أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد محمد مصطفى - قصة قصيرة بعنوان المعبر














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان المعبر


ماجد محمد مصطفى

الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 23:14
المحور: الادب والفن
    


بدا الحنق على الحشد الذي لم يتجاوز ثلاثون شخصا لدى سماعهم صوت امر((لن يتقاضى دينارا واحدا كل من يعود الى بيته)). الشاحنة التي كدست فيها بضائع مختلفة النوع والحجم، افرغت حمولتها بتبادل اغاني شعبية.. حيث يتم تهريب كل شيء عدا البشر طبعا.
ومن جديد تحركت الشاحنة فارغة هذه المرة في نفس الطريق الزلق تنثر اطاراتها الوحل فيما انظار تتبعها مغبة الانزلاق والسقوط المريع، لذلك انفلتت تئن بصخب عبر سفوح ضيقة نحو قمة الجبل حيث شريان مواصلات متهالك بدوره.
الوحل والطين المتراكم في ظل طبيعة قاسية كأنها احتوت فقط هؤلاء الرجال.. الوحل الذي غاصت فيه احذية ثقيلة تجرها ارجل متعبة صوب استراحة او اغفاءة لالتقاط الانفاس والتفكير في البقاء او العدول عنه لافراغ شاحنة اخرى ربما لن تأتي.. عكس الطين جدلية الخلق مرة اخرى.. في البدء كانت الارض خربة.. بشر جبلوا من الطين، بعثوا من جديد.. المنطقة ووعورتها وانعزالها في قعر الجبل بالضبط وانسياب نهر صغيراقرب الى الجدول تؤكد فصل الشتاء في دورته الطبيعية، شتاء حل بالفعل في بقعة نائية لاتتجاوز عشرات الامتار شهدت فصولا من حكايات ليلية دافئة رغم عدم ارتقائهاالى ما في الذاكرة من قدسية الحدود والسيادة التي اودت بالكثير الكثير من االضحايا، مجرد نهر صغير اشبه بالجدول لدى النظر اليه من مكان مرتفع تم تحديد منتصفه حدودا فاصلة بين الجانبين وجسر اكتسحت بالدبابات اثناء الحرب ودمر نصفه لاحقا، النصف القريب من منتصف النهر بالضبط علامة للفصل والملكية والسيادة الواهمة الهلامية.
صدى الرشاشات وهي تصوب من البعيد لاحراق البضائع المكدسة في الجهة المقابلة لم يسفر عن حدوث حرب بين الجانبين وبما لايفهمه سكان القرى المتجاورة بلغتهم الواحدة وعاداتهم وتقاليدهم العريقة.. حول سيادة الدولة وكراماتها.. فلقد خبروا ظهور العسكر ببزته ايذاننا بالخطر والموت لذا يسارع التجاءا الى مناطق اكثر امانا.. مناطق لم تقصف بعد، العسكر بالنسبة اليهم حدودا لايمكن تجاوزه.. خبروا ذلك من تجارب السنين.. ففي احسن الاحوال سيل من الاسئلة بلغة ركيكة واجوبة قروية متلعثمة تضمن النجاة والسلامة.. وحدها الطيور لاتعرف الحدود وقدسيته.. تسبح وتطير كيفما شاءت دون رقابة او ضريبة لدولة.
شاحنة اخرى قادمة وقدم على الكابح مغبة انزلاق مريع الى النهر، وماقي متوجسة تستجدي العمل.
في الجانب المقابل.. العملية نفسها لكن البغال تقوم بالدور الاكبر في مسار منظم بعيد وقريب عن انظار الدولة.. العملية ذاتها في الجانب المقابل.. لكن حينما يعودون مساءا تفوح منهم رائحة وقود السيارات الارخص والاغلى بحساب الضفتين.
الشتاء الذي حل بالفعل في دورته الطبيعية سيعجل لنهر قول كلمته ايظا ما معناه تعليق العمل لاسبوع او اكثر.. والتفرغ للانتظار والملل.



#ماجد_محمد_مصطفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد محمد مصطفى - قصة قصيرة بعنوان المعبر