أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان الصالحي - علاقة الإقليم مع المركز... تحالف مرحلي أم إستراتيجي















المزيد.....

علاقة الإقليم مع المركز... تحالف مرحلي أم إستراتيجي


عدنان الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الصورة الطيبة التي وصلت إليها العلاقة بين المركز وإقليم كردستان في العراق بعُيد سقوط النظام السابق تعتبر من أفضل الأوضاع التي مرت بها هذه العلاقة المتأرجحة على طول الخط السياسي بين الاثنين رغم تعدد الأشكال السياسية الحاكمة للمركز.



فالشراكة الواضحة التي حصلت عقب التغيير السياسي في 9 ابريل2003 وأجواء الود التي سادت بين الطرفين شكلت عامل مهم في إنجاح العملية السياسية برمتها في البلاد، بعد عزوف الطائفة السنية عن دعمها، حيث تمكن التعاون الكردي ـ الشيعي من تشكيل الحكومة المنتخبة الأولى برئاسة السيد الجعفري وبجهود من نفس الطرف بعد الانتخابات الثانية لاح نجم رئيس الوزراء الحالي السيد المالكي، لتأتي دفعة أخرى من أوجه التقارب بتشكيل الحلف الرباعي داخل البرلمان العراقي لحماية الحكومة الحالية من أي توجه لإقالتها أو الضغط عليها.



هذه العلاقة العسلية لم تدم طويلا فسرعان ما تلبدت الأجواء بغيوم قانون النفط والغاز والقوات الكردية( البيشمركة) والمناطق المتنازع عليها،والضربات العسكرية التركية لشمال العراق من دون موقف واضح من الحكومة المركزية في بغداد (حسب وجهة نظر الأكراد)، لتطفو الى السطح مرة أخرى بعد أن استغرقت أشهر طويلة في جولات تفاوض مارثونية خلف الكواليس لكنها على ما يبدو لم تفلح في الوصول الى منطقة وسط بين الطرفين.

العلاقة المتأرجحة مع إقليم كردستان مافتئت تشكل الهاجس الأهم لكل حكومة قائمة في بغداد، وهي مشكلة لم تجد حلول ناجعة حقيقية في اغلب الفترات السابقة، فالمنطقة يسكنها مواطنون عراقيون وان كانت صفة الطابع القومي تغلب على ذلك، وهم يشكلون علامة مهمة ورقم كبير في معادلة التنوع العراقي، وهذا يعطي للفكرة أبعاد كثيرة تحمل المتصدي لحلها مسؤولية معقدة، والجزء الشمالي من البلاد عانى من اضطهاد متنوع الأشكال على مر العصور من قبل أنظمة ديكتاتورية قمعية متعاقبة حاله في ذلك حال باقي المناطق العراقية، إلا انه ازداد عليها بكثافة تلك العمليات وعدم استقرار حدوده المترامية الأطراف مع دول الجوار والتي يشكل لها الإقليم هي الأخرى هاجس خوف مستمر خشية الانفصال وتشكيل الدولة الكردية.

قد يتفق الأغلب بان الصداقة المركبة من الشراكة السياسية والتاريخ الجهادي القديم ضد نظام البعث خصوصا لن يترك المختلفون يصلون الى حد الطلاق النهائي ولكن سيكون هنالك حديث بلغة تختلف عن سابقاتها من الدفء السياسي والتفاهم المعلن والسري في الكثير من القضايا.



بل قد يدفع الجانبين الى البحث عن أصدقاء وشركاء جدد في العمل السياسي والمرحلة المقبلة خصوصا بعد توجه كثير من العازفين عن العملية السياسية الى الاشتراك بها مما سيوجد عناصر جديدة في المعادلة العراقية تحولها من النوع البسيط الى المركب.

الفترة السابقة أي منذ سقوط نظام البعث والى مرحلة قبيل توقيع الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة كانت تمثل العصر الذهبي للجانب الكردي، وان صح القول فهو لم يحسن استغلالها بما يقع ضمن طموحاتهم سواء المعقولة أو غير ذلك، ونرى إنها بدت تنحسر شيئا فشيئا.

وخلاصة ما تقدم فان العلاقة المضطربة بين المركز وإقليم كردستان تبدو تحالفات مرحلية ظهرت في أزمنة متباعدة وكررت نفسها خلال فترات، غير إنها لم ترق -حتى يومنا هذا- الى مستوى التحالف بعيد المدى أو حتى لسنوات معدودة، ولم تخضع الى حالة الإقليم القانوني مع الدولة الاتحادية رغم وجود الدستور الحالي.

هذا الإشكال ناتج من الموروث التاريخي الكبير من فقدان الثقة المتبادلة ومحاولات المركز المتعددة تجاهل الوضع الخاص في الشمال، في المقابل حديث الرموز السياسية المستمر في الإقليم عن الانفصال مضافا الى ذلك حالة اللاستقرار المستمرة في بعض الأجزاء الحدودية للإقليم والتي تتخذها بعض العناصر المسلحة مركزا لنشاطاتها سواء ضد حكومة بغداد سابقا او دول الجوار حالياً.

قد تكون الأجواء الموجودة حاليا رغم سخونتها السياسية مهيأة أكثر من أي وقت مضى لاغتنام فرصة تاريخية تحدد حلول جذرية لهذه المشكلة، فالطريق مازال متاح بتكوين شراكة وعلاقة أفضل من سابقاتها، وترسيخ مبدأ الدولة الفدرالية الاتحادية التي نص عليها الدستور العراقي الجديد على أتم وجه وهذا ما يمكن أن ينتج:

1- ابتعاد الطرف الكردي عن لغة التهديد بالانفصال، و تهدئة العلاقة مع الحكومة المركزية والتحرك بالفسحة الدستورية والصلاحيات الممنوحة وبما يضمن هيبة الدولة ككل ومما لاشك فيه فان قوة الحكومة كاملة ستمنح الإقليم قوة مضافة لقوته الذاتية.

2- من الطبيعي ان يكون الحديث عن الانفصال قد يعطي الكرد نوع من الارتياح النفسي لكنه في نفس الوقت سيتركهم في مهب ريح عاتية بين دول الجوار التي لا ترغب برؤية دولة كردية مستقلة في المستقبل المنظور على اقل تقدير، وترك القضية لوضع شرق أوسطي مستقر أكثر.

3- وضع حلول سريعة غير متسرعة ونهائية لمواضيع القوات الكردية والحقول النفطية والعلاقات الكردية الخارجية وجعل كل تحرك خارجي تحت أنظار الحكومة المركزية كونها الحكومة الاتحادية التي صوت الكرد لصالحها والتي يخولها الدستور رسم سياسة الدولة كاملة.

4- التحول الى وضع قانوني واقعي للإقليم من حيث السماح للحكومة المركزية بالاطلاع على أنشطة الأجهزة المختلفة في الإقليم والسماح للشرطة الفدرالية ولباقي الأجهزة الأمنية المركزية بالتنقل داخل الإقليم بدون عراقيل أو تحسس غير مبرر.



5- تقديم الحكومة المركزية للأكراد ضمانات بعدم أي نية للتفرد بالحكم او إقصائهم عن دورهم السياسي الحالي والمستقبلي، سيكون دافع مهم في تقريب وجهات النظر والاطمئنان من عدم عودة مآسي الدكتاتورية بحقهم.

6- التفاهم من خلال تنظيم ورقة عمل تضع الحلول لأهم المشاكل الناتجة بين الجانبين، وتحديد اطر المساحات المخصصة لكل جانب في ذلك.

7- إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم حول المناطق المتنازع عليها وفي مقدمتها محافظة كركوك وإشراك الجهد الدبلوماسي الدولي والعربي في ذلك تطبيقا للفقرة 140 من الدستور.

العمل في موضوع متشعب كالوضع الخاص بالإقليم قد يأخذ من الوقت والجهد الكبيرين، لكنه بالتأكيد سينتج ثمرة طيبة للصالح العام يرسي الوضع الكردستاني والمركزي الى حالة قد تتحول الى إستراتيجية بناء بعيدة الأمد وقد تغني الأول عن فكرة الانفصال أصلا فيما لو لمس نتائج الفدرالية بصبغتها واستحقاقاتها، فيما توفر للحكومة المركزية دعما مهما وللشعب العرقي تماسكا حديدا.



مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث





#عدنان_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس المحافظات القادمة وإمكانية التغيير
- الاتفاقية الأمريكية العراقية حاضر شائك ومستقبل مجهول
- قد يأتي اليوم الذي لا يتحدث فيه الشعب!


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عدنان الصالحي - علاقة الإقليم مع المركز... تحالف مرحلي أم إستراتيجي