أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إقبال الغربي - بشرى البشير و ردود الفعل السيكوباتية














المزيد.....

بشرى البشير و ردود الفعل السيكوباتية


إقبال الغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 09:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبين في ضل النظام العالمي الجديد أن الحصانة المطلقة التي كان يتمتع بها الحاكم العربي قد تصدعت . فلم يعد اليوم مجال لمسوؤل فوق المساءلة و لحاكم ترجى محاكمته إلى العلم الأخروي

ف"سادة العالم" و حكامه يقعون اليوم في مصيدة العدالة الدولية و تتم مطاردتهم و تتتبعهم و هرسلتهم من طرف القضاء القومي و الدولي للتحقيق معهم مثلهم مثل أي فرد عادي من رعاياهم . وهو ما لمسناه في قضية الديكتاتور الشيلي بينوشي الذي وقع إيقافه في لندن سنة 1998 أو في قضية الرئيس اليوغسلافي ميلوزفتش الذي سلم إلى محكمة لاهاي في 29 جوان 2001 بتهمة جرائم ضد الإنسانية. وهو أيضا ما رأيناه عندما وقع استدعاء الجنرال الجزائري نزار من طرف القضاء الفرنسي لاستجوابه في قضايا جرائم الحرب الأهلية الجزائرية و هو ما وقع أيضا لوزير الخارجية الامركية السابق كيسنجر الذي طلب استجوابه بتهمة مساهمته في الانقلاب العسكري الذي أطاح بنظام سلفادور الندي في 1973 .كما وجهت اتهامات بسبب تواطئه مع ممارسة التعذيب ضد الرئيس السابق للتشاد حسين حبري و وضع في الإقامة الجبرية في ملجئه بالسودان في فيفري 2000 و فر رئيس البيرو البرتو فيجموري إلى اليابان في نوفمبر 2000 مطاردا من قضاء بلاده الذي اتهمه بالقتل و الفساد و أودع الجنرال الأرجنتيني جورج فيدلا السجن الاحتياطي في جويلية 2001 بتهمة تصفية المعارضين السياسيين . و ها هو الرئيس السوداني يدخل دائرة الملاحقة من قبل القضاء الدولي وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو ضمان المساءلة في جرائم انتهاكات حقوق الإنسان حتى في فترة القيام بالمهام و بالوظائف الرئيسية

و تعكس هذه الأحداث التطورات السياسية و النفسية التي عاشتها البشرية فنحن نتذكر كيف منع الجنرال ديغول شريطا حول تواطؤ بعض الفرنسيين مع النازية قائلا "حاجتنا إلى
التماسك الوطني أهم من حاجتنا إلى الحقيقة " لكن بعد الحرب الباردة و اثر التجارب المرة لتحررالانسان و انعتاقه التي خاضتها البشرية تبين أن صحة المجتمعات لا يمكن أن تشتري على حساب الحقيقة فهي متلازمة مع قيم الشفافية والعدل والحرية
الملفت إلي الانتباه هي صيحات الذعر والغضب التي أطلقتها الانتلجنيسا العربية و مساندتها للبشير بتعلة السيادة الوطنية تارة و بتعلة سياسية المكيالين تارة أخري
أولا السيادة الوطنية في القرية الكونية عكازة يعتمد عليها الطغاة لاضطهاد شعوبهم بعيداً عن المحاسبة والمساءلة من المجتمع الدولي بحجة أنها تدخل في الشأن الداخلي فأي سيادة وهمية أمام املاءات البنك الدولي وقوانين المنظمة العالمية للتجارة و ضوابط الحرب الدولية على الارهاب مثلا?
ثم ماذا يمنع دول العرب، وجامعتهم، من "التغيير" أو "الإصلاح الداخلي" و مسائلة منتهكي حقوق الانسان و المواطن العربي بكل نضج واستقلالية دون حاجة لتدخل خارجي والملفّات كثيرة و ملحة على جدول أعمال العالم العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر?

ثانيا السياسة الغربية تمليها المصالح فنحن لم ننسي أن إسرائيل و الولايات المتحدة والصين و روسيا لم تصادق على هذه الاتفاقية بيد أن حيل التاريخ تجعل مصلحتها تتقاطع وتلتقي مع مصلحة مجتمعات العالم العربي في بعض الحالات الاستثنائية فلماذا هذا الرفض العصابي للمحاكمة الدولية التي هي في صالح قوى التقدم و الإصلاح - فهي تمثل قطيعة مع تراثنا السياسي الذي لا يميز بين منطق القرابة و منطق السياسة. فالحاكم عندنا ما زال يتمتع بامتيازات حاكم العصور ما قبل الحديثة . فهو الأب الاجتماعي والسيد الرمزي . و المواطنين هم أملاكه و رعاياه له عليهم حق الحياة و الموت . لذلك لا يحق أن نتدخل في شانه معهم حتى و إن سمعنا أصوات الاستجارة و أنين الاستغاثة و دعوات النجدة- .


فهذه المحاكمة بوقعها الرمزي و السيكولوجي ستساهم في:

.رد الاعتبار لضحايا انتهاكات حقوق الإنسان في كل أصقاع العالم
.إشاعة قيم وثقافة المواطنة وحقوق الإنسان فعلا لا قول


تقديم اعتذارات رمزية و تضميد جراح ضحايا دارفور وعددهم حسب إحصائيات الأمم
2, و 7 قتيل 300000المتحدة
. مليون لاجئ
يعرف الإنسان السوي بتعاطفه بالسليقة مع أخيه الإنسان و بتماهيه مع الضحية ضد الجلاد
أما الشخصية السيكوباتية فهي لا تشعر بأي رحمة و لا شفقة على الضحايا بل و تتقمص .شخصية المعتدي
.عسى أن تكون ردود أفعالنا سوية لا سيكوباتية





#إقبال_الغربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة ׃المأساة و اللعنة
- من روزا لكسمبورغ إلى نهلة حسين شالي مسلسل قتل النساء
- الاختلاف في الثقافة العربية الإسلامية: دراسة جندرية
- الفضاء الافتراضي للمرأة المسلمة : دراسة مضمون بعض المواقع ال ...
- في ذكرى 11 سبتمبر , العقل و اللاعقل
- الفتاوى الهاذية بين علم النفس و التراث الإسلامي
- رياح الأنوثة تهب على الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان
- تأملات جديدة حول الحجاب
- -ستار أكادمي- و -على الهواء- التداعيات السياسية و النفسية
- الثورة الجنسية : نداء إلى تطور دون تهور
- دفاعا عن الكلمة الحرة وعن حرية التعبير.
- المثقف الليبرالي والتعذيب
- مقاربة نفسية لفهم الطائفية و التطرف الديني
- لماذا تفضل نساء المسلمين عمرو خالد على ابن رشد و فولتير ?
- ما هي أسباب كراهية العرب للمرأة؟
- أين العرب والمسلمون من زمن الصفح و الغفران
- الحجاب في زمن العولمة: عودة المكبوت
- الجريمة الفضيحة
- العنف ضد المرأة ׃ﻫﺫه المجزرة الصامتة
- إذا لم نغير ما بأنفسنا سيغير العالم أحوالنا


المزيد.....




- حذره من -مصير- صدام حسين.. وزير دفاع إسرائيل يهدد خامنئي
- العاهل الأردني: العالم يتجه نحو -انحدار أخلاقي- أوضح أشكاله ...
- العاهل الأردني: هجمات إسرائيل على إيران -تهديد للناس في كل م ...
- الجبهة الداخلية الإسرائيلية تحذر: إيران غيرت طريقة هجومها وم ...
- -أكثر من مجرد مدينة-.. ما أهمية الضربات الإيرانية على هرتسيل ...
- خيارات إيران أمام هجمات إسرائيل.. ردّ استراتيجي نعم لكنه أيض ...
- الإسرائيليون في مواجهة الصواريخ الإيرانية.. مغادرة للخارج ...
- بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنيا ...
- لقطات لمجزرة ضد منتظري المساعدات الإنسانية في خان يونس
- شاهد.. رد فعل ميلوني على همسة ماكرون في قمة السبع يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إقبال الغربي - بشرى البشير و ردود الفعل السيكوباتية