أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هاني الصلوي - في إيجابية الخطأ.... عرص سطحي لأصل المحاولة















المزيد.....

في إيجابية الخطأ.... عرص سطحي لأصل المحاولة


هاني الصلوي

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 01:37
المحور: المجتمع المدني
    


بين الخطأ والصواب ِ شعرة ، وبين الإيجابي والسلبي خيط دقيق أو صراط (بتعبير صاحبي الميَّال للتغليظ دائماً.) : نتوارد هكذا قوالب وسياقات على ألسنة الناس والمثقفين خاصة ، وقد يذهب بعض من يبحث عن شيءٍ ما في منجم ما (كتاب/ نص قديم/ نقش ) من أجل إثبات فكرة أو نظرية ما (Theory) موجودة في نفسه أولاً " إيماناً بأسبقية الأهداف في الجوَّاني دائماً " قد يذهب إلى أنَّ "فلان" كاد أن يصل فقد كان بينه وبين الحقيقة / الماء ضربة معول... ، وهذا لايعني عدم تجسَّد ما بالداخل في الخارج .
سلسلة من الأخطاء ركَّبت منظومة الحاضر بتعقيداته وتقدمة ، الحاضر التكنولوجي /التقني ، الذي رغم ماصار إليه من تطور ٍ مذهل مايزال طفولة ً متقدمة ً للمستقبلي ) ، غير أنَّ الخطأ / المفهوم الـ: تعمل هذه المقالة على تحديبهِ وتقعيره في آن ليس الخطأ بالمعنى الأخلاقي (قلة الأدب- السَّـفه – المقابل للوقار ) وإن كنَّا بأمسِّ الحاجة إلى قدر ٍ ضروريٍّ من الأخلاق بالمعنى السالف الذكر أو في جزءٍ حادٍ منه لإيضاح إيجابية السلب ولازميَّته .
هاجس التجديد جزء من مبررات الخطأ / التجاوز وفق "من اجتهد وأخطأ فله أجر واحد " ووفق موازاة اجتهد بأخطأ ومناظرتهما لـ"حاول" بدون أي جنوح ٍ ولو بسيط لإغراء ثواراندايك " وأرباب المحاولة والخطأ نظريـأ . كون هاجس التجديد جزءاً لايعني التهوين من قيمة التجديد واعتباره محفِّزًاوخلاقاً فالثبوت والحركة روحا العالم ووقوع الضرر على النفس كثيراً والآخرين بقدر محدد أنتج عدداً من الظواهر التي ماكانت لتظهر لولا وقوع الألم إذا سلمنا أن اكتشاف النار كان نتيجة ً للسعة ٍ تعرَّض لها أحدهم في إحدى زيارات هذا الـ" أحدهم" لغابة قريبة من كهفه.
ما يعرقل السير في الطريق المحمود تكرار الخطأ عينه بعد استخلاص المفيد إذ يتحول الأمر إلى ضرب من الهمجية تقوم على تكرار العملية برمَّتها وليس اعتماد فكرة النار وانطلاق التجاوز خارج وداخل الدائرة (اللهب) وبين سطور الحديث.
كماأن قسطاً من الملل (إذا اختفى المؤلم) قد يصيب العابر أو المرسل.. أو مايسمّيه الجرجاني(عبدالقاهر) في حديثة عن التشبيه المتكرر حد الرتابة اختفاء الصورة وصيروة الكلام الشعري عادياً ... بل وسوقياً في رأي آخرين فالخطأ/ التجاوز تراكمي يجري تركزه في اتجاهية أمامية ،وفي عدم التكرر هروب فعال من الجمود والإبقاء ، والوصول إلى كل الإنجازات المتطورة لم يكن من خلال ذلك الجهاز العبرانزياحي المخول بالكشف فحسب بل كان بالإضافة إلى ذلك عبر نسق من الترتيبات والاستراتيجيات المقصودة في الأقل والتي أنتجت بدورها شبكة من الأخطاء البَّناءة . فالحضارة بالمعنى الواسع حسب حسين مؤنس" ثمرة كل الجهود الإنسانية المقصودة وغير المقصودة" ورغم كون القصد Intenion" "عاملاً مهماً ما أشد حاجة الإنجاز اليه الإ أنَّ اللاقصد كان وسيظلُّ العامل الأهم، إذ غيرغائبةٍ عن الذهن قصة اختراع المطبعة/ ألة النبيذ ، أو ألة النبيذ/ المطبعة ، ثم طباعة الكتاب المقدس وتوزيعه للناس بعد احتكاره من قبل الكنيسة لمئات السنين ،من هناكان اللاوعي (الأعمق من اللاقصد طبعاً والذي يعد اللاقصد من تمفصلاته ) ثورةً في الدراسات النفسية ثم في الكلِّ النَّصي والثقافي انطلاقاً من إيماننا بنصية الكون بمفهوم رولان بارت ومن تعريف للنص بمفهومه الأشمل القائم على المفهوم ذاته (إدراك الوجود بوصفه نصاً ) كما يقول برنهارد رادلوف .
على المستوى الفكري والرياضي المحض ثمة أخطاء جمة في المنطق وقضاياه قادت من كتب لاحقاً في المنطق إلى العديد من التعديلات والإضافات والتصويبات على السابق حتى استوى بناء المنطق كعلم مرَّ بعدة مراحل وتصويبات فظهرت علوم ومدارس للمنطق كالمنطق الصوري ، والرواقي، والعربي، والرياضي .
في العصر الذهبي للحضارة العربية ترجم التراجمة العرب مصطلحي "تراجيديا" و"كوميديا" إلى مديح وهجاء (شعر) وبنيت على أساس هذا التعريب بعض الرؤى النقدية والتي أفادت لاحقاً في دراسة النص رغم خطل المقدمة التي قامت عليها . الأغرب من ذلك التفكير بكيفية وجود التراجيديا والكوميديا في صورة نصوص طويلة ،الأمر الذي أدَّى إلى اهتزاز المصطلح (ين) في أذهان النقاد ومراوحته بين الشعر والنثر كون أقصى طول للنص الشعري في تلك الفترة – عربياً ـ القصيدة وليس الملحمة الطويلة كما هو الحال عند اليونانين ، فحاول هولاء النقاد أو نظَّـروا لما ظهر عند الكتاب فيما بعد في هذا الإطار فحاولوا إيجاد معادل للكوميديا (الهجاء بمصطلحهم ) فخلقوا المقامة ذلك الفن الرفيع الذي أدى انتشارة وجماله إلى معارضة نماذجه والبناء عليها طوال أكثر من عشرة قرون بل لقد ذهب بعض المؤرخين المتعصبين للتراث العربي إلى اعتبار المقامة الأساس للقصة الحديثة بكل عناصرها متناسين الفروق بين المفاهيم والتتجليات في التأريخ للظواهر الأدبية والفكرية برأى سعيد يقطين وأكيدية أنَّ وجود المُنَاظِر بدون تسمية لا يعني وجود المفهوم .
لقد أخذت المقامة من معاني الكوميديا السخرية اللاذعة والهزل وبدت نماذج الكدية والاحتيال والعجائبية استراتيجيات مهمة في هيكل ومضمون المقامة من الهمداني والحريري حتي المليجي ، ولئلا تبالغ الصيغة في تضخيم السبب يجب الإشارة إلى أنَّ هذه الترجمة/ السبب إنما تشكل عنصراً من العناصر المتسبب عنها ظهورالمقامة كفن ضمن منظومة المؤدّيات إلى ، إضافة إلى أن َّ هناك ترجمة للكوميديا إلى" قوموذيا" (لنلاحظ الجذرقوم) وهي ترجمة الفارابي والمصطلح ـ الكوميديا ـ مرادف للأسمار والقصص في ترجمة متى بن يونس كما يشيرإلى ذلك عبدالرحمن بدوي .
فهم عكسي في الجانب الأوروبي لمفهوم الأحاديث عند العرب كحديث عيسى بن هشام خلق الرواية الأوروبية أو كان إحدى المؤديات إلى ظهورها / الرواية ، حتى إن مصطلح الرواية Novel" " في الإنجليزية يعني في الأصل اللغوي حديثاً (حديث بمعني جديد هنا) لاكلاماً كترجمة خاطئة لمصطلح حديث عند المقاميين العرب.
السياسية كثيمة معبرة عن فضاء من الانزياحات والتآكلات والنزاعات بوضفها فن الممكن مارست وتمارس عدداً من الأخطاء والانحرافات التى يصعب التكهن بصوابيتها ، ونتائج الخطأ السياسي الإيجابية تعود على الأفراد في حالة النصر والتبجح في الاكثر وقلما تعود على الأوطان ناهيك عن وقع الهزيمة وتواتر الضحايا وحالات الانكسار لذا يخشى المستنيرون من الثورات ويحاولون الابتعاد عن التنظير لها وإن كان الواقع وحاجياته يتسرب الى عمل أكثر الكتاب ضبطاُ لكتاباتهم ذاتها ... كما تسرَّبت الثورة إلى كتابات أشد الكتاب مسالمة ومهادنة ، "تولستوي مثلاً" و"السياب" استناداً إلى بعض المقاربات الأسلوبية لقصيدتية ( أنشودة المطر ، وغريب في الخليج ) فالسياب رغم وصفه الثورة بالمطر ( مطر السوء) المقابل للغيث ( الخير) في النصوص والذاكرة العربية ، ورغم تيقنة أنَّه : "سيعشبُ العراق بالمطر" إلا أن الثورة كانت مطرًا لا غيثاً ، وهذا حال كثيرٍ من الكتاب الثوريين والسياسين والشعراء وإن كان الشاعر السياسي في أعلى حالاته موقفاً لا أكثر ما يحسب له دائماً ونتائج الخطأ السياسي ( الفعلي ) كما سبق عائدة على مرتكبه فقط ومدونة في سجله انتصارات ،ولا هزائم تخط الإ بحق المهزوم والمقصي من مكانه فالحاكم ظل الله في الأرض وكرسيه قريب من كتاب التاريخ ، واقتراف حاكم ما لكوارث لانهائية إنما اقتضاه الواقع وتقدير المواقف ، ثم يأتي التاريخ ليمارس محسوبية أشد عتوا ونفوراً.
يلعب التبجُّح بما لم يحدث أو بما اختلق دوراً في قيام دول ونشوء تجمعات تاريخية أحياناً كقيام إسرائيل الكيان على الهولوكست وقيام سالفاتها التاريخية على وقائع ظلم مشابهة قد تكون وقد لا تكون كأحداث تحطيم الهيكل و"نبوخذ نصر" ثم "استير" / الحل /المرأة / الإغراء/الزوجة "الخطأ الضروري" .
لبُّ الهروب من أخطاء الساسة وتحملها أن هذه الاخطاء غير مبرَّرة ،أخطاء دموية التبرير لها أكثر دموية من ارتكابها وليس ما تعرضت له غزة في الأيام الماضية ببعيد ، ناهيك عمَّا تعرَّض له الفكر من المنتَظر المنقذ في الأغلب فتحرير صلاح الدين القدس وطرده الصلبيين حمل معه هلاك عمارة اليمني الشاعر ودفن السهروردي المتصوف حياً أوالبناء عليه حياً .
في الذاكرة والموروث جملة من الصيغ الممتدة للخطأ/ الصواب نادراً والخطأ / الخطأ دائماً ، فالحرب خدعة ( الفكرة ) ، واطلب باطلاً تجد حقاً ، وكل شيء باطل ، كما أنَّ اعتبارات "سد الذرائع" و"درء المفاسد" لاتحصى من قبيل : خصي كل من في المدينة حتى لا تعم الفاحشة ولاتولد أصلاً ، ورفع أسعار العنب او إتلافه لكي لا يصنع الخمر - الى مالا نهاية له ممايبني عليه الحاضر الموثوق إلى الماضي البعيد فيعمل على إنشاء بنوك التقوى ، وسرايا الفضيلة وميليشيات "تأبط خيراً "، متناسياً كفرية الفقر( الفقر كفر ) وكفارتة ، الأمر الذي يؤكد على وجوب مراجعة الموروث واستخلاص المطلق منه ، والغير قائم على مناسبة معينة ..... أو القائم على مناسبة لم تتغير ظروفها ، أو لا زالت سائدة ، وتحكيم السياق وفيما يخص الخطأ / التجاوزوالغيرأخلاقي و التأصيل لشرعية الخروج على السائد والاحتكام للمستقبل وتجاوز الخطأ / الخطأ مقابل الخطأ/ الصواب بعيداً عن وضوح الهدف وضبابية الطريق أو "الغاية تبرِّر الوسيلة " ، فررأً إلى صلب القادم الأجمل ...... ودمتم أخطاء شاسعة .






#هاني_الصلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشحذ سرابك -والسلام
- تباريح درب يحتضر


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هاني الصلوي - في إيجابية الخطأ.... عرص سطحي لأصل المحاولة