أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محسن الكريطي - قصة قصيرة _ ابن الطين














المزيد.....

قصة قصيرة _ ابن الطين


محمد محسن الكريطي

الحوار المتمدن-العدد: 2588 - 2009 / 3 / 17 - 07:25
المحور: الادب والفن
    


ابن الطين

قصة قصيرة
محمد محسن علوان
صحّته نعاج جائعة ملأت ارجاء البيت ثغاءا .. بعض منها قفزت من فوق السور المسجونة بداخله طوال الليل وراحت تتجول وتتبول بين الأكواخ .. اغلق عينيه ليكمل حلما ما .. لم ينجح .. فثمة رجل رجل كبير ركلته .. رجل الأب . العم . الجد . لايدري !. قام الولد كئيبا .. تمتم بكلمات لايعلمها الاّ هو .. وكعادته لم يغسل وجهه .. لم يفطر .. شتم الوقت وقال : العن ابوالصبح .. فتح باب السور .. اجتمعت من حوله .. صاح عليها .. سب اباها .. فهمته !؟ .. صمتت وانتظمت خلفه .. خرج يقود قطيع الأغنام الى حقل عرفت من قبل طريقه .. وهو لايعلم اين اضاع عصاه .. رأته بطيئا لايحمل الاّ نفسه.. سبقته متجاهلة قدره . وانتشرت ترعى في ارض الأهل الواسعة .
لحقته ابنت عمه .. بيد تحمل جراب الزاد وبالأخرى .. تمسك دلو اللبن .. وضعت غدائهما بين شجيرات الصفصاف .. ودارت تبحث عنه .. وجدته ينام على العشب .. كان يتوسد كفه .. يكلم نفسه .. يغازل جنيته وهو قريب منها وسط المسقى الجاف .. عدت اغنام ابيها .. اغنام العم .. ملّت .. فتحت ماء النهر عليه .. نهض مرعوبا وملابسه تقطر ماءا .. هربت منه فلاحقها وهي تركض دائرة حول النخلة .. زادت هي سرعتها .. سقطت قبله . وسقط هو عليها فابتل الأثنان .
ظلت تدور بهما الأرض ، صرخا مرات وارادا ايقاف العالم .. بمزاح شتم الطفلان الدوران .. ملاّ .. قالت : أنت تصيرالأب .
وصارت هي اما .. في نفس اللحظة حملت .. عدّت اشهرها .. وضعت ولدا سماه الاب نجم .. كانت صنعته وكل اثاث البيت الكذبي من الطين وتحت الشمس . في نفس الوقت .. يبني الاب بيتا .
جدران متآكلة من اسفلها هي كانت حجرة (ناطور) الحقل .. واليوم بلا سقف .. من اغصان التوت وسيقان القصب المقطوعة للتو واخرى ذابلة هي جمعتها امس .. يصنع ابو نجم سقفا .. اثناء اللعب الرعي .. يكمله اليوم .. فرشته له بنت العم .. بخوص السعف الأخضر هي حاكته .. جدت في ترتيب البيت الأشبه بالجحر من الداخل .. لم يشغلها العرس ولا ما بعد .
بعد العرس .
هاقد جفت كل الحاجات .. القدور وآواني الطبخ وابريق وجرار الماء ودلات القهوة وقوارير الشاي وارجوحة طفل .. يولد حتما قبل الظهر .. اصبح موجودا تلمسه وتراه . لكن لاتسمعه هي تصدر صوتا عنه .. لأن الطين وان جف .. لايتكلم .. والظهر الأحمر لم يدخل بعد .. ولن يدخل هذا العش .. أي عريس غير ابن العم .
وضعته ..
طفلاً طينيا ايضا .. أخذه عنها .. قبله .. قربه بحنان من صدره .. بلله نفس الماء لتبكي هي عنه .. فاللعب الطينية لاتقدر ان تبكي . وابتسما .
لم تشبع اغنام الأهل .. ملت .. عادت .. بعض منها رقصت .. تعبت .. نامت منها حول البيت واخرى تحت الصفصاف فاكلت واحدة بعض غدائهما .
غداءا .. اكلا خبزا مطويا .. في داخله اوراق خضراء مدورة وعليها خط احمر .. شربا اللبن الرائب .. وضعا نجما يفصل بينهما عند الحاجة وحتى لايأخذ نجمهما قصاص قلوب الأطفال .
ناما .. ودار الحاضر حول الماضي في الرأسين ولم تشبع هي ترقيصا للأبن .. ولاتسويقا للأم .. ولا تشويقا للأب ..
صحت الأغنام فاغرتها اغصان الأشجار الخضراء على سطح البيت الكذبي .. اجتمعت تتدافع خلف الحجره .. شبع ابو نجم احلاما .. خرج ليطردها .. لكن لم يلحق .. بعض منها اندفعت تتسلق احجار جدار متآكل .. جذبها اللون الأخضر فازدحمت .. وانهار جدار البيت الكذبي على بنت العم النائم بين يديها نجم . اغلق عينيه ليهرب في الاحلام .. فرأى شيئا احمر يخرج من تحت ركام الأحجار ..
اسرع يرفع عنها الطين الجاف .. تعب .. سقط عليها وابتل الطفلان .. فبكى هو عن نجم ابنهما وتحطم .



#محمد_محسن_الكريطي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة أقصر من القصيرة


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محسن الكريطي - قصة قصيرة _ ابن الطين