الزانية/ فقال ، من لم يكن منكم بلا خطيئة فليرميها بحجر...ولذلك فتح باب النقاش /هـو ذا القانون عادل؟؟؟هل مايختفي وراؤه انما هو النفاق الاجتماعي لاغـير؟؟؟...هكذا صار المسيحيون يتركون الشريعة جانبا وتجاهلون بالتدريج طقوس الشريعة الصارمة في دقتها وقسوتها ،فتلاشى ختان الصبيان ، واخذت قوانين الأحوال الشخصية تتنوع ولا سيما عندما انتشرت المسيحية بين شعوب مختلفة التقاليد في هذه الشؤون.
هكذا تلاشت قائمة مطولة من المحرمات في مجال الأكل وفرض الصلاة المتكررة في توقيت معين وفي صيغ محددة (دون امكانية تشخيصها) ،وهذه هي لا شك تمثل وسيلة فعالة في تاطير الفرد داخل المجتمع وفي النهاية على حياته اليومية لدرجة تكاد تلغي اي مساحة لتوظيف الخيال الاجتماعي من اجل التحرك والابداع الحـر. بينما ركزت في الانجيل المقدس على حب القرين والرحمة والعفو والعدل وليس على القصاص ، كما ان نص الانجيل لم يشتمل شريعة وضعية في اي مجال من مجالات الأحوال الشخصية والعقوبات، لذا فان العقيدة المسيحية مثلت عنصرا مساعدا استطاعت ان تتكيف لأحتياجات التطور فلم تمثل عقبة قوية تقف ضد التحول المطلوب،ونلاحظ جليا في احداث روما التي تفككت تحت ضربات الجرمان، حتى كاد ينقرض مفهوم الدولة في المنطقة الاوروبية لولا تدخل الكنيسة وتقوم بدور تعويضي عن غياب الدولة ، وبعد مراحل طويلة لهذا الدور تنازلت الكنيسة وبالتحديد في اوائل القرن التاسع عشر لصالح القيام بدور اكثر تواضعا ظاهريا وهو الهام المؤمنين في حق من الحرية والمنافسة مع غيرهم ، اي ان عصرالسلفية للدين المسيحي وخطر الثيوقراطية قد مضى وولى نهائيا من غيررجعة، على ان المسيحية لم تخسر من هذا التحول ، فتعمق الايمان لدى المؤمنين الذين تحولواالى افراد مقتنعين بالمعنى الحقيقي للكلمة بدلا من ان يكونوا اعضاء في مجتمع يفرض عليهم ايمانا وطقوسا صعبة...ولكن من جهة اخرىنلاحظ جليا ان قساوة الظروف في الديانتين اليهودية والاسلام قدوضعت حدودا على الفكر الذي يسعى الى التوفيق بين الايمان والعقل ، الأمر الذي لعب دوره في افشال مشروع ابن رشد(المسلم) ، وميمون اليهودي في تجاوزه حرفية النصوص ،وهكذا انتصر الامام الغزالي عند المسلمين الذي يعتبر الى الأن المرجع الاعلى عند ايات الله في ايران وشيوخ الأزهر وعلماء السعودية ، ويهودا الهالوي عند اليهود والذي يعتبر المرجع الاعلى ليهودالغربيين في الشتات والمسميين بالاشكناز والاكثرتعصبا وتزمتا من يهود الشرقيين(السفارديم) ، واللذان كرسا تغليب الأيمان على العقل، وكانت هزيمة ابن رشد وميمـون بمثابة طي صفحة الفلسفة عند المسلمين ويهود الشتات ، ثم اتى الانحطاط الحضاري الذي رافقته المبالغة في الجانب الطقوس والشكلي للممارسات الدينية، ولم تعوض الحركات الصوفية عندالمسلمين والقبلانية عنداليهود الشتات الغرب وهي حركات استوردت ممارستها وافكارها من التراث الهندي .افتقارالفكرالديني الذي رافق انحطاط الجتمع ويبدو واضحاوجليا ان المفهوم السلفي للعلاقة بين الدين والمجتمع في الآسلام واليهودية يتعارض تمامامع مقتضيات الديمقراطية بالمعنى الحديث ،إذ ان مضمون مبدا الديمقراطية هو ان الناس مسؤولون عن وضع القوانين التي يرونها صالحة ومفيدة لهم، وبالتالي هم المسؤولون عنصنع تاريخهم ، هكذا اصبحت المسيحية المعاصرة ديانة متحررة...فليس عند المسيحين ما يقابل التلموذ اليهودي وفق المسلمين....وهكذا يبدو ان المسيحية قد اتسمت بدرجة اعلى من المرونة الامر الذي اتاح فرصة للخروج من اطارالاشكالية القديمة الا وهي السعي الى التوفيق بين الأيمان والعقل ،لأن المسيحية لم توطن مملكة الله على الارض وبالتالي امتنعت عن تقديم حلا جاهزا في صورة قانون وضعي ، ربما هذه الخصوصية تقدم لنا تفسيرا لمفارقة عجيبة الاوهي/ ان الكنيسة بالرغم من قوة تظيمها لم تصمد امام ضربات فكر التنوير الذي سعى ..(الى تغليب العقل) فولتير،البيركامو،روبسير،روسو،نيتشه،سارتر..الخ
بينما الاتجاه السلفي في اليهودية والاسلام انتصر في مقاومة فكر التنوير هذا ، بالرغم من غياب نظام الكنائس عند المسلمين وكذلك عنداليهود منذ تحطيم معبد اورشليم والغاء الحكمة العليا...والى الملتقى....

بقلم/الكاتب
عامرحناحداد



#عامر_حنا_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عامر حنا حداد - نقدالأديان